في مثل هذا اليوم...قال لنا نائب رئيس فرع فلسطين:

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 15:17
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

30/6/2011
كنا مجموعة من ضمن المجاميع ,التي تم شملهم بعفو رئاسي صدر في 25 حزيران.. وكانت هذه المجموعة مؤلفة من جملة قضايا سياسة متنوعة واغلبها هي ((توهين عزيمة الامة)). طبعا" هذه القضايا بالمجمل هي قضايا ملفقة. كانت منذ العام 2005..وكانت الاوضاع في سوريا في بدايات الاحتجاجات والمظاهرات الربيع السوري التي عمت مختلف المدن السورية.. وكانت تأتي الاخبار من تونس ومصر واليمن وليبيا.. بذات الاخبار من التظاهرات والاحتجاجات على سوء الاوضاع الاقتصادية والسياسية وانعدام الحريات العامة.. وكان من الممكن تماما" (( لو توفرت الحنكة والحكمة ))ان يتم وأد هذه االانتفاضات في مهدها..عن طريق اجراء اصلاحات سياسية سريعة وادارية ,وتعليق المشانق للفاسدين من التجار الحرامية , والمسؤولين المتسلطين واولهم عاطف نجيب)) هذا الذي لن ينساه الشعب السوري مهما توالت السنون وهو احد الاسباب الرئيسية لما حصل في سوريا.. اكرر القول انه لو توفرت الحنكة والحكمة ..وتمت معالجة الاوضاع بذكاء وفطنة كاملة. لتم سحب البساط من كافة المتدخلين في الازمة السورية...ولكن تمت معالجة الخطأ بالخطأ الاعظم والاجرام الاكبر وترقية الفاسدين ومكافأتهم على ما فعلوه بالوطن والمواطن...كمجموعة وصلنا الى مبنى فرع فلسطين وكان في مكانه الجديد في القزاز, لانه حين تم الاعتقال كان قريب من دوار الجمارك..المهم تم وضعنا في غرف حديثة وكانت المعاملة عادية جدا" بل اقرب للمحترمة.. وبعد ساعة تقريبا" جاءنا احد الضباط ليقول لنا جهزوا حالكم رح تقابلوا العميد ((.......)) وانطلقنا الى مكتبه في الطوابق العليا وكان في استقبالنا وبعد ان صافحنا فردا" فردا" هنأنا بالافراج ثم تحدث يضع كلمات فيها نوع من السياسة والمرونة والخبرة..ولا اعرف لماذا لا يكون اغلب ضباط المخابرات بهذا المستوى الاخلاقي الراقي.. اقول هذا الكلام ولست مجاملا". ومما قاله هذا الضابط (( ان بلادنا تمر بفترة عصيبة جدا"واتمنى ان تنظروا للامر من خلال رؤيتكم الوطنية الخالصة وثقوا بأنه سيتم محاسبة كل مسؤول فلسد.. ونبقى كلنا ابناء وطن واحد .. وتبقى سوريا هي الملاذ الوحيد )) هنا انتهى كلامه وودعنا .. طبعا" هذا الكلام في 30 حزيران يعني كان قد مر على الاحداث حوالي مئة يوم ..ركبا المكرو الكبير او الدبل وتم سؤال كل شخص معنا بالمجموعة اين اقرب مكان يريد النزول فيه.. طبعا" الاهل عندي لم يتوقعوا انني سأكون بقربهم في هذا التوقيت لانه مدة حكمي لازال فيها 6 اشهر على نهايتها...وهكذا كانت فرحة كبيرة ولا توصف (( فرج الله عن كل المعتقلين والمعتقلات امين )) وفي نفس اليوم جاءني المهنئين من الاهل والاصدقاء والمحبين .. وفي اليوم التالي جائنب بعض الاشخاص لاول مرة اراهم .. عرفوا عن انفسهم بأنه امام مسجد قريب من بيتي وقدموا التهاني ثم قال لي (( نعرف انك مظلوم وان النظام قد حرمك من عائلتك طوال هذه المدة ولهذا نريدك معنا.. قلت له اشكرك على مشاعرك الطيبة ولكن معم اين واسف للسؤال من انتم .قال نحن مجاهدون في سبيل الله وهذا الاستاذ ((.....)) امام الجامع ونحن تلاميذه )) طبعا" وانا في المعتقل كانت الاخبار تأتينا بحصول احداث واحتجاجات بدأت سلمية ثم تحولت الى مسلحة بعد ان استعمل النظام الرصاص الحي مع المتظاهرين.. وسمعنا عن احراق لبعض المباني الحكومية والمداراس والمساجد والبلديات ..(( هنا قلت للمتكلم الشيخ نعم انا ظلمني النظام وحرمني من عائلتي واهلي ولكنني لا أحرق بلدي مهما حصل ولن اساعد احد على تخريبه وهدمه.. وسأبقى ضمن الاحتجاجات السلمة ,فلم يعجبهم هذا الكلام وانفض المجلس وغادروا بيتي ..)) وبقيت في سوريا حتى عام 2017 ثم غادرت لبيروت ومنها الى بلاد الله الواسعة... وجاءت ذكرى 30 حزيران اليوم فأحببت مشاركتكم هذه المناسبة بكل مافيها واهم ما فيها ان تبقى سوريا هي الام والاب والحاضنة الرئيسية لابنائها..فالبقاء لسوريا اولا واخيرا"...كل عام وانتم بالف خير في ثالث ايام عيد الاضحى المبارك

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات