أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - في الذكرى 88 دعونا ننقد نداء الحزب الشيوعي















المزيد.....

في الذكرى 88 دعونا ننقد نداء الحزب الشيوعي


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 05:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرة هي مقالات الذكريات التي تكتبها رفيقات ورفاق الحزب، حتى أولئك الذين ابتعدوا عن التنظيم لكنهم لا يزالون يتمسكون بتاريخهم النضالي في صفوف الحزب، محطات من النضال في سجون البعث المحظور، او في جبال كردستان ضمن حركة الأنصار الشيوعيون، قصص من التخفي والتنظيم السري، عذابات على يد الجلاد الهمجي، اغتصاب المناضلات كتقليد حيواني لا يعرف معنى الإنسانية، أطفال يلعبون في زنزانات السجون لان امهاتهم سجينات، تحمل الاهانات بعد ترك الحزب لكن دوائر الامن لا تصدق ذلك، مصاعب الحياة في الحصول على فرصة عمل ضمن دوائر الدولة او الحفاظ على الوظيفة بدون فصل لأسباب سياسية او نقل الى مناطق نائية كنوع من العقوبة، تحمل معاناة الاعتراف في سبيل البقاء على قيد الحياة، النظرة الداخلية في كل مرة يخرج فيها الشيوعي من دائرة الامن، الرضوخ الى تافه لأنه قادر ان يكتب تقريرا يرمي بالمناضل في غياهب السجن، قسوة الرفاق تجاه من اعترف في دوائر الامن. عذرا لمن لم اذكر طريقة معاناته لأنني لم اتعرف عليها، حتى الذين صعدوا اعواد المشانق او اعدموا رميا بالرصاص او في حوض التيزاب، عذرا للأمهات والزوجات والاباء والابناء فالقائمة طويلة جدا.
مع هذا الكم الهائل من المعاناة هناك من فلت منها وتحمل المسؤولية في سبيل استمرارية التنظيم بدون توقف، في نفس الوقت هناك من ترك التنظيم الحزبي لضغوط فوق طاقة تحمله، اما بسبب جور الجلاد والأجهزة الأمنية، او بسبب خلافات في وجهات النظر او خلافات شخصية مع رفيقة او رفيق قيادي، هناك من ابتعد بسبب المعاملة التي لم يتقبلها تجاه رفاق اخرين، هناك من تحمل المسؤولية ولم يحسن ادائها فتعرض للنقد والتجريح ولم تشفع له سنين نضاله ففضل الابتعاد، هناك من خان الأمانة، بعضهم فضح ونال العقوبة وبعضهم لم يترك دليلا فنفذ، بعضهم اتهم ظلما ولم يجد من يدافع عنه فكان الضحية، هناك المزيد من الأمثلة التي يصعب الحديث عنها، لكن الصورة الكاملة لا يمكن لاحد ان يؤطرها، لأننا نتكلم عن حزب عمره ثمانية وثمانين عاماً، تعرض الى ابشع أنواع الظلم والقمع والإرهاب الفكري والجسدي، حزب عمل معظم فترات نضاله متخفياً يتجنب أجهزة الامن القمعية، اما سنوات العمل العلني فهي الاخرى لا تخلوا من الاضطهاد الفكري والحسدي، بسبب تخلف عقلية الأحزاب الحاكمة ونهجها اللاديمقراطي.
اصدر المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي نداءً الى الرفيقات والرفاق المبتعدين عن التنظيم، يدعوهم للعودة الى العمل الحزبي، لما لهم من تجارب غنية وامكانيات فكرية وخبرة تنظيمية طويلة. النداء يهدف الى رد اعتبار أولئك الرفاق احتراما لتاريخهم السياسي والاستفادة من امكانياتهم في إعادة تنظيمات الحزب الى قدراتها والوقوف على اقدامها من جديد، بعد كل سنوات العمل العلني التي لم تسعف الحزب لأسباب موضوعية وذاتية في خلق تنظيما قويا قادرا على تنفيذ سياساته الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية.
النداء نسخة مكررة لما صدر عن المؤتمر الوطني العاشر للحزب. فلماذا هذا التكرار؟ هل نجح النداء الاول فكان من الفيد تكراره؟ ام انه قوبل بالإهمال من الرفاق المبتعدين فظهرت الحاجة لتكراره، هل كانت خطة تنفيذه ليست على المستوى المطلوب، فظهرت الرغبة في إعادة الكَرَ بأداء مختلف؟ بعد المؤتمر الوطني العاشر وصلتنا كقاعدة حزبية ندائه مع توجيه في ايصاله الى أولئك الرفاق ودعوتهم للعودة الى التنظيم. لا اذكر جيدا الخطط التي وضعت لتنفيذ النداء لكن اذكر انه لم يلق صداً إيجابياً، فالكثير من الرفاق المبتعدين كان يطالب بحلول فردية تنسجم وكل حالة، ولان القاعدة الحزبية ليست صاحبة قرار في تفكيك المشاكل المتراكمة ووضع الحلول لها، كانت النتيجة غير مشجعة وغير مرضية لكلا الطرفين.
اليوم وبعد انتهاء اعمال المؤتمر الوطني الحادي عشر اختلفت الرؤية في تنفيذ النداء الموجه لنفس الرفيقات والرفاق، فقد خَولَت اللجنة المركزية المحليات ومنظمات خارج الوطن، توجيه النداء باسم اللجنة المركزية الى الرفاق المبتعدين والعمل على تفكيك المشاكل وتزويدهم بالنشرات الداخلية التي تصدر عن المكتب السياسي واللجنة المركزية مثل أي رفيقة ورفيق لا يزال يعمل بالتنظيم، رغبةً منها في وصول النداء بجوهره الحقيقي وأهدافه المرسومة الى الجميع، اهداف تعكس ان الحزب لا يتخلى عن رفاقه، ولا يستغني عن خبراتهم، ولا يوجد رفيق افضل من آخر، ولا يهمش رأي احد بسبب الارتياحات الشخصية، فهل يكفي هذا النداء لعودة الرفاق المبتعدين عن التنظيم؟
في حوارات مع عدد غير قليل من الرفاق المستمرين في التنظيم، كانت الطروحات غير مشجعة في تنفيذ النداء وتحقيق أهدافه، لانهم يرون ان المشكلة لا تزال قائمة ولا يزال العديد من الرفاق المبتعدين يطالبون برد اعتبار من اعلى مستوى في التنظيم، اغلب هؤلاء لديهم مشاكل شخصية مع رفاق قادوا الحزب لسنوات طويلة، بعضهم لا يزال في مركز القرار على مستويات مختلفة. عدد من رفاق التنظيم يطرحون حلولا مختلفة عما تطرحه اللجنة المركزية، لانهم يرون ان النداء اصبح غير جذاباً، فاغلب من يتوجه لهم النداء وصلوا اعمارا متقدمة ولم يعد العمل التنظيمي يغريهم او يجدون ان اشكال التقدير والاحترام لا بد ان تأخذ منحاً اخر. مثلا عقد مؤتمر من قبل اللجنة المركزية يقام في بغداد وتوجه الدعوة الى الرفاق المبتعدين عن التنظيم للحضور، تطرح عليهم اشكالا مختلفة من العمل التنظيمي، كتكليفهم بأدوار نضالية جديدة مثل اجراء بحوث سياسية اجتماعية ثقافية، او إقامة دورات تطوير قدرات، او الكتابة في الاعلام لدعم نضال الحزب ونشر سياساته الجديدة، او اخذ دور الوسيط مع بعض القوى المدنية، او القيام بمهام مستشارين لقيادة الحزب، خاصة وان أولئك الرفاق من العيار الثقيل في مجالات اختصاصهم، في نفس الوقت تهيئ لجان للبحث في المشاكل الشخصية وسبل تذليلها، وهنا تظهر الحاجة الماسة الى منظمات خارج الوطن في تشكل تلك اللجان لما لها من علاقات واسعة مع أولئك الرفاق المبتعدين.
في المقابل اجد تكرار النداء لا يخلو من إشارة واضحة لحاجة الحزب الى رفاق النضال، يوازيها حاجة لا تتقاطع مع الأولى ترتبط في حاجة الوطن بهذا الظرف الصعب، لتظافر الجهود من اجل التغيير، خاصة وقد جاءت وثيقة المؤتمر الوطني الحادي عشر "قدما نحو التغيير الشامل" معبرة عن توجهات الحزب السياسية والاقتصادية والثقافية على مدى الأربع سنوات القادمة، في نفس الوقت اذا ما أراد رفاق النضال ان يؤثروا في سياسة الحزب ان يكونوا اكثر قربا، خاصة وان اللجنة المركزية فيها عدد كبير من الشبيبة بعيدة عن مشاكل الماضي، ما يدعوا الى تقديم كل العون لهم حتى ينجحوا في قيادة الحزب وتوسيع قاعدته الجماهيرية، كذلك فان الرفاق المبتعدين من الذين يجدون أسلوب تنفيذ مقررات المؤتمر الحادي عشر للحزب غير مقنع بالنسبة لهم، فرصة ان يؤثروا به عن قرب وفعالية.
في يوم تأسيسه الثامن والثمانين مجدا للشهداء
مجدا لمن صان اسرار الحزب
مجدا لمن تحمل المعاناة ولا يزال على درب النضال
مجدا لمن تحمل أنواع العنف الجسدي والفكري
مجدا لمن لا يزال يعتز بانتمائه الفكري للحزب
مجدا لمن يضع اليد باليد ويتعالى على آلامه
مجدا لشبيبة الحزب التي تحمل الراية وتستمر في النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الأخيرة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة السادسة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الخامسة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الرابعة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الثالثة: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- الحلقة الثانية: ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر ...
- ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي ال ...
- يا فرحةً اسم لأكثر من عنوان
- كيف وصل الحزب الشيوعي لقرار المقاطعة
- قراءة في الماكنة الانتخابية
- دراسة مقارنة بين مواد النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي و ...
- برنامج المحايد في منتصف الطريق
- الانتخابات البرلمانية هل ما تزال مبكرة وما هي مهام القوى الم ...
- رواية درويش للكاتب ماجد الخطيب
- هل كان قرار الحرب حكيما
- لا يمكن للمليشيات ان تلتزم بالقانون
- يا فرحة ما تمت
- دراسة في توجهات الرأي حول تصريح السيدة هيفاء الأمين
- مراقب الصف
- سياسيون عراقيون متخلفون


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - في الذكرى 88 دعونا ننقد نداء الحزب الشيوعي