أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان : النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل - الخطّ الجماهيري -















المزيد.....


بوب أفاكيان : النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل - الخطّ الجماهيري -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 01:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل " الخطّ الجماهيري "
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 808 ، 26 جوان 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/scientific-communist-theory-and-problem-mass-line

مساهمات ماو في النظريّة الشيوعيّة و تحرير الإنسانيّة عميقة حقّا – لكن " الخطّ الجماهيري " خاطئ
كان للثورة الصينيّة و بالأخصّ النهوض الثوري للثورة الثقافيّة في الصن ( ثورة داخل المجتمع الإشتراكي نفسه ! ) و للدور الذى نهض به ماو تسى تونغ كقائد لتلك الثورة الثقافيّة ، في ستّينات القرن العشرين و بدايات سبعيناته ، تأثير إيجابي كبير على الجماهير الشعبيّة حول العالم . و قد شمل هذا المضطهَدين و الشباب المتعلّم في الولايات المتّحدة . الكتاب الأحمر للمقتطفات من أقوال الرئيس ماو كان بيد الملايين تماما في البلدان عبر العالم بما في ذلك في الولايات المتّحدة ، و كان كذلك يوفّر توجّها ثوريّا أساسيّا للجماهير الشعبيّة في الصين عينها .
( أتكلّم عن الدور الفعلي لماو و الطابع التحريري الأساسي للثورة الثقافيّة للصين ، و ليس عن التشويهات الفظّة لهذا عن طريق أناس يتكلّمون إنطلاقا من الجهل المدقع و أولئك الموظّفين السياسيّين المعادين للشيوعيّة المنخرطين في التشويه المتعمّد و المنهجيّ . إنّ تحليلا جدّيا ، تحليلا علميّا الضرورة و أهداف الثورة الثقافيّة في الصين و لمسارها – بما في ذلك التناقضات التي كانت تسعى إلى معالجتها و التناقض المميّز لسيرورة نموّ الثورة الثقافيّة – يمكن أن تعثروا عليه في أعمال لى و لغيرى على موقع أنترنت revcom.us ).
لقد عبّر مزيد تطوير ماو للنظريّة الشيوعيّة عن نفسه بعدّة أبعاد أهمّها بفهم الخطر و أساس الإنقلاب على الثورة و إعادة تركيز الرأسماليّة في بلد إشتراكي – و وسائل التصدّى لذلك و قد لقي ذلك ترجمته في الثورة الثقافيّة .
و من المظاهر الهامة لفكر ماو ( و فصل من الكتاب الأحمر [ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو " ] ) كان ما أحال عليهما و على أنّه " الخطّ الجماهيريّ " . و قد إعتبرنا ذلك أداة هامة وقتها ، نحن الذين صرنا ليس فحسب ذوى فكر ثوريّ بمعنى عام ما بل شيوعيّين ثوريّين ألهمتنا و أثّرت فينا فوق كلّ شيء الثورة الثقافيّة في الصين . و مع ذلك ، مثلما بات جليّا في العقود مذّاك ،هذا المفهوم ، " الخطّ الجماهيري " ليس صحيحا و يمضى عمليّا ضد الإنخراط العام لماو في النظريّة الشيوعيّة و مزيد تطويره لها .
و كما تعلّمت بطريقة متعمّقة بإستمرار ، يجب على النظريّة الشيوعيّة أن يقع تبنّيها و تطبيقها كمنهج و مقاربة علميّين لفهم الواقع و تغييره . و بإستمرار يجب تطويرها مع إستمرار تطوّر الواقع الأشمل و تغيّره – و ينبغي أن يشمل هذا المساءلة المستمرّة للنظريّة الشيوعيّة نفسها ، على ضوء مراكمة التجارب و المعرفة ، و ليس فحسب في مجال الممارسة الثوريّة و إنّما أيضا في الأبعاد الأوسع للنشاط الإنسانيّ بما في ذلك العلوم الطبيعيّة كما الإجتماعيّة ، و جال الفنون و الثقافة و ما إلى ذلك . و كجزء من هذه السيرورة – الشروع عقب هزيمة الثورة الثقافية و نهاية الثورة عبر الصين كافة ، و إعادة تركيز الرأسماليّة هناك إثر وفاة ماو سنة 1976- إنخرطت في و قُدتُ سيرورة مساءلة النظريّة الشيوعيّة مساءلة نقديّة علميّة بما فيها فهمي أنا السابق لهذه النظريّة و تطوّرها بداية من ماركس ( و إنجلز ) و ما أنجزه لينين ثمّ ماو . و كانت النتيجة تطوير خلاصة جديدة للشيوعيّة – يُحال عليها شعبيّا بالشيوعيّة الجديدة – وهي مواصلة و كذلك قفزة نوعيّة أبعد من و بطرق هامة قطيعة مع النظريّة الشيوعيّة كما تطوّرت سابقا . و قد شمل هذا نقد و في نهاية المطاف نبذ " الخطّ الجماهيريّ " كمنهج أساسيّ و وسيلة للتقدّم بالثورة الشيوعيّة .
أين يكمن الخطأ في " الخطّ الجماهيري "
عند تفحّصنا هنا لكيف لا يُمثّل " الخطّ الجماهيري " منهجا و مقاربة علميّين للإستراتيجيا و السياسات الثوريّة ، سأركّز على التصوّر المكثّف لفكر ماو حول " الخطّ الجماهيريّ " في الكتاب الأحمر للمقتطفات من أقوال الرئيس ماو .
في الفصل المفرد ل " الخطّ الجماهيري ّ" ، هناك نقاط توجّه هي نهائيّا صحيحة و هامة – على سبيل المثال الحجج ضد الوقوف بعيدا عن و إزدراء الجماهير الشعبيّة و نقد محاولة تكريس خطوط و سياسات دون تشريك الجماهير . لكن المنهج الأساسيّ ل " الخطّ الجماهيريّ " ضُمّن في التالي من ماو :
" إنّ كلّ قيادة صحيحة في كلّ عمل واقعي من أعمال حزبنا لا يمكن أن تتم إلاّ بتطبيق مبدأ " من الجماهير و إلى الجماهير " . و يعنى هذا المبدأ جمع آراء الجماهير ( الآراء المتفرّقة غير المنسّقة ) و تلخيصها ( أي دراستها و تلخيصها في آراء مركّزة منسّقة ) ، ثمّ العودة بالآراء الملخّصة إلى الجماهير و القيام بالدعوة لها و توضيحها ، حتّى تستوعبها و تصبح آراء خاصة بها ، فتتمسّك بها و تطبّقها عمليّا ، و تختبر هذه الآراء أثناء تطبيق الجماهير لتعرف أهي صحيحة أو لا . ثمّ تعاد الكرّة ، فتجمع آراء الجماهير ثانية و تعاد إليها بعد تلخيصها ، فتتمسّك بها و تطبّقها مرّة أخرى . و هكذا دواليك، فتصبح الآراء ، مرّة بعد أخرى ، أكثر صحّة و تغدو أكثر حيويّة و غزارة . هذه هي النظريّة الماركسيّة في المعرفة . "
لكن في الواقع ، هذه ليست النظريّة الماركسيّة للمعرفة . هذه النظريّة في المعرفة – كما تطوّرت في المقام الأوّل على يد ماركس ( عاملا معا مع إنجلز ) و إزدادت تطوّرا مذّاك – قد نهلت من مروحة أوسع بكثير من التجربة و المعرفة من " أفكار الجماهير " . ( و في أعمال مختلفة لماو ،معالجة مسائل أخرى غير " الخطّ الجماهيريّ " ، يتقدّم بعرض أصحّ للنظريّة الشيوعيّة العمليّة للمعرفة ) . و كما كتبت في " إختراقات : الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعيّة الجديدة ، خلاصة أساسيّة " لم يكن عمليّا كيف تصرّف ماو بالمعنى الأساسي في تطوير الخطوط و السياسات و الإستراتيجيّات في إنجاز النضال الثوريّ . لقد قام ماو بذلك أساسا على قاعدة علميّة و ليس إعتمادا على النهل من ثمّ تكثيف أفكار الجماهير و إعادة ذلك إلى الجماهير . لقد قام ماو بذلك ب " تحديد ما هي التناقضات الأساسيّة التي ينبغي التركيز عليها في وقت معيّن ".
( في لاحظة أدناه ، أوردت قائمة لبعض القرارات الكبرى التي إتّخذها ماو في ما يتّصل بالإستراتيجيا و السياسات خلال مسار الثورة الصينيّة – قبل و بعد إفتكاك السلطة عبر البلاد قاطبة سنة 1949 – وقع التوصّل إليها ليس من خلال تطبيق " الخطّ الجماهيريّ " ، بل على أساس المنهج و المقاربة الذين لخّصتهما في " إختراقات ..." ، كما ذكرت هنا . و لم أتحدّث فقط عن الخطوط و السياسات الصحيحة التي قادها ماو في تبنّى و طبيق بل كذلك بعض الخطوط و السياسات الخاطئة بصفة لها دلالتها ).
و لنشدّد مرّة أخرى على هذه النقطة الهامة ، " الخطّ الجماهيري " - جمع آراء الجماهير ( الآراء المتفرّقة غير المنسّقة ) و تلخيصها ( أي دراستها و تلخيصها في آراء مركّزة منسّقة ) ، ثمّ العودة بالآراء الملخّصة إلى الجماهير و القيام بالدعوة لها و توضيحها ، حتّى تستوعبها و تصبح آراء خاصة بها ، فتتمسّك بها و تطبّقها عمليّا ، و تختبر هذه الآراء أثناء تطبيق الجماهير لتعرف أهي صحيحة أو لا .- ليس وسيلة بلوغ خطّ صحيح ( إستراتيجيا و سياسات إلخ ) . و هذا مرّة أخرى ، يعود إلى أخذ أفكار الجماهير كنقطة إنطلاق للخطوط و السياسات – و حتّى سيرورة " تلخيص أفكار الجماهير " ( " عبر الدراسة تحويلها إلى أفار مكثّفة و منهجيّة " ) – ضيّقة جدّا كمصدر للمعرفة و سيرورة محدودة جدّا لبلوغ فهم صحيح لما نحتاج القيام به للتقدّم بالثورة و تجاوز العراقيل الحائلة دون ذلك التقدّم .
و هنا ، عليّ أن أقول إنّه أحيانا حاولت انا نفسى أن " أعمّق أكثر " ما يقوله ماو حول " الخطّ الجماهيري " بإعادة تأويل هذا ليعني شيئا مثل تطبيق المنهج العلمي للشيوعيّة بالمعنى العام لتكثيف ما هو صحيح في أفكار الجماهير ... و لم يساعد ذلك في شيء . لا يهمّ كيف تحوّلونه و تعالجونه ، يبقى الواقع أنّ أفكار الجماهير – و حتّى أفكارها الأكثر " تقدّما " – مجرّد مصدر ضيّق جدّا و " تكثيف أفكار الجماهير محدود جدّا كسيرورة لبلوغ خطّ و سياسة صحيحين .
التذيّل للأفكار المتخلّفة في صفوف الجماهير بدلا من لصراع ضدّها
يكثّف الموقف التالي لماو المشكل الأساسي مع " الخطّ الجماهيري " :
" إنّ خبراتنا خلال أربعة و عشرين عاما قدعلّمتنا أنّ جميع المهمّات و السياسات و أساليب العمل الصحيحة هي التي تتّفق مع مطالب الجماهير في وقتها و مكانها و توثق صلاتنا بها ، و أنّ جميع ما هو خاطئ منها هو الذى يتنافى مع مطالب الجماهير في وقتها و مكانها و يعزلنا عنها . "
هذا الموقف – وهو يتعلّق بجوهر الموضوع – خاطئ في ما يتّصل بنظرية المعرفة التي يعرضها و بوجه خاص تأكيده الأساسي أنّ " مطالب الجماهير في وقتها و مكانها " هي المعايير و المقاييس لما إذا كانت الخطوط و السياسات صحيحة ( أم لا ) . إنّه لأمر ، إنّه لهام ، أن نكون واعين و متفطّنين لمشاعر الجماعير ( بما في ذلك واقع أنّ هذه المشاعر لن تكون " متجانسة " و ثابتة : أناس مختلفون من صفوف " الجماهير " ستكون لهم مشاعر مختلفة و مشاعر الجماهير يمكن أن تتغيّر بصورة ذات دلالة مع تغيّر الظروف ) . و إنّه لشيء آخر – و هذه ليست مقاربة صحيحة – جعل مشاعر ( أو " مطالب " ) الجماهير أساس السياسة الشيوعيّة في أيّ وقت معطى .
