أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عزاء ..!!















المزيد.....

عزاء ..!!


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 22:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بنت شقيقتى ( عهود سيد عبد الله ) كتبت فى رثاء والدها يرحمه الله جل وعلا :
( في رثاء أبي الغالي : ...
يقول الحق سبحانه وتعالي
﴿ لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾
أحسبك يا أبي من المؤمنين المتقين فقد كنت أبا عظيما، وجدّاً رائعا وصديقا مخلصا حنونا قريبا إلى القلب. اليوم يكون قد مر سبعة وعشرون يوما على وفاتك. والله وحده أعلم بمرارة فراقك ووجع رحيلك.
جميع من حولي يذكرون لي أن الحزن يبدأ كبيرا ثم يبدأ تدريجيا بالتناقص، ولكن ما أشعر به يا أبي قد فاق كل كلمات الحزن والوجع والألم. أفتقدك كثيرا واشتاق إلى حديثنا سويا والى مكالمتنا الطويلة والى دعاءك لي ولأبناءي ..
. لقد حرمت بركة دعائك لي يا أبي. رحلت بغتة ،فخبر وفاتك ما زال صدمة لى ما زلت أشعر أن كل ذلك لم يحدث وانى سوف سأتحدث معك مباشرة بعد مكالمتى مع أمي، وأطلب منها كما كنت دوما( فين بابا عيزة اكلمه) وتبدأ بالحديث معي والفضفضة والاطمئنان عني وعن أولادي ثم بالدعاء الكثير لي بالصحة والتوفيق ولأولادي بالصلاح.
كنت بنتك المدللة جدا وكان أبنائي هم احفادك المدللين القريبين إلى قلبك. عمر ابنى يشتاق إليك كثيرا يا أبي،احتفظ بعباءتك وسط ملابسه و يحضن عباءتك كل صباح ويدعو لك بالرحمة ويقرأ لك الفاتحة، ويفرح كثيرا كثيرا عندما يراك فى رؤيته تحضنه وتتحدث معه، أما همس فهي تضرر ألما من فراقك ورحيلك يا أبي، فقد كنت لها ابا قبل ان تكون جدا، كنت انت اول من حملها حين جاءت لهذة الدنيا كنت أنت اول وجه تراه بعينيها فور ولادتها، فهي الان تمسك بسبحتك الطاهرة وتسبح بها،فهذا ما تبقي لنا منك ، لا تمل من الحديث عنك وعن حبك لها وعن ذكرياتك معها احاديثك الممتعة اللطيفة المرحة لها وكم رعايتك لها ولاخيها وكم الحنان والحب والاهتمام الذى غمرتهما به. وتحكي لى دوما هي أيضا عن زيارتك لها فى رؤيتها وقراءتك للقرآن على رأسها وحضنك لها. وكأنك يا أبي أيضا ما زلت تشعر بهم وتعلم انهم يريدون رؤيتك و تفتقدهم حتى بعد وفاتك.
سبحان من أعطاك كل الحب والحنان والصبر والأهتمام لاحفادك جميعا...
أخبرك يا أبي أن همس وعمر لا يكفان عن الحديث عنك والاشتياق لرؤيتك والدعاء الكثير لك وقراءن القرآن والصلاة فى موعدها، دوما يقولون ( جدو كان بيعمل كدة وعيزنا نبقي زيه) ما غرسته فى أولادي من صلاة وقراة للقرآن وذهاب للمسجد باق وعالق فى اذهانهم يا أبي.
أما عني، فأنا أصبحت هشة ممزقة، قلبي يعتصر حزنا وألما من رحيلك . أن ألم فراقك من الصعب وصفه في كلمات. فقط ادعو الله سبحانه وتعالي أن يمن علي بالصبر ويسدل لطفه ورحمته على قلبي، فإن قلبي ممزق يا أبي وأصبح جسدي هزيلا ضعيفا أصبحت حتي لا أقوي على البكاء. ف يارب يا لطيف يا رحيم أفرغ على صبرا . اربط على قلبي، وارزقني الرضا بقضاءك.
يارب تلطف بي وبأخوتي وبأمي المكلومة، يارب أفرغ علينا صبرا وارزقنا القدرة على تحمل الحياة بدونه. فالحياة جدا موحشة وموجعة بدونك يا أبي.
كنت لنا أبا عظيما ... وصديقا مقربا حنونا انبتنا جميعا نباتا حسنا، وتمنيت ترانا مميزين وناجحين في حياتنا، لم تبخل يوما عنا بأى جهد او مال او نصيحة كنت دائم الاستماع لنا، مشاركا لنا في كل شئ.
فاللهم اجزي أبي عنا خير الجزاء بقدر ما اكرمنا وأسعدنا في حياته وبقدر ما كان لنا أبا واخا وصديقا وعونا وسندا في كل شئ.
كنت طيب القلب محبا للحياة ، بشوش الوجه، قنوعا، دائم الذكر والتسبيح والاستغفار، عف اللسان، معطيا في السر والعلن، مسالما ومتسامحا مع الجميع. كم عفوت وكم سامحت وكم ساعدت وكم عاونت..
كم كان قلبك متعلق بالمسجد والصلاة فى وقتها، وقراءة القرآن. ما زلت أتذكر حديثنا سويا وتدبرك لآيات القرآن الكريم وخاصة التي تتحدث عن الموت والحساب والموقف المهيب. كم كان قلبك لين، هين ومتدبر لكلام المولي سبحانه وتعالي وعينك تدمع من تذكر الآخرة والحساب والجنة كنت دائم الدعاء بحسن الخاتمة.
.. الجميع يتذكرك يا أبي بكل خير وسيرتك الطيبة الخيرة باقية فى أذهان وقلب من عرفوك والجميع يدعوا لك بالرحمة والمغفرة.
فيارب أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته فى كتابك او علمته احد من خلقك، او أستأثرت به في علم الغيب عندك، أن ترحم أبي وتغفر له . اللهم اشمله بلطفك وكرمك وفضلك. فانت الودود الحنان المنان اللطيف. اللهم أن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، وأن كان محسنا فزد في احسانه..اللهم زد فى احسانه ، يا من رحمته وسعت كل شئ تغمد ابي بواسع رحمتك وجميل عطاءك وعظيم فضلك ،اللهم تقبله واحشره مع المتقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم صبرا جميلا وطمأنينة ورحمة ولطف من عندك يا ذا الجلال والإكرام.
واعدك يا أبي كما كنت تقول لى دوما فى نهاية كل حديث بيننا أن اعتن بصحتى جيدا، وكلما شعرت بالضيق سأصلي ركعتين واقرا القران، وانتبه جيدا حين قيادة السيارة، ولكنك لم تنتبه يا أبي عندما عبرت الطريق مثلما علمتنا ومثلما كنت تفعل دوما، فقد فقدناك فى ثواني معدودة وفاضت روحك الطاهرة فى دقائق، وحرمنا وجودك ودعاءك وحنانك وحبك.
اللهم لا اعتراض على حكمك ولا راد لقضاءك، ولكن يا لله وحدك تعلم ما حل بقلبي من وجع وحزن على وفاة أبي الغالي .
ادعو الله لك با أبي أن تكون فى منزلة افضل، وفى مكانة أعلي، وأن يتقبلك رب العزة ويتقبل عملك الصالح. لم يمهلنى القدر لاسالك يا أبي هل كنت راض عني،؟ هل كنت ابنة بارة بك؟
كنت دوما ادعو أن يرزقني الله برك انت وامى . أسأل الله أن تكون رحلت وانت راض عني وان تسامحنا ان قصرنا، وأن يجمعني الله بك قريبا فى دار الحق، فالاخرة خير وأبقي. وساحكى لك يا أبي كم توجعنا من فقدك وكيف تبدلت حياتنا جميعا من بعدك، وكم نفتقدك وكم كنا نحبك.
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾
رحمة الله عليك يا أبي الحبيب، واسأل الله ان يبرد صدر كل مبتلي وكل من فقد أبا او أما او اخا او عزيز ،ويرحم مواتنا وموتي المسلمين.
واذكركم أحبتي واذكر نفسي اولا، بأن الدنيا دار لعب ولهو وأن الآخرة هى دار القرار، لا أحد يعلم متى ولا كيف يرحل، فوالله ان مشهد الموت مفجع ومؤلم، ومشهد الغسل والتكفين موجع، ولحظة نزول القبر مفزعة ومخيفة، وكلنا إلى ذلك المآل قادمون فكل نفس ذائقة الموت.
فلا جدوي من النزاعات والخلافات والضغائن وقطع الارحام والتفاخر والتباهي،.
كلنا راحلون.. عبادة وتقوي الله واعمار الأرض بالعلم النافع والتنوير، تدبر وتأمل عظمة المولي وحكمته وقدرته في كل شئ، والتواصى بالحق والتواصي بالمرحمة، رسالتنا في هذة الحياة الدنيا ، القدرة على أداء هذة الرسالة لا تأتي الا من قلب صافيا نقيا موحدا مسامحا مطمئنا مترفعا عن كل هذه الصراعات والماديات الزائلة. رحل أبي ولكن ترك لنا رصيدا عظيما من القيم والأخلاق الطيبة والسنوات الكثيرة المليئة بالخير والحب والعطاء والرضا والعفو والتسامح وستبقي حيا فى قلوبنا جميعا إلى انا نلقاك حين يحين موعدنا.
أخيرا، أشكر كل من تقدم لنا بواجب العزاء من الأهل والأقارب والاصدقاء، وكل من دعي لأبي الغالي، وللأحبة الطيبين المخلصين من الأهل والأقارب والجيران الذين ساندونا وواسونا فى هذا المصاب العظيم وكل من تواصل معي أو ارسل لى رسالة اطمئنان ودعاء ودعم ومواساة وخفف عنا وذكرنا بالآخرة ودعا لنا بالصبر والسلوان. شكرا جزيلا لكم جميعا وبارك فى أعماركم وحفظ لكم من تحبون . .
وانا لله وانا اليه راجعون ) .
واقول :
رائعة وصادقة فيما تقولين يا إبنة أختى العزيزة الغالية . هو يستحق منك هذا وأكثر . أدعو الله جل وعلا أن يرحم أخى الحبيب زوج شقيقتى سيد عبد الله حسن ، وان يجمعنا فى رضوانه وجنته ..



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( الحج والأزهر / زى المرأة / لحم الخنزير فى المدارس )
- ( أصحاب الكهف ) بين القرطبى و د رضا عامر
- عن ( الصُّلح مع الكفار / التوبة والغفران / ذهب القلائد على ا ...
- عن المؤرخ اليعقوبى واسطورة جمع القرآن
- عن ( معاناة قرآنى / صلاة الجمعة فى نيو يورك )
- حق الأقباط فى القتال الدفاعى طبقا للشريعة الاسلامية
- عن ( طاقة الانسان والصيام / التمرُّد على أمريكا / ماهية الاس ...
- ( العدل والقسط ) كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) ب 1 ، ف 2
- عن ( المُلك والملكوت / حب الله والطاعة / الجمل والجمالات / ا ...
- لمحة عن أسماء الله الحسنى جل وعلا
- عن ( تحقيق الدولة الاسلامية / توبة من إزداد كفرا )
- الإخاء الانسانى أساس الاسلام السلوكى بمعنى السلام
- عن ( المسئولية فى التلفظ أو النية / السلام عليكم أم عليكم ال ...
- عن ( لكم دينكم ولنا دين / الأوقاف فى الدولة الاسلامية )
- عالمية الاسلام ضد إنقسام العالم الى معسكرين
- عن ( توفنى مسلما / سليمان والجن )
- عن ( خلق / جعل ) ، التحريم على النفس / النجاح والتوفيق )
- لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية
- الترادف أساس فى بيان القرآن الكريم
- عن ( المحلل / شبكة الخطوبة / التشابه والاحتلاف بين المحمديين ...


المزيد.....




- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عزاء ..!!