أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ـ1















المزيد.....

لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ـ1


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. حيثيات القضية
تعيش اليوم اربعة دول عربية في الشرق الاوسط ( العراق وسوريا ومصر ولبنان ) حالة مزرية ومخيفة من الانحلال والتخلف بكل تجلياته واشكاله (السياسية والاقتصادية و الادارية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والبيؤية). انها في حاة انعزال شبه تام عن العالم المعاصر وعن محيطها الجغرافي الذي تتوسطه بين الشرق الاسيوي والغرب الاوربي محدثة فراغا حضاريا جعلها مرتعا للاطماع الدولية والاقليمية وفريسة للميليشيات للتيارات الدينية والحركات السلفية والايديولوجيات الفاشلة.
تاريخيا كانت هذه الدول الاربعة دوما هي منطقة اللقاء بين حضارتي الشرق والغرب، اغنت كلا منهما كما هي اغتنت منهما ، وكانت مدنا مثل بغداد ودمشق والقاهرة وبيروت هي مراكز التحضر في العالم حتى عصر النهضة الاوربية الذي بدأ في القرن الرابع عشر. اتت القرون الخمسة التالية من سيطرة التخلف العثماني عليها ليدمرها ويحولها اطلالا فوقها ركام متراكم من التخلف والانفصال الكلي عن العالم وعن دورها السابق فيه.
انه لأمر مدهش حقا ان هذه الدول عادت من جديد للحياة خلال سنوات معدودة وبسرعة مدهشة و استعادت عافيتها على يد دول اقامها الانكليز والفرنسيون "الاستعمار" بعد دخولهم اليها اثر هزيمة وانحلال الدولة العثمانية في الحرب الاولى. اسست هذه الدول على يدهم و اصبحت تحكم وتدار تحت دساتير وقوانين تمثل مفاهيم الفكر الاوربي الذي اتى به المستعمرون معهم وتمت اقامة نظما اقل مايقال عنها انها شبه علمانية وشبه ديمقراطية قائمة على القوانين المدنية وليست شرائع دينية ، وتم تشكيل البرلمانات واجازة الاحزاب وحرية الصحافة ، كما وانشات المدارس بديلا للتعليم الديني والجامعات للتعليم العالي وكلاهما ذو منهج علماني. لقد استطاعت هذه الدول الناشئة نفض غبار التخلف العثماني المتراكم منذ خمسمائة عام خلال عشرين او ثلاثين سنة فقط ، ارجعت دماء الحياة في عروقها من جديد وتحولت بغداد والقاهرة ودمشق وبيروت الى مدنا شبه اوربية متحضرة تنعم بالحيوية والنشاط بعد سبات طويل. ربما يعود الامر لتفاعل امرين ذلك الخزين الحضاري الكبير الذي ورثته هذه المجتمعات من تاريخها في جيناتها من مساهماتها التاريخية في التحضر الانساني مع ماجلبه معه الغرب (الاستعمار) من مفاهيم حضارية جرى تقبلها سريعا لوجود علاقة تاريخية بينهما وادت لتفاعل سريع ومنتج ومفيد. اتى الاستعمار بمفاهيم جديدة طورتها الحضارة الاوربية في تنظيم وادارة الدول والمجتمعات الحديثة القائمة على مبادئ العلمانية والحريات والنظم الديمقراطية ، واستفادت منها الدول الجديدة الولادة وقامت على نشاتها هذه الاسس. ان خطوات التحضر السريع والعمران وتطور الثقافة والمسارح والفن ومنتديات الادب والفكر والصحافة شكل اهم معالم مدنها، ورافقها بدايات التطور الاقتصادي الحديث والتوجه لمعرفة اساليب حضارة الغرب في الادارة والتنظيم ، وبها استطاعت تحقيق هذه القفزة المدهشة حقا خلال سنوات قليلة نسبيا لطول فترة غيبوبتها وقلة مواردها. انه بلاشك كان تفاعلا ناجحا بين تاريخ حضاري قديم مع مفاهيم حديثة في اسس بناء الدول وتنظيم حكمها وادارة مجتمعاتها وسبل تطوير اقتصادها تلك النظريات المجربة التي نجحت في اوربا وجلبها المستعمرون معهم. واني استخدم مصطلح المستعمر هنا بمعناه الايجابي فنحن بدورنا كنا استعمرناهم في الاندلس وجلبنا لهم المعرفة والفلسفة والتعايش بين الاديان والامم ، وهم ارجعوا لنا الجميل، هكذا يبدو الامر ، فالمصالح متبادلة هم يبحثون عن نفوذ واسواق، ونحن نبحث عن اسباب المعرفة والتمكن مما انجزوه، تماما كما كان الامر في الاندلس وبادوار معكوسة ، وهذا هو جوهر التفاعل بين الحضارات، دفعته غالبا المصالح لطرف لمنافع للاخر، منها ايقاظ القوي القادم للضعيف النائم .
بعد ثلاثة عقود قليلة من التحضر والتقدم السريع ، ومع بدايات نضج التراكم للنهوض الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الواسع، حدثت فجأة انتكاسات متتالية جاءت بها كوارث انقلابية بحلول منتصف القرن الماضي، ومنها بدأت مرحلة التراجع والتي لازالت مستمرة حتى اليوم . انها اقامت نظما ديكتاتورية قوضت النظم الدمقراطية الناشئة و قطعت شريان التطور للحياة الديمقراطية والاجتماعية، وجعلتها تنزف تدريجيا كل ما تم انجازه خلال النصف الاول من القرن. انها ارجعت المدن الاربعة من جديد اطلالا ، وأضحت اليوم تعيش في صحراء يسودها الفقر والاستبداد والتخلف . لقد اضمحلت دولها وفاق تراجعها كل المؤشرات المعروفة في العالم، فهي تتصدره بأهم مؤشرات الفساد الاداري ، والاستبداد والقمع السياسي ، وتصدير المهاجرين بما فيهم خيرة شبابها واكثرهم طاقة وتنورا خارجها اما هروبا من القمع اوالخوف من التصفيات او انعدام الفرص امامهم في دول فاشلة مفلسة فكريا وثقافيا واقتصاديا ولايسودها غير التخلف والقمع.
يقف وراء هذا الدمار الكارثي الهائل والمخيف لكيان دولنا ومجتمعاتنا والذي ينهش باجسادها منذ سبعين عاما، مرض يشبه مرض الطاعون، الذي كما قرأنا ، اصاب دولا ومدنا ودمرها في القرون الوسطى. انه طاعونا من نوع اخر ذلك الذي اصابها تصح تسميته "الطاعون الايديولوجي" الذي ادى لنفس الدمار الذي احدثه الطاعون الوبائي في مدن القرون الوسطى. واذا كان الاخير قد عزل تلك المدن قبل ان يدمرها، فالطاعون الجديد قام بنفس الدور، عزل دولنا ومجتمعاتنا عن العالم المعاصر وحضارته وقوانينه اولا ثم بدء بتدميرها من الداخل، وهذه اهم نقاط التقاطع بين الطاعونين.
ان المتهم بالطاعون الايديولوجي هي ثلاثة تيارات ايديولوجية عقائدية: القومية العربية والماركسية السوفياتية والسلفية الدينية . التقت هذه التيارات على مشترك واحدا : عزل دولنا ومدننا ومجتمعاتنا عن حضارة اوربا والعالم على اسسها ومفاهيمها وفق نماذج مجربة ناجحة في بناء الدول على اسس العلمانية ، ونظم الحكم الديمقراطية والحريات الاجتماعية ، وتنمية الاقتصاد الاستثماري اساسا لتطوير قدراتها الاقتصادية وثرواتها وزيادة رفاه مجتمعاتها منه.
لقد قامت هذه التيارات الثلاثة بعزل وحرمان مجتمعاتنا عن اقامة دولها وفق المبادئ الديمقراطية في الحكم وحجبت نظمها الحريات الاجتماعية والفكرية وقمعها ،وقامت بتدمير الاقتصاد بمحاربة الاستثمارالخاص في تطويره و بسيطرة نظم الديكتاتوريات عليه. انها حاربت هذه المبادئ الاساسية من التحضر الاوربي والانساني وقمعت شعوبنا عن المطالبة بها وسمتها تارة أدوات الاستعمار واخرى امبريالية او صهيونية او صليبية، وتحت هذه الشماعة حاربت مطالب شعوبنا باقامة نظما ديمقراطية متحضرة وقمعت حرياتها ودمرت كيانها الاقتصادي وحرمتها على مدى سبعون عاما من التطور، بل عكسه نحو الانحلال والتخلف والتحلل.


2. لائحة الاتهام لأدوار التيارات الثلاثة في تخلف دولنا وتراجعها
يتحمل كل من هذه التيارات الايديولوجية اللاديمقراطية الثلاثة ( القومية ،الماركسية، الدينية) دورا معينا يتناسق مع اطروحاتها ساهم في التدمير والتخريب وعزل دولنا ومجتمعاتنا عن التقدم الحاصل في العالم. ويمكن ايجاز ادوارها وفق فترات تاثيراتها المتعاقبة في الحياة السياسية والاجتماعية للدول الاربعة وشعوبها. بدأ التاثير الاول من الدور الانقلابي للفكر القومي العروبي ، حيث كان البادئ بالانقلابات في مصر وتقويض النظم الديمقراطية وأقام نظم الديكتاتوريات القومية العسكرية مكانها في سوريا والعراق، ومنه بدأ التدمير الفعلي لدولنا الناشئة. يليه الماركسي السوفياتي الذي تحول تحت الضغط السوفياتي للتحالف مع هذه الانظمة خدمة لتمرير المصالح السوفياتية لتوسيع نفوذه في الحرب الباردة ليحل محل الغرب في المنطقة ، ومنها بدء بتبييض صفحة ووجه ناصر ونظم البعث امام شعوبنا انها نظم تحرر تقدمية معادية للامبريالية . كما قام بتدريبها الفكري على تدجين النمط السوفياتي في هذه الانظمة ، خصوصا في جمع الديكتاتورية في الحكم والسيطرة على الاقتصاد الوطني بقرارات التأميم وبتصفية الراسمالية الوطنية، اي احكام مطبق للسلطة الديكتاتورية على المجتمع والاقتصاد، وهو ماقام به ناصر وتبعه نظامي البعث في سوريا والعراق. ثم جاء دور السلفي والولائي الديني ليكون الوارث لهما بعد فشلهما ، ليستمر برفع راية محاربة الامبريالية والغرب الكافر بعدهما وعزل شعوبنا عن العالم نهائيا، ولأنهاء ماتبقى من انقاض لهذه الدول وارجاعها لما قبل التاريخ واعدادها للاحتفال باليوم الاخر.
سيتم طرح لائحة بمواد الاتهام ادناه ، وسيتم طرح تفاصيل الممارسات التي تثبت هذه التهم وتوضح مدى تأثيراتها المخربة على دولنا ومجتمعاتنا في ملحق منفصل وذلك بطرح ماحصل في كل من الدول الاربع من تدمير منفصلا بوقائعه وتواريخه.

أولا : لائحة الاتهامات الموجهة للتيارالقومي العروبي
1. قامت هذه الايديولوجيا الشعبوية بكل الانقلابات العسكرية في ثلاثة دول هي مصر وسوريا والعراق ودمرت بها اسس الدول من خلال تدميرها للنظم الديمقراطية البرلمانية التي كانت فيها بمؤسساتها ودساتيرها التي ضمنت الحقوق والحريات العامة .
2. اقامت هذه الايديولوجيا نظما ديكتاتورية مستبدة منعت الاحزاب والحريات الفكرية ومارست القمع ضد جميع التيارات السياسية والفكرية المخالفة لها واقامت سلطة المخابرات والمباحث والامن للقيام بالتصفية للمعارضين ولممارسة القمع على المجتمع وحرمت مثقفيه وصحافته من نقد السطات وممارساتها او سياساتها الخاطئة ودمرت الحياة الفكرية وممارسة الحريات في محتمعاتنا.
3. قامت النظم القومية بتتويج عساكر على الحكم وتحويل الحكم المدني ليدار من مجالس عسكرية والقضاء الى محاكم خاصة بالتصفيات بالجملة خصوصا للمثقفين وللمعارضين السياسيين.
4. قامت النظم القومية بتدمير اقتصاد بلداننا من خلال اجراآت التاميم والقضاء على الرأسمالية الوطنية وشركاتها الناشئة ووضعت سيطرة الدولة عليهما لحذف دورها السياسي في المحتمع ومنه حرمت مجتمعاتنا من التنمية الاقتصادية وبدءت تتسرب الاستثنارات الى خارج دولنا التي حرمت من فرصتها من تطوير الاقتصاد الوطني الحر كما في باقي دول العالم.
5. ادت النظم القومية الى خسارة حربين مع دولة الكيان الاسرائيلي وفقدان اجزاء من دولنا لسيطرتها في الجولان والضفة الغربية رغم متاجرتها بالقضية الفلسطينية.
6. قامت بتدمير حضارة لبنان الديمقراطية واشعال حروبا اهلية بين مكوناته باسم القضايا القومية وشعارات مجابهة الصهيونية لتقويض لبنان وتدميره، بعد ان دمرت الدول الثلاثة بنفس اليافطات
7. مسؤولية النظم القومية في حجب مجتمعاتنا لمدة تصل الى خمسة عقود عن التنمية الحقيقية كانت دول العالم الثالث خلالها قد قطعت اشواطا بعيدة في التنمية الاقتصادية بعد ان كانت اقل تطورا من بلداننا.
8. حجبت مجتمعاتنا عن التفاعل مع العالم وحاربت مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات وغيرها من مفاهيم الحضارة الاوربية والعالمية تحت يافطة انها ادوات الاستعمار والامبريالية وبه حجبت تطور النظم السياسية في مجتنعاتنا ودولنا.

ثانيا: لائحة الاتهامات الموجهة للتيار الماركسي

1. ادخال بلداننا وشعوبنا في اتون حرب باردة لاناقة لنا فيها ولاجمل بين معسكرين متصارعين السوفياتي الشرقي والاميركي الغربي وجر المجتمع الى صراع واحتراب داخلي ذو لون خارجي واهداف دولية ادت لضحايا كثيرة وعرضت المصالح الوطنية للدمار بتحويل مجتمعاتنا الى ساحة حرب داخلية هي اساسا خارجية بين معسكرين يسعى كل منهم لمد نفوذه الجيوسياسي.
2. التحريض ضد النظم الديمقراطية البرلمانية الملكية في المنطقة ليس لاصلاح داخلي وتطويرالديمقراطية في عملية بناء وتطوير الدول والمجتمعات بل ضمن معركة سوفياتية لاجل مد النفوذ السوفياتي ووضع مصالح سوفيتية فوق المصالح الوطنية.

3. تبييض صفحة جرائم الانظمة القومية الديكتاتورية بعد ان طرحتها اولا انها انظمة رجعية موالية للغرب ودفعت شعوبنا ثمنا غاليا من التضحيات في معارك داخلية معها ظنا انها معارك وطنية لتكتشف انها جرت وفق مصالح سوفياتية بمجرد تحول نفس نظم ناصر ونظم البعث الديكتاتورية الى السوفيت فتحولت بقدرة قادر الى انظمة تقدمية معادية للامبريالية بينما هي انظمة ديكتاتورية قمعية معادية للحريات وللديمقراطية ولحقوق الانسان وضد التقدم الاجتماعي داخليا،اي مارست خداعا اجتماعيا للشعوب ذهب ضحيته عشرات الالاف من الابرياء في معارك كأنها وطنية ليجدوا انما هي لخدمة مصالح سوفياتية في النفوذ ادت لاحكام النظم الديكتاتورية القومية بقبضتها على شعوبنا ودحرا كاملا للديمقراطية التي نادت بها شعارا خداعيا للوصول لاهداف سوفياتية في مولاة انظمة له وابعادها عن الغرب لاغير.