الواقع هو أنّه ، في ظلّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبرياليّ ( أو أي نظام إستغلالي و إضطهادي ) ، مشاعر الجماهير و مطالبها إلى درجة بعيدة جدّا يشكّلها سير هذا النظام – نظامه الاقتصادي الإستغلالي و علاقاته الإجتماعيّة الإضطهاديّة و المؤسّسات السياسيّة و الثقافة السائدة التي تعقلن بإستمرار و على نطاق كثيف و تعزّز هذا الإستغلال و هذا الإضطهاد . ( و حتّى في المجتمع الإشتراكي ، سيكون الحال أنّه في صفوف الجماهير ستوجد أفكار تظلّ تعكس ، بدرجات متنوّعة ، تأثير العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة التي من غير الممكن القضاء عليها تماما داخل المجتمع الإشتراكي و التي ستواصل تمييز قسط كبير من العالم خلال ما سيكون سيرورة طويلة الأمد للتقدّم نحو الشيوعيّة عبر العالم .)
ليس من العسير رؤية كيف أنّ " أخذ أفكار الجماهير " كنقطة إنطلاق للإستراتيجيا الشيوعيّة و اسياسات الشيوعيّة إلخ – و التصرّف وفق معيار أنّ " جميع المهمّات و السياسات و أساليب العمل الصحيحة هي التي تتّفق مع مطالب الجماهير في وقتها و مكانها " – يمكن بيُسر أن يُفضي إلى التذيّل للأفكار الخاطئة جدّا و " مطالب " الجماهير الشعبيّة في أيّ وقت معطى . أكثر من قلّة من الشيوعيّين قد سقطوا تحديدا في هذا الضرب من التذيّل بتطبيق " الخطّ الجماهيريّ " . و على العكس من ذلك ، سبب من أسباب لماذا من الهام أن نكون واعين و متفطّنين لمشاعر الجماهير هو أنّ هذا ضروري من أجل الصراع فعليّا ضد مشاعر و مطالب الجماهير ( على ألقلّ عددا منها ) ، في أوضاع مختلفة – بدلا من مجرّد البحث عن تلخيص أفكار الجماهير عند أيّة لحظة معطاة . و هنا من المهمّ التأكيد على أنّه من الممكن أن نحدّد و نتصرّف في إنسجام مع ما هي المصالح الحقيقية الموضوعيّة للجماهير الشعبيّة – و بصفة خاصة و عامة جوهريّا – ليس بالتذيّل للجماهير ، بل بالقيام بالتحليل العلمي و بتطبيق ذلك التحليل العلمي .
معالجة تناقض حيويّ – بين المفهوم الخاطئ ل " الخ"ّ الجماهيري " و الأساس الفعلي للتقدّم بالثورة الشيوعيّة
إنّنا لمحظوظون أنّ " الخطّ الجماهيري" ليس كيف طوّر ماو عمليّا الخطوط الحيويّة – الإستراتيجيا و السياسات إلخ – في قيادة الثورة الصينيّة إلى النصر سنة 1949 و تاليا المضيّ قُدما بالثورة ، في ظروف المجتمع الإشتراكي الجديد بالغين قمّة ذلك إبّان الثورة الثقافيّة ، قبل أن يقع الإنقلاب على هذا إثر وفاة ماو سنة 1976 . و كما شدّدنا على ذلك أعلاه ، عند ذكر " إختراقات ..." قام ماو بذلك بتحليل التناقضات التي كان يجب مواجهتها و تغييرها – ب " تحديد ما هي التناقضات الأساسيّة التي يجب التركيز عليها في وقت معيّن " .
و مع ذلك ، هناك تناقض حيويّ هنا ، بين المنهج و لمقاربة العلميّين الذين طبّقهما ماو في تطوير الخطّ و السياسات و ما قدّمه في " الخطّ الجماهيري " كقاعدة للقيام بهذا . و يحتاج هذا التناقض أن يُعالج – و لا يُمكن إلاّ أن يُعالج إيجابيّا – بالتبنّى و بالتطبيق المنهجي لمنهج و مقاربة علميّين لفهم الواقع و تغييره ، في تطوير و تطبيق الخطّ الشيوعيّ ( بما في ذلك الإستراتيجيا و السياسات في أيّ وقت معيّن ) ، في تعارض مع المنهج و المقاربة الخاطئين ل " الخطّ الجماهيريّ ".
و هذا التغيير للواقع سيشمل ، كمظهر هام للغاية ، خوض الصراع الإيديولوجي لتغيير طُرق التفكير الخاطئة في صفوف الجماهير الشعبيّة ، كاسبينها إلى نظرة و أهداف ثوريّين ، إعتمادا على مقاربة علميّة للواقع هي ، في الأساس ، قد ميّزت الشيوعيّة منذ بدايتها ، و قد وقع مزيد تطويرها ، بطريقة أكثر علميّة صراحة ، مع الشيوعيّة الجديدة .
************************
ملاحظة هامة :
كما ألمحنا إلى ذلك أعلاه ، هذه ( بعض ) القرارات الكبرى – القرارات الصحيحة و الهامة – ذات الصلة بالإستراتيجيا و السياسات إلخ التي تبنّاها ماو ، في مسار الثورة الصينيّة ، ليس من خلال تطبيق " الخطّ الجماهيريّ " بل من خلال تحليل التناقضات التي كان يجب مواجهتها و تحويلها – ب " تحديد ما هي التناقضات الأساسيّة التي يجب التركيز عليها في وقت معيّن ".
* الإنطلاق في النضال المسلّح الثوري أواخر عشرينات القرن العشرين ضد القوّات الحاكمة المركّزة في حكومة الكيومنتانغ ، و على رأسه تشان كاي تشاك ( و المدعومة من الإمبرياليّين الكبار " الغربيّين " ).
* في أواسط ثلاثينات القرن الماضي ، في إطار غزو الإمبرياليّة اليابانيّة و إحتلالها الصين ، التحوّل من القتال ضد الكيومنتانغ إلى الجبهة المتّحدة مع الكيومنتانغ ضد اليابان .
* قرار التفاوض مع الكيومنتانغ مع نهاية الحرب العالميّة الثانية سنة 1945...و إستئناف حرب الشعب – الآن موجّهة ضد الكيومنتانغ – عقب إنهيار هذه المفاوضات .
* قرار الدخول في الحرب الكوريّة سنة 1950 ، إثر غزو القوّات الإمبرياليّة بقيادة الولايات المتّحدة و إحتلالها لأجزاء من كوريا الشماليّة و التقدّم بإتّجاه الحدود الصينيّة مع كوريا الشماليّة ( و كان قائد هذه القوى الإمبرياليّة ، ماك أرثور ، يهدّد الصين بالهجوم المباشر عليها . )
* إطلاق الثورة الثقافيّة و المضيّ فيها في ستّينات القرن الماضيّ و سبعيناته .
و مرّة أخرى ، و لا قرار من هذه القرارات الكبرى – و قرارات كبرى أخرى ، تعنى تبنّى ( و تغيير ) الإستراتيجيا و السياسات – كان قائما على الخطّ الجماهيري ، بل على تحليل التناقضات و ترتيبها .
