عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 16:16
المحور:
الادب والفن
أنتَ تقولُ لهم.. كُلُّ عامٍ وأنتم بخير
وهُم يقولونَ لك.. كُلُّ عامٍ وأنتَ بخير
وهُم يعرفونَ، وأنتَ تعرِف
أنّ الأمورَ ليست بخيرٍ هذا العام
ولم تكُن بخيرٍ في العامِ الماضي
وأنّها قد لا تكونُ بخيرٍ، في العامِ القادم.
ولأنّكَ خائِفٌ..
فأنتَ ترى الأمور كذلك.
ترى النصفَ الفارغَ أبداً من الكأس.
ترى، مثلاً، أنّ حرباً ستحدُث
ويدخلُ أبناءُ الجيرانِ، الذينَ "يُعايدونكَ" الآنَ، إلى بيتكَ، شاهرينَ سيوفهم،
وهم يصرخونَ في وجهك.. ما الذي تفعلهُ في هذا الحَيّ، أيُّها "الكافِر"؟
أو أنّكَ تعتقِدُ، أنّ درجة الحرارة قد تصلُ إلى السبعين مئوي في العيد القادم..
وأنّ جاسم "أبو المُوَلّدة" سيرفضُ تشغيلَ "المُوَلِّدة"، ويشتمُ "الدولة".
أو أنّ زوجتكَ قد تهجُرُكَ..
ولن يكونَ هناك من يطبخُ لكَ "الباميا" التي تحبّها، حيثُ لا أحدَ في هذا الكون يطبخها مثلها.. وحيثُ لا أحدَ في هذا الكون، يُحبِّكَ مثلها، حُبّاً جمّاً.. وحيثُ لا أحدَ غيرها يقبلُ بأن يغسلَ لكَ دائماً، ملابسكَ العجيبة.
أو أنّ الأحفاد قد يدعونكَ للتدخينِ معهم خِلسةً، وأنتم تلعبونَ "البوبجي"، إلى طلوع الفجرِ التالي.
وبسببِ هذهِ التوقعّاتِ القاتلة
فإنَّكَ في العامِ القادم، قد تكونُ ميِّتاً
وسيكونُ عبئاً ثقيلاَ على العائلة
أن تذهبَ من أجلكَ إلى مقبرةِ الكرخِ، أو إلى وادي السلام
لكي تقرأَ على روحكَ "الفاتحة".
هذهِ، كُلُّها، ليست تفاصيلَ سعيدة
وليست أحداثَ خير
ومع ذلكَ يا رفاق.. لنتفاءَل الآنَ..
ولنقُل أنّ هذا كُلّهُ لن يحدث لي، ولنَ يحدثَ لكم
ولنواصلَ معاً تبادُلَ التهاني
ونُقبّلُ بعضنا بعضاً ونحنُ نبتَسِم
وأنتُم تقولونَ لي.. كُلُّ عامٍ وأنتَ بخير
وأنا أقولُ لكم.. كُلُّ عامٍ وأنتم بخير
وكأنّ شيئاً لم يحدثَ.. ولن يحدث..
منذُ الانفجارِ العظيم
وإلى العيد القادم.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