مناقشة جديدة للعلاقة بين الماضي والمستقبل

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 12:03
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

1
ظاهرة غريبة ، تذكر بأحجيات زينون :
بعد العاشرة ، يعرف طفل _ة متوسط _ة الذكاء الفرق بين يوم الأمس ويوم الغد ، بشكل دقيق وموضوعي .
لكنه يجهل العلاقة بين الماضي والمستقبل ، ومعه أعلام الثقافة العالمية مثل نيوتن واينشتاين وستيفن هوكينغ وغيرهم ( فيزياء ) ، وهايدغر وباشلار وبرتراند رسل وغيرهم ( فلسفة ) ، وبالمختصر ما تزال العلاقة ( الحقيقية ) بين الماضي والمستقبل مجهولة في العلم والفلسفة .
ولا تقف المشكلة عند هذا الحد ، يجري تمويه ذلك الجهل أو التستر عليه ، أو إنكاره ، بطرق غير علمية وغير أخلاقية بالطبع !؟
....
لماذا يحدث ذلك ؟
مثال ستيفن هوكينغ ، وسؤاله الشهير :
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟
أيضا سؤال هايدغر :
ما الذي تقيسه الساعة ؟
ويعبر عن ذلك التخبط باشلار ، اكثر من غيره في جدلية الزمن :
للزمن كثافة ، للزمن أبعاد !
أكتفي بهذه الأمثلة الصارخة ، والفاقعة ، فقد ناقشتها سابقا في نصوص منشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهن _ م الموضوع .
2
المشكلة الأولى ، مزدوجة ، وتتمثل بالعلاقة بين الماضي ويوم الأمس ؟
أيضا بالعلاقة بين المستقبل ويوم الغد ؟
يوم الأمس يتضمن الماضي كله ، والعكس غير صحيح حيث أن الماضي كله لا يشكل سوى جزءا صغير من الماضي فقط .
لكن العلاقة بين المستقبل وبين يوم الغد مختلفة ، ومعكوسة بالفعل :
المستقبل يتضمن يوم الغد ، والعكس غير صحيح حيث ان يوم الغد لا يشكل سوى جزءا صغيرا من المستقبل .
( هذه الفكرة ، المزدوجة ، ناقشتها سابقا بشكل موسع وتفصيلي وممل )
3
أصل المشكلة المجموعات الثلاثة :
1 _ المجموعة الأولى : المكان والزمن والحياة .
( المجموعة الأصلية أو الطبيعية ) .
2 _ المجموعة الثانوية : الحاضر والماضي والمستقبل .
( المجموعة اللغوية أو الثقافية ) .
3 _ المجموعة الثالثة : الحاضر المستمر والماضي الجديد والمستقبل القديم
( المجموعة الافتراضية ، التي تقترحها النظرية الجديدة لحل المشكلة ) .
....
العلاقة بين المجموعات الثلاثة ما تزال مهملة بشكل شبه كامل ، من قبل العلم والفلسفة والثقافة العامة أيضا .
المجموعة الثالثة هي الأوضح ، حيث تتساوى عناصرها بالقيمة المطلقة ، وتختلف في الاتجاه والاشارة فقط .
لنؤجل مناقشة الحاضر المستمر ، مؤقتا .
الماضي الجديد ، أو البسيط ، يتمثل بالعمر الشخصي والفردي .
ويبدأ من الولادة إلى الموت .
المستقبل القديم ، أو البسيط ، يتمثل بالعمر الفردي أيضا .
ويبدأ من الولادة إلى الموت .
وهما تسميتان ، لنفس الشيء أو الفترة : العمر الفردي للإنسان وغيره .
العلاقة بين الماضي الجديد والمستقبل القديم ، تتمثل بالمعادلة الصفرية من الدرجة الأولى : الماضي الجديد + المستقبل القديم = 0 .
أو س + ع = 0 .
وهي نفس المعادلة التي تربط بين الحياة والزمن : الحياة + الزمن = 0 .
....
الحاضر المستمر يتمثل بالعمر الفردي أيضا ، لكنه مزدوج ويدمج بين العمر وبقية العمر بالتزامن .
( الحاضر المستمر ، هو ما نعيشه ونختبره جميعا : الكاتب والقارئ _ة الجديد _ ة خاصة ) .
4
هل يوجد غموض في هذا النص ؟
هل توجد كلمة واحدة مبهمة ؟
هل يوجد تركيب أو تعبير غير طبيعي ؟
أعتقد أن المشكلة تتعلق بالقارئ _ة ، بالموقف العقلي للقارئ _ة .
( بصراحة ، هذا النص وتكملته ، موجه إلى القارئ _ة في المستقبل ) .
ويسعدني بالطبع ، أن يوجد حاليا قارئ _ة يهتم ، ويمكنه الفهم .
....

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات