أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلقة الأولى: مهام المؤتمر، يوم الافتتاح

انبثقت فكرة كتابة مجموعة مقالات عن المؤتمر الوطني الحادي عشر من أهمية المؤتمر نفسه في الجانب التنظيمي، كإنتقالة نوعية نحو التجديد، برزت بعد نضج تجربة صعود الشبيبة ورفع نسبتهم في اللجنة المركزية، ارتباطاً بدورها الكبير في انتفاضة تشرين وحجم التضحيات التي قدمتها. هي محاولة في اثارة النقاش حول ملاحظات، اما إنها لم تجد متسع من الوقت لنقاشها، او لم يجر الاهتمام فيها بطريقة مناسبة، إضافة الى الرغبة في المساهمة في اطلاع المهتمين لشأن الحزب على ما دارى في المؤتمر، انطلاقاً من الحاجة لإبراز نشاط الحزب، وان لا يكون المؤتمر حكراً على الشيوعيين، بدون الخوض في تفاصيل تعد من الاسرار.
في كل مؤتمر يعقده الحزب وفقاً للنظام الداخلي، يأتي محملاً بعدد غير قليل من القضايا، منها داخلية وأخرى خارجية. الداخلية ترتبط بالحياة الحزبية وما تعرضت له من احداث إيجابية وسلبية، بالإضافة الى حاجات ظهرت نتيجة العمل العلني رافقت التغييرات السياسية العامة في البلد، أصبح من غير الممكن الاستمرار بدون تنظيمها او وضع الحلول لها وفق النظام الداخلي للحزب. اما القضايا الخارجية فهي مرتبطة بالتغييرات السياسية التي عاشها البلد ان كانت عراقية او إقليمية ودولية انعكست إيجابا او سلبا على مواقف الحزب.
عقد المؤتمر الوطني الحادي عشر وهو محمل بالقضايا التنظيمية كمهمة أساسية تتعلق بإجراء تغييرات جوهرية على النظام الداخلي في جوانب عديدة منها، قِدَمُهُ وتأخره عن تطورات التكنلوجيا، وطريقة تنظيم الكسب الجديد، وحاجته ان يكون وحدة متكاملة من الناحية القانونية وشروط دائرة الأحزاب، الاعلام المركزي للحزب ووسائل التواصل الاجتماعي، اسلوب عقد وإدارة التحالفات السياسية، وتطوير الكادر الحزبي الوسطي والمتقدم، والديمقراطية كمفهوم وإمكانية توسيعها في العمل الحزبي.
اما المهام السياسية فكانت كبيرة لدرجة ان المؤتمر لم يتمكن من مناقشتها جميعا، خاصة وأنها ارتبطت بمفهوم التغيير الذي نسعى له، التمييز بين التغيير والإصلاح، العلاقة مع القوى المدنية والتشرينية، موقف الجمهور العراقي من العملية السياسية وانعكاسه على الانتخابات، العلاقات الخارجية مع الدول العربية والإقليمية والعالمية، وأخيرا البرنامج السياسي الذي يمكن للحزب ان يتخذه بهدف تقديم الخدمات للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية ونشر الحرية والديمقراطية.
عقد المؤتمر ببغداد يوم الأربعاء 24 حتى 27 تشرين الثاني 2021، وكان الافتتاح في صالة كبيرة بفندق فلسطين مرديان بحضور جماهيري كبير، القيت فيه الكلمات من قبل سكرتير اللجنة المركزية ورئيس الجمهورية بالنيابة ورئيس الوزراء بالنيابة وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني/عراق وعدد من الكلمات المرسلة والتهاني من أحزاب شيوعية شقيقة وأخرى عراقية وشخصيات اجتماعية مرموقة، عكست كلها تقدير واحترام تلك الأحزاب والشخصيات لدور الحزب ومساهمته في كتابة تاريخ العراق السياسي، وحجم التضحيات التي قدمها على طريق النضال من اجل وطن حر وشعب سعيد، كما قدم الشاعر عمر السراي باقة من القصائد التي نالت اعجاب الجمهور، اختتم حفل الافتتاح بعزف موسيقي لفرقة فنية من الشبيبة. ما يلفت النظر ان الجمهور تنوع بين الشبيبة والشيبة، ليعكس حالة تواصل بين الأجيال ظهرت بوضوح خلال أيام المؤتمر اللاحقة ومخرجاته.
في الجانب الإيجابي، وبالرغم من الظرف الزمني الصعب جاء عقد المؤتمر استحقاقاً تنظيمياً لتحديد سياسة الحزب بعد المشاركة الفعالة في التظاهرات المطلبية قبل وخلال انتفاضة تشرين التي غيرت الصورة السياسية للعراق، قدم الحزب فيها عدد من الرفاق الشهداء والجرحى ليعلن انتمائه الحقيقي للشعب العراقي بوجه نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، متوجا هذا الموقف باستقالة مندوبي الحزب من البرلمان والخروج من تحالف سائرون، احتجاجا على قتل المتظاهرين واللجوء الى العنف بالسلاح الحي من قبل الحكومة والمليشيات الحزبية، انعكس على شكل دورٌ ايجابي في محاولة جمع القوى التشرينية حول منهاج سياسي واضح وتعريف للمفاهيم التي يرفعها المتظاهرون في محاولة لتقريب وجهات النظر والانطلاق من المشتركات، متوجاً ذلك بقرار مقاطعة الانتخابات التشريعية بعد استفتاء داخلي شمل القيادة والقاعدة الحزبية، في وقتٍ كانت الماكنة الاعلامية الحكومية والحزبية والدينية تدفع باتجاه المشاركة الواسعة، لفرض فكرة حصر الديمقراطية والعملية السياسية بالانتخابات، وما ينتج عنها كإنه تفويض شعبي للقوى الفائزة في انتهاك حقوق الانسان وممارسة الفساد وإلغاء الحريات وتشريع القوانين بالعكس من مصالح الشعب العراقي او حتى تعطيل تشريع القوانين المهمة.
