أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - نائب العريف في مواجهة المشير














المزيد.....

نائب العريف في مواجهة المشير


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصورة الاولى..

حسن سريع عسكري نحيف القامة قَدِمَت عائلته من السماوة الى شثاثة ( عين التمر)، حيث وُلِدْ. فيها فتح عينيه على فقر الفلّاحين وظلم الأقطاع وقهر السلطة، ولأنّ شثاثة ( عين التمر) كانت منفى للسياسيين وجلّهم من الشيوعيين واليساريين والديموقراطيين كعامر عبد الله وأبراهيم كبّة وغيرهم من المثقفين، فأنّ المدينة الغافية بين بحيرة الرزازة وهور أبو دبس، كانت مؤهلّة لأنتشار الأفكار الماركسية فيها وقتها، وكان لهذين العاملين وغيرهما دورا كبيرا في زيادة الوعي السياسي عند هذا الشاب، الذي وجد في الحزب الشيوعي العراقي طريقا للتحرر من نير الأقطاع وحريّة وطنه وسعادة شعبه، فكان شيوعيّا جريئا وبارّا بحزبه ورفاقه وشعبه ووطنه.

الصورة الثانية ..

لجان التحقيق البعثية تجتمع على مدار الساعة، وقرارتها بالإعدامات والتعذيب حتى الموت كانت تنّفذ بسرعة قياسية. المدارس والملاعب مسالخ بشرية، قصر النهاية يفتح ابواب الرعب والموت بوجه الشيوعيين والوطنيين والديموقراطيين. الموت يحمل رشاشة البور سعيد ليحصد الأرواح في كل أرجاء العراق، بمباركة مرجع ديني وضع يده اليمنى بأيادي الحرس القومي الملطّخة بالدماء وتوضأ بالثانية بدماء الضحايا .

الصورة الثالثة..

مجموعة من الرتب العسكرية الدنيا تجتمع في كوخ صغير بمنطقة كمب سارة، يقف وسطها ذلك العسكري الشيوعي النحيف والمقدام ليقول " نقسم بتربة هذا الوطن الغالي أن نحرره من الظالمين الطغاة"، ويستمر الأجتماع الى ما قبل تنفيذ الحركة بثلاث ساعات، وقبل أن يغادر المجتمعون المكان متوجهين الى معسكر الرشيد، يوصي ذلك الشيوعي الشهم رفاقه " لا تقتلوا احدا بل أعتقلوهم وسيقدّموا للمحاكمة". وهنا يكون هذا الثوري بعيدا عن أجواء الثورات، حيث الفوضى سيدة الموقف والأنتقام وقتل القتلة له ما يبرره. وما يثبت ذلك هو منطق حسن سريع هذا المناقض لموقف عبد السلام عارف، الذي أصدر أوامره بأعدام ما بين 150 – 200 مشارك بالحركة من عسكريين ومدنيين بعد أستسلامهم.

الصورة الرابعة..

في فجر الثالث من تموز يتحرك نائب العريف حسن سريع ومعه مجموعة من رفاقه صوب مدرسة الهندسة الآلية الكهربائية ومركز التدريب المهني ويسيطر عليهما. توزع البنادق على رفاق حسن بعد كسر مشجب السلاح. حسن سريع يطلق طلقة تنويرية إيذانا ببدأ الأنتفاضة. المنتفضون يسيطرون على باب النظام. إحتلال مقر اللواء 15 وبعده السيطرة على كتيبة الدبابات الاولى. فشل الثوار في كسر أبواب السجن رقم واحد وتحرير عشرات الضباط والطيارين وبهذا تكون الحركة قد خطت اولى خطواتها نحو الفشل. المنتفضون أحتلّوا قاعدة الرشيد الجوية وسيطروا على المطار والطائرات، في أنتظار الطيارين الذين لم يصلوا.

الصورة الخامسة..

أوّل من وقع بالأسر كان آمر الحرس القومي منذر الونداوي ونائبه نجاد الصافي، وخرجا سالمين لينتقموا من المنتفضين شر أنتقام ويقتلونهم شرّ قتلة! منتفضون يأسرون كل من طالب شبيب وبهاء شبيب وحازم جواد، وبدلا من أعدامهم في نفس المكان، طالب حسن سريع بنقلهم الى معمل البيبسي المجاور للمعسكر وقتلهم ! البعثيون يطلقون سراح الثلاثة ويعتقلون جنود الأنتفاضة ليعدموا بعدها! عبد حرب عدو السلام يصعد دبابة يقودها احد المنتفضين، وعوضا عن قيام المنتفض بقتله وتغيير ميزان القوى، يقود دبابته بهدوء الى معسكر الرشيد وليعدم بعدها! عبد السلام عارف يفلت من الموت للمرة الثانية عند البوابة الشمالية للمعسكر حينما لم يستغل المنتفضون وهم يسيطرون على البوابة وقوف عارف والحديث اليهم من قتله.

الصورة السادسة ..

تردد الجنود والمراتب المنتفضة في معسكرات أبو غريب والوشاش والتاجي والحبانية ومقر الفرقة الأولى في الديوانية وفصيل الشرطة في القصر الأبيض المسؤول عن الجهاز اللاسلكي والسيطرة عليه. الضربات التي وُجّهت للحزب ولشدّتها جعلت أتصال المنتفضين مع قيادة الحزب صعبة للغاية، خصوصا بعد أعتقال العبلي والحيدري وعبد الجبار وهبي، وفشل لقاء العبلي مع محمد حبيب المسؤول المدني للحركة والذي كان على اتصال بحسن سريع

الصورة السابعة ..

أعدامات بالجملة لمدنيين وعسكريين، وفشل الأنتفاضة التي كانت تنجح بقليل من الجرأة والقسوة واتخاذ القرار المناسب والسريع، وعدم وجود جسم حزبي يقود مثل هذا التحرك الثوري. كأنّ عريان السيد خلف كان حاضرا وهو يقول لحسن سريع في قصيدة عتاب نظمّها لموقف عبد الكريم قاسم من الذين حاولوا إغتياله وعفوه عنهم:

شفت اشلون عثرت.. وانجفت عالكَاع
وتعله ابسرجها.. اتراب رجليها
صَدِك مو ملامه.. وتعداك اللوم
بس جمرة عتابة اتمشكلت بيها
يا سيد العفة ويانزيه الروح
ويارمز الشجاعة.. الحّد تواليها
يملاكَي الرصاص اعيونك امورثات
زلم الغدرتك.. ما ظن زلم بيها

آه ياحسن لو كنت قد نفذت حكم الأعدام بقادة البعث وهم تحت مرمى بنادق رفاقك، آه يا حسن لو أفرغ قائد الدبابة الرصاص في رأس عبد السلام عارف، آه يا حسن، ولكنك ستبقى ورفاقك خالدين في ضمائر الطيبين من أبناء شعبنا، وأنتم تهبون حياتكم رخيصة في سبيله.

الصورة الثامنة..

الصورة الأخيرة بالأسود والأسود وإطارها سكاكين تخترق الصورة من كل الجهات، لترميه في تيار جارف يقود البلاد الى الهاوية، حيث ليل العراق اليوم حالك السواد ونهار شعبه مظلم.

المادة من وحي ما جاء في كتاب ( العراق – البيرية المسلّحة) لعلي كريم سعيد



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة التعليم والأخلاق في العراق الإسلامي
- لا ديموقراطيّة بالعراق بل إستبداد وطغيان وعنف وفساد
- تصريحات وخطب ذات محتوى هابط
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...
- العراق بحاجة الى دولة علمانية ديموقراطية وليس دولة مدنية ديم ...
- أخطأنا .. فلنعترف ونصحّح
- إتّحاد الشعب - فلتسقط سياسة التبذير والنهب والفساد-
- عشرون عاما من الإحتلال الأمريكي للعراق.. ما هي المكاسب؟
- هل هناك رأي عام فاعل بالعراق..؟
- آراء إسلاميّة حول حقوق الإنسان بالعراق بين الأمس واليوم
- عجبي يحاربون معاوية وكلّهم معاوية
- 14 شباط بين فالنتاين وفهد ورفاقه
- الثامن من شباط والتاسع من نيسان والعاشر من شباط .. أجتياح بغ ...
- الدولار العلقمي
- رائحة الوقت.. رواية للروائي هاشم مطر
- هل حقّق مؤتمر بغداد الأوّل 2021 أهدافه ليُعقد مؤتمره الثاني ...
- هدايا سانتا كلوز الأمريكي للعراق
- فريق مهمل ، ثلاثة بلدان، كابوس واحد
- المرجعيّة الشيعيّة وأرساء معادلة جديدة لبناء نظام الحكم في ا ...
- قراءة في الوثيقة السياسية لقوى التغيير الديمقراطية بالعراق


المزيد.....




- جزء من أرخبيل استراتيجي في القطب الشمالي معروض للبيع بـ324 م ...
- السياحة في السعودية.. أجمل أماكن الزيارة في الباحة
- -بنيران صديقة-.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 جنود شمال غزة ...
- -تعرض لإطلاق نار-.. صحف عالمية تسلط الضوء على محاولة اغتيال ...
- 3 قتلى إثر تحطم طائرة صغيرة في ولاية تينيسي الأمريكية (فيديو ...
- تعرف على قصر -الصخير- الذي يستضيف القادة العرب في قمة البحري ...
- -المصريون يحاولون فرض نهاية الحرب-.. الإعلام العبري يتحدث عن ...
- ما يحصل في غزة حقيقي.. ليس مشهدا في فيلم!
- فيديو يوثق نسف الجيش الإسرائيلي منزلا في غزة وهدمه بشكل كامل ...
- اتضح سبب ذعر كبير ضباط المخابرات الأوكرانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - نائب العريف في مواجهة المشير