و في الوقت نفسه ، من الضروري الإعتراف بأنّه ، رغم أنّه في الأساس و بصفة طاغية في مسار الثورة الصينيّة في كل من قبل و بعد بلوغ الإنتصار عبر البلاد قاطبة سنة 1949 -الخطوط و السياسات المتبنّأة بقيادة ماو كانت صحيحة و أدّت إلى تقدّم حيويّ للثورة ، و مثال حاد حيث لم يكن الأمر كذلك هو السياسة التي تبنّتها الصين في بدايات السبعينات و التي يمكن توصيفها بأنّها " إنفتاح على الغرب " و لم يشمل ذلك إرساء علاقات مع الولايات المتّحدة من أجل إستعمال التناقضات بين الولايات المتّحدة و منافسها الأساسي ، الإتّحاد السوفياتي فحسب . في الواقع ، نبعت المقاربة الصينيّة للعلاقات الدوليّة و التطوّرات العالميّة ، في تلك الفترة ، من تحليل خاطئ لكون الإتّحاد السوفياتي كان حينها العدوّ الأساسي لشعوب العالم . نهائيّا هناك نزعة لتقديم الأشياء و مقاربتها عالميّا في إطار كيفيّة مساهمتها أو عدم مساهمتها في معارضة أهداف و تحرّكات الإتّحاد السوفياتي على الصعيد العالمي . ( منذ خمسينات القرن العشرين ، لم يعد الإتّحاد السوفياتي بلدا إشتراكيّا بل صار قوّة {اسماليّة – غمبرياليّة ، حتّى و قد واصل ، لبعض الوقت تقديم نفسه على أنّه إشتراكي . لقد حلّل ماو و لحزب الشيوعي الصيني الذى كان يقوده تحليلا صحيحا و هاما بأنّ الإتّحاد السوفياتي قد أضحى " إمبرياليّة – إشتراكيّة " – إشتراكيّة في الإسم و إمبرياليّة في الواقع – غير أنّ إعتبار الإتّحاد السوفياتي العدوّ الأساسيّ الوحيد لشعوب العالم و التصرّف – و تشجيع الآخرين على التصرّف – في إنسجام مع هذا التحليل الهشّ ؛ لم يكن صحيحا و قد تسبّب في ضرر حقيقيّ .)
و أحد الأبعاد الأكثر ضررا لهذا كان المساندة التي قدّمتها الصين لحكومات إضطهاديّة بصفة فظيعة في العالم الثالث ، على غرار نظام التعذيب و على رأسه شاه إيران و نظام ماركوس في الفليبين ( بلد حيث ، لسخرية الأقدار ، كان الثوريّون الماويّون حينها يخوضون كفاحا مسلّحا ضد ذلك النظام بالذات ).
هذه الأخطاء الجدّية كانت إنعكسا و تعبيرا عن كلّ من الضرورة الواقعيّة – ليس أقلّها التهديد الفعلي بهجوم كبير للإتّحاد السوفياتي على الصين – و لكن أيضا النزعات القوميّة لدي ماو ( نزعت تقييم الأشياء أساسا بمعنى تأثيرها على الصين ) التي ظهرت ثانويّا لكن بصفة ذات دلالة ، ضد التوجّه العام الشيوعي / الأممي لماو .
في مذكّراتي ( " من إيكي إلى ماو و بعد ذلك " )، رويت وضعا حيث أثناء زيارة للصين سنة 1974 ، أثرت ( بمعيّة شخص آخر مشاركا في الزيارة ) نقدا و خضت صراعا مع ممثّلين للجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الصيني حول هذه السياسات الخاطئة و الضارة للغاية . و بداية من " كسب العالم " و " التقدّم بالحركة الثوريّة العالميّة : قضايا توجّه إستراتيجي " في ثمانينات القرن الماضيّ ، أجريت تحليلا نقديّا لهذه السياسة الخاطئة . ( " كسب العالم ؟ واجب البروليتاريا العالميّة و رغبتها " و " التقدّم بالحركة الثوريّة العالميّة : قضايا توجّه إستراتيجي " متوفّران على موقع أنترنت revcom.us ضمن الأعمال المختارة لبوب افاكيان ).
