أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - أوراق التين















المزيد.....

أوراق التين


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 02:50
المحور: الادب والفن
    


أعتقد أن عنوان الرواية التي أكتبها حالياً بكامل الصفاء والهدوء ـ الكتابة عبارة عن واحدة من هواياتي التي أحب وحسب ـ سيكون:
"أسرار تاجرة أوراق التين"

***

الإنسان الوسخ هو ذلك الذي يعيش في عالمين متناقضين ويعتاش منهما، وهو يدرك الحالة تماماً. عالمه العلني النظيف وعالمه السريّ القبيح.

***

هناك مجموعتان من الناس لا يمكنك أن تتبرَّأ منهما وتغادرهما مهما حصل إلا بصفة الفارّ الجبان:
رفاقك في السلاح وعائلتك الخاصة.

مأخوذة من فلم: "بون - أصدقاء قدامى وأعداء جدد"
فيلم ألماني تأريخي حديث 2023 ، من ستة أجزاء حوالي ست ساعات، فيلم ممتع ومهم جداً، يتناول حكاية السنوات الأولى لما بعد الحرب العالمية الثانية، جرأة لا مثيل لها بالتوثيق، تمثيل متقن، تدور أحداث الفيلم حول مسائل كثيرة ـ سياسية مخابراتية واقتصادية واجتماعية وعائلية ـ تتمحور حول تشجيع النشاطات النازية وتهريب الضباط الكبار / الرؤوس الهتلرية المطلوبة أمنياً ودعم محاولات عودة النازية وتأمين الأسلحة اللازمة لها وذلك من قبل أهم السياسيين ومدراء الأجهزة المخابراتية التي كانت رأس عملها آنذاك 1955. وعلى رأس قائمة الرموز النازية التي تمت حمايتها وتهريبها كان الضابط النازي الكبير "ألويس برونر" من قادة كتائب العاصفة الهتليرية، والذي تم تهريبه إلى دمشق، حيث استقر هناك تحت الاسم المستعار "د. جورج فيشر" حتى مماته في عام 2010. ويُقال أنه كان واحداً من مستشاري الرئيس الراحل حافظ الأسد.

***

كنت أعتقد حتى اليوم بأن أحد أنواع المتاحف المهمة، المتحف الصحي، هو ظاهرة مدنية مميزة تقتصر بوجودها النادر على البلدان المتطورة فقط. ففي ألمانيا مثلاً يتواجد المتحف الصحي الوحيد في مدينة درسدن. هكذا ظننت إلى أن قرأت اليوم أن ثمة متحف صحي في مصر الحبيبة كان قد أنشأه الملك فؤاد ليتأمل الطلاب والتلاميذ فيه هياكل مدمني الكوكاكين وصورهم البشعة وذلك لتفادي مثل هذه المآسي مستقبلاً.

***

ملاحظة: لست من نصراء المرأة ولا علاقة لي بمثل هذه الأفكار أبداً، لأنني أرى بأن المرأة لا تقل حيونةً عن الرجل، والصراع في المجتمع هو صراع طبقي أولاً وأخيراً ويجب أن يبقى كذلك.
واحدة من الظواهر التي تلفت الانتباه عند الهاربين السوريين في البلدان الرأسمالية هي ظاهرة المرأة السورية المتزوجة التي تمكنت قبل زوجها ـ بعد معاناة طويلة ـ من الوصول إلى ألمانيا والسويد وغيرها من بلدان، ثم دأبت تسعى كل يوم تحت إلحاح وتهديدات زوجها المقيم في سوريا أو السعودية أو الخليج من أجل لم الشمل.
وحالما استطاع الزوج البطل ـ ع البارد المستريح ـ من الوصول لعندها، أخذ يفكر في البحث عن بديل لها والهروب منها. فتراه بعد سنة أو سنتين قد أعلن طلاقه منها وزواجه من إحدى صديقاتها أو صديقات بناته مثلاً.
والسؤال الذي يخطر على ذهني في هذه الحالة: ما هو مقدار العذاب والندم الذي تعيشه هذه المرأة؟

***

كان في مدرستنا ـ مدرسة بسنادا ـ معلما للتربية الدينية، كان طالباً في كلية الشريعة، فيما بعد صار إمام جامع القرية، لكنه توفي ـ كما كل فقير ـ مبكراً .. رحمه الله. حكى لنا المعلم ذات مرة ـ قصة حقيقية ـ بأن ثمة رجل نُقل إلى المشفى لإجراء عملية بسيطة مستعجلة "استئصال بواسير"، وهو في الطريق تعثّر وانكسرت يديه الإثنتين، بعد تجبيرهما أدخلوه فوراً إلى غرفة العمليات لاستئصال بواسيره ولم يخرج منها إلا ميتاً. وأنهى المعلم حكايته لنا بالقول ممازحاً:
"يارب إذا بدك تموته وتموته طيب ليش كسرتله إيده!".
تذكرت حكاية المعلم لأنني سمعت بأن أحد الهاربين السوريين المقيمين في ألمانيا قد اشتاق لأهله وقريته بعد غياب سبع سنوات، وهكذا فقد سافر الدرويش إلى سوريا ووصلها قبل يومين من الهزات الأرضية، ليموت هناك ـ رحمه الله ـ برفقة أهله تحت ركام الأنقاض التي سبّبها المقاول بالتضامن مع الزلزال المدمر.

***

لا يستطيع الإنسان أن يمارس دوراً حضارياً مستديماً دون وجود مؤسسات قانونية نظيفة تحمي ظهره ومبادرته المدنية.

***

لا يوجد بلد في العالم بمأمن من الكوارث الطبيعية وعلى رأسها الزلازل، حتى ألمانيا.
في عام 2002 كنت ما أزال أعيش في مدينة آخن ـ أقصى الغرب على الحدود الهولندية ـ وأعمل في جامعتها التقنية كباحث في مجال تصميم المواد اللاصقة. في الساعة الثامنة إلا ربع من صباح يوم الإثنين الواقع في 22 تموز (يوليو) من ذاك العام كنت أستحم قبل الذهاب إلى العمل حين ارتعدت وارتجّت واهتزت البناية التي أسكن فيها لثوانٍ طويلة. لم يخطر في ذهني ولا للحظة أن ثمة زلزال قد حدث ـ لأنك عندما تعيش في بلد مثل ألمانيا وما زلت طرياً جديداً نوعاً ما تفتكر أنك أبعد ما يكون عن ما يُسمى كارثة طبيعية، بل اعتقدت أن ثمة طائرة قد ارتطمت بالمبنى. بعد أن أفقت من الصدمة وارتديت ملابسي سمعت من الراديو وأنا أشرب قهوتي أن هزة أرضية قد ضربت المنطقة الحدودية بين ألمانيا وهولانده بقوة 4.9 درجة وفقاً لمقياس ريختر وأن ثمة شكوك بإمكانية حدوث زلزال قوي خلال ساعات النهار التالية. لم يعني لي الأمر شيئاً. ذهبت إلى عملي في الجامعة مثل الآلاف وكأن شيئاً لم يحدث ولن يحدث، ولم يتكلم يومها أحد عمّا حدث في الصباح.
الرعب يصنعه غياب الوعي وسلوك القطيع.

***

ما زلت أقول بأن علاقة الأولاد مع الأهل بشكلها الحالي السائد في مجتمعات لا متطورة سواء في العالم الواقعي أو الافتراضي هي علاقة استعراضية ـ سادياً أو ماسوخياً وفقاً للشريحة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المُنتمى إليها ـ وهي علاقة نابعة غالباً عن الخواء الداخلي والسأم والضجر وقلة الانشغال والتعلق المالي والقرب الجغرافي.
حالما يهاجر الأولاد البلد الذي يعيشون فيه أو يتبدل وضعهم الوظائفي أو الانشغالي أو المالي تتغير علاقتهم بالأهل والعائلة تدريجياً لنقيض الأسباب المذكورة في تفسير قوة علاقتهم بالأهل. وهكذا نرى الشريحة التي كانت سابقاً تطبّل وتزمّر في كل مناسبة لعلاقتها المتينة بالأهل قد تخلّت عنهم حتى لو كانوا بأمس الحاجة لقربهم من أولادهم.
بعضهم يحافظ على علاقته الاستعراضية بالأهل في السنوات/الأشهر الأولى على تواجده في البلد الجديد، يتصل يومياً ولا ينسى مناسبة لهم إلا ويبادر للتهنئة والسبب في ذلك كما أظن يعود لخوفه وهلعه من الوحدة والغربة بكل تفاصيلها. حالما يستقر وينسجم بالجو المحيط نراه لا يبتعد عنهم أكثر فأكثر وحسب، بل يأخذ بشتمهم أحياناً متهماً إياهم بالغباء والتخلف وعدم قدرتهم على مواكبة العصر، وقد يصل الأمر بابتعاد بعض الأولاد عنهم لدرجة الوقاحة فنسمع أحدهم ـ على سبيل المثال ـ يقول: "أهلي متخلفون مخجلون" أو أحد آخر يقول: "أنا لست ابن أبي ولم أعد أحترمه".
وهناك من مرض أهله مرضاً أقعدهم في الفراش طويلاً بسبب الجلطات الدموية ـ على سبيل المثال ـ ومع هذا نرى أن الولد المعني بالأمر لم يتعب مؤخرته في السفر إليهم والمكوث قربهم لعدة أيام، رغم غياب أي سبب يعيقه عن السفر. وهناك من يعرف باقتراب موعد موت أمه أو أبيه بسبب مرض أصابه، ومع هذا لم يحرك ساكناً، رغم كل ما كان يتبجح به سابقاً عن علاقته بأهله وحبه اللامحدود لهم!
ملاحظة: هذا الكلام لم يأت من الهواء بل من الواقع المُعاش.

**

"الطعام يأتي أولا ومن ثم الأخلاق"
بيرتولت بريخت

***



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار آخن 54 الحلقة الأخيرة
- قطار آخن 53 الفصل الأخير
- قطار آخن 52 الفصل الأخير
- قطار آخن 51 الفصل الأخير
- قطار آخن 50
- قطار آخن 49
- قطار آخن 48
- قطار آخن 47
- قطار آخن 46
- قطار آخن 45
- قطار آخن 44
- قطار آخن 43
- قطار آخن 42
- قطار آخن 41
- قطار آخن 40
- قطار آخن 39
- قطار آخن 38
- قطار آخن 37
- قطار آخن 36
- قطار آخن 35


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - أوراق التين