أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - سياسيو العراق .... والدروس العصيَّة على عقولهم














المزيد.....

سياسيو العراق .... والدروس العصيَّة على عقولهم


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 04:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احداث الايام الماضية التي مرت على روسيا افرزت كثيراً من المعطيات التي تشكل دروساً سياسية بالغة الأهمية ، خاصة لأولئك السياسيين ذوي العقول الواعية التي لا تفرط بمصالح وطنها امام اية ازمات تمر بها مهما اشتدت وطأتها وتشعبت معطياتها.
ولا نبالغ في الامر اذا ما وضعنا مقارنة، حتى وإن كانت بعيدة الحدود، مع ما حدث في روسيا وما يحدث في العراق ، ومدى سعة عقول الساسة العراقيين وتقبلها لمعطيات هذه الدروس وكل ما ترتب عليها سلباً وإيجاباً.
في مقدمة هذه الدروس يبرز امامنا ، وبدون اية تحليلات وتفسيرات بيزنطية ، ان كيان الدولة ورسوخ مؤسساتها وثبات مسيرتها تجعل من الأزمات احداثاً يمكن االتعامل معها إنطلاقاً من هذا الكيان الراسخ للدولة باعتبارها الراعية الوحيدة لمواطنيها من خلال تعاملها مع كل ما يؤكد هذه الرعاية ويصب في سبل تنفيذها من خلال القوانين والتعليمات التي تضمن ذلك. وهذا يعني من الناحية الاخرى ان هذه الدولة وكل مؤسساتها تشكل وحدة متماسكة تواجه ما يتعرض له المواطنون وامنهم واستقراهم من منغصات قد تكون خطرة جداً احياناً. وهذا ما تعرضت له روسيا في الأيام الماضية ، حيث شكل التمرد العسكري لقوى ميليشياوية مرتزقة كانت تحارب الى جانب الجيش الروسي ثم انقلبت عليه لأسباب تفاوتت آراء المراقبين حولها ، إلا ان ذلك لا اهمية له هنا في هذا الموضوع.
المهم جداً والذي ينبغي التعامل معه، وهذا هو الدرس الثاني الذي يجب ان نعتبر به من هذه الازمة والذي يمكن عكسه على الوضع في وطننا العراق، يتمثل بالدور الذي اعطاه بوتين لقوى مرتزقة لا مبادئ لها سوى الحصول على المال ولا هوية وطنية تربطها بالوطن الذي تقاتل في صفوفه اليوم ولا ضمان لعدم انقلابه عليه غداً، كما اشارت احداث روسيا في الايام الاخيرة الماضية.
والدرس الثالث الذي نتوقع ان بوتين قد استوعبه ينطلق من الإجراءات التي اتخذتها وزارة الدفاع الروسية بالإيعاز الى مقاتلي هذه المليشيات للإنخراط في تنظيمات الجيش الروسي الرسمية والتعامل معهم كما يجري التعامل مع افراد الجيش الروسي الذين هم من منتسبي مؤسسة خاضعة للدولة وقوانينها وانظمتها الخدمية .
فما علاقة كل ذلك بالعراق ومؤسساته الرسمية التي تعكس كيان الدولة العراقية وطبيعة وجودها وسبل عملها؟
كل متابع جيد لما يجري في العراق اليوم ومنذ ان انهارت دكتاتورية البعثفاشية المقيتة، يدرك تماماً ان الدولة العراقية لا كيان متميز لها يشير الى تماسك مؤسساتها ووضوح مسيرتها وجدية التزامها بما تقوله اليوم وما تنفذه غداً. وكل متابع جيد يستطيع ان يؤكد ايضاً على ان هذه المسيرة ما هي إلا إمتداد لمسيرة الدولة البعثفاشية التي اراد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ان يضمن لها الإستمرار من خلال من اتى بهم من عملاءه ووضعهم على رأس السلطة السياسية مع تبديل طبيعة الدكتاتورية من سياسية الى دينية ـ عنصرية.
ولكي يتفادى سياسيو العراق الجدد، سياسيو الصدفة كما اطلقوا ذلك هم على انفسهم، فقدان كيان الدولة في المعادلة السياسية الجديدة التي رسخت الطائفية والعنصرية والعشائرية والمناطقية، لجأوا الى استخدام التنظيمات العسكرية المليشياوية المرتزقة التي ضمت حتى مرتزقة البعثفاشية الذين سرعان ما خلعوا الزيتوني ليختفوا تحت عمائم وجُبب وبدلات المليشيات الجديدة التي اصبحت علامة فارقة وماركة مسجلة لدولة الإسلام السياسي والتعصب القومي الفاشي في عراق ما بعد 2003.
الدروس التي قدمتها احداث روسيا الأخيرة ربما جعلت بوتين يراجع مواقفه الخاطئة بتوظيف المليشيات وإشغالها بمهمات وطنية بحتة، إذ ان هذه المليشيات لا وطن لها غير المال، لذلك كان قراره بدمجها في قوات الدولة العسكرية والأمنية الرسمية.
الدولة العراقية التي تستند في بلورة كيانها ومؤسساتها على مليشيات وتنظيمات عسكرية اثبتت، ومن خلال تصريحات بعض قادة هذه المليشيات بانهم ياتمرون بما يفرضه عليهم سادتهم خارج العراق، لا يمكنها ان تكون في موقع يتيح لها ان تحافظ على وطننا واهله وخيراته بالشكل الذي يقي من ويلات ازمة كالأزمة التي مرت بها روسيا في الايام الأخيرة. المنظمات التي تحمل السلاح في وطننا والتي لا تخضع لأية مؤسسة من مؤسسات الدولة والتي تمارس العنف بما تملكه من الأسلحة حتى الثقيلة منها، لا يهمها المواطن العراقي ولا امنه واستقرار وطنه، بقدر ما يهمها تنفيذ اجندة سادتها خارج الوطن والخضوع لأوامر قادتها الذين هم بدورهم حفنة من العملاء الذين لا يعترفون بالهوية العراقية اصلاً، حتى وإن تبجحوا بها زوراً وبهتنانا.
لذلك فإن عقول سياسيي العراق الضامرة سوف لن تستوعب ابعاد الدروس التي تبلورت لدى الساسة الروس فلجأوا الى تصحيح مواقفهم من المرتزقة ومنظماتهم الإجرامية.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ننتظر من وزير جاهل ومتخلف ومزور ايضاً
- الإعلام الليبرالي والتزاماته الفكرية.... منبر تشرين مثالاً
- حينما تحاول الراسمالية المتوحشة تشويه نضال الطبقة العاملة
- رائحة الوقت رواية لهاشم مطر
- طائر التلاشي رواية محمد رشيد الشمسي
- جرائم البعث لن تمحها السنين
- الخروج من بابل: تألق فكري على منبر حوار التنوير
- نصوص للتأمل .... النص الخامس
- نصوص للتأمل ..... النص الرابع
- نصوص للتأمل ...... النص الثالث
- نصوص للتأمٌل .... النص الثاني
- نصوص للتأمٌل
- المعدن الطائفي
- أُممية كارل ماركس
- المراجِع الدينية بين الجباية والهداية
- أفتونا مأجورين ...
- غباء السياسيين
- جذور الأيزيدية تحت عدسة صباح كُنجي
- أوار الذاكرة ..... قبسات من جمر النضال الوطني
- ستقراء ونقد الفكر الشيعي للباحث الدكتور فالح مهدي


المزيد.....




- عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنيا ...
- مسؤولة: أمام ألمانيا ثلاث سنوات لتسليح جيشها لصد هجوم روسي م ...
- ترويكا.. الحلقة التاسعة
- قطار محمل بعدد هائل من الدبابات والمدفعية يتجه إلى العاصمة و ...
- فشل الخطة الامريكية الإسرائيلية للمساعدات واستعداد حكومة غزة ...
- رئيس بولندا المنتخب يعارض انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
- الجيش الروسي يدمر 32 مسيرة جوية فوق مقاطعتي كورسك وأوريول خل ...
- شاهد.. الحي الذي نشأ فيه لامين جمال نجم برشلونة
- إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
- متظاهرون في باريس يطالبون بوقف حرب الإبادة في غزة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - سياسيو العراق .... والدروس العصيَّة على عقولهم