4. تشويه ومحاربة الفكر الديمقراطي الاجتماعي برفع شعاراته ورفض محتواه المتمثل في محاربتها لفكر الحضارة النهضوية الاوربية منذ الثورة الفرنسية ووصمها انها فكر الدول الامبريالية واستخدام وسائل الدعاية السوفياتية في محاربتها وتسويق مفاهيم ودعايات كاذبة عن الحريات ونظم الادارة الديمقراطية وقيم الليبرالية الغربية كأنها ادوات امبريالية وهي جوهر معاركنا الديمقراطية مع الديكتاتوريات ومنه ساهمت بردم الوعي الديمقراطي المدني وحجزت مجتمعاتنا عن تجاربه الناجحة في اوربا والعالم ومفاهيم واليات الديمقراطية السياسية والاجتماعية من خلال محاربتها باسم محاربة الاستعمار والامبريالية.

5. ساهمت في تدمير اقتصادنا الوطني من خلال تعريب النموذج السوفياتي الاقتصادي وتسويقه للانظمة القومية الديكتاتورية العربية بالقضاء على الرأسمالية الوطنية من خلال التأميمات التي قام بها ناصر عام 1961 وعارف عام 1964 ومثلهما في سوريا، لاهداف السيطرة السياسية على المجتمع ، ومنه هروب الرأسمال الوطني وتوقف عجلة التنمية الاقتصادية الداخلية وتحويل دولنا الى فاشلة اقتصديا تحكم ديكتاتوريات قامعة يسودها الفساد البيروقراطي الحكومي السياسي والاقتصادي وهما اعتى آفتين ساهمت في بذرهما في دولنا ومجتمعاتنا وحولتها الى دول ومجتمعات فاشلة تتحكم بها طبقة وظيفية طفيلية استهلكت موارد بلداننا ومارست الفساد المالي والاداري ودمرت افاق التطور الاقتصادي الخاص لبلداننا وخنقت طاقات مجتمعاتنا الابداعية في التنمية الاقتصادية الذاتية كما في دول العالم المعاصر.

6. مهدت الطريق لصعود السلفية الدينية وزيادة حجتها ونفوذها ضد حضارة اوربا والغرب من خلال دعاياتها السوفياتية الايديولوحية ضد الحضارة الاوربية والغرب عموما بمفاهيمه وقيمه ونظمه في الديمقراطية والحريات بوصمها بالاستعمارية الامبريالية وخلق حاجزا نفسيا واجتماعيا عند شعوبنا ومنه استفادت وبنت منه التيارات السلفية دعواتها وطروحاتها ان الاسلام وليس اوربا هو الحل، ولازال ولليوم يشترك هذا التيار الماركسي مع السلفي في محاربة مفاهيم الحضارة الاوربية ووصمها بالامبريالية رغم ادعاء هذا التيار انت علماني ولكنه في الواقع علماني لخدمة السلفية الدينية.

ثالثا: لائحة الاتهامات الموجهة للتيار الديني (السلفي والولائي)
1. تسييس الدين وهو عقائد روحانية ربانية مرتبطة بتراث مجتمعاتنا وقيمها الاخلاقية فقمتم باهانتها وتدنيسها بتسيسها وفقا لمصالح السياسية ومنه دمرتم دور الدين الاخلاقي
2. ممارسة الارهاب الاجتماعي والاغتيالات السياسية ووسائل التآمر والانقلابات والقتل لتحقيق مصالحكم باسم الدين ومنه حقرتم الدين الذي تدعونه باهم قيمه وقيمته الاجتماعية
3. فرخت منظماتكم الاخوانية القاعدة وداعش التي دمرت مدنا وابادت الاف السكان الابرياء وفرخت منظماتكم الولائية ميليشيات الذبح والنهب والحروب الاهلية وكلاكما وجهان للارهاب الاجتماعي الذي دمر وقتل مئات الالوف في العراق ومصر وسوريا وليبيا والجزائر واليمن والسودان .
4. تقسيم مجتنعاتنا المتسامحة دينيا واجتماعيا واثارة النعرات الانقسامية والطائفية والحروب الداخلية والاهلية وتدمير المجتمعات داخليا ببث افكار الكراهية والتفرقة الدينية والطائفية داخل الجسم الوطني الواحد
5. تعملون على ارجاع مجتمعاتنا ودولنا للقرون الوسطى ونحن في عصر تفتخر فيها المجتمعات بانجازاتها الحضارية وتطورها العلمي وثقافة التفتح الانسانية وتقبل الاخر وبناء دولا عصرية تكفل المساواة وحرية ممارسة العقائد الدينية والوضعية لجميع مواطنيها وبمعاداتها عاديتم مصالح شعوبنا وعاديتم الله الذي دعا الى اخوة الانسانية منه دوركم الارهابي في دفع مجتنعاتنا للتخلف .
رابعا: لائحة اتهام مشتركة للتيارات الثلاثة
1. ساهمت بايقاف عجلة التقدم الاجتماعي والاقتصادي واضعاف بل وتدمير دولنا وسيادتها وكيانها الوطني على مدى سبعون عاما وارجعتنا الى مصاف الدول الفاشلة المتخلفة والمنحلة ،بينما شهدت هذه الفترة صعود دولا كانت اقل تحضرا ولم يسمع بها التاريخ مسبقا مثل ماليزيا وكوريا وسنغافورة ودبي ناهيك عن صعود عشرات الدول الزراعية مثل تركيا والهند وغيرها الى مصاف الدول المتقدمة خلال هذه الفترة.
2. الاشتراك بمنهج واحد في بث الدعاية والتشويه امام مجتمعاتنا بالحضارة الاوربية بمفاهيمها العلمية والتحررية وطرحها انها استعمارية وامبريالية خدمة لمصالح سياسية ايديولوجية بالضد من مصالح مجتمعاتنا التي تحتاج مفاهيم الحضارة الاوربية لبناء نظم ديمقراطية وحريات اجتماعية رصينة ومجتمعات وطنية متماسكة واقتصاد مبني على انجازات العلم والادارة الحديثة وبه ساهمتم في تخلف مجتمعاتنا وعزلها عن العالم المتحضر.
3. الاشتراك في ادلجة العسكر والتأليب على الانقلابات والقيام بالاغتتيالات للمثقفين والسياسيين والمتنورين والنشطاء وتقويض الحياة الديمقراطية وعسكرة المجتمع واقامة الميليشيات العسكرية التي دمرت دولنا ومجتمعاتنا.
يتبع في القسم الثاني طرح حيثيات الدفاع والرد عليها .
تم تدوين هذا المحضرعن لسان الشعوب المغدورة الاربعة يوم 9/05/2023
د.لبيب سلطان



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوانين الثلاثة لبناء الدول المعاصرة والامم الناجحة
- جذورتحول الجمهوريات الثورية الى ميليشياوية
- في علاقة النظم السياسية بنظم الذكاء الاصطناعي
- الغزو الاميركي للعراق ـ3
- الغزو الاميركي للعراق 2
- الغزو الاميركي للعراق ـ1
- في رحيل الاخ الصديق ابراهيم الحريري
- نحو خلق ثقافةعربية علمانية جديدة متحررة -2
- نحو خلق ثقافة عربية علمانية جديدة متحررة من العقائدية
- فهم الله وألدين والعلمانية اولى خطوات الاصلاح العلماني العرب ...
- العوامل الدولية في اخماد انتفاضة اذار 1991 الخالدةـ وفق دفات ...
- فهم الله اولى خطوات الاصلاح العلماني العربي-1
- باخموت ..المدينة الصغيرة التي دخلت التاريخ
- قراءات في مستقبل حرب بوتين على اوكرانيا -2
- قراءات في فهم حرب بوتين على اوكرانيا -1
- العلمانية النظرية وزيف العلمانية العربية -2
- العلمانية النظرية وزيف العلمانية العربية -1
- من ذاكرة طفل عن فاجعة 8 شباط 1963
- بحث في نجاح النظم الملكية وفشل الجمهورية في العالم العربي
- فهم حضارة الغرب لمواجهة الاصوليات الشعبوية ـ3


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ـ1