أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد عبود - بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي















المزيد.....

بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي


عبد الحميد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 16:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا تعني 100 ألف دولار لطويل العمر؟ أقل من بقشيش يبقشش به مومس شقراء قضت معه ليلة حمراء . الحديث عن جائزة بوكر دائما مكرر ولكنه ضروري، لِنُبْقِ السؤال مفتوحا ، ما هو القاسم المشترك بين حرافيش بوكر القابضين والدافعين ؟ الامتثال للثوابت الخليجية ، عدم المساس بالأسر الحاكمة ، التطنيش عن الظلامية ، الترويج لنمط السلوك الوهابي بأقانيمه الثلاث (صلّي إستهلك واخرس ).
أغبياء هم العربان الذين يطلقون على جائزتهم إسما افرنجيا ، وأغبياء هم الفرنجة المُلطخون سمعة جائزتهم بنفط كريه الرائحة ، وأغبى من هؤلاء وأولئك هو ذاك الببغاء الثورجي الذي يحرّر صفحة ثقافية في جريدة قومية ثم يرهن قلمه للبترودولار ، وأذكى من هؤلاء وأولئك هو سمسار الجائزة الذي يقص عن الجهتين كالمنشار ، وأتفه من الجميع هم روائيونا اللاهثون وراء فتات طويل العمر ، انهُمْ لا يساوون ليلة حمراء من ليالي مومس شقراء ، لكن ما العمل ؟ البترودولار دائما البترودولار ، شريانُ الثقافة العربية وعصبها والدم الذي يسيل في عروقها ، معروفة سلطة المال على الجميع ، لكن الكاتب يجب أن يكون ويظل فوق الجميع ، وهو يحتاج قبل العطايا لأوكسجين وحرية وهذا ما لن يضن به رعاة الفن الكرماء ففاقِد الشيء لا يعطيه ، الخليجيون هؤلاء بنفطهم سمّموا حياتنا وحوَّلوا مدننا الكبرى كصنعاء وأغادير والدار البيضاء وبيروت ودمشق والقاهرة إلى مواخير لشذوذهم ، وهم الآن بصدد مَوْمَسة روايتنا (أنجازنا الوحيد ) الفالتة من سلطتهم ، يسعون لتدجينها عن طريق تأْطيرها في إطار الاستهلاك الخليجي ، أدباً استعجاليا يساير عقلية الجموع على طراز ستار أكاديمي وأمير الشعراء ، وبقية أشكال السْبِكْتاكْل الفُرجة حيث الكلمة تموت أمام الصورة ، وحيث الشعور يتلاشى أمام الإثارة .
قلت لكم ولم تصدقوني :هؤلاء البدو عارنا وعار كينوننا ، يؤمنون بتعدد الزوجات لا بتعدد الأحزاب ، وكلما انخفض سعر دمنا ارتفع سعر نفطهم ، يشترون بكارات العذراوات وذممَ الحكّام وكِلى الشباب المتبطّل ، والآن يريدون التّزين بالأدب كمكياج لوجه قبيح ، يا غارة الله ! هؤلاء ليس لديهم وقت للأدب بل لقلة الأدب وللطعرسة في مواخير بانكوك المكرّمة وماربيا المنوّرة ، لا تهمَّهم إلا زوجاتهم الأربع وجارياتهم وما ملكت يداهم، وإشباع رغباتهم الفورية ، الدعارة الحلال على اختلاف أشكالها : المسيار والمصياف ونكاح الغلمان والطفلات ، ودخول موسوعة غينيس من باب أضخم جاط كبسة وأجمل ناقة ، هم أنفسهم من أجهضوا مشاريعنا النهضوية وأفسدوا حياتنا ولوَّثوا خبزنا ، حوَّلوا ثقافتنا إلى بيزنس ، وحوّلوا روائيينا إلى صيارفة متعهدين ومقاولين وكتبجية . سرطنونا مسخونا بَدْوَنونا وجعلونا مجرد شخابير سوداء على خارطة العالم ، أوقعوا المثقفين بأسرهم في أسرهم ، أقلاماً مأجورة تحت الطلب ، وأبواقاً ومطوعةً ثقافية وشللاً وعصابات وسماسرةً وشعبولات ومرتزقين ومتنفذين يعلفون من كل المعالف .
قليلون صمدوا أمام الموجة النفطية وحكموا على أنفسهم بالصمت ( باعتبار ان الخليج يملك جل وسائل الأعلام والمنابر) كثيرون رهنوا أقلامهم لطويل العمر النوفل المعطاء ، ولي النعمة ومانح البركة ، هاهي أعينهم بيضاء شاخصة إلى دولة الإمارات ، منارة الثقافة المظلمة ، حيث هناك "سيف المرّي" وذهبه ، فهذا المليونير "الماركسي" وعدهم بمبلغ من سبعة أصفار لتأسيس مجلة حداثية ، والضباع تريد حصتها من الكعكة الملوثة برائحة النفط ، هناك دائما ثلة من الحرابيق الطليعيين تحاول ضبط بندول الساعة نفسها على توقيت واشنطن والخليج ، فسلطة الثقافة تصب آخر الأمر في ثقافة السلطة ، وليس هو أبو رياح من يدور بل هي الريح التي تدوِّرَه ، هذا زمن كل الأزمنة ، الانحطاط الأدبي الذي من أظهر صفاته كثرة الجوائز الأدبية ، مكارم الأخلاق النفطية والبترودولار والنشرودولار والنقدودولار والكتبجية صراصير الخليج ، زمن عشيرة آل نهيان وأخواتها بقية مشخات الخليج، ها قد استطاعت مَشخة قطر من تنظيم مونديال كرة القدم ومونديال كرة اليد ، وهاهي مشخة أبو ظبي تنظم مونديال كرة الرأس ، وهاهي الاستجابة للنداء تأتي من الدجاج الثقافي ، ذوي الجينات الإبداعية المعدلة وراثيا ، لم يعودوا يكتبون إلا كرمى لعيون بوكر، يكتبون وهم يفكرون بالعشر آلاف دولار وبمترجم انكليزي يترجمهم، بعضهم يقول "لا" للجائزة لأنه لم يلحس أصبعه منها ، الصريح منهم يقول "نعم" لأنها وسيلته للمقروئية والكسب ، بينهم من يقول "لا" علنا ويتلهف لها سراً ، وهناك أغلبية تقول "لعم "، كلهم عظايا متلونة ،يتبوكرون ، يمارسون بِنْعَلِيَّتهم الثقافية ، يتقنعون ، يتموقعون بغريزة الحفاظ على الإمتيازات ، ومهما تلوّنوا نعرفهم من تهريجهم، أسمهم المستعار، ونعرفهم من قناعهم، وجههم المستعار، ومن سترتهم التي يلبسونها على الوجه والقفا ، نعرفهم بالأشعة فوق حمراء وما تحت بنفسجية.
إنما الآن وبعد انتصار الثورتين التونسية والمصرية ،فالكلمة آلت لنا نحن الممنوعون من الصرف ، أصبح ورائنا الزمن الذي كنا فيه نكتب آرائنا على جدران المرحاض ، دخلنا عصر الفايسبوك والمواقع الالكترونية ، نحن أيضاً سوف سوف نمارس حقنا في إضرام النيران ، أن نكون أحرارا لا يعفينا من أن نكون "بيرومان "، هذه أنسب لحظة لانتفاضة ثقافية ، ثمة بنعليون ومباركيون بيننا وأكثر ، ثمة ليلى طرابلسي وسوزان وأعهر ، قضينا على طاغيتين ولم نقضِ على الطغيان ، سقط جلادا الشعب ولم يسقط جلادو الثقافة ، أشباه الطاغية ما زالوا بيننا في دور النشر والعهر والإذاعة والتلفزة والمنابر الببغائية والمؤسسات الثقافية والكتاتيب والجوائز الأدبية ، الكلمة الفصل لنا نحن الذين نقول "لا" في السر والعلن ونقولها على الملأ ، بالفم الملآن ، بعالي الصوت " كونوا عربا يا عربان ، لا تَتَبَوْكَروا ، أكتبوا بحرية واشتطوا في حريتكم ، فالثورة وحدها تصلح ما أفسد النفط ، أرفضوا عهر الخليجي ، لتكن لديكم شجاعة كافية للاستمرار في الرفض ، رفضاً رفضاً ، الحرية فاتورتها باهظة وهي والكتابة، لعبة واحدة ، وعليهما وحدهما يمكن المراهنة لمناقضة الاهتراء ، غيِّروا بالأحمر ، إفتحوا أفقاًً لكتابة أخرى نقية من كافة الوصايا والألواح والأوثان ، أحرقوا الرقيبَ الداخلي والخارجي ودعاةَ الأخلاق الذين هم أبعد الناس عن الأخلاق ، حلِّقوا بأجنحتكم ، لتكن الحرية رائدكم حتى لو نحو الهاوية ، أن صمتتم فأنتم مخوزقون وأن تكلمتم مخوزقون، إذن تكلموا وتخوزقوا ، إرفعوا الصوت عاليا ، لا للنفط ولا للبوكرة ولا للجوكرة ولا للسمسرة ، نريد جائزة تليق بنا ككتّاب أحرار لا نُباع ولا نُشرى ، نريدها عربية قلباً وقالبا وتحمل اسم ورسم البطل الذي أشعل الحرائق في صقيعنا العربي ، غولاغنا العربي ، محمد البوعزيزي ، وليكن مقرها في مصرنا أمنا الكبرى ، في القاهرة ، وفي ميدان التحرير بالذات، ولتكن قيمتها معنوية بحتة ،جنيها مصريا ودينارا تونسيا ، سعفة نخيل او عقد ياسمين ، هذا أثمن من كل جعالات الخليج



#عبد_الحميد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد عبود - بلا بوكر بلا جوكر ، نريد جائزة باسم البوعزيزي