أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صخي العتابي - طفل يتيم في عيد الأضحى / قصة قصيرة














المزيد.....

طفل يتيم في عيد الأضحى / قصة قصيرة


محمد صخي العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 12:13
المحور: الادب والفن
    


عمره سبع سنوات يعيش في دار أيتام بأحدى المحافظات. فقد والديه في حادث سير مروع . كان يحمل ذكرياتهما الحية في قلبه وروحه، ويتمنى لو كانوا موجودين بجانبه في كل لحظة من حياته.
كانت أيام عيد الأضحى تقترب، والأطفال في الدار يتلقون هدايا صغيرة ويستمتعون بأجواء العيد. ومع ذلك، كان قلب حسن يعاني وحزين، لأنه يشعر بالوحدة والحنين لعائلته المفقودة. تذكر عيد الأضحى كان يجلب إليه ذكريات المرح والابتهاج الذي يشاركه مع والديه.
في صباح العيد، استيقظ حسن مبكرًا وشعر بالغربة والحنين. غابت الابتسامة عن وجهه، ولم يكن هناك أحد يعانقه ويتمنى له عيدًا سعيدًا. كانت الأصوات البهجة والضحكات التي تعلو في الدار تذكره بمدى اختلاف حياته.
بينما كان يجلس في غرفته الصغيرة، شعر برغبة قوية في زيارة قبر والديه. تذكر تفاصيل وجوههم وضحكاتهم جعله يشعر بالدفء العاطفي. خرج من غرفته وتوجه إلى المقبرة،
عندما وصل إلى القبر، وجد نفسه يتحدث إلى والديه كما لو كانوا حاضرين. قال لهم عن كل الأمور التي حدثت في حياته منذ رحيلهما، عن أحلامه وتطلعاته، وعن الصعوبات التي واجهها
في تلك اللحظة، بدأ حسن يشعر براحة نفسية. وكأن والديه يستمعون إليه ويرشدونه من العالم الآخر. أعطوه القوة والعزيمة لمواجهة التحديات التي يواجهها يوميًا.
بعد أن أنهى حديثه مع والديه، قرأ لهما بعض الأدعية. ثم انحنى وقبَّل قبرهما، وعبَّر عن حبه العميق وشوقه لهما. كانت الدموع تنساب على وجنتيه، لكنه في الوقت نفسه كان يشعر بالقوة الداخلية والرغبة في أن يكون فخورًا بنفسه ويحقق أحلام والديه.
رغم أن حسن ما زال يشتاق لوالديه ويحن إلى حضنهما، إلا أنه بدأ يدرك أنه ليس وحده في هذه الحياة. اكتشف أنه محاط بأشخاص يهتمون به ويرغبون في رؤيته سعيدًا. تعلم أن العائلة ليست فقط رابطة الدم، بل هي أيضًا المحبة والرعاية التي تشاركها مع الأشخاص المقربين.
مع مرور السنوات، نمت شخصية حسن واكتسب خبرات جديدة في الحياة. أصبح لديه أحلام وأهداف يسعى لتحقيقها، وتعلم كيفية تحقيق الاستقلال والاعتماد على نفسه. درس بجدية في المدرسة واستفاد من الفرص التعليمية المتاحة له.
عندما بلغ حسن سن الثامنة عشر، قرر أن يصبح شخصًا مستقلاً ويخرج من دار الأيتام. تمكن من الحصول على وظيفة جيدة والعثور على سكن مناسب له. أدرك أنه بوسعه بناء حياة جديدة تستند إلى قوته وإرادته الصلبة.
مع مرور الوقت، استمر حسن في بناء مستقبله وتحقيق أحلام والديه. قام بتطوير مهاراته وتعمق في دراسته واستثمر في نفسه. أصبح محاميًا ناجحًا وبدأ في مساعدة الأطفال الأيتام الآخرين في تحقيق طموحاتهم وتجاوز تحدياتهم.
عندما يذكر حسن والديه في عيد الأضحى، يفكر في رحلته الصعبة وكيف استطاع تخطي الألم والوحدة. يشعر بالامتنان للحب والدعم الذي حظي به من الأشخاص الذين يعتبرهم أسرته الجديدة. تعلم أن الحياة لا تتوقف عند الألم والفقدان، بل يمكن أن تستمر في تقديم فرص جديدة وأشخاص يعطونا الدعم والمحبة.
وفي كل عيد الأضحى، يتذكر حسن والديه ويرسل لهم الصلاة والتحية. يقف أمام قبرهما ويحدثهما عن تقدمه وإنجازاته، وكيف استطاع تحقيق أحلامه بفضل القوة التي منحوها إياه.
ويقوم حسن بزيارة دار الأيتام حيث نشأ فيها. يقدم للأطفال اليتامى الهدايا والضحكات والأمل. يسعى جاهدًا لتوفير الدعم العاطفي والمادي لهم، ويشارك معهم قصة حياته ويعطيهم الثقة بأنهم ليسوا وحدهم.
قصة حسن لا تزال تتحدث عن قوة العزيمة والإرادة في مواجهة الصعاب، وعن قدرة الإنسان على بناء عائلة جديدة من الأشخاص الذين يحبهم ويهتمون بهم. تدعو قصته إلى التفاؤل والمثابرة، وتذكرنا بأهمية مشاركة الحب والرحمة مع الآخرين وتقديم الدعم في الأوقات الصعبة.
في نهاية المطاف، قد تكون الحياة مليئة بالتحديات والمحن، لكن من خلال الإرادة والتفاؤل، يمكننا تحويل الحزن إلى قوة واليأس إلى أمل. وتظل قصة حسن، الطفل اليتيم في عيد الأضحى، شاهدًا على ذلك التحول وعلى قوة الروح الإنسانية في التغلب على الصعاب وبناء حياة جديدة مليئة بالمعنى والسعادة.



#محمد_صخي_العتابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية عائلة حزينة : قصة قصيرة/ محمد صخي العتابي
- مسرحية (لغة الصمت) تأليف / محمد صخي العتابي
- الأصدقاء الشجعان : قصة قصيرة
- صرخات مكتومة / قصة قصيرة
- ثقافة الحقد والكراهية في المجتمعات
- شاب موهوب تلاشت أحلامه/ قصة قصيرة
- الحقيبة الثمينة
- ليلة مرعبة / قصة قصيرة
- (الساحرة الشريرة) نص مسرحي للأطفال: تأليف / محمد صخي العتابي
- تواضع و إخلاص / قصة قصيرة
- (أحزان في الغابة مسرحية للأطفال)
- مسرحية وجع السنين
- الجمال والقبح لا يعكس القيم الحقيقية للشخص أو المجتمع
- تأثير المسلسلات التركية على المجتمع العربي / محمد صخي العتاب ...
- حوار مع فنان ...أطمح أن أنفذ مصورات كلكامش على النسيج
- مسرح الشارع ظاهرة ثقافية
- حضور جماهري كبير في الناصرية بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد ...


المزيد.....




- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...
- مصر: أهرامات الجيزة تحتضن نسخة عملاقة من عمل تجهيزي ضخم للفن ...
- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد صخي العتابي - طفل يتيم في عيد الأضحى / قصة قصيرة