أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن المؤرخ اليعقوبى واسطورة جمع القرآن















المزيد.....

عن المؤرخ اليعقوبى واسطورة جمع القرآن


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7720 - 2023 / 8 / 31 - 18:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن المؤرخ اليعقوبى واسطورة جمع القرآن :
مقدمة :
جاءتنى هذه الرسالة فأثارت مواجعا ، وأرد عليها بهذا المقال .
يقول ــ أكرمه الله جل وعلا ـ ( سلام دكتور صبحي منصور ، لا شك أن معرفتك بالتاريخ والقرآن أكثر بكثير من معرفتي ، وقد تعلمت منك الكثير عن القرآن والتاريخ. لكن لدي وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرك في العديد من القضايا المتعلقة بالقرآن والتاريخ ، مع انى أحترمك كثيرًا . أعتقد أيضًا أن كل مقال في الكتب التاريخية ليس بالضرورة صحيحًا .
يجب فحص كل مادة تاريخية على حدة . لكن في رأيي ، يعتبر كتاب تاريخ اليعقوبي من أقدم الكتب التاريخية ، ونعم ، هناك بعض الأشياء التي لا أعتقد أنها صحيحة ، ولكن في رأيي ، هو كتاب تاريخي موثوق به وعادل نسبيًا. بعض الناس یقولون : احمد یعقوبی کان شیعي لكنني لم أسمع أن الكتاب الشيعة الأوائل مثل ابن شهر آشوب وآخرون استشهدوا بتاريخ اليعقوبي. ربما أكون مخطئا أيضا . ولعلكم تعلمون بشكل أفضل هل أشار علماء الشيعة الأوائل إلى كتاب تاريخ اليعقوبي أم لا؟ . لكن مؤلف تاريخ يعقوبِی ، سواء كان شيعيًا أم سنّيًا ، أم لديه ديانة أخرى بشكل عام ، فقد كتب كتابًا تاريخيًا جيدًا إلى حد ما ومنصف ، حسب وجهة نظري.ما هي رائیکم في القضیة التاریخ الیعقوبي ومؤلفه؟. )
أقول :
أولا : عن كتاباتنا التاريخية
1 ـ لنا كتب رائدة فى تاريخ علم التاريخ ومناهج المؤرخين وأُسس البحث التاريخى كانت مقررة على طلبة قسم التاريخ فى جامعة الأزهر عام 1984 : وهى ( أُسس البحث التاريخى ) ( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية ) ( التاريخ والمؤرخون : دراسة فى تاريخ علم التاريخ ) ( التاريخ والمؤرخون : مناهج المؤرخين ). ثم فيما بعد دراسة ضخمة متخصصة فى مقدمة ابن خلدون ، وعن مؤرخى العصر المملوكى خصوصا المقريزى وابن حجر وأبى المحاسن والصيرفى وابن إياس . ومعظمها منشور فى موقعنا أهل القرآن .
2 ـ نؤكد دائما الفارق بين القصص القرآنى والروايات التاريخية ، وأن الرواية التاريخية إذا صحّت فهى حقيقة نسبية لأن الحقائق المطلقة هى فى : كتاب الأعمال لكل فرد والذى سيأتى به يوم القيامة ، والنُّصوص القرآنية فى القصص القرآنى . ما نفهمه منها يحتمل الخطأ والصواب .
3 ـ مبلغ علمنا أنه لم يسبقنا أحد من باحثى التاريخ فى هذا المجال ، لا من ناحية كثرة المؤلفات ولا من ناحية الجديد فيها .
ثانيا : عن اليعقوبى
1 ـ اليعقوبى من أوائل المؤرخين ، ويمكن أن نعتبره مؤرخا وجغرافيا ومن أوائل الرحالة ، ويظهر هذا فى وصفه للبلاد التى زارها من أقصى المشرق وحتى المغرب ، وقد مات فى مصر عام 284 .
2 ـ فى تاريخه كتب اليعقوبى أساطيرعن تاريخ الأمم السابقة ، وهى عادة جرى عليها المؤرخون اللاحقون من الطبرى الى ابن الأثير وابن كثير ، وهو تاريخ مُتخم بالخرافات . ولا نلومهم على هذا فهى ثقافة عصرهم ، ومعظمها تأثر بالعهد القديم وحكايات القُصّاص . ووصل اليعقوبى فى تأريخه الى عام 258 .
3 ـ الخطيئة الكبرى فى تاريخ اليعقوبى هى تلك الأسطورة التى إفتراها وسبق بها عن ( جمع القرآن ).
ثالثا : خطيئة اليعقوبى الكبرى فى نظرنا : أسطورة جمع وتدوين القرآن الكريم
زعم اليعقوبى أنه :
1 ـ ( وقال عمر بن الخطاب لأبى بكر : ياخليفة رسول الله إن حملة القرآن قد قتل كثرهم يوم اليمامة فلو جمعت القرآن ، فانى أخاف عليه أن يذهب حملته . فقال أبو بكر : أفعل ما لم يفعله رسول الله ؟فلم يزل به عمر حت جمعه فكتبه فى صحف ، وكان مفترقا فى الجريد وغيرها ، وأجلس خمسة وعشرين رجلا من قريش وخمسين رجلا من الأنصار ، وقال : اكتبوا القرآن . واعرضوا على سعيد بن العاص ، فانه رجل فصيح . ). هل كان اليعقوبى حاضرا مع أبى بكر وعمر ؟
2 ـ ( ورى بعضهم أن على بن ابى طالب كان جمعه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتى به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قد جمعته ، وكان قد جزّأه سبعة أجزاء . فالجزء الأول ، البقرة وسورة يوسف والعنكبوت والروم و لقمان و حم السجدة ، والذاريات وهل أتى على الانسان ، وألم تنزيل السجدة والنازعات ، وإذا الشمس كورت ، وأذا السماء انفطرت ، وإذا السماء انشقت ، وسبح اسم ربك الأعلى / ولم يكن . فذلك جزء البقرة . ثمانمائة وست وثمانون آية ، وهو خمس عشرة سورة .الجزء الثانى : آل عمران وهود ، والحجر / والأحزاب ، والدخان والرحمن و الحاقة و سأل سائل ، وعبس و الشمس وضحاها ، وإنا أنزلناه ، وإذا زلزلت ، وويل لكل همزة ، وألم تر ، ولآيلاف قريش ، فذلك جزء آل عمران ، ثمانمائة وست وثمانون آية ، وهو ست عشرة سورة . الجزء الثالث : النساء والنحل والمؤمنون ويس ، وحم عسق ، والواقعة وتبارك الملك ، ويا ايها المدثر ، وارأيت ، وتبت ، وقل هو الله أحد ، والعصر والقارعة ، والسماء ذات البروج والتين والزيتون ، وطسم النمل . فذلك جزء النساء . ثمانمائة وست وثمانون آية ، وهو ستة عشرة سورة . الجزء الرابع : المائدة ويونس ، ومريم ، وطسم الشعراء ، والزخرف ، والحجرات ، وق والقرآن المجيد ، واقتربت الساعة ، والممتحنة ، والسماء والطارق / ولا أقسم بهذا البلد ، وألم نشرح لك ، والعاديات ، وإنا أعطيناك الكوثر ، وقل يا أيها الكافرون . فذلك جزء المائدة ، ثمانمائة وست وثمانون آية ، وهو خمس عشرة سورة. الجزء الخامس : الأنعام ، وسبحان واقترب والفرقان وموسى وفرعون ، وحم المؤمن ، والمجادلة ، والحشر ، والجمعة ، والمنافقون ، و نون والقلم ، وإنا أرسلنا نوحا ، وقل أوحى الىّ ، والمرسلات ، والضحى ، والهاكم ، فذلك جزء الأنعام ، ثمانمائة وست وثماون آية ، وهو ست عشرة سورة. الجزء السادس : الأعراف ، وابراهيم والكهف والنور ، وص ، والزمر ، و الشريعة ، والذين كفروا ، والحديد ، والمزمل ، ولا أقسم بيوم القيامة ، وعم يتساءلون ، والغاشية ، والفجر ، والليل إذا يغشى ، وإذا جاء نصر الله ، فذلك جزء الأعراف ، ثمانمائة وست وثمانون آية ، وهو ست عشرة سورة. الجزء السابع : الأنفال وبراءة ، و طه ، والملائكة ، والصافات ، والأحقاف ، والفتح ، والطور ، والنجم ، والصف ، والتغابن ، والطلاق ، والمطففين ، والمعوذتات . فذلك جزء الأنفال ، ثمانمائة وست وثماون آية ، وهو حمسة عشر سورة . وقال بعضهم : إن عليا قال : نزل القرآن على أربعة أرباع ، ربع فينا وربع فى عدونا وربع أمثال ، وربع محكم ومتشابه . ). هل كان اليعقوبى شاهدا مع ( على بن ابى طالب ). وهو يقول ( ورى بعضهم أن على بن ابى طالب ). من هو هذا ال ( بعضهم ) يا ايها اليعقوبى ؟ ثم هذا التقسيم للقرآن الكريم وسوره وآياته من أين جئت ؟ هناك الكثير من الأكاذيب فى الرواية ، ولن نضيع وقتا فى مناقشتها فلا تستحق ذلك .
رابعا : اليعقوبى إنفرد بزعم هذه الأسطورة .
1 ـ لا يوجد هذا فى :
1 / 1 : الطبقات الكبرى لابن سعد ، وابن سعد مولود عام 168 وتوفى عام 230 ) أى هو أقدم من اليعقوبى . ولم يذكر هذه الأسطورة عن جمع القرآن الكريم .
1 / 2 : تاريخ ( الأخبار الطوال ) لأبى حنيفة الدينورى ، وكان معاصرا لليعقوبى ومن نفس المنطقة ، ومثله أيضا تنوعت مؤلفاته ، وكان تركيزه على الجزء الشرقى . وعاش الدينورى بين عامى 212 : 282 . وتوقف فى تاريخه حتى عام 227 . ولم يذكر هذه الأسطورة عن جمع القرآن الكريم .
1 / 3 : ( تاريخ الطبرى ) وهوعمدة كتب الحوليات التاريخية ، والطبرى مولود عام 224 ، وتوفى عام 310 . أى كان معاصرا لليعقوبى المتوفى عام 284 . ولم يذكر هذه الأسطورة عن جمع القرآن الكريم .
1 / 4 : المسعودى ( 283 : 346 ) جاء لاحقا لليعقوبى ، وكان مثله جغرافيا ومؤرخا ومتهما بالتشيع .. وفى تاريخه ( مروج الذهب ) لم يذكر هذه الأسطورة عن جمع القرآن الكريم .
1 / 5 : عبد الرحمن بن الجوزى (510 : 597 ) فى تاريخ المنتظم . لم يذكر هذه الأسطورة عن جمع القرآن الكريم .
1 / 6 : ابن كثير ( 701 : 774 ) فى تاريخه ( البداية والنهاية ). لم يذكر هذه الأسطورة عن جمع القرآن الكريم .
2 ـ : أورد البخارى هذه الأسطورة فى كتابه تحت عنوان ( قوله: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}. واحتفل بها السيوطى ( 849 : 911 ) فى كتابه ( الاتقان فى علوم القرآن ).
3 ـ وأصبحت عندهم من المعلوم من الدين بالضرورة ، وتلك جناية اليعقوبى الكبرى ، فهو الذى بدأ هذا الإفك . وقد كتبنا كثيرا فى ( علوم القرآن التى تطعن فى القرآن ) وفى أن النبى محمدا عليه السلام هو الذى كتب القرآن الكريم بيده .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( معاناة قرآنى / صلاة الجمعة فى نيو يورك )
- حق الأقباط فى القتال الدفاعى طبقا للشريعة الاسلامية
- عن ( طاقة الانسان والصيام / التمرُّد على أمريكا / ماهية الاس ...
- ( العدل والقسط ) كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) ب 1 ، ف 2
- عن ( المُلك والملكوت / حب الله والطاعة / الجمل والجمالات / ا ...
- لمحة عن أسماء الله الحسنى جل وعلا
- عن ( تحقيق الدولة الاسلامية / توبة من إزداد كفرا )
- الإخاء الانسانى أساس الاسلام السلوكى بمعنى السلام
- عن ( المسئولية فى التلفظ أو النية / السلام عليكم أم عليكم ال ...
- عن ( لكم دينكم ولنا دين / الأوقاف فى الدولة الاسلامية )
- عالمية الاسلام ضد إنقسام العالم الى معسكرين
- عن ( توفنى مسلما / سليمان والجن )
- عن ( خلق / جعل ) ، التحريم على النفس / النجاح والتوفيق )
- لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية
- الترادف أساس فى بيان القرآن الكريم
- عن ( المحلل / شبكة الخطوبة / التشابه والاحتلاف بين المحمديين ...
- آه .. يا مصرُ ..!!
- عن ( الوفاء بالعقود / قوم عاد / ألقاب المستبد )
- كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) : الفهرس والمقدمة
- عن ( أتبع سببا / القلب السليم / بشار الملعون / كذب المحمديين ...


المزيد.....




- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن المؤرخ اليعقوبى واسطورة جمع القرآن