أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - قطع الرأس سمة ثقافية














المزيد.....

قطع الرأس سمة ثقافية


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


تاريخياً، لم تقم أي حضارة في شبه الجزيرة العربية، سوى ما ذُكر في الأساطير عن اليمن. كانت هناك ثقافات، ومن سماتها قطع الطريق والغزو ومهاجمة القوافل لشح الموارد، وطبيعة سكان يتوجسون من قسوة البيئة والآخر، وكان ذلك يرد ذكره في الشعر على انه فخر ورجولة، لكن العرب حددوا ثلاثة شهور حُرم تمنع فيها هذه الاعمال الفخرية، حتى يستطيعون تأمين قوافلهم من وإلى الهلال الخصيب!
لم تخرج الدعوة المحمدية عن هذا الإطار الثقافي، بل انها كسرت الشهر الحرام/رمضان في غزوات، وتجاهل الداعي شخصياً عرف الخروج على قبيلته فحاربها، وروى أن الملائكة حاربت معه. اقتباس واضح من اليهودية، لكنه لم يقتبس أسطورة توقف حركة الشمس، مثلما حدث مع يشوع حتى تنتهي معركته مع اعدائه.
هذا الموروث الثقافي حل أينما حلت الدعوة المحمدية، ولم تستطع الحضارات تهذيبه أو تحسينه أو منعه، لسبب بسيط هو نزوله من السماء، والقشرة الحضارية في الشرق الأوسط، التي خلقها من قيل عنهم مستعمرون زالت بمجرد رحليهم، وعادة ريما إلى ما هو أقبح من عادتها القديمة.
المحمديون يريدون العيش في كل الدنيا وفق ثقافة عصر رسولهم، الذي اقتبس من المجتمعات والاديان الأخرى، فهم يرون في الثياب التي اقتبسها رسولهم من الحضارة الأشورية فرضا دينياً، وهم الجماعة الوحيدة تاريخياً التي قالت أن الثياب فرض ديني! وهذا الفرض يصون حرية المرأة وعفتها، كما يدّعون، لكنه في واقع الأمر علامة تمييزهم واستقلاليتهم عن أي مجتمع يعيشون فيه. بدأت المجتمعات تدرك ذلك.
فرنسا بلد علماني، لكن المحمديين يريدون العيش فيه وفق ثقافة صحراء الدعوة، وبما انهم ما يزالوا في مرحلةالضعف وقلة العدد (10% من سكان فرنسا) يستخدمون الاحتيال على الديمقراطية أحياناً، وشرعة الصحراء أحياناً أخرى.
حكايات شرعة الصحراء الدامية كثيرة، ومنها ما غيّر سيكولوجية الشعب الفرنسي تجاه المجتمع المحمدي فيه مثل حكاية قطع رقبة المدرس صمويل باتّي، والحكاية الأحدث هي مراوغات الاسابيع الأخيرة في المحاكم، بعد منع الحجاب في المدارس بقرار حكومي أيدته المحكمة العليا بحكم نهائي لا استئناف عليه.
الرد على هذين القرارين كان خروجاً على الطريقة الصحراوية على قانون مديني، حيث ذهبت 300 طالبة مسلمة إلى مدارسهن بالحجاب في تحد سارفر للقانون، وحين منعتهن إدارات المدارس من الدخول حتى يغيرن الخيم التي يرتدينها، وافقت الطالبات ما عدا سبع وستين طالبة (هم الأشد تزمتاً)، بل هدد والد إحداهن في كليرمون/فيران بقطع رأس مدير المدرسة، وقُبض عليه وسيحاكم في أكتوبر.
والمؤكد أن هذا التهديد العلني، يخفي تحفزات خفية لذئاب منفردة كثيرة، قد تضرب ضربتها في أي لحظة، حتى تخاف الحكومة وتغيّر قرارها.
إصرار فرنسا على علمانيتها واضح حتى اليوم، وإصرار المحمديين على فرض فروضهم والعيش بشروطهم أينما هاجروا واضح أيضا. والمتوقع بعد فشل كل هذه الحروب ذات القشرة الثقافية، بداية حروب أخرى، سيخسر الغرب فيها كثيرا لكنه سيربحها في النهاية لأنه الأقوى الذي يملك العلم ويصنّع التقنية.
خلق الغرب مشكلة رهيبة لنفسه بجلد الذات على فترات استعماره، رغم أن كل الحضارات فعلت ذلك، بل أن المحمديين فعلوا ذلك عندما كانوا الأقوى، ودولة مثل تركيا بنت أراضيها على أملاك المسيحيين.
آمن الغرب بالتعددية على انها قوة، وتعامى عن كل الدراسات وشواهد التاريخ أن المحمدي يستحيل أن يتوافق مع ما لا يوافق شريعته، أو حتى ثقافات صحراء الرسالة.
حروب قادمة تنتظر الغرب وليس فرنسا فقط.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باتريك زكي إرهابي بقرار من الدولة العميقة
- الفريد في رؤساء أميركا
- دارمانان: مهددون بالإرهاب الإسلامي السنّي
- حقوق المجرم أهم من أمن الوطن!
- تحويل البشر إلى أرقام
- تبصير في فنجان ترامب
- خنوعوفوبيا وليس إسلاموفوبيا
- نتائج نشر ديمقراطية أميركا!
- أول -رابعة العدوية- في أميركا
- نتائج تحريض دعاة الرولكس
- إمام المشعوذين والغرب غير البصير
- كريستوفر كولومبوس وعقبة بن نافع
- خواطر حول إمبراطورية في خطر
- ميلوني المتطرفة والقرضاوي المعتدل
- أوقفوا القطار لإقامة الصلاة
- رسالة لمارين لوبان في رئة كاهن
- رئيس نائم وزلق اللسان أيضاً
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو (2)
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو
- دور فاتيكاني سياسي مرفوض


المزيد.....




- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...
- مهرجان كان: الكشف عن قائمة الـ101 الأكثر تأثيرا في صناعة الس ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 70 مترجمة باللغة العربية بجودة HD ...
- السحر والإغراء..أجمل الأزياء في مهرجان كان السينمائي
- موسكو تشهد العرض الأول للنسخة السينمائية من أوبرا -عايدة- لج ...
- المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان
- تحديات المسرح العربي في زمن الذكاء الصناعي
- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - قطع الرأس سمة ثقافية