أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد عبود - عمر يوسف سليمان أوالمروق اللغوي














المزيد.....

عمر يوسف سليمان أوالمروق اللغوي


عبد الحميد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 7668 - 2023 / 7 / 10 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


عمر يوسف سليمان، مارق مش مارد
اوه لالا ...والله عشنا وشفنا، الكاتب السوري عمر سليمان يكتب بالفرنسية ، وحياتكم ، ظننتها نكتة حمصية ، فالحماصنة يتكلمون الفرنسية يوم الإربعاء ، فركت عيوني وأنا أتصفح غلاف روايته ، قلبت الصفحة لأرى ان كانت مترجمة عن العربية ، مفيش ، كيف حصلت هذه الطفرة ؟ غّوْغّلْت أسمه في محرك البحث فاكتشفت انه كاتب فرنكوفوني معروف أكثر من تاهر بن جلون ،ومعلوف أكثر من أمين معلوف ، للعلم ولمن لا يعرف الفتى، انه اومار(عمر) ، بضاعة بلدية وليس من بقايا الصليبيين ولم يدرس بمدارس الراهبات العازاريات ، ثمة من يزحف نحو المجد الأدبي وثمة من يهرول، غير ان اومار يطير بجناحين ، حبالتاي، الزلمي وصل البارحة لفرنسا، يعني من يومين ، وراح كاتب خمس روايات بالفرنسية ، كتابة اوتوماتيكية ، هات إيدك والحقني ، في كوكب حافظ أسد أنتج عمر بضع دواوين بالعربية ، لكن عبقريته ظلت غير مفهومة ،لما جائت الثورة ركبها وركب إحدى أيقوناتها ، وحين وصل إلى بارس هجر المرأة التي أوصلته،او هجرته هي لأنه فعل كل شيء حتى تهجره ، العبقريات دائما فريدة ومتفردة، عبقريات كثيرة مثله كانت غير مفهومة ببلادها فرحلت لفرنسا، مثل فان غوغ وبيكاسو ودالي وادفارد مونخ ،عادي عادي ، من حق الانسان ان يغير سلوكه فالتغيير واجب ، وان يغير دينه فالدين جائر ، اما اللغة فلا تجور بل يُجار عليها ، اللغة الأم هي البداءة والبداهة والأصل والأرض والروح، فمن يتنصل من هذا كله سوى مارق ، حين قابلت عمر لفت نظري ( بشكل لافت للنظر)انه ضئيل الجسد ، (أعترف اني شكلاني اؤمن أحيانا ( يعني مش دائما) بالجسد ، عزمته على مقهى بباريز وكنت وقتذاك شبه طفران وتأملت ان يطلب قهوة( أرخص طلبية) ولكنه فشّلني وفشّل قواعد الذوق فطلب بيرة (أغلى طلبية) ، اذ رايته سعيدا بالوصول الى فرنسا قلت لنفسي ما أتفه السعادة، راح يرشف ويسمع ويحلل ويحتفظ برأيه لنفسه ، عرف عني كلشي وما عرفت عنه شي،عادي خيو، تكتيك مخابرات،شرب على حسابي واستجوبني وزمط . سوريا ، الجسد الضئيل، والعبقرية غير المفهومة ، هي القواسم المشتركة بين علي أحمد سعيد (أدونيس) وعمر حسن سليمان (أومار)، من غير المعيب ان تختزل الكائن إلى جسد ضئيل إذا كان الجسد الضئيل هو ما يختزل الكائن، والرفلكس الشائع في باريس بين اللاجئين الشوام هو :كيف تتعلم الفرنسية في أسبوع؟ وكيف تصير كاتبا فرنكوفونيا في ستة أشهر ؟ السرعة تعني الزيبقة ،وحرق المراحل يعني إحراق اللغة العربية ،باريز أخذتْ مكانَ حمص ومكانتها، واللغة الفرنسية جعلت عبقرية عمر معروفة ومعترف بها ، كتب بها ونشر وانتشر ولمع نجمه بمعارض الكتب والمنصات الفرنكوفونية. زمنياً انتهى الاستعمار الفرنسي ولم تنته النوصطالجيا الملازمة لذاك الزمن الفرنسي المبارك ، لذا تم تغيير اسم وزراة المستعمرات الى وزارة الفرنكوفونية ، وتحدد دورها بتلميع المارقين من اللغات الدون لتسلية الشعب الفرنسي الزهقان ، وبما ان الكتبجية الفرانكوفونيين المغاربيين قد بهتت جاذبيتهم بسبب حضورهم المتكرر فقد تم البحث عن وجوه اكزوتكية مشرقية ،أحد هؤلاء الملمّعين هو عمر بجسده الضئيل، هل هي عقدة الانبهار بحضارة الخواجا؟ أم هي عقدة النقص العربية ؟ ام هما العقدتان معا ؟ هل هي عقدة الأديب ؟ ام عقدة أوديب ؟ بين السوري والسوريالي حرف واحد شفاف وشفيف ، كيف تفهم السوريين الخارجين من قمقم حافظ أسد؟ ورَبُّكَ الذي خلقهم لا يفهمهم ، كيف تفهم شعبا انضغط لخمسين عاما ثم انفلش باتجاه واحد ، السوري في سوريا هو عود ثقاب مشابه لبقية أعواد الثقاب، نفس الطول ونفس النحافة ونفس الطربوش الأحمر ، كمية لاشخصانية مشاعة واذ وصل إلى باريس تجلى ماردا فردا فردانيا متفردا وفريدا ، يتصرف عدميا إزاء حضارته الأم، يؤسس جمعية خيرية بدون هدف ربحي (يعني لوجه الله تعالى) في ظرف ست أشهر يكتب من اليسار لليمين ، يشتري بيتا في عام ، يتجنس بجنسية فرنسية في عامين ـ ويفتح مطعم فلافل في ثلاثة أعوام ، يظن (مجرد ظن) ان المروق من العربية للفرنسية هو عبور من البداوة للحضارة ، ومن المحلية للكونية ، ومن الماضي للمستقبل ، من لغة مفروضة بالوراثة الى لغة مختارة بالارادة ، لا أنكر ان الاستبداد البعثي حنّط اللغةَ العربية وحوّلها من لغة الضاد إلى لغة الضد ، أداةً للمديح والهجاء والترديد والتخويف والتخوين والتصنيم ،لكن هيهات ان يفهم صاحبنا ان الانسان الساعي للحرية يحرر لغته ويتحرر بلغته ، وأن الانخراط في المستقبل لا يكون بالشطب على الماضي ، بس نفسي ومنى عيني أشوف بين الكاتبين بالفرنسية ألماني واحد ، يوك، طيب ، فرنسي واحد يكتب بغيرالفرنسية، مفيش غيرنا نحن العربان الراضعون حليب فرنسا، عبيد الفرنكوفونية وأقنانها، الحاركيون الطابور الخامس اللغوي،وحدنا نحن الشراميط أولاد الشرموطة نتفاصح بالفرنسية ونكسّر بالعربية، ونفتخر بذلك لأننا أنغال من بناديق التمرلنك
إعرف يعمر انك في أعين الفرنسيس مجرد سيريان ، يعني لا شيء ،في أعيننا انت قرد إكزوتيكي بمؤخرة حمراء لتسلية الفرنسيس، ولن تُنقص شيئا من اللغة العربية ولن تُضيف شيئا للغة الفرنسية ، مبروك انقلاعك عنا وبالناقص.



#عبد_الحميد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عزاء لي الا بنبش جثمان عمر مزي
- من أجل ثورة جنسية عربية
- أنا مش شارلي
- سعيد عقل
- لماذا ابايع الخليفة البغدادي
- مفكرة ثورجي في بلاد الكرد
- مفكرة ثورجي في الثورة السورية(2)
- مفكرة ثورجي في الثورة السورية (1)
- مفكرة ثورجي في الثورة السورية
- حلب التي لا تستحق اسمها
- اصبح عندي الآن بندقية الى حلب خذوني معكم
- الفساد ، ماركة سورية مسجلة
- ظبية خميس ، فاجرة في هيئة شاعرة
- أيها النساء ، أبو القاسم الأمين هو الداء وقاسم أمين هو الدوا ...
- بيان لرجل واحد ضد أيور الثقافة
- عن الثورات العربية والمناعة الخليجية
- بيان لرجل واحد مع النساء وضد الشريعة
- بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحميد عبود - عمر يوسف سليمان أوالمروق اللغوي