حروب مؤجلة ضد دول الجوار

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7702 - 2023 / 8 / 13 - 00:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

بات واضحا لكل المحللين السياسيين والنفسيين ان البعض في العراق لديهم نزعات ثورية معلنة لإشباع رغباتهم في خوض الحروب وافتعال المعارك. وبات واضحاً ان المعارك السابقة التي خاضها العراق في الداخل أو الخارج كانت تحظى بدعمهم وتأييدهم، وما زالوا يتغنون بمغامراتنا الدامية في هضبة الجولان وفي الجبهة الاردنية وفي شبه جزيرة سيناء، والتي تركت وراءها أجيال من اليتامى والأرامل والمعاقين. ويتفاخرون بجيوشنا البرية والبحرية والجوية التي خاضت أطول معارك العصر الحديث على إمتداد الجبهة الشرقية. يوم كانت فرقة الإنشاد تشدوا باهزوجة: يا گاع ترابج كافوري. . واهزوجة: راح ألبس هدوم الجيش والحك اخوي لوحدته. وانشودة: يمه البارود من اشتمه ريحة هيل، على مدى ثمانية أعوام خسرنا فيها كل شيء تقريبا. ويتغنون أيضاً بغزو الكويت بعد عامين من حرب الأعوام الثمانية، وذلك عندما اجتاحت جيوشنا الكويت بالطول والعرض، وقلبت عاليها سافلها بذريعة إعادة الفرع إلى الاصل. لكننا خرجنا مهزومين لا نلوي على شيء، وفقدنا 70% من تعداد جنودنا في ليلة الفتك العظيم. من دون ان تتوقف الاناشيد والاهازيج الحماسية. ثم وقع علينا الحصار وما أدراك ما فعله بنا الحصار ؟. خضعنا لمقصلة البند السابع. وتلقينا بعدها صفعات القرارات الأممية الحدودية التي فقدنا فيها خور عبدالله مثلما فقدنا نصف شط العرب. .
وفي عام 2003 كنا على موعد مع معركة أم المهالك التي تعرض فيها العراق للغزو الدولي المدمر، تحت شعار: (أطلق لها السيف لا خوف ولا وجل) فأنهار كل شيء بين ليلة وضحاها. والمثير للدهشة ان حكومتنا ارسلت وقتذاك طائراتنا المدنية والعسكرية إلى إيران التي خاضت ضدها أطول الحروب بذريعة استرداد حقوقنا في شط العرب، التي تنازلنا عنها فرحين مسرورين عام 1975 في الجزائر. مثلما تنازلنا عن طائراتنا عام 2003، ولا الراح اجاني ولا رد الخبر ليه. .
ومازالت لدى بعض العراقيين رغبات جامحة لخوض المزيد من الحروب والمعارك ضد البلدان المجاورة لنا. يعبرون دائماً عن رغباتهم الحربية في تظاهراتهم ومؤتمراتهم وندواتهم بحجج وذرائع ودوافع موروثة، وكأننا لم نشبع بعد من الخسائر والمصائب والويلات والكوارث. .
فهل ظلت أحلام الغزوات والغارات واحلام الاشتباكات تراود نفوس البعض حتى الآن ؟. وهل لدينا من الجيوش والفيالق ما يكفي للمجازفة بها في حروب عبثية لا جدوى منها ؟. وهل كانت العقوبات الدولية السابقة غير كافية لكي نتلقى المزيد منها في السنوات القادمة ؟. .
ختاماً: يحق لنا ان نطرح هذه التساؤلات على أصحاب التوجهات التحريضية التي ظلت تستعر وتتأجج، ولم تخمد جذوتها حتى يومنا . .
المشكلة ان بعض الناس يصعب عليهم العيش بسلام. وبعضهم تقوده نوايا التكسب لاستغلال عواطف الناس والمتاجرة بها سياسيا سعيا وراء تحقيق اهدافه الشخصية. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات