أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي مارد الأسدي - العنكبوت الذي دلنا على الحقيقة














المزيد.....

العنكبوت الذي دلنا على الحقيقة


علي مارد الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 7683 - 2023 / 7 / 25 - 17:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بخلاف الشائع في المؤلفات الإسلامية وعلى ألسن الناس، ليس لدينا ما يثبت أن الآية 40 في سورة التوبة (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا..) تدل على حادثة بعينها وقعت في زمن النبي محمد "ص" فضلًا أن يكون هو وأحد أصحابه المقصودين بها.
وعلى الأرجح كانت هذه القصة، التي رواها القرآن في سرده الوعظي لأحوال من سبقوا، تنسب لمصدرها الأصلي الى أن ظهر كتاب البخاري بعد أكثر من قرنين على وفاة النبي محمد "ص" برواية أنس عن أبو بكر (يشهد فيها لنفسه!) :
حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين قلت يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا قال ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
وأخرى ترويها عائشة بنت أبي بكر (تشهد لوالدها!)
قالت فيها :
(... ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،‏ ‏وَأَبُو بَكْرٍ ‏‏بِغَارٍ فِي ‏‏جَبَلِ ثَوْرٍ ،‏‏ فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،‏ ‏وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ،‏ ‏فَيُدْلِجُ ‏‏مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ مَعَ ‏‏قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ ‏‏كَبَائِتٍ فَلا يَسْمَعُ أَمْرًا ‏‏يُكْتَادَانِ ‏بِهِ إِلا وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلامُ ).
ثم يأتي أحمد بن حنبل في مسنده بعد ذلك ويكمل القصة بإشارة مفتاحية تؤكد أصلها وتتحدث عن نسج العنكبوت على باب الغار..
لتولد حكاية إسلامية جديدة مستلهمة من نص قرآني لكن بعناوين وتفاصيل ومسميات لا أثر لها في القرآن.
إذن.. ما هو أصل القصة؟
لقد وجد بعض الباحثون أن النص القرآني والهوامش التفسيرية التي شاعت حوله (عدا المسميات التي اضافها كتاب البخاري) تتوافق بدرجة كبيرة مع قصة القديس فليكس النولي الذي عاش قبل ما يقارب ثلاثة قرون من ظهور الإسلام.
ومحتمل جدًا إن حكايته كانت رائجة آنذاك في بلاد الرافدين والشام والجزيرة العربية.
ولمن لا يعرف القديس أو الكاهن فليكس (تجدون تفاصيل حياته في مصادر متعددة بعد اجراء بحث بسيط في غوغل) فهو كان قد هرب حفاظًا على دينه ومعتقده المسيحي من إضطهاد الامبراطور الروماني ترايانوس دكيوس، فإختبأ خوفًا من الاعتقال في غار أو جحر ضيق، وقد نسجت العنكبوت خيوطها على مدخله، بحسب الحكاية، لتحميه وتبعد الانظار عنه. مكث فيه لمدة ستة أشهر، وكانت هناك امرأة مسيحية مؤمنة تؤمن له القوت، حتى إذا ولى الظلم وانقشع الاضطهاد، خرج فليكس من الغار واستُقِبل بفرح في المدينة.

ان أصل هذه الحكاية، وتشعباتها، وما إشتق منها وبني عليها في المرويات الإسلامية اللاحقة، تعتبر نموذجًا بسيطًا لعملية تحريف وتزوير شاملة، وفوضوية، وأيضًا ممنهجة لتأريخ الإسلام، بدأت منذ نهايات العصر الأموي وبدايات العصر العباسي، وإستمرت ولم تنتهي حتى في العصور المتأخرة.



#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتاكم حديث تخصيصات التعداد السكاني؟!
- ملاحظات عن تجارب الاقتراب من الموت
- نقطة ضوء الى علي في التأريخ
- هل فات الأوان لإنقاذ العراق؟


المزيد.....




- الأزرق يطغى على إطلالات أميرة موناكو شارلين ولمسات عربية حاض ...
- مصر: فيديو ما فعله شخصان بـ3 سيدات أثناء خروجهن من المنزل.. ...
- هجوم بطائرة مسيّرة يعلّق العمليات في حقل نفطي بإقليم كردستان ...
- إمبراطورية إيلون ماسك في خطر والسبب مغامراته السياسية
- واشنطن توقف مراقبة سيناء.. ومسؤول إسرائيلي: -انتهاك خطير لمع ...
- خبراء أمميون ينددون بالتضييق على المحامين في تونس
- كمائن الأسر.. المقاومة تعيد هندسة القرار العسكري
- مظاهرة في باريس رفضا للعنصرية وللتضامن مع القضية الفلسطينية ...
- أوروبا تواصل التفاوض مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية
- متنفسهم ومصدر رزقهم.. بحر غزة ممنوع على أهلها بأمر من الاحتل ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي مارد الأسدي - العنكبوت الذي دلنا على الحقيقة