مع انطلاقة المؤتمر كانت تأمل قاعدة الحزب أن يظهر الحفل الافتتاحي بشكل منظم وجميل وجذاب، حتى ينسجم مع التاريخ الثقافي والفني والادبي للحزب الشيوعي العراقي. لكن الشكل الفني الذي ظهر به الحفل كان خالياً من عاملي الجمال والابهار، ما يعكس ضعف الرؤية والقدرة التنظيمية لحفل بهذا الحجم وما يمكن ان يعود على الحزب من مكاسب متعددة. اما الفرقة الموسيقية كانت ضعيفة ولم ترتق الى مستوى الحدث، ولم يرافقها مطرب، على عكس مما جرى في المؤتمرات السابقة التي احيا حفل افتتاحها مطربين بارزين مثل جعفر حسن وصلاح حسن، او حتى فرقة متبناة من قبل الحزب، فكان البديل بعد اعلان اختتام الحفل ان غنى عدد من الرفيقات والرفاق بشكل جماعي أغاني الحزب التي اعتدنا ان نغنيها كلما تجمعنا. في جانب اخر لوحظ ان عدد المدعوين فاق استيعاب القاعة، فيما وصلت اعداد الواقفين على الجانبين والخلف أكثر من المائتي مدعو. قد يكون هذا مقبولا في الأوضاع الطبيعية لكن في ظروف جائحة كورونا كان خرقا صحيا لا يمكن القبول به. وبالرغم من وقوف عدد من الرفيقات في مدخل القاعة يرحبن بالضيوف ويقدمن الكمامات لمن حضر بدونها، لكن الاغلب الأعم لم يلتزم بارتدائها، قد يفسر ذلك ان الشيوعيين أبناء مجتمعهم، وهذه ثقافة مجتمع يجنح الى كسر كل القوانين والقواعد، ومهما تميز الشيوعيون عن باقي المجتمع ثقافياً فانهم لن يبتعدوا كثيراً عن سلوكياته، ما يتطلب من المنظمين صرامة أكثر في الحفاظ على ضيوفهم.
ان فقر الحفل الفني وضعف التنظيم يطرح مجموعة أسئلة مهمة: هل تراجع اهتمام الحزب بالجانب الفني، ام حصل تراجع عام بذائقة المجتمع؟ هل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة كانت عائقا امام تطور الفنون، ام الحزب في ظروفه التنظيمية والاقتصادية الصعبة غير قادر على تبني المواهب الشابة؟ هل أصبحت الفنون الضحية الأولى في زمن أحزاب تدعي الإسلام؟ هل العادات والتقاليد التي جرى توطينها منذ الحملة الايمانية للنظام المقبور وما تلاه بعد سقوط الصنم واحتلال العراق تمثل تحدٍ حقيقي امام الحزب والطاقات الشابة في اكتشافها وتنميتها؟ اعتقد جازما أن الحزب يتحمل مسؤولية كبيرة في تطوير الفنون ولو في إطار محيطه، فالإمكانيات متاحة بالرغم من الصعوبات. إن ضعف التنظيم مهما كانت الأسباب ينعكس سلباً وبشكل تلقائي على دور الحزب وسط الشبيبة، ما يؤدي الى تراجع اعداد المبدعين المحيطين به. هذه الأسئلة من المهم ان توضع امام اللجنة المركزية الجديدة للبحث بها وإيجاد الحلول المناسبة مهما كانت التحديات.
المقال القادم عن الجلسة الأولى في اليوم الأول للمؤتمر.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا فرحةً اسم لأكثر من عنوان
- كيف وصل الحزب الشيوعي لقرار المقاطعة
- قراءة في الماكنة الانتخابية
- دراسة مقارنة بين مواد النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي و ...
- برنامج المحايد في منتصف الطريق
- الانتخابات البرلمانية هل ما تزال مبكرة وما هي مهام القوى الم ...
- رواية درويش للكاتب ماجد الخطيب
- هل كان قرار الحرب حكيما
- لا يمكن للمليشيات ان تلتزم بالقانون
- يا فرحة ما تمت
- دراسة في توجهات الرأي حول تصريح السيدة هيفاء الأمين
- مراقب الصف
- سياسيون عراقيون متخلفون
- يبقى الحال على ما هو عليه
- حملة تشويه للتظاهرات
- بيادق البرلمان القادم
- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا تستضيف الرفيق حسان عا ...
- المواطن العراقي كرة جوراب بين هذا المتنفذ وذاك
- مناقشة لرؤية د. فارس كمال حول التقارب المدني الصدري
- نفس الوجوه الكالحة ونفس الضحايا


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - ملاحظات مندوب الى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي