|
حوار مفتوح... مع الأستاذة / الصديقة نور حريري ( 1 _ س )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 18:52
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رسالة جوابية 1 _ حوار مفتوح مع الصديقة / الأستاذة نور حريري
ما العلاقة الحقيقية بين الزمن والحياة ؟ أيضا بين الماضي والمستقبل ؟!
العزيزة نور يسعد أوقاتك ... قرأت مقالتك أكثر من مرة وبامتنان عميق ، مع أن موقفك من الزمن الذي شرحتيه بدقة ، وموضوعية ، يختلف مع النظرية بالفعل . ( مناقشة والرد في القسم الثالث ، حيث أن موقفي من الزمن وفهمي له مختلف وصادم ، ويزعج الكثيرين . ويتمحور حول الظواهر السبعة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) غايتي الأولى والثابتة من الحوار ، أن أتعلم فكرة جديدة أو خبرة ، أو بالعكس أن أصحح بعض الأفكار الخطأ . وبنفس الأهمية أن ت _يحصل الشريك _ة في الحوار على النتيجة الإيجابية أيضا . بالنسبة لي لا يوجد فرق من حيث الأهمية ، بين تعلم فكرة جديدة ، أو التحرر من فكرة لم تعد صحيحة أو تكملتها إن كانت ناقصة . فكرة ثانية ، وبنفس درجة الأهمية لمشكلة طبيعة الزمن ، كما أعتقد :
فكرة السبب والنتيجة ، أو العلاقة السببية ، ناقصة وتحتاج للتصحيح والتكملة . مثل غالبية الثنائيات المعروفة ، والجدلية بطبيعتها : النتيجة ، أو الواقع ، تتضمن كلا الجانبين في الحالة العامة . النتيجة = سبب + صدفة . توجد حالات يكون فيها الجانب السببي غالبا ، مثل الأمراض الوراثية . وحالات معاكسة تكون الصدفة راجحة ، مثل الحوادث الطارئة . .... أعتقد أن فكرة الزمن ، أو مشكلة الزمن ، في الثقافة العربية تنطوي على ميزة إيجابية وعلى مشكلة سلبية ، وبنفس الوقت . ميزة الزمن بالعربية ، بالإضافة لأنواع الحاضر الثلاثة ( سوف أناقشها مباشرة بعد هذه الفكرة ، نظرا لأهميتها كما أعتقد ) تتمثل بالوقت ( أو الزمن الذي تقيسه الساعة ) . ومشكلة الزمن في العربية ، تتمثل في أن اعتبار الماضي واحدا ، ومفردا ، ومثله المستقبل واحد ، بسيط ومفرد . الحاضر في العربية ثلاثة أنواع : 1 – حاضر الزمن ، وهو الحاضر نفسه . 2 _ حاضر الحياة ، أو الحضور . 3 _ حاضر المكان ، أو المحضر . توجد عدة أنواع أخرى للحاضر ، كما أعتقد : 4 _ الحاضر الآني ، بدلالة الزمن أو الحياة لا فرق _ سوى بالاتجاه المتعاكس للحركتين _ ويتمثل بهذه اللحظة التي انتهت للتو ... 5 _ الحاضر المستمر ، بدلالة الزمن أو الحياة لا فرق سوى بالاتجاه ، وهو اتفاق اجتماعي وثقافي ، يتمثل بالتاريخ الحالي ( منذ 2023 سنة ) . 6 _ الحاضر الفردي ، يتمثل بالعمر الشخصي . 7 _ الحاضر المشترك ، يتمثل في أبناء الجيل الواحد . 8 _ الحاضر كما هو عليه بالفعل ، أو كما يمكن أن يكون فهم الأجيال القادمة له ، بعد خمسمئة سنة مثلا أو ألف وأكثر ؟! .... لدينا في العربية ثلاث كلمات متشابهة : زمن ، وقت ، زمان . البعض يعتبرها ثلاثة مصطلحات ، أو مفاهيم ، متنوعة ومختلفة بالفعل . ( هذا الرأي ، خطأ كما أعتقد ، ويحتاج إلى البرهان والدليل ) . بينما الرأي المقابل والذي يعتبرهما واحدا ، هو مقبول كما أعتقد ، ولكن ينقصه البرهان العلمي أو الدليل الحاسم . الزمن = الوقت = الزمان . .... بالنسبة لتقسيم الزمن كما أوضحتيه ، لا أعترض عليه من حيث المبدأ . لكن ، أرى أنه أحد أسباب غموض فكرة الزمن ، وهو مثل كل تصنيف يتضمن مشكلة جديدة ( ومشكلات غالبا ) تحتاج لحل جديد . وسأكتفي بالتصنيف الثنائي للزمن ، بدلالة الفيزياء الحديثة : بين الزمن الحقيقي ، وبين الزمن الوهمي ، والاختلاف بينهما في الاتجاه فقط : 1 _ حركة مرور الزمن الحقيقي ، من الماضي للمستقبل وعبر الحاضر . 2 _ الزمن التخيلي بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر . هنا تتبسط المشكلة ، فكرة الزمن أو طبيعته وماهيته ، بوضوح : أعتقد أن موقف الفيزياء الحالية ، يحتاج إلى العكس ، ( تتمحور النظرية الجديدة حول هذه الفكرة : الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ) . هذه الفكرة خلاصة بحث طويل ، عبر حوار مستمر ومفتوح ، بدأ في تسعينات القرن الماضي . بالمختصر : توجد عدة ظواهر ، سبعة إلى الآن ، تمثل الدليل الحاسم ( المنطقي والتجريبي معا ) على الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . .... سوف أناقش بسرعة فكرة ما تزال جديدة ، وشبه مجهولة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء للحياة نوعين من الحركة : 1 _ الحركة الذاتية للحياة أو الفردية ، وهي ظاهرة ومباشرة . 2 _ الحركة الموضوعية للحياة ، وتتمثل بتقدم العمر الفردي _ لجميع الأحياء _ من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت . يقابلها نوعان من الحركة للزمن ( أو الوقت ) : 1 _ الحركة التزامنية ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي المعروف للجميع . 2 _ الحركة التعاقبية للزمن ، وهي عكس الحركة الموضوعية للحياة ، تتساويان بالسرعة وتختلفان بالإشارة والاتجاه دوما ، وتبدأ من المستقبل إلى الماضي وعبر الحاضر . .... بالعودة إلى الظاهرة الأولى ، وهي تكشف بشكل دقيق وموضوعي العلاقة بين حركتي الحياة والزمن : يولد الانسان في العمر صفر ، وبقية العمر الكاملة . ويموت بالعكس ، بالعمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر . هذه الظاهرة الأولى ، والأهم في النظرية الجديدة ، وهي جديرة بالاهتمام والفهم من خلال التأمل والتفكير بهدوء ، وبشكل منطقي ومناسب . تفسير الظاهرة الأولى ، الوحيد ، المنطقي والتجريبي معا أن علاقة الحياة والزمن جدلية عكسية بطبيعتها . العمر الفردي ، للفرد الإنساني وغيره ، يشبه طريقا ثنائي الاتجاه بين نقطتين أو مدينتين ، وهما ( الاتجاهان ) يمثلان العمر الفردي بدلالة الحياة والزمن معا . العمر الحالي ، ثم العمر الكامل ، يمثل الحركة الموضوعية للحياة . ( من الصفر إلى ، العمر الكامل ) وبقية العمر ، تمثل الحركة التعاقبية للزمن . ( بين بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، وتناقصها للصفر لحظة الموت ) . .... بعد فهم الظاهرة الأولى بالفعل ، تتكشف العلاقة بين الحياة والزمن . ( الظاهرة الثانية تتمثل باليوم الحالي _ خلال قراءتك _ يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء ، وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، وفي المستقبل بالنسبة للموتى . والظاهرة الثالثة تتمثل بأصل الفرد ، قبل ولادة الفرد بقرن واكثر ... يكون موزعا بين الماضي والمستقبل ( وبين الحياة والزمن ) بنفس الوقت ) . التعلم بصورة عامة ، أو فهم فكرة جديدة ، يمر بأربع مراحل : ( بدلالة البرمجة اللغوية العصبية ) 1 _ المرحلة الأولى . ( لا مهارة في اللاوعي ) . بهذه المرحلة ، لا يعرف الانسان ما يجهل . 2 _ المرحلة الثانية ، ( لا مهارة في الوعي ) . بداية تحديد الجهل الذاتي ، بعد معرفته والاعتراف به . 3 _ المرحلة الثالثة ، ( مهارة في الوعي ) . بداية تعلم الفكرة ، او الخبرة ، الجديدة . 4 _ المرحلة الرابعة ، ( مهارة في اللاوعي ) . مرحلة الخبرة ، بعد سنوات من الممارسة . أعتقد أن الظاهرة الأولى ، العمر المزدوج بين الحياة والزمن ، بالنسبة للقارئ _ة الجديد _ ة خاصة ، تكون بالمرحلة الأولى أو الثانية . وهي تحتاج إلى الفهم المتكامل ، المنطقي والتجريبي معا . مثال 1 : طفل _ة بعد الولادة بيوم واحد . زاد عمره الحالي ( بدلالة الحياة ) ، من الصفر إلى عمر = يوما واحدا . وبالمقابل ، تناقصت بقية عمره ( بدلالة الزمن او الوقت ) ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى بقية التي نقصت يوما واحدا بالفعل . مثال 2 : ( حياة الشاعر السوري رياض الصالح الحسين ، 1954 _ 1982 ) . سنة 1954 ولد ، وسنة 1955 زاد عمره ( الحالي ) سنة بالفعل . لكن بقية عمره ، تناقصت سنة بالمقابل ( 27 سنة ) . اقترح على القارئ _ة الجديد _ة خاصة ، التفكير بهذه الظاهرة ، وتطبيقها على الحياة الشخصية وعلى الأشخاص المقربين . 2
الصديقة العزيزة نور ، ... أرجو أن تنتبهي للفرق الأساسي بين موقف النظرية الجديدة من ( العلاقة بين الحياة والزمن خاصة ) وبين موقف الثقافة العالمية الحالية _ سواء الحديثة منها أو التقليدية . يعتبر الموقف الثقافي العالمي الحالي ، أن الماضي هو المصدر والبداية والأصل للمكان وللزمن وللحياة معا . بينما موقف رياض الصالح الحسين ، كان يعتبر أن العكس هو الصحيح ، حيث المستقبل هو الأصل والبداية والمصدر ، بينما الماضي هو النتيجة والنهاية للحياة وللزمن وللمكان . " الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد " رياض الصلح الحسين شاعر سوري ولد 1954 ، وتوفي سنة 1982 . أيضا الشاعر اللبناني أنسي الحاج ، كان يفكر في الزمن بطريقة تشبه طريقة تفكير رياض : عنوان مجموعته الجميلة " ماضي الأيام الآتية " . وله عبارة أكثر وضوحا : أيها الأعزاء عودوا لقد وصل الغد . .... موقف النظرية الجديدة يتضمن كلا الموقفين المتناقضين : حركة مرور الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . والزمن يبدأ بالعكس ، من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر . بينما المكان يمثل عامل التوان والاستقرار الكوني . الحركة في المكان تحدث في الحاضر فقط : تبدأ من الحاضر 1 إلى الحاضر 2 ... إلى الحاضر ( س ) . .... المشكلة الأولى لغوية ، وفي اللغة العربية المشكلة مركبة وتنطوي على مغالطة ومفارقة بنفس الوقت : المغالطة ، نفس المشكلة تتكرر في غالبية اللغات ( أو المعروفة منها ) . الحياة والزمن يعتبران واحدا بالفعل ، وبنفس الوقت يتم اعتبارهما اثنان ، ولكن يحدث كل ذلك بشكل موارب وغير صريح ! هل الحياة والزمن ، في العربية مثلا ، تسميتان لنفس الشيء ( أو الفرد أو الموضوع ) ؟ الجواب البديهي لا ، الحياة غير الزمن ويختلفان بالكامل . لكن في الاستخدام الثقافي العام ، أو المشترك ومع بقية اللغات يعتبران واحدا ومفردا ، ويتحركان معا ( بنفس الوقت وبنفس السرعة وبنفس الاتجاه : من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) . والمفارقة اللطيفة في العربية خاصة ، تتمثل في ثنائية الزمن والوقت . يعتبر البعض أن الزمن شيء والوقت شيء آخر ، ويختلفان بالفعل . هذه المشكلة تتعلق بطبيعة الزمن أو " فكرة الزمن " ، وهي احتمالية ، وغير معروفة إلى اليوم ، حيث توجد أربعة احتمالات : 1 _ الاحتمال الأول ، أن الزمن منجز انساني فقط ، مثل اللغة والمال . 2 _ الاحتمال الثاني ، أن للزمن وجوده الموضوعي ، المستقل عن الانسان والحياة بصورة عامة ، ويوجد بشكل منفصل عن الحياة مثل الكهرباء . 3 _ الاحتمال الثالث ، أن تكتشف فكرة الزمن ( أو طبيعة لزمن ) خلال هذا القرن ، واقرب مما نتصور . 4 _ الاحتمال الرابع ، أن تبقى فكرة الزمن ( مثل فكرة الله مثلا ) موضوعا جدليا في الفلسفة والعلم أيضا . .... بصرف النظر عن طبيعة الزمن ، وعن نتيجة الجدل المزمن والمستمر ، يمكننا معرفة العلاقة بين الزمن والوقت بشكل موضوعي ودقيق ، حيث تجمع بينهما العلاقة : الزمن = الوقت + فكرة الزمن . فكرة الزمن انحسرت داخل الوقت ، وتلاشت بالفعل خلال القرن الماضي . بعبارة ثانية ، حلال القرن الحالي والسابق صار الزمن هو نفسه الوقت . ( الزمن والوقت والزمان ، ثلاث تسميان لنفس الموضوع أو الشيء ) . .... أعتقد أن الموقف الذي كان يمثله الشاعر رياض ، نقيض الموقف الثقافي العالمي الحالي ، ولا يمكن أن يكون الموقفان صحيحان معا . مثال ذلك حركة ، وطبيعة ، اليوم الحالي : من أين جاء اليوم الحالي ، وغلى أين يذهب ؟! بالنسبة لموقف رياض : اليوم الحالي جاء من الغد ، ويذهب إلى الأمس . بالنسبة للموقف الثقافي العالمي ، الحالي بالعكس : اليوم جاء من الأمس ، ويذهب إلى الغد . بينما تعتبر النظرية الجديدة _ ويعود الفضل بتشكيل هذا الموقف للحوار المفتوح مع الصديقات والأصدقاء ، الذي بدأ في تسعينات القرن الماضي _ أن المشكلة في الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن : اليوم الحالي ثلاثي البعد ، والطبقات ، 1 _ يوم الحياة ، 2 _ يوم الزمن ، 3 _ يوم المكان . حركة يوم الحياة ، تنسجم مع الموقف الثقافي العالمي ، وهي تبدأ من الماضي إلى المستقبل وعبر الحاضر . حركة الزمن بالعكس ، وتنسجم مع موقف رياض الصالح الحسين ، تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر . والمكان يمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني . .... .... القسم الثالث ، مناقشة ( فكرة الزمن ) ، وهل للزمن أنواع متعددة بالفعل ؟
العزيزة نور ، أعرف أن بعض الأفكار التي تتمحور حولها النظرية الجديدة صادمة ، ومزعجة للبعض ، مع أنها ما تزال في مرحلة الحوار المفتوح . وبصورة عامة أتعامل مع التفكير ، والفكرة الجديدة بصورة خاصة ، انها وسيلة للفهم والحوار ، وللعيش المناسب والأفضل ، وليست غاية . ربما من المناسب البداية مع سؤال : ماذا أضافت الفلسفة للفهم في موضوع الزمن ، خلال القرن العشرين ؟ جوابي المباشر والمفكر فيه كثيرا : لقد شوشت الفلسفة ، والفيزياء الحديثة أكثر ، على فكرة الزمن . مثال هايدغر وسؤاله الشهير : ما الذي تقيسه الساعة ؟ أو باشلار : للزمن أبعاد ، للزمن كثافة . ..... للزمن ثلاثة مراحل ، ومثله الحياة : الحاضر والماضي والمستقبل . هذا كل ما نعرفه عن طبيعة الزمن وماهيته ، حتى سنة 2018 . لكن يختلف الأمر بالفعل ، بعد النظرية الجديدة . نعرف اليوم ، بدلالة الظواهر السبعة ، أن العلاقة بين الحياة والزمن ، تتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = 0 . ( او س + ع = 0 ) . ومثلها العلاقة بين الماضي والمستقبل : الماضي + المستقبل = 0 . والمعادلة الكبيرة : الحاضر + الماضي + المستقبل = الحاضر . أيضا بالنسبة للعلاقة بين الحياة والزمن والمكان : الحياة + الزمن + المكان = المكان . ( هذه خلاصة بحث ، وحوار مفتوح ، وهي منشورة على الحوار المتمدن ) .... تشبه الظواهر ، الثلاثة الأولى خاصة ، الدليل المنطقي الذي استند عليه فلاسفة اليونان للبرهان على كروية الأرض : 1 _ الغياب التدرجي للشمس ، لو كانت الرض مسطحة لكان غياب الشمس يحدث دفعة واحدة وليس بشكل متدرج . 2 _ الظل المتساوي ، ويختلف بحسب ميلان الشمس فقط . لو كانت الأرض مسطحة ، لكان الظل يمتد بلا نهاية عند الأطراف . 3 _ ظاهرة الخسوف والكسوف الجزئية ، لو كانت الأرض مسطحة لكانت ظاهرتا الخسوف والكسوف بشكل كامل دوما . لنتذكر ، ولنتأمل ، كم بقيت الممانعة قوية للفكرة الجديدة ؟! ( نفس الشيء كما اعتقد ، يحدث مع النظرية الجديدة ) . ..... أرغب بمناقشة الظواهر السبعة خلال حوارنا الآتي ، فهي كما أعتقد دليل حاسم على الفكرة المحورية " الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن " ، أيضا بين الماضي والمستقبل . وأختم النص بملحق ، يمثل الجزء الأول من الملخص الجديد للنظرية :
خلاصة النظرية الجديدة الجزء الأول _ المشكلة اللغوية
هل يمكن تحديد ، وتعريف ، الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ؟ مناقشة هذا السؤال مؤجلة للخاتمة . .... ملاحظة هامة جدا : الموقف الثقافي السائد ، يعتبر أن الماضي يحدد الحاضر والمستقبل . هذا خطأ موروث ، ومشترك ، في الثقافة العالمية الحالية ويلزم تصحيحه . الموقف البديل : الماضي يحدد جزءا صغيرا فقط من الحاضر ، ومن المستقبل أصغر . بكلمات أخرى ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا ، تشكل جزءا من الواقع بالفعل ، ولكنها لا تحدد الواقع الموضوعي كله . الحركة الواقعية ، الموضوعية ، ثلاثية البعد والطبقات : 1 _ النوع الأول ، أو البعد الأول : حركة الحاضر ، أو حركة المكان : من الحاضر إلى الحاضر أيضا ( حاضر 1 ، حاضر 2 ، ...حاضر س ) . 2 _ النوع الثاني ، الحركة من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . ( حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر ) . 3 _ النوع الثالث ، الحركة من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي . ( حركة الزمن أو الوقت تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر ) . الظواهر الستة ، والأربعة الأولى بشكل خاص ، تمثل الدليل العلمي والحاسم للنظرية الجديدة الدقيق والموضوعي معا . هذه الأفكار الجديدة ، تمثل الاختلاف النوعي بين الثقافة العالمية السائدة حاليا ، وبين النظرية الجديدة .
1 ما هي العلاقة الحقيقية ، المنطقية والتجريبية معا ، بين الحاضر والماضي والمستقبل ؟!
عند قراءة السؤال لأول مرة يبدو بسيطا ، وسهل الحل . لكنها خدعة الانطباع الأول ، المتسرع والنرجسي غالبا . ما تزال العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل مجهولة ، كما كانت في زمن نيوتن واينشتاين ، وربما تبقى مجهولة طيلة هذا القرن !؟ لكي نعرف العلاقة الحقيقية ، أو العلمية ، بين الحاضر والماضي والمستقبل يلزم أولا معرفة المتحولات الثلاثة . ( أو اثنين منها ، بالحد الأدنى ) . .... ربما ما يزال من المبكر طرح السؤال بهذا الوضوح والبساطة ؟! .... في المرحلة الأولى نصطدم بالمشكلة اللغوية : تحديد ، وتعريف ، المتحولات الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل . وبعد المشكلة اللغوية ، المرحلة الثانية أو المشكلة المنطقية والفيزيائية ، والتي ربما يمكن تحديدها بشكل دقيق وموضوعي ؟! ( حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط ، كما أعتقد ) . 2 ما هو الزمن ؟! ( مناقشة السؤال عبر خلاصة مكثفة ، بالملحق ) المشكلة اللغوية مستويين الأول البسيط ، والخاص بلغة محددة . لكن المشكلة اللغوية التي تعترض دراسة الزمن ، ومحاولة فهمه ، ومشكلة الحاضر ، والعلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، تمثل مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات الكبرى الحديثة والحالية . مثال 1 : ( المشكلة اللغوية ، التي تم حلها بشكل صحيح ومناسب ) . في العربية توجد مشكلة ، محلولة ، بالنسبة لأسماء أولاد الأبناء : الحفيد _ة : اسم ابن الابن ( الذكر ) . السبط _ ة : اسم ابن البنت ( الأنثى ) . لكن المشكلة اللغوية ، غير المحلولة ، تتكشف بوضوح مع كلمة ومصطلح أو تسمية ( الصهر ) : فهو اسم يطلق على زوج الأخت ، وعلى زوج البنت ، وعلى أزواج العمات وعلى أزواج الخالات . اسم واحد ، ومفرد ، يطلق على عدة أشياء أو افراد أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل . مثال 2 : الاسم والألقاب ، المتعددة ، لنفس الشخصية . لدى بعض الأفراد ألقاب ، بالإضافة إلى الاسم الشخصي . اللغات والثقافات الحديثة حلت المشكلة ، بالاكتفاء الاسم الأول وبصرف النظر عن الاعتبارات الأخرى . مثال 3 ، من أهم أسباب غموض كلمة الزمن : الحاضر كلمة ، او مصطلح ، يطلق على ثلاثة أشياء أو موضوعات مختلفة ومنفصلة بالفعل : 1 _ حاضر الزمن . حركته الثابتة والمستمرة ، من الحاضر إلى الماضي . ( خلال قراءتك الآن ، فعل القراءة كل لحظة يتحول إلى الماضي ) . 2 _ حاضر الحياة . ( أو الحضور ) . حركته الثابتة ، والمستمرة ، من الحاضر إلى المستقبل . ( خلال قراءتك الآن ، يمكنك التمييز بين الحركتين المتعاكستين دوما : حدث الزمن أو الفعل ، الموضوع ، يتحرك من الحاضر إلى الماضي . وبالعكس حدث الحياة أو الفاعل ، الذات ، يتحرك من الحاضر إلى المستقبل ) . 3 _ حاضر المكان . ( أو المحضر ) . يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني . حركة المكان تحدث في الحاضر فقط : من الحاضر 1 ، إلى الحاضر 2 ، ...إلى الحاضر ( س ) . تمثل أحجيات زينون ، حدس الانسان القديم بالمشكلة اللغوية _ التي أحاول شرحها ومناقشتها _ وهي ما تزال بدون حل . مثال 4 ... الماضي كلمة ، أو اسم أو مصطلح ، يطلق على شيئين أو موضوعين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن . ماضي الحياة شيء ، أو عنصر يختلف عن ماضي الزمن . ماضي الحياة ، اسم للمرحلة الأولى من الحياة . ( الحياة تبدأ من الماضي للمستقبل ، والزمن بالعكس يبدأ من المستقبل ) والمشكلة نفسها تتكرر في حالة المستقبل . المستقبل اسم ، ومصطلح ، يطلق على شيئين مختلفين ومنفصلين بالفعل : الحياة والزمن . مستقبل الحياة ، أو عنصر الحياة ، يختلف عن مستقبل الزمن . ( المستقبل مرحلة ثالثة في الحياة ، بينما المستقبل بداية الزمن ، ويمثل المرحلة الأولى بحركة الزمن ) . 3 الخلاصة المشكلة اللغوية أحد نوعين : 1 _ في الحالة الأولى يكون لعدة أشياء ، أو مكونات وموضوعات ، اسم واحد قديم عادة ( الحاضر والماضي والمستقبل مثال نموذجي ، للمشكلة اللغوية من النوع الأول ) . وفي هذه الحالة يتمثل الحل الصحيح ، والمناسب ، بتشكيل أسماء ومصطلحات جديدة ، بحيث تكون مساوية لعدد الأشياء والموضوعات . 2 _ في الحالة المعاكسة يكون للشيء الواحد ، أو الفرد ، أو الموضوع أكثر من اسم . ويتمثل الحل الصحيح في هذه الحالة ، بعملية توحيد التسميات أو المصطلحات بكلمة واحدة أو اسم واحد . .... أعتقد أن ، حل المشكلة اللغوية غير ممكن على المستوى الفردي فقط . بل يتطلب الأمر ، إيجاد بعض الحلول على مستوى اللغة والثقافة معا . بالنسبة لمشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل ، يتطلب الأمر حلا على المستوى العالمي _ كما أعتقد ( على مستوى الثقافة العالمية ومؤسساتها ، اليونسكو مثلا ) . .... للأسف ، لا توجد في العربية هيئة ثقافية رسمية ، ومعترف بها ، يمكنها حل هذه المشكلة . آمل أن يتوفر في الثقافة الألمانية ، والإنكليزية ، وغيرهما إمكانية حل المشكلة بالفعل . .... ملحق طبيعة الزمن وأنواعه توجد عدة احتمالات لطبيعة الزمن ، أو لفكرة الزمن : 1 _ الزمن فكرة إنسانية مثل اللغة والمال . 2 _ للزمن وجوده الموضوعي ، والمستقل عن الحياة مثل الكهرباء . 3 _ لا يمكن معرفة طبيعة الزمن ضمن أدوات المعرفة الحالية . 4 _ والاحتمال الرابع ، ربما تبقى طبيعة الزمن مشكلة معلقة وبلا حل . ولكن ، يمكن معرفة اتجاه حركتي الحياة والزمن . .... ملحق 2 مثال خامس يكشف العلاقة بين الزمن والحياة بوضوح ... المشكلة اللغوية بدلالة هنا وهناك : " فجوة الألم " تسمية أدبيات التنوير الروحي للمشكلة العقلية المزمنة ، الموروثة والمشتركة : أنت هنا ، وعقلك هناك . توجد ثلاثة أنواع مختلفة لكلمة هناك : هناك المكان ، وهناك الزمن ، وهناك الحياة . هناك المكان ، ظاهرة ومعروفة تدرسها الفيزياء بشكل نموذجي يقارب الكمال . لكن المشكلة بين هناك الزمنية ، وبين هناك المكانية . هناك الزمنية في المستقبل عادة ، وبالعكس هناك الحياتية في الماضي عادة ( تتكشف الصورة ، عبر ظاهرة أصل الفرد ، وكيف يكون موزعا بين الماضي والمستقبل قبل ولادته بقرن مثلا ) . هنا أيضا ثلاثة أنواع : هنا المكان ، وهنا الزمن ، وهنا الحياة . عدم فهم العلاقة بين هنا وهناك ، مصدر الخطأ الثابت والمتكرر . العلاقة بين هنا ( أصغر من اصغر شيء ) ، وبين هناك ( اكبر من أكبر شيء ) من نوع علاقات التناقض الصريحة بين الأصغر والأكبر أو العكس بين الأكبر والأصغر . أعتقد أن لهذا المثال أهمية خاصة ، وهو يذكر بالعلاقة المشوشة بين النسبية العامة وبين فيزياء الكم . ملحق 3 الحياة والزمن اثنان ، يتعذر ردهما إلى الواحد . المكان والزمن اثنان أيضا ، ويتعذر دمجهما بواحد . .... الخاتمة أعتذر عن الركاكة في الأسلوب ، حاولت أن أقدم عبر النص تصوري المناسب للموضوع وبشكل يجمع بين الدقة والموضوعية والوضوح . واقترح عليك _ وعلى القارئ _ ة الجديد _ ة خاصة ، محاولة تخيل موقفك العقلي من الزمن بعد عشر سنوات ... أو أكثر ؟! وكيف سيكون الموقف الثقافي العالمي مستقبلا ؟! تدهشني فكرة : كيف تتغير الأفكار والمعتقدات ( اليقينية أيضا ) ، واعتبرها الدلالة الأساسية على الصحة العقلية للفرد . أنتظر ردك ... بكل الود والاحترام .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء 1 بعد التكملة والتدقيق
-
العلاقة بين التفكير الابداعي وبين التركيز والتأمل
-
التفكير الصحيح ابداعي بطبيعته
-
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء 4
-
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء 3
-
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء 2
-
خلاصة النظرية الجديدة _ الجزء 1
-
تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة نور حريري
-
أساس الخطأ فكرة السابق واللاحق
-
أفكار جديدة حول الماضي والمستقبل ، ما تزال بمرحلة الحوار الم
...
-
هل أحجيات زينون مسائل تقبل الحل العلمي ؟!
-
كيف سيتغير الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة وأكثر ؟!
-
مشكلة الزمن _ بعض الأفكار الجديدة
-
تكملة الرسالة المفتوحة للصديقة الأستاذة نور حريري
-
رسالة مفتوحة ... إلى الأستاذة / الصديقة نور حريري
-
الكتاب الجديد _ الفصل 2
-
الكتاب الجديد _ مقدمة مع الفصل 1
-
رادوبيس نجيب محفوظ
-
أنواع المسافة ، والحركة ، الثلاثة في الحد الأدنى
-
كيف سيكون الموقف من الزمن بعد خمسمئة سنة ، سنة 2523 مثلا ؟!
المزيد.....
-
ابنا الناشطة الإيرانية السجينة نرجس محمدي يتسلمان نيابة عنها
...
-
نرجس محمدي تندد بالنظام الإيراني في خطاب لـ-نوبل- من زنزانته
...
-
ضربات إسرائيلية -على ثلاث جولات- في محيط دمشق
-
17 جريحا على الأقل جراء تصادم بين قطارين في إيطاليا
-
وول ستريت جورنال: السنوار الذي درس نفسية إسرائيل وكان الإفرا
...
-
قطر ترسل 116 طنا مساعدات إضافية لقطاع غزة
-
استجابة لحراك عالمي.. لبنان يغلق كافة مؤسساته تضامنا مع غزة
...
-
الصليب الأحمر الدولي -مصدوم- حيال اعتداء في السودان
-
بوريل: دمار غزة يشبه دمار مدن ألمانيا
-
تونس.. وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|