أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - الظمأ العراقي














المزيد.....

الظمأ العراقي


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 21:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقام الديوان الشرقي الغربي في مدينة كولون الألمانية يوم السبت 2 أيلول 2023، أمسية ضمن فعالياته عن البيئة والمتغيرات المناخية في العراق "مشروع سد الجزرة التركي" لقطع ما تبقى من مياه نهر دجلة عن العراقيين، قدمها الدكتور بدر الجبوري المختص بزراعة البلدان المدارية وشبه المدارية، محذرا من المخاطر المحيطة بالحياة الطبيعية في العراق ومشكلة التوازن البيئي في المستقبل القريب.
أشار د. بدر الجبوري أن العراق وضع في دائرة اخطر المناطق في العالم، عرضة لكوارث ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، نتيجة التغييرات المناخية التي تضرب الكرة الأرضية، بسبب الاحتباس الحراري، الناجم عن السلوك الخاطئ للإنسان، بفعل الحروب وأساليب الإنتاج وطرق التدفئة والتنقل التي تخلف كميات كبيرة من الانبعاثات الحرارية، على رأسها ثاني أوكسيد الكاربون. منبها لنوع اخر من المخاطر، تتعلق ببناء السدود اما لتفادي خطر الفيضانات، او استغلالها بالزراعة، او توليد الطاقة الكهربائية، او توفير فرص العمل، او حروب اقتصادية لتجويع الشعوب وارضاخها لسياسات لا إنسانية.
مضيفا ان تركيا ماضية بمخططاتها في بناء السدود، رغم كل ما يشهده العراق من مخاطر، أدت الى تغيرات بيئية، نتج عنها نزوح من مناطق كانت الى يوم قريب مأهولة بسكانها، الذين تمتد جذورهم الى آلاف السنين في مناطق الاهوار وعدد من القرى الواقعة على نهري دجلة والفرات والانهار المغذية لهما. هذا لا يبتعد عن سياسة ايران التي وصلت الى قطع اثنان وأربعين نهرا ورافدا كانت تصب في نهر دجلة ابرزها نهر الكراون، الذي ما عاد يصل منه شيئا لشط العرب، بتغيير مسارها الى الداخل الإيراني ومنه الى الخليج.
وصف الدكتور بدر ان المشكلة تتعلق ببلدين لا تحترم القانون الدولي، بالإضافة الى أن الأمم المتحدة لا تبذل مجهودا لحل تلك النزاعات، انما تكتفي بتوجيه النصائح بالتوصل لاتفاق منصف بين دول المنبع والمصب. لكن المشكلة الأكبر تتحملها الحكومات العراقية المتعاقبة منذ زمن الدكتاتور وصولا الى حكومة السيد محمد شياع السوداني، لأنها لم تبذل ما يكفي من جهود للوصول الى اتفاقات منصفة بين العراق وكل من تركيا وايران، خاصة إن الإمكانيات متاحة بامتلاك العراق لأوراق اقتصادية وجغرافية، فيما لو اتبعت لتمكنا من الوصول الى تكامل اقتصادي مع الجارتين، يتيح وصول المياه للعراق، قادرة على انعاش البيئة واستمرار تقاليد حياتية لمجتمعات تمتد جذورها في المنطقة لآلاف السنين.
ينبه الدكتور بدر الجبوري الأحزاب العراقية الماسكة بالسلطة، من مغبة الاستمرار بسياسة التبعية لتركيا وايران، مذكرا ان اخر البحوث العلمية تشير ان الاكديين اضطروا الى الهجرة بسبب حالة الجفاف التي اصابت بلاد ما بين النهرين، لانهم لم يكونوا قادرين على توفير المياه عصب الحياة. رابطا ذلك بمشروع تركيا في بناء سد الجزرة اذا ما انتهت منه، فانه قادر على قطع اخر قطرة مياه ستصل الى العراق، مذكرا ان تركيا اليوم ترسل خمس حصة العراق من المياه، لكنها مياه ملوثة نتيجة تشغيل توربينات توليد الطاقة الكهربائية، وهي ساعية الى تنفيذ سياستها الرامية الى "تبادل كل قطرة ماء بقطرة نفط".
اما الحلول التي يراها دكتور بدر الجبوري، فهي تتعلق بتوعية الشعب العراقي بالمخاطر الناجمة عن رضوخ الأحزاب الحاكمة لرغبات دولتي المنبع، وعدم تقديم حلول عملية في التفاوض معهما، وانشغالها بسرقة أموال الشعب، واهمال أساليب الزراعة الحديثة، واعادة تدوير المياه، واستغلال المياه الجوفية لزراعة الصحراء الغربية في مدن الانبار وكربلاء والسماوة.
ومن مداخلات جمهور الديوان أن أشاروا الى مخاطر ضياع الوقت في التوصل الى حلول جذرية، والاستفادة من القدرات العلمية للعراقيين من كفاءات داخل وخارج الوطن، مذكرين بتجارب مشابهة في افريقيا وامريكا الجنوبية والشمالية، خاصة هناك تجربة لدول الخليج العربي التي تمكنت بفضل التكنلوجيا الألمانية في تحلية مياه البحر، مشيرين ان نقل مياه البحر الى الأراضي الخصبة بواسطة مضخات وانابيب، من شأنها خلق توازن سكاني يخفف من الضغط الواقع على المدن الكبيرة، بدل الاهتمام بمشاريع غير مجدية مثل ربط السكك الحديدية مع ايران وايصال خط أنبوب نفطي الى ميناء العقبة، كلها على نفقة العراقيين، الأولى بالحكومة العراقية اللجوء الى توفير منظومات الري الحديثة لإبطال الحجة التي تتذرع بها تركيا، والشروع باستغلال المياه الجوفية في الصحراء الغربية، والبحث جديا بنقل التكنلوجيا الحديثة لتحلية مياه البحر.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حارق القرآن عراقي وحارق السفارة السويدية عراقي
- الحلقة الرابعة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي ...
- الحلقة الثالثة/ ماذا بعد مرور عام على المؤتمر الوطني الحادي ...
- الحلقة الثانية/ ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني ...
- ماذا بعد مرور اكثر من عام على المؤتمر الوطني الحادي عشر للحز ...
- كأس الخليج العربي 25 يذهب الى الفاسدين
- بانتظار نبي جديد او رئيس وزراء شريف
- مخاطر تحول الفعل الثوري الى مناسبة استذكاريه او احتفالية
- أسئلة بحاجة الى اجوبة
- قوى التغيير والوضع الراهن في العراق
- الفضائية العراقية والمفاهيم المغلوطة
- كيف نحقق حلم الوطن والدولة
- في الذكرى 88 دعونا ننقد نداء الحزب الشيوعي
- الحلقة الأخيرة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة السادسة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الخامسة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الرابعة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الثالثة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الثانية: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي ال ...


المزيد.....




- بعد إطلاق سراحه من قفص..شاهد كيف يلعب نمر سعيدّا بكرته الحمر ...
- جزائري يطعن شقيقته خلال بث مباشر على تطبيق إنستغرام
- الدولة الفلسطينية: كولومبيا تعلن فتح سفارة لها في رام الله
- شاهد: الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين مخلفاً 12 قتيلاً ودمارا ...
- -العدل الدولية- تحدد موعد إصدار قرارها بشأن الحرب في غزة
- بوتين مستقبلا الملك حمد بن عيسى: مواقف روسيا والبحرين متقارب ...
- سلطان عُمان في زيارة دولة إلى الأردن (صور)
- الجيش المصري يستخدم أسلحة روسية لاقتحام دفاعات العدو المفترض ...
- لأول مرة.. فيديو صادم يكشف تفاصيل جراحة زراعة الرأس المثيرة ...
- هجوم -صاروخي- يستهدف سفينة تجارية قبالة اليمن


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - الظمأ العراقي