أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر عطاالله - قراءة مغايرة لرواية رقصة الفيلسوف للأديب الفلسطيني أنور الخطيب.















المزيد.....

قراءة مغايرة لرواية رقصة الفيلسوف للأديب الفلسطيني أنور الخطيب.


ناصر عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 7713 - 2023 / 8 / 24 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


قراءة مغايرة لرواية رقصة الفيلسوف للأديب الفلسطيني أنور الخطيب.
ناصر عطاالله
تختلف اهتمامات الأدباء في طرح مواضيعهم لمفاعيل الجنس الأدبي، كما تقترب، وتبتعد هذه الاهتمامات عن مراكزها الحيوية حسب قدرة الكاتب، وثقافته، ويبدو للوهلة الأولى أن المجد الأدبي، ككل الأمجاد في الكون، له فرسانه، وميادينه، ولأن بقعة الإضاءة الواثبة من عقل الكاتب، تظهر محاسنه، كما تكشف مقتصر ما تناوله، تجيز لي هذه الوقفة البسيطة مع رواية الصديق الأديب أنور الخطيب ( رقصة الفيلسوف- خفوت وهج الدهشة) أن أُنقب فيها عن ما وصل إليه فهمي، من غير تحميلات زائدة، ولا نقصان مشين ولا تناول تفصيلي لموضعاتها، وأحداثها.
الرواية واقعية من غير جفاف، أو تشققات في جدار اللغة، بل واقعيتها من ناحية مختبرة لتحويل الحاضر المبرقع بالخفايا الداكنة، إلى مسرح مرئي لغويًا، من غير انفلات أو تسريب تخريبي لشخصية جدلية، ظهرت في أكثر من ثوب، وسُمعت بأكثر من لسان، وحار فيها اللبيب، وتوجس منها المراقب، وهي شخصية إبراهيم البشارات ( أبو البشائر)، وهو الراقص الفكري، واللاعب الأساس في الرواية، ولا يحتاج مثقف بالحد الأدنى من الثقافة جهدًا ليعرف أن أبو البشاير أو أبو البشائر هو ( عزمي بشارة) .
ولأن الفلسفة تخصصه الأكاديمي، وممارسته اليومية، نجح الخطيب بلغته الرشيقة، وأسلوبه الفني الدقيق، أن يرسم الشخصية، كأنّه عاش معها، وتفاعل بجوانب كثيرة من حياتها، والحقيقي وحسب معلوماتي أن الروائي لم يلتق ببطل الرواية، ولم يجلس معه ولا مرة، إلا أن معلوماته عنه جمعت جمع قاريء، وتنقيب باحث، وترشيد مهتم، وترتيب أديب، وبراعة كاتب، فكانت الشخصية فنيًا مكتملة الجوانب، ومتقنة المستويات، بما فيها النفسي، والحركي.
وليس الروائي قاصدًا بطل روايته بسوء، أو مبجلاَ له بفيض غير مستحق، ولكنه، قصد الفكرة، من طبقاتها المبهمة، والواضحة في آن، وأستطيع أن أقول أنها رواية بعمقها المعرفي عن فن الرواية، أنها ليست سيرة روائية لشخص مشهور، ولكنها بذكاء الروائي وثقافة المبدع، ووطنية المنتمي وضع الخطيب القارئ العربي أمام شخصية تستحق تفكيك غموضها، وتمييز صفاتها الحسنة عن الضالة، وتصنيف رغباتها الشخصية والذاتية عن العامة ، ونجح من وجهة نظري باستحضار حكمًا غلب عليه منطق الظاهر الذي تتطابق بحد كبير مع رأي غالبية كتّاب الطبقة الوسطى، والعليا في فلسطين والوطن العربي، الذين يضعون أكثر من علامة استفهام حول شخصية بشارة( عضو كنيست إسرائيلي سابق)، وفلسفته لقضايا الهوية، والوطنية، والقومية، والأديان، وحتى مفاهيمه للثقافة، ونظرته للمثقف العربي، ومهامه تجاه قضايا الأمة، حتى مفهوم ( الأمة) عند بشارة محل تحليل، وغربلة وفق معايير تتماشى ونمط تفكيره.
فأبو البشائر ابن فلسطين 48 أو فلسطين المحتلة، بقيت أسرته من غير لجوء، ولا نزوح فوق ترابها الوطني (الناصرة) وتحملت ويلات التغيير من الحاكم المحتل المستبد، وتغيير الهوية الرسمية مع بقاء الهوية الوجدانية التي لا تعترف بها الحكومات الورقية ذات الأختام الزرقاء، والحمراء، أبو البشائر الذي ولد وترعرع في ضوء الوطن( مواليد ترشيحا الشهر السابع من عام 1956) رغم احتلاله، تعلم لغة عدوه، وتدرج وفق سلم عمره في دروب عيشه، حتى استطاع مالم يستطع عليه الفلسطيني في المنفى، فهم عقلية المحتل، وأخذ يدير زوايا التفكير المقعرة منها والمحدبة، لنجده قد نجا بحيل بسيطة من صدام مباشر مع سلطات المحتل، ليركب موج بحره، ويتعلم العوم بطريقة أهل القبعات، والرقص أمام حائط البراق ( المبكى) وهنا للمفكر الدكتور عادل سمارة كاشف واسع الضوء على شخصية عزمي بشارة، سابق بإصداره للرواية (2016) في طبعتين واحدة في بيروت، والثانية في الأرض المحتلة في ذات السنة، تحت عنوان( تحت خط 48- عزمي بشارة وتخريب دور النخبة الثقافية)، يحال إليه كل مهتم يريد أن يزداد معرفة عن بشارة سيرة ذاتية، وطريقة تفكير، ووسائل تضليل، أما الرواية تطرح أسئلة غاية بالأهمية، في مسالك، ومشارب الإنسان الذي يستغل الكاريزما المكتسبة، للوصول إلى غاية يخطط لها، وينجح لحد كبير بتخفيتها بفلسفة معممة وتثقيف يحتمل التأويلات متعددة الجهات، والجبهات.
ثقافة الروائي لم تغب في تبيان لغته السردية الماتعة، ومحتواه المعلوماتي الغزير، بل سفره نحو الأسطورة، والتاريخ، والأديان السماوية منها والوضعية، والشعوب، والتراث، والأحداث المرتبطة بالبطل، وشخصيات الرواية الفرعية، حرفية بدت بكل وضوح، عززت الرواية بكم مناسب من المعلومات، وأما مواقف الراوي وهو هنا الروائي ذاته، طرحت بطريقة مريحة حتى لو لم يتفق القارئ معها، أو حتى خالفها بوعيه، وتربيته على نقيض هذا الموقف أو ذاك، وأما الحوار الداخلي ( المونولوج) والحوار الخارجي ( الديالوج) لشخوص الرواية، انسجم وروح السرد من غير تكلف، أو فجاجة يتقهقر معها القارئ فيترك الرواية عن المطالعة، بل الحوارات جاءت وفق نغمة السرد المتاحة، والمشبعة بتصالح اللغة مع ذاتها.
الرواية 14 فصلاً مضاف إليها فصل قصير جدًا وهو الفصل الأخير يحمل رقم 15 ولكنه أشبه برسالة قصيرة كخاتمة، تفتح على مجمل الأسئلة المطروحة إجابة واحدة، قد تشفي غليل كل قارئ للرواية، أن الحياة مستمرة بالحقيقة والحق، لا بالتلون، والفلسفة الماكرة، وأن الوطنية ( الدبكة) خير من الاحتيال ( الرقص).
وقبل أن أطوي ورقتي حول رواية رقصة الفيلسوف للصديق الأديب ( شاعر و روائي وقاص) أنور الخطيب، وهو فلسطيني من مواليد لبنان، هاجرت عائلته قسرًا بعد نكبة 1948م، ليعيش في مخيم للاجئين، ويستقوي بالحنين لفلسطين على ظروف الحياة وتقلباتها، ويخوض من خلال التعلم معركته التي أخرجته لفترة من تحت أسطح الزينكو في المخيم إلى الجزائر لاستكمال تعليمه الجامعي، ويعود إلى لبنان مسلحًا بأدب، وثقافة غيرتا نظرته لوسائل المواجهة في قضية حق تقرير المصير لشعبه، واستكمالاً لمسيرته التعليمية حط رحاله في دولة الأمارات وفيها عاش بوظيفة خدمت إبداعه الكتابي، والأدبي، حتى بات من أدباء فلسطين المميزين برقة كلمته، وصدق مشاعره، وحنينه الطافح إلى وطنه فلسطين، حنينٌ يحاكم كل محرفٍ ومنحرف، ويحصن كل محبط و متراخي عن استكمال مسيرته حتى تسطع شمس لا تشرب ماء غسيل الغزاة، بل تنثر النور الذهبي عن حناء رق على جبين النازلات للبئر، والتل، وصفاء التراب، وزهو البساتين في كرمل البلاد، والقدس المضاءة من عيون العائدين.
رقصة الفيلسوف رواية صادرة عن دار مداد بموافقة المجلس الوطني في دولة الأمارات بطبعتها الأولى عام 2021 بغلاف يختصر عتبات النص الفرعية في الرواية وتخدم الفكرة المطروحة أي محتوى الرواية، لذا جاء الغلاف باللونين الأبيض والأسود، وقناعين على تداخل اللون الرمادي فيهما، قسمة الغلاف الأول بمناصفة عادلة بحفر لعيون أبيضت على قناعها الأسود، وأسودت على قناعها الأبيض، دلالات تترك للنقاد أصحاب المدارس المتخصصة، والرواية استوت على 280 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف خلفي سطر عليه معظم العناوين الفرعية في الرواية.
ومن المبشر للرواية أنها تستحق البحث العلمي، وهنا أشير إلى أن الصديق الناقد والشاعر الفلسطيني جواد العقاد قد وضع الرواية قيد رسالة ماجستير لتأخذ حقها بمبتدأ مشجع، على أن الدعوة مفتوحة بتناولها لكل باحث أكاديمي، وروائي ومترجم لتجد طريقها المستحق نحو فضاءات وسيعة.



#ناصر_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (سماءٌ وسبعة بحور) للروائي ناجي الناجي: الفلسطيني اختص ...
- -مفاتيح البهجة- لعمر حمش رواية الجرح الفلسطيني بطعم التغريبة ...
- ( مرايا الموج) للأستاذ الدكتور محمد بكر البوجي.. رمح في الرو ...
- ماذا أراد يحيى يخلف من -راكب الريح-
- رواية - قمر بيت دراس- للروائي عبدالله تايه شهادة على نكبة أم ...
- قراءة في-قمرٌ وجسد مظلم- للكاتب علاء أبو جحجوح
- قراءة في رواية-ملائكة في غزة-
- تصويب لموضوع منشور
- رواية نضال الصالح -خبر عاجل- قدود حلبية بعد رماد ولهب
- قراءة في رواية( الحاجة كريستينا) للروائي عاطف أبوسيف
- قراءة في رواية (إيربن هاوس) لطلال أبو شاويش
- قراءة في ( ماقالته الرواة عن الحواري) لعبدالله تايه
- قراءة غير ناقدة في مجموعة -ناي ونرد- للشاعرة وسام عاشور البن ...
- يسرا الخطيب - الكائن بيقيني- إتباع الهايكو لوطن أجمل.. ( ناص ...
- لا تموت هناك
- الصنم


المزيد.....




- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر عطاالله - قراءة مغايرة لرواية رقصة الفيلسوف للأديب الفلسطيني أنور الخطيب.