|
عن ( الصُّلح مع الكفار / التوبة والغفران / ذهب القلائد على الهدى )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7721 - 2023 / 9 / 1 - 18:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول هل يجوز للدولة الاسلامية أن تتعامل بالصلح وعقد عهود مع دولة كافرة معتدية ؟ إجابة السؤال الأول الأساس هنا أن الدولة الاسلامية لا بد أن تجمع بين صفتين : أن تكون قوية عسكريا ، وأن تكون مسالمة . بقوتها تحمى نفسها وتردع من يطمع فى الاعتداء عليها . وهذا الردع يأتى بمعنى الارهاب فى قوله جل وعلا : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) الأنفال ). يترتب على هذا الآتى : 1 ـ التعامل مع الدول وفق الاسلام السلوكى بمعنى السلام ، وهو أيضا أساس التعامل داخل الدولة الاسلامية ، واساس المواطنة فيها ، فكل السكان فى الدولة الاسلامية هم المُسالمون فيها ، وهم مالكو الدولة . أما ما يخض العقائد والعلاقة بالخالق جل وعلا فمرجعه لرب العزة جل وعلا ( يوم الدين ). 2 ـ هناك دولة مخالفة فى الدين ولكن مُسالمة . وهنا يجب التعامل معها بالبرّ والقسط . قال جل وعلا : ( لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة ). 3 ـ هناك دول كافرة سلوكيا بالاعتداء والتعدى . يكون تحاشى إعتدائهم بعقد معاهدات معهم لحقن الدماء . وبينما يتوجب على الدولة الاسلامية الوفاء بالتعهدات فإن نقضها يأتى من الطرف الآخر . وتعرض القرآن الكريم لهذا فى سياقات شتى . قال جل وعلا : 3 / 1 : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58) الانفال ). أدمنوا على نفض العهود والاعتداء . لذا يجب مواجهتهم بحزم ليكونوا عبرة لأمثالهم . 3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) الانفال ). هنا دولة تضطهد داخلها المؤمنين فى الدين ، يستغيثون بالدولة الاسلامية ، فإن كان هناك معاهدة عدم إعتداء فلا يجوز للدولة الاسلامية أن تنتصر للمؤمنين المضطهدين داخل هذه الدولة الكافرة . بالتالى فعلى المؤمنين فيها أن يبذلوا جهدهم فى الهجرة للدولة الاسلامية لتحميهم . 3 / 3 : ( إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) النساء ). جاء هذا فى سياق التعامل مع الأعراب المنافقين وتقلباتهم ( النساء 88 : 91 ). منهم من إعتزل القتال الهجومى وكانت له علاقة سلمية بمن عقدت الدولة الاسلامية معهم معاهدة سلام ، وسالموا ـ أيضا ـ الدولة الاسلامية . هؤلاء يحرم على المسلمين قتالهم . 3 / 4 : ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) التوبة ). المشركون المعتدون إذا عقدوا معاهدة سلام فيجب على المسلمين الالتزام بها طالما هم ملتزمون بها. إن نكثوا العهد وطعنوا فى دين السلام بالاعتداء فيجب قتالهم دفاعيا .
السؤال الثانى : انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لسيدة تقول ان الله غفور رحيم فقط في الحياة الدنيا , اما في الاخرة فما ينتظرك الحساب اما جنة او نار .. والملتحي الذي امامها عجز عن الاستشهاد باية من القرأن الكريم يثبت فيه انه هناك "مغفرة لمن يستحقها " . هل هناك اثبات في القرأن الكريم لوجود مغفرة في الاخرة . لاني شخصيا بحثت فلم اجد ولكن من تدبر الايات فهمت ان مغفرة الله في الدنيا هي اصلا مغفره في الاخرة .. اي عندما يغفر الله لي سيئة ولا احاسب عليها يوم الحساب وكأن المغفرة حدثت يوم الحساب .. إجابة السؤال الثانى ارجو ان تقرأ لنا وأن تشاهد قناتنا على اليوتوب ، فقد تعرضنا لهذا كثيرا . وباختصار نقول : التوبة فى الدنيا والغفران فى الآخرة . عندما يتوب الانسان فى حياته توبة صادقة يغفر الله جل وعلا يوم الدين . التوبة الصادقة التى يقبلها الله جل وعلا تكون بارجاع الحقوق لأصحابها وتصحيح الايمانه بالله جل وعلا ، والإكثار من عمل الصالحات لتغطّى أى تكفّر عن السيئات . الآيات كثيرة منها قوله جل وعلا : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه ). أما الغفران فموعده يوم الدين . ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) الشعراء ) ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) ابراهيم ) . فى الحساب يكون ميزان الأعمال . كل فرد له أعمال صالحة وأعمال سيئة . صاحب الايمان الحق والتوبة المقبولة يضاعف الله جل وعلا حسناته ويغفر أى يغطى ويكفّر سيئاته فيدخل الجنة . غيره يحبط الله جل وعلا أعماله الصالحة فلا يبقى له سوى سيئاته ، وفيدخل النار ويكون تعذيبه بسيئاته ، وما ظلمهم الله جل وعلا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون .
السؤال الثالث هل يمكن أن تكون القلائد والعلامات الذي يتم وضعها فوق الأنعام المهداة إلى الله تعالى في الحج مصنوعه بالذهب والفضه، ومن الذي له حق التصرف في القلائد بعد ذبح الهدي ليتم إنفاق قيمتها في أوجه الخير الذي يرضاه الله ؟ إجابة السؤال الثالث : يجوز أن تكون مصنوعة من الذهب والفضة . وطالما هى تتبع الهدى فعلى صاحب الهدى التبرع بها للفقراء فى الحرم .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن المؤرخ اليعقوبى واسطورة جمع القرآن
-
عن ( معاناة قرآنى / صلاة الجمعة فى نيو يورك )
-
حق الأقباط فى القتال الدفاعى طبقا للشريعة الاسلامية
-
عن ( طاقة الانسان والصيام / التمرُّد على أمريكا / ماهية الاس
...
-
( العدل والقسط ) كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) ب 1 ، ف 2
-
عن ( المُلك والملكوت / حب الله والطاعة / الجمل والجمالات / ا
...
-
لمحة عن أسماء الله الحسنى جل وعلا
-
عن ( تحقيق الدولة الاسلامية / توبة من إزداد كفرا )
-
الإخاء الانسانى أساس الاسلام السلوكى بمعنى السلام
-
عن ( المسئولية فى التلفظ أو النية / السلام عليكم أم عليكم ال
...
-
عن ( لكم دينكم ولنا دين / الأوقاف فى الدولة الاسلامية )
-
عالمية الاسلام ضد إنقسام العالم الى معسكرين
-
عن ( توفنى مسلما / سليمان والجن )
-
عن ( خلق / جعل ) ، التحريم على النفس / النجاح والتوفيق )
-
لاسلام و السلام : الدولة الاسلامية دولة مسالمة قوية
-
الترادف أساس فى بيان القرآن الكريم
-
عن ( المحلل / شبكة الخطوبة / التشابه والاحتلاف بين المحمديين
...
-
آه .. يا مصرُ ..!!
-
عن ( الوفاء بالعقود / قوم عاد / ألقاب المستبد )
-
كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية ) : الفهرس والمقدمة
المزيد.....
-
استطلاع: أغلبية اليهود الأمريكيين ينتقدون إدارة -إسرائيل- لح
...
-
“حدثها بسهولة” تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وا
...
-
حاخام يهودي يترشح لانتخابات البرلمان السوري منذ عقود.. إليكم
...
-
إيران تدعو لتوحيد الدول الإسلامية ضد الاحتلال رياضيًا
-
من هو هنري حمرة، أول يهودي سوري يدخل سباق انتخابات مجلس الشع
...
-
لماذا رفض الروس الإسلام واعتنقوا الأرثوذكسية؟
-
5 أسباب.. لماذا يحتمي الإخوان خلف جحيم حرب السودان؟
-
استطلاع صادم.. 61% من يهود أمريكا يرون أن الاحتلال ارتكب جرا
...
-
القضاء الإيراني يعدم مدبر اغتيال عالم دين سني بارز.. إليكم ا
...
-
1533 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى خلال أسبوع
المزيد.....
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
المزيد.....
|