أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - على هامش..التسمية الإشكالية -“الكتابة النسائية” أو “الإبداع النسائي” الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود...حضور شعري جليّ وفاخر يسعى لإثبات الذات..














المزيد.....

على هامش..التسمية الإشكالية -“الكتابة النسائية” أو “الإبداع النسائي” الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود...حضور شعري جليّ وفاخر يسعى لإثبات الذات..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7722 - 2023 / 9 / 2 - 16:37
المحور: الادب والفن
    


عندما نتحدث عن العالم العربي كثيرا ما نصفه بأنه مجتمع لا يزال يعيش في الماضي، مقطوع الصلة بالعصر. وبالرغم من أن هذا التوصيف ليس بعيدا عن الصواب في العديد من النواحي، ومن ضمنها نواح ذات أهمية بالغة،إلا أن هناك مجالا لا يمكن القول بشأنه بأنه لم يشهد أيّ تغيير. و نقصد هنا مجال مشاركة المرأة في الإنتاج الثقافي داخل المجتمع بالقياس إلى ما كان عليه الأمر في الماضي،فإذا ما قارنا الحاضر بالسابق،نجد فرقا واضحا في هذا المجال.
وتبدو الكتابة بمعناها الأدبي،وربما الشعرية منها بالأساس،المجال الأبرز لتحول المرأة العربية إلى ناشطة ومنتجة للثقافة ومشاركة للرجل في هذا الحقل الذي ظل،ولقرون،حكرا على الرجل بالدرجة الأولى في الثقافة العربية.وقد عكس هذا التحول بروز مفهوم “الأدب النسائي” أو “الكتابة النسائية”،ذلك أن ظهور هذا المصطلح ليس سوى تعبير عن هذه الظاهرة “الجديدة” المميزة للعصر الحديث المتمثلة في “انبثاق” المرأة كذات فاعلة في مجال الكتابة والثقافة عامة،ودلالة على تغير دورها وموقعها في المجتمع على مختلف الأصعدة في العصر الحديث.
وهنا أقول :
إن الشعر أعاد مد الجسور بين المرأة وذاتها،وفجر كوامن المحظور،فأستطاعت الشاعرة أن تعبر عن نفسها بقوة .
وهنا أشيد أيضا بابتعاد العنوان المختار عن التسمية الإشكالية عن الشعر النسائي،إلا أني أعتبر أن النظرة التحقيرية أو الدونية لأدب المرأة لا يحددها أو يحكمها مصطلح ما،بل خلفية التناول ومحتوى البحث والدراسة.
وعليه،أدعو إلى ضرورة تجاوز حديث جدل المصطلحات،الذي أخذ -في تقديري-أكثر من مساحته وأصبح للمزايدة والقفز على مواضيع أكثر أحقية بالنقاش،وأهمية تجاوز نظرية المؤامرة في الأدب،والانطلاق إلى المزيد من اكتشاف ذواتنا في تنوعاتها.
وإذن؟
إن تبني مصطلح “الكتابة النسائية” أو “الإبداع النسائي” لا يعبر عن نظرة تجزيئية للأدب،بل الطموح المنهجي للكشف عن الجرح الأنثوي الذي يسكن الكتابة النسائية وعن قواعد لعبة الانتماء من خلال فعل الكتابة عند أقلية فاعلة داخل مشهدنا الثقافي العربي.
واختار فائزة بنمسعود الشاعرة التونسية السامقة،باعتبارها نموذجا من التجربة الشعرية الجديدة التي تؤكّد عبر-قصائدها العذبة-على أن الشعر،الذي هو ليس معجزة تحتكرها فئة دون غيرها،بل هو فن وموهبة تسطع بالممارسة والثقافة والاطلاع دون أن تحتكر بإرث البيئة والمعرفة.
وقبل أن يستمتع القارئ الكريم بالقصيدة الشعرية العذبة للشاعرة التونسية المتألقة فائزة بنمسعود الموسومة ب”أنثى الإستثناء” أقول :
بشكلٍ عام لا يمكن تصنيف الأدب على ما اصطلح تسميته بأدب «ذكوري» وأدب «نسوي»، فمنذ قدم التاريخ كانت المرأة موجودة بوصفها شاعرة وأديبة،مثال ذلك إنخيدوانا (يعتبرها العلماء والأدباء أقدم امرأة كاتبة وشاعرة حب،إنخيدوانا وصلت إلى أعلى رتبة كهنوتية في الألف الثالث قبل الميلاد،وكان لها دور زمن حكم أبيها سرجون الأول وزمن أمها الملكة تاشلولتوم،وكان لها أعمال وأشعار أدبية عن الإلهة إنانا وعن الألهة السومرية الأخرى.كونها أول شاعرة في التاريخ..)
والخنساء كونها أشهر شاعرات العرب،ورابعة العدوية كونها أشهر من تغنى بالحب الإلهي،حتى الشاعرات المعاصرات اللواتي غيرن في القالب الشعري،مثل نازك الملائكة،التي مع بعض معاصريها من الشعراء ثبتت وجود شعر التفعيلة بوصفه نوعاً أساسياً مع الشعر العمودي،ولا ننكر أهمية الإعلام الحديث والتعليم في ترسيخ محبة الشعر وحب تعلمه وإتقانه عند الجيل الجديد..
وإذن؟
لا غرابة-إذا،أن تبدع المرأة في هذا المجال خاصة،وذلك لما به من شاعرية عالية تسهم طبيعة المرأة وحساسيتها وعاطفتها في إظهارها على الوجه الذي يتوقد بالإبداع،فالمرأة الشاعرة حاضرة وإن قلّ البروز الإعلامي،سابقاً،للكثير من الشاعرات نتيجة ظروف معينة أهمها الانشغال بالتحصيل الدراسي أو إنشاء عائلة أو حتى الحياء كونه عاملاً يمنعها من الظهور على الساحة الأدبية،لكن الواقع الآن يشهد لمعاناً شعرياً أنثوياً يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي والنبوغ الفكري والاهتمام الثقافي والتعاضد المجتمعي في إرساء معايير لشاعريتها عن طريق الشعر في أبهى تجلياته..
والشاعرة القديرة فائزة بنمسعود دليل على ما أقول..فلنرقص جميعا على ايقاع -قصيدتها-التالية دون أن ينال منا الإرهاق ولا التعب :
أنـــثى الاستثناء
احملــني ان استطعت
الى حملـي سبيلا
احملــني
فحملــي خفيف
راقصــني
والرقص للأنثى إحتواء وترويض
وأنت الحاوي
ولك في ترويض عيني تفويض
طوقــني
وأوقف دوران الأرض حول خصري
وكن مركز الجاذبية
أنا أنثى أنحني أنثنــي
أتلوّى
أتعـرّج كدخان سيجارة
تنفثه شفاه لعوب
راقصــني
وأرقص معـي رقصة الفراغ
خطوة إلى الأمام وخطوات الى الوراء
والوراء فراغ
ونحن صغار نخاف الفراغ
ونحن كبار نخاف الفراغ
كنا حروفا بلا نقاط
ولا حركات
امتلأنا نقاطا واستعبدتنا الحركات
تراقصني
ولست معي
ولست معك
ولست أنا
ولست من الصابرين
فأين أنا؟
هل أنا لمعةبرق
في سماء أطفأت نجومها
هل أنا واحة نخيل
سرابها بلا ماء
هل أنا إلاهة حب تنكرت لها السماء
ونبذها الأنبياء
هل انا فتاة الغاب
بشعاع الشمس أستحم
وأتنشّف بالماء
أنــا هذا وأكثر أنا أنثى الاستثناء
يــا فارسا صهوة الشعر امتطى
أنا يـا أنــا صرخة في وادٍ
بلا صدى
أنــا صفعة قدر على وجه ماء..
ذا أنا على فراش الفراغ أتقلّب..
فائزه بنمسعود
أترك للقارئات الفضليات..والقراء الكرام..حرية التفاعل والتعليق..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يَصدح الشعر..على ربى قرطاج الشاعرة التونسية السامقة نعيم ...
- ومضة عابرة.. إن عناق الأيادي للجميع..ولكن عناق الروح فريدٌ ب ...
- وجهًا لوجه.. الشاعرة التونسية المتميزة نعيمة مديوني : -آن ال ...
- كلمات منبجسة من خلف شغاف القلب..إلى الشاعر التونسي الكبير د- ...
- الإبداع النثري..وسؤال الإدراك الأسطوري والمعرفي.. لدى الكاتب ...
- تجليات المشاعر الوطنية في قصيدة : دمشق..قلعةُ السّلامِ..للشا ...
- الروائي التونسي السامق محسن بن هنية..كما عرفته
- قصيدة رائعة بإمضاء الشاعر التونسي القدير جلال باباي تنتصر لل ...
- قراءة فنية -متعجلة-في لوحة إبداعية رسمت بذوق رفيع..بأنامل ال ...
- حين يؤسس الشاعر التونسي القدير-جلال باباي- لخطاب شعري خلاق.. ...
- من لا يعرف الشاعر التونسي القدير جلال باباي..أقول
- بعض قصائد الشاعر التونسي الكبير -د-طاهر مشي..برقيات عاجلة..ل ...
- ..حين تنبجس قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..من شقوق ...
- التصعيد الدرامي ،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين يمرض الشاعر..تتوجّع القصيدة..قصيدة -أنا مريض..أنا كئيب- ...
- -الشعر النسائي التونسي-: سريالية مدجنة،ورؤيا شجاعة مميزة وحد ...
- اشراقات الكلمة..ولمعان الحرف في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر ال ...
- جمال الحيرة..ووجع السؤال..قراءة تأملية-متعجلة-في قصيدة الشاع ...
- هل يحتاج القاموس الشعري للشاعر التونسي القدير جلال باباي..إل ...
- اشراقات قصيدة الومضة لدى الشاعرة التونسية القديرة فائزة بنمس ...


المزيد.....




- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - على هامش..التسمية الإشكالية -“الكتابة النسائية” أو “الإبداع النسائي” الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود...حضور شعري جليّ وفاخر يسعى لإثبات الذات..