أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - معوقات بناء دولة قوية














المزيد.....

معوقات بناء دولة قوية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لاي نظام حكم ان يصمد طويلا, وتاريخ العراق السياسي خير دليل, على التغيرات وحصول الانقلابات الدموية والتي تسمى ثورات مع انها اغلبها تقوم بها عصابات تتسلق الحكم كما فعلتها عصابة عفلق, وبقية عقود طويلة تسميها ثورة, ووضعتها في المناهج الدراسية كي تحفظ الاجيال تلك الكذبة وتصبح حقيقة ملقنة, نعم لا يمكن الثبات لأي نظام, فالعواصف السياسية بانتظاره, والشكل السياسي الحالي مهما طال عمره سياتي يوم ويتغير, وهذه حالة اجتماعية لا مفر منها, خصوصا مع عدم تحقق احلام الجماهير وارجاع حقوقهم البسيطة مثل العمل والسكن والتعليم والصحة.
لذلك تتخذ عمليات التحول السياسي صبغة اجتماعية وصورة ثقافية, فمن ملازمات التغيير مؤكد يكون بثقافة مختلفة عن ما سبق.

• من الملكية الى الجمهورية ثم الديمقراطية
بعد الحرب العالمية الثانية دخلت البلدان العربية في دوامة الانقلابات, ادى ذلك الى سيطرة أفراد وعوائل على الحكم في الكثير من البلدان العربية, فأعادت البلدان العربية استنساخ نفسها, بعد عقود من النظم الملكية التي ولدت بعد الحرب العالمية الأولى, فكانت مرحلة الانتقال من الملكية الى الجمهورية, والتي انتجت بالحقيقة دكتاتوريات قمعية.
وبعد ان استقرت البلدان بحكم الجمهوريات الدكتاتورية عندها سعى الحكام الى توريث الحكم, لابائهم وهو ما يتناقض تماما مع الشعارات الثورية التي قامت بها انضمتهم, وهو كما نراه تكريس لحالة ذوبان الدولة في شخص واحد, ويربط مصير البلد ومستقبله بالحاكم المطلق!
لذلك حصل الزلزال العربي ضد التوريث لتشهد ولادة الجيل الثالث لتلك الدول حيث الانتقال للشكل الجديد وهو الديمقراطية المسخ, كما حصل في العراق ومصر والسودان وليبيا وتونس, وفشل المشروع في سوريا وبقيت على وضعها, مع شراسة الهجمة الكونية عليها بغية تحويلها للديمقراطية المسخ.

• منذ الستينات وبناء الدولة العربية
منذ أن قامت عصابة عفلق بانقلابها الدموي, وسيطرت على الحكم في العراق, وهي تسعى لبناء دولة عربية قوية, الدولة القومية كما فعله هتلر المثال الاميز للعفالقة, وقد غلب عليها الطابع الأمني, لاحساسهم بخطر الأصوات المعارضة لنهجهم من اليوم الأول لانقلابهم على النظام في بغداد, حيث كان الاهم عندهم اولا الخلاص من كل الأحزاب المنافسة, ليتحول البلد الى بلد الحزب الواحد, ثم القضاء على القيادات القوية ليصبح البلد بقيادة واحدة, كانت خطوات معد لها مسبقا, وقد مارست حكومة الحزب الاوحد سياسة القمع المفرط بحق الشعب وبحق المعارضين, ووضعت خطوط حمر لا يجوز تجاوزها في كل مجالات الحياة حتى الثقافة والفن والغناء,
ومنعت اي نشاط لمنظمات المجتمع المدني, وحلت اغلب الهيئات المجتمعية, والغت جمعيات حقوق الانسان, وأعلنت أنها منفتحة امام اي مشروع مدني, لكنها وضعت عراقيل وشروط صعبة امام اي جهد, مع ممارسة الجهد الامني في ملاحقة اي مشروع, والتهم حاضر مثل محاولة الانقلاب على الثورة.
وكان احد اهم اساليب حكومة الحزب الواحد انها مارست الإقصاء ازاء التشكيلات الثقافية والحزبية الاخرى التي تتعارض مع نهجها التعسفي القمعي, كل هذا يحصل في مجتمع يعاني من اشكال متنوع للتخلف, كحالة قائمة.

• فشل بناء الدولة القوية
ومن هنا نبين اننا منذ اكثر من ستون عاما ولم يستطع كل من وصل للحكم من اقامة الدولة العربية القومية القوية رغم استعمالهم أبشع الاساليب القهرية ضد المعارضين والجماهير.
فالدولة الأمنية الطاغوتية هي دولة منغلقة على نفسها, ودوما هكذا نظم استبدادية تحيط نفسها بأوهام المؤامرة, فيختلقون أعداء وهميين ويصبون جام غضبهم على تلك الجيوش الوهمية والمؤامرات الخسيسة التي تعشعش في مخيلتهم فقط, ويطرب عليها جمهورهم الغارق بالجهل, وينشرون الرعب داخل الدولة ضد اي صوت يرفض افكارهم او يعتنق أفكار اخرى.
وهكذا فعل نظام صدام حيث جعل من حزب الدعوة بعبعا يهدد نظامه, بتهمة الانتماء لحزب الدعوة قام بإعدام الآلاف, وهجر الاف اخرى, وان استمرار بقاء فرضية المؤامرة يعني استمرار بقاء وجودهم العفن.

• اختفاء السوط الأمني
الجيل الثالث لشكل البلدان العربية كان من دون السوط الامني, حيث ان التحول الى النظام الديمقراطي قد شهد انهيار للانظمة الامنية, منظومات امنية كاملة اختفت من العراق وليبيا والسودان وغيرها وكان اثر ذلك كبيرا على تلك المجتمعات, حيث شهدت تلك المجتمعات عقود من مصادرة الحريات, والقمع الأمني المفرط, والفزع من غضب رجال السلطة, وتجنب الحديث عن السياسة لأنه ممر سريع للتهلكة, فكان الإنسان يعيش حالة من الهلع والخوف مع تردد كبير, التشخيص الأولي يثبت أن الأمراض النفسية مستحكمة بتلك المجتمعات المضطهدة.
فكلما طال زمان الارتباك الأمني طال امد البناء, ودخلت البلاد مرحلة الفوضى, لذلك المرحلة الجديدة بامس الحاجة للاستقرار الامني, الانسان يطلب الامان, فهو احد عوامل سعادة المجتمعات.
فإذا توفر الأمن امكن تحقيق كل الاصلاحات المطلوبة, ويكون الطريق لبناء دول قوية ممهدا, لذلك على الساسة الاهتمام الشديد بالمنظومة الامنية وابعادها عن الحزبية والفئوية والطائفية.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات سياسية مزمنة
- الدولة القوية وعوامل الانهيار
- افكار لحل ازمة العنوسة
- مشروع قناة نهرية عراقية – سورية
- تخبطات إدارة نادي الزوراء الى متى؟
- منتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
- يجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي
- تاريخ المنتخب العراقي عام 1990
- مطلبنا: مساواة العطاء الحكومي بين جميع الموظفين
- اهمية حماية الحكام من بطش بلطجية الاندية
- شبح الرقيب وقلق الكاتب
- اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا
- دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية
- المغزى من حفلات توقيع الكتب
- شهادات عليا مضروبة من بيروت
- الصلح السياسي بين إيران والسعودية
- فوضى الشوارع ومحنة صعود الباص
- اسباب الفشل العراقي في تصفيات موسكو 1980
- اسبوع المعارض الفنية في بغداد
- الدكتاتورية والسرد الروائي


المزيد.....




- إيران: عشرات الآلاف يتجمعون وسط طهران لحضور جنازة إبراهيم رئ ...
- مصر.. كاميرا بمطار القاهرة تكشف حقيقة -تصريف عملات أجنبية با ...
- الجيش الإسرائيلي يتقدم في محور فيلادلفيا
- كاليدونيا الجديدة: الشرطة تكثف جهودها لقمع العنف ورحلات إجلا ...
- سياسي تركي يرجح فرضية العمل التخريبي في مصرع رئيسي
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل بحق مواطن أقدم على فعل خطير
- مشرعة جمهورية أمريكية: مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يخطط لاغ ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /22.05.2024/ ...
- ?? مباشر: مقتل ثمانية فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي في ...
- بعد 3 أشهر.. أين وصلت المظاهرات المناهضة لهيئة تحرير الشام ب ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - معوقات بناء دولة قوية