و في الوقت نفسه ، هذا النقد الضروريّ القائم على العلم أجري في إطار التحليل القائم كذلك على العلم أنّه حتّى بينما قد مورست هذه السياسة الخاطئة و ألحقت ضررا حقيقيّا ، في الجزء اوّل من سبعينات القرن العشرين ، واصل ماو و الذين كانوا يتّبعون قيادته في الحزب الشيوعي الصيني تقديم الدعم لمختلف النضالات الثوريّة في أنحاء مختلفة من العالم وقتها ، و في الوقت نفسه ، كانوا يقودون الثورة الثقافيّة داخل الصين ذاتها – و هذه ، كما تحدّثت عن ذلك هنا ، لم تكن حركة ثوريّة غير مسبوقة للجماهير الشعبيّة في الصين ذاتها فحسب بل كانت مصدرا عميقا للإلهام تماما لمئات ملايين المضطهَدين و الناس ذوى الذهنيّة الثوريّة عبر العالم .
و مرّة أخرى ، بالرغم من هذه الأخطاء ذات الدلالة ، في ألساس و بشكل طاغي ، أثناء مسار الثورة الصينيّة – في كلّ من قبل و بعد تحقيق الظفر عبر البلاد سنة 1949 – الخطوط و السياسات المتبنّاة في ظلّ قيادة ماو كانت صحيحة و أفضت إلى تقدّم حيويّ للثورة في الصين بينما كانت تقدّم مساهمات حيويّة في هذه الثورة في العالم ككلّ . و كما شدّدنا على ذلك في البداية ، كتقييم عام صحيح أنّ مساهمات ماو في النظريّة الشيوعيّة و تحرير الإنسانيّة عميقة حقّا .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوب أفاكيان : دستور الولايات المتّحدة : نظرة مستغِلِّين للحر ...
- الواقع و تشويه الواقع – الحقيقة الموضوعيّة و التأثيرات الذات ...
- الحرائق القاتلة في هاواي :كارثة تسبّبت فيها الرأسماليّة – ال ...
- بيان مساندة لحركة المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ...
- سجن شابة لقيامها بعمليّة إجهاض – سابقة خطيرة ... و الحاجة ال ...
- سميّة كرغار [ سجينة سياسيّة من إيران ] تتحدّث في مهرجان شمس ...
- هراء رجعي جديد من منتفخ أبله يحدث ضررا كبيرا ... الماركسيّ ا ...
- - ما بعد النهاية - : موجات الحرارة البحريّة و الفظائع الرهيب ...
- - اليقظة - [ سياسات الهويّة ] قوّة هدّامة في حياة المجتمع سي ...
- مقدّمة الكتاب 45- صراعات حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي للم ...
- العلماء يدقّون ناقوس الخط : نسق التغيّر المناخي يمضى بسرعة أ ...
- عن الشريط السينمائيّ أوبنهايمر – Oppenheimerو الدروس الحقيقي ...
- نحن الشيوعيّون الثوريّون (The revcoms ) - بيان للحزب الشيوعي ...
- نحتاج و نطالب ب : نمط حياة جديد تماما و نظام مغاير جوهريّا - ...
- بوب أفاكيان : خطّ ثوريّ فى تعارض مع - الإقتصاديّة - / الإقتص ...
- بوب أفاكيان : كلّ ما نقوم به هدفه الثورة - مقتطف من الجزء ال ...
- بوب أفاكيان : الأهمّية الحيويّة للقيادة ، القيادة مكثّفة كخط ...
- ينبغي مواصلة الثورة في ظلّ الإشتراكيّة للإطاحة بالقادة السام ...
- يضع الشيوعيّون و الشيوعيّات في المقام الأوّل مصالح الشعب و ا ...
- ممارسة النقد و النقد الذاتيّ - مقتطف من الجزء الأوّل ( الفصل ...


المزيد.....




- بيان الحزب الشيوعي العراقي: إجحاف آخر بحق ثورة 14 تموز 1958 ...
- تجاهلت الحشود سؤالها.. عجوز بريطاني بين متظاهرين دعما لفلسطي ...
- بوتين يضع الورود على نصب تذكاري لجنود سوفييت قضوا دفاعا عن ا ...
- رئيس المكسيك ينصح بقراءة دوستويفسكي وتولستوي ولينين
- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - بوب أفاكيان : النظريّة الشيوعيّة العلميّة و مشكل - الخطّ الجماهيري -