أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - أفغانستان من أسوأ بؤر الجوع في العالم














المزيد.....

أفغانستان من أسوأ بؤر الجوع في العالم


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 7678 - 2023 / 7 / 20 - 13:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة، تسير أفغانستان من السيء إلى الأسوأ. وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى، لا يحصل قرابة 90 بالمائة من السكان على غذاء صحي، ويعتمد ثلثا السكان على المساعدات الإنسانية. لهذا تعد أفغانستان حاليًا، وفقا لهذه المنظمات، واحدة من أسوأ ست بؤر للجوع في العالم.

أسباب المأساة

تعيش البلاد أزمات متعددة الجوانب، فالبلاد تعاني من الجفاف، الذي يدمر، منذ سنوات، المحاصيل. وفي أفغانستان يتناوب الجفاف، والهطول الاستثنائي للأمطار، وفق ما يسمى بظاهرة النينيو المناخية. ومن المحتمل ألا تكون التربة الجافة قادرة على امتصاص المياه. والنتيجة فيضانات وخسائر أخرى للمحاصيل. بالإضافة إلى عواقب وباء كورنا. وسبق ذلك عودة طالبان إلى السلطة. في عام 2021 وحده، انهار الاقتصاد بنسبة 30 في المائة. وزادت الحرب في أوكرانيا من تفاقم هذا الوضع.

واجهت البلاد الوباء بنظام صحي كارثي. لم تكن هناك أي وقاية تقريبًا ولا لقاحات. ولهذا كان الفايروس قادرًا على الانتشار بسرعة كبيرة بين السكان. مات الكثير من الناس. وتسبب كورونا في وفاة العائل الوحيد في العديد من العائلات، وبالتالي أدى إلى تفاقم الوضع الغذائي بشكل كبير.

تأثيرات حرب أوكرانيا

يحصل برنامج الغذاء العالمي على الحبوب وزيت الطهي من أوكرانيا. ومع اندلاع الحرب، انقطعت سلاسل التوريد. وأدت الزيادات الكبيرة في الأسعار إلى زيادة تكلفة العناية بالناس. بالإضافة إلى تركز اهتمام الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي سياسيا الآن على أوكرانيا. لقد خرجت أفغانستان عن دائرة التركيز في الدبلوماسية والسياسة العالمية. لسوء الحظ، يتوقع معظم الخبراء أن الوضع الإنساني سيستمر في التدهور في الأشهر المقبلة.

فور عودة طالبان إلى السلطة، قدم المجتمع الدولي في البداية دعمًا قويًا للبلاد. على الرغم من عدم الرغبة في تقوية حركة طالبان، إلا أنهم كانوا يعرفون أيضًا، أنه لا يمكن ترك السكان في وضع صعب. لهذا السبب تم العثور على طرق لكيفية تجاوز الحكام الجدد وتمويل نشاط الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي تهتم بالمساعدات الإنسانية وتعزيز الصحة والتعليم. ولكن الاحتياجات المالية لهذه المنظمات الآن أكبر بكثير من التعهدات السابقة.

قبل عودة طالبان السلطة، كان تمويل قرابة 75 في المائة من الميزانية الوطنية الأفغانية يتم من قبل المانحين الدوليين. وبين ليلة وضحاها، لم تعد هذه الأموال متوفرة. نظرًا لأن طالبان تنتهك بشدة حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، فإن المزيد والمزيد من المانحين انسحبوا وفقًا لقاعدة: إذا لم تهتم طالبان بحقوق الإنسان، فسنستخدم الموارد المحدودة في مكان آخر. وفرض القليل المتبقي من المانحين حصر برامج منظمات المساعدات بالإغاثة المباشرة للمحتاجين، لرفضهم دعم المؤسسات الرسمية لحكومة طالبان.

في البداية قامت منظمات الإغاثة بتوزيع المواد الغذائية بشكل أساسي، وقبل بداية الشتاء تم توزيع التدفئة والملابس الشتوية. وبعد ذلك تم اعتماد توزيع مبالغ نقدية. لكون هذا الاسلوب أسهل وأكثر كفاءة ويدعم الاقتصاد المحلي. ويحرك السوق المحلية، والناس هم الأفضل في تحديد ما يحتاجون إليه.

السكان يدفعون الثمن

خلال جميع الازمات والحروب وفرض العقوبات او الحصارات من المراكز المهيمنة في العالم يكون ملايين السكان الضحية الأولى. ولا يختلف الأمر في أفغانستان. أعلن برنامج الغذاء العالمي، الذي أطعم الملايين من الناس في السنوات الأخيرة، أن أمواله ستنفد في أيلول المقبل، وربما لن يتمكن، بحلول تشرين الأول، من إطعام أي شخص في أفغانستان. وخلال الشهرين الفائتين، كان لا بد من إخراج أربعة ملايين محتاج في كل شهر من الدعم الغذائي، وتقليص كمية الحصة المقدمة.

منع النساء من العمل

لقد منعت طالبان النساء من العمل في دوائر الدولة، ومنعت الفتيات والنساء من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات، ولم يعد يُسمح لهن بالعمل في المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة. وعلى الرغم من ذلك تسعى منظمات المساعدات الإنسانية الاحتفاظ بالعاملات المحليات وتدعم الجهات المانحة هذا السعي. وفي هذا السياق يجرى اعتماد العمل من المنزل خصوصا للنساء المعيلات لأسرهن. ولتحقيق هذا الاستثناء او ذاك تجري المنظمات الإنسانية مفاوضات صعبة مع إدارات طالبان المحلية في كل حالة على انفراد، لعدم وجود شيء مقر ومثبت. وتستفاد المنظمات الإنسانية من وجود أمير أفغانستان ومركز القرار في قندهار وليس في كابول، هذا الواقع يمنح الإدارات الرسمية حرية محدودة في عدم تطبيق التعليمات الواردة من قندها حرفيا.

تدابير ضرورية

على الرغم من كل الموانع والتعقيدات تحتاج افغانستان دعم دولي طويل الأمد. ومن الضروري الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى مشاريع التنمية بعيدة المدى. ان توزيع المساعدات ضروري، لكنه ليس مستداما. يجب تمكين الناس لمساعدة أنفسهم.. ولهذا السبب يجب ان تبقى قنوات الحوار مفتوحة بين المجتمع المدني وحركة طالبان والأمم المتحدة. وعمليا فان سياسة عزل نظام طلبان يدفع الناس ثمنه، بعيدا عن صحته سياسيا. كما سيكون من المهم جدًا لتنمية البلاد النظر، على سبيل المثال، في كيفية تسريح 150 ألف مسلح ودمجهم في المجتمع.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على اليسار أن يتعلم كيفية الإبحار/ أورليكا ايفلر*
- حقائق غير معروفة عن رموز نسوية في الحركة الشيوعية
- ثلاثة أسئلة رئيسية بشأن الحرب في أوكرانيا*
- قبل 100 عام قدمت كلارا زيتكين أول تحليل ماركسي للفاشية الناش ...
- في موقف مناهض للحقوق المشروعة / الشرطة الألمانية تتبنى القرا ...
- اليمين واليمين المتطرف يقترب من أغلبية الثلثين / بعد الانتخا ...
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم
- «شاهد حي على زيف الديمقراطية الغربية» / خطر تسليم جوليان أسا ...
- الصراع على الدستور في تشيلي ... الهزائم والتحديات والآمال
- استراتيجية الأمن القومي الألماني تنشر انعدام الأمن وتصعيد ال ...
- على طريق مواجهة اليمين المتطرف / قوى اليسار الإسباني تخوض ال ...
- في الاكوادور فرص جيدة لعودة اليسار عبر الانتخابات المبكرة
- الأسئلة الطبقية هي الأكثر معاصرة / أزمة حزب اليسار الألماني ...
- السيادة الغذائية ضرورة لمكافحة الجوع
- مجموعة بريكس تسعى الى دور قيادي في السياسة العالمية
- 50 عاما من النضال في مواجهة الدكتاتوريات في الفلبين
- خسائر لتحالف يسار الوسط الحاكم / عودة اليمين المعارض إلى الص ...
- تجريم الاحتجاجات المناخية وحملة ضد حركة «الجيل الأخير» في ال ...
- دور الشبيبة والطلبة/ تجربة حزب العمل البلجيكي*
- في حوار مع السكرتير العام للشيوعي الاسباني / الشيوعية يولاند ...


المزيد.....




- مأزق بين الغيوم.. مضيفات طيران يفرقن شجارًا على متن رحلة جوي ...
- -آل بيت النبي وجدوا في مصر الأمن والأمان-.. السيسي يفتتح مسج ...
- لماذا قرر حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم أن لا يخوض الانت ...
- هجوم روسي كبير على شرق أوكرانيا وسلطات كييف تجلي المئات من ا ...
- غزة ـ تواصل القصف وغوتيريش يجدد دعوته لوقف إطلاق النار
- ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات أفغانستان إلى 315 شخصا (فيديو)
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يتستر على انتحار جنود في الساعات الأ ...
- مصر تمهل الأجانب مخالفي تشريعات الإقامة حتى نهاية يونيو لتسو ...
- كيف تصنعين بدائل المنظفات المنزلية بمكونات طبيعية آمنة؟
- ناد فلسطيني: 82 أسيرة في سجون إسرائيل الجهنمية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشيد غويلب - أفغانستان من أسوأ بؤر الجوع في العالم