أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - كلمات منبجسة من خلف شغاف القلب..إلى الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي














المزيد.....

كلمات منبجسة من خلف شغاف القلب..إلى الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


قلت وكتبت مرارا-بكل نكران للذات-وبدون محاباة أو مجاملة-أن القصيدة عند الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي عمليّة استشهاد على الورق،فهذا الشاعر الفذ يقف -كرجل سلطة-بحكم قدرته على الوصول إلى الجماهير والإمساك بنبض الشارع،بلغة تتغلغل في فقر الفقير،وتتجول على عربة البائع المتجول،وتجعل نفسها في موضع آخر وردة تعبق بعطر الجمال على رموش حسناء،فالشاعر التونسي د-طاهر مشي يرفض في كل الأحوال قصيدة مثل قصيدة زهير بن أبي سلمى،القصيدة التي تعيش نصف عمرها مرتجفة الكلمات في خيمة وتخاف ساعة الخروج إلى الناس.
وهنا أقول : هناك قراءات متعددة للنص الإبداعي،ولكن حين يتعلق الأمر بشاعر له قامة شاعرنا القدير د-طاهر مشي فإن قراءته تشكل تحدياً للقارئ والناقد معاً.
وأنا من المؤمنين أن لكل نص خصوصية،تفرض على القارئ رؤيته ومنهجه الخاص في التعامل معه.واعترف أن قراءة جل قصائد د-طاهر مشي فرضت عليّ نوعاً من الحصار لم أستطع منه الفكاك،كان ما سيطر علي هو رؤية الشاعر للعمل الإبداعي من حيث عملية الخلق،واللغة والصورة والتجربة.ولعلي أجد دور الناقد لا يبتعد كثيراً عن رؤية والاس مارتن الذي يقول :"فمسؤولية الناقد،هي اكتشاف أو خلق منظومة من العناصر ضمن ثقافة عصره بحيث تجعل الأدب مفهوماً.وكثيراً ما يتحتم عليه خلق البناء الضروري الذي يتم بوساطته تعليل الفوضوية “الطبيعة” للأدب،غير أنه على العكس من الكاتب التخيلي ،فهو يعمل ضمن حدود أنظمة من الكوابح الموضوعة من قبل ثقافته وغرض نشاطه.
فهو لذلك أشبه ما يكون بعامل متجول بين شتى الحرف ،حيث يعمد ببراعة إلى تطويع مجموعة متنافرة من الأشياء لحل مشكلة عملية .(ما هو النقد-والاس مارتن : مقالة ويليم ستانلي ميروين.ص 90-91)
وإذن؟
قصائد د-طاهر مشي التي أبهرتني هي إذا قصائد جماليّة (وهذا الرأي يخصني) ترتسم رؤيتها بهندسة نسقية متفاعلة الخطوط، والألوان،والإيحاءات،والظلال اللونيَّة،والإيقاعات الداخليَّة؛إذْ تتفاعل الشذرات التصويريّة فيما بينها بأنساق مؤتلفة تؤكد فنيّة القصيدة،وتنظيمها النسقي الفاعل لديه في إضفاء طابع جمالي منسق على اللوحة المشهديّة ككل،كما لو أنَّها مرسومة بريشة فنية دقيقة ترصد الأبعاد والمشاهد والرؤى بدقة متناهية للمتلقي.
وها أنا..أرفع قبعتي-بتواضع شديد-انتصارا مطلقا لخطابه الشعري الوهّاج..
ثم أقول:
أيها الشاعر المبدع صاحب الكلمات الراقية والإحساس الرائع،أنت حقًا تستطيع أن تجعل من الكلمات قناديل مضيئة في العتمة،وتستطيع أن ترسم بحروفك الأنيقة الكثير من المعاني الرائعة،كلّ كلمات المدح تليق بك فروحك المرهفة حاضرة في كلّ قصيدة وبيت تنظمه. الكلمات كلها طوع قلمك وإحساسك الرائع وانت تقوم بنظم أبيات الشعر الجميلة،وتمنحنا إحساسًا مذهلًا،وأنت تصف ما يدور في خلدك من كلام وأحاسيس..
دمت أيها الشاعر السامق فخرًا للشعراء،وملاذًا للحروف الجميلة،والأحاسيس الراقية.
أيها الشاعر الفذ..أيا طاهر..،يا من تتعلم منك القصائد معنى الإبداع،وترسم كلماته أشعة الشمس الذهبية لتأخذ من حنايا الإحساس الرائع درسًا جميلًا..دمت مبدعًا خلاقا ودام إبداعك في كلّ يوم،ودام الفخر فيك من الجميع.
لنرهفَ السمع لهذه الرائعة التي صيغت بأنامل شاعرنا الكبير د-طاهر مشي
أيُّ حُبٍّ هذا؟!
أتطوينَ البَرايا في حروفْ ؟
ألا تخشيْنَ
العواصفَ
والرعودَ
وتلك الأمواجَ
الغادرةَ اللعوبَ
وأقسَى أنواعِ الظّروفْ؟
أيُّ حُبٍّ هذا؟!
تُطرّزين جلبابَ الغيابِ
لتحتمي فوق السّحابِ
وتنثري في رحابِ العشقِ
كمّاً مِن صهاريجَ
الضبابِ
فَأيُّ حبٍّ هذا؟!
تسافرينَ بفرشاةٍ وقلمْ
تصرُخ الكلماتُ حيناً
فيجيشُ الشوقُ طوْعاً
يعتلي كلَّ القممْ
ويعود كلما دقّت ْطبولُ الاشتياق
بداياتِ الهرمْ
حيثُ كُناّ صامِتَيْنْ
كمْ تحدثنا
وكم صاحتْ حروفي
دون نُطقٍ أو قلَمْ
دون أن يعلو الصراخْ
لكنْ في كياني
كم ضجيجٍ
كم دويٍّ
كم كلامٍ
قد كُتِمْ
فأيُّ حُبٍّ هذا؟!
طاهر مشّي

أيها الشاعر السامق : لقد تميزت لغتك بالشفافية والوضوح،فهي بعيدة عن لغة التعتيم والتهويم في سرف الوهم واللاوعي،تلك اللغة التي تلفها الضبابية القائمة والرمزية المبهمة،فلغتك ناصعة واضحة لا غموض فيها،وتعبر عن مضامينك بأسلوب أقرب فيه إلى التصريح المليح منه إلى التلميح..
وهذا يعني أنك ذو منهج تعبيري سلس،وقاموسك الشعري لا يحتاج إلى كد ذهني وبحث في تقاعير اللغة..
وأنا إذ أصرح بهذا إنما أغبط شاعرنا (د-طاهر مشي) على الرؤى الواضحة والألفاظ المعبرة بذاتها.
قبعتي..أيا طاهر..أيها النبراس المضيء على درب الشعر البهي..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع النثري..وسؤال الإدراك الأسطوري والمعرفي.. لدى الكاتب ...
- تجليات المشاعر الوطنية في قصيدة : دمشق..قلعةُ السّلامِ..للشا ...
- الروائي التونسي السامق محسن بن هنية..كما عرفته
- قصيدة رائعة بإمضاء الشاعر التونسي القدير جلال باباي تنتصر لل ...
- قراءة فنية -متعجلة-في لوحة إبداعية رسمت بذوق رفيع..بأنامل ال ...
- حين يؤسس الشاعر التونسي القدير-جلال باباي- لخطاب شعري خلاق.. ...
- من لا يعرف الشاعر التونسي القدير جلال باباي..أقول
- بعض قصائد الشاعر التونسي الكبير -د-طاهر مشي..برقيات عاجلة..ل ...
- ..حين تنبجس قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..من شقوق ...
- التصعيد الدرامي ،تجليات الأسلوب السردي وإخراج المسكوت عنه من ...
- حين يمرض الشاعر..تتوجّع القصيدة..قصيدة -أنا مريض..أنا كئيب- ...
- -الشعر النسائي التونسي-: سريالية مدجنة،ورؤيا شجاعة مميزة وحد ...
- اشراقات الكلمة..ولمعان الحرف في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر ال ...
- جمال الحيرة..ووجع السؤال..قراءة تأملية-متعجلة-في قصيدة الشاع ...
- هل يحتاج القاموس الشعري للشاعر التونسي القدير جلال باباي..إل ...
- اشراقات قصيدة الومضة لدى الشاعرة التونسية القديرة فائزة بنمس ...
- تَوهُّجُ الرؤى والأحاسيس.. في قصيدة “ارتحال” للشاعر التونسي ...
- حول -الإبداع النسائي- الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعو ...
- جدلية العشق..والإنعتاق في اللوحة الإبداعية ( بين الضّلع والض ...
- قصيدة رائعة بإمضاء الشاعر التونسي القدير جلال باباي تنتصر لل ...


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - كلمات منبجسة من خلف شغاف القلب..إلى الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي