أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صباح قدوري - على هامش تشريع الموازنة العامة الاتحادية للعراق لعام 2023*















المزيد.....

على هامش تشريع الموازنة العامة الاتحادية للعراق لعام 2023*


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 18:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


1. تمهيد

تعتبر الموازنة العامة الأداة الرئيسية لتنفيذ التوجهات العامة للدولة، والمعيار الأساسي لسياساتها في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لذا يجب اعدادها وتشريعها وفق الأسس القانونية الخاصة بالموازنة والمعايير العلمية المتعارف عليها في النظام المحاسبي من الجوانب الفنية والصياغة والديباجة، وكذلك فهم وشرح ومناقشة المواد التي تحتويها. كما يجب إعطاء الأهمية الفائقة في تقدير الأرقام الواردة في الميزانية، مبنية على اسس علمية معتمدة على الإحصائيات الدقيقة للحسابات الختامية المتحققة لفترات زمنية مختلفة، واستخدام معدلاتها لهذا الغرض، وتطبيق معايير علمية ومنطقية في قياس كفاءة الأداء والإنتاجية، على أساس الاهداف والبرامج الحقيقية لكل مؤسسة أو دائرة حكومية، وقياس نسبة التبذير والنفقات غير الضرورية والزائدة عن الحاجة، والمتابعة والرقابة الصارمتين على تنفيذها. ويجب أن يكون هناك رؤى وأيديولوجية واضحة في التحكم بالموارد المتاحة بشكل منطقي وعقلاني حتى تكون تقديرات الميزانية أقرب الى الواقع.

لقد تم بتاريخ 11حزيران / يونيو 2023، تشريع الموازنة العامة الاتحادية لمدة ثلاث سنوات، 2023 ــ 2025، إلا أن الميزانيتين للسنتين الأخيرتين ليستا ثابتتين، ويمكن إجراء بعض التعديلات عليهما في حينه من الجهات المختصة وعرضها على المجلس التشريعي للمصادقة عليها، لذا يمكن ان تطلق عليهما الميزانيات المرنة.

2. انعدام رؤية شفافة واستراتيجية و/أو أيديولوجية واضحة في عملية التنمية الاقتصادية/الاجتماعية المستدامة في موازنات العامة منذ الاحتلال وحتى الموازنة الحالية.

لقد تم هدر مبالغ كبيرة في هذه الموازنات، لم تستثمر منها الا مبالغ قليلة جدا في تطوير القطاعات الإنتاجية، وخاصة الصناعية والزراعية، أو في مجالات بناء واعادة بناء البنى التحتية، و/أو جلب التكنلوجيا المتطورة، أو في تحسين وتأمين الخدمات العامة الضرورية من الصحة والتعليم ومياه الشرب والكهرباء ومشتقات النفط، أو لتنفيذ خطط جادة للقضاء على البطالة الواسعة ومعالجة ظاهرة الفقر. لقد تم تبديد غالبية هذه المبالغ في مشاريع وسياسات لا علاقة لها بتحقيق التنمية الوطنية. كما جرى نهب عشرات المليارات منها من قبل المحتلين والفاسدين والمافيات والطفيليين وتهريب العملة للخارج، وعلى المستويات الادارية والحزبية.

2023. بنية الموازنة العامة لعام 3

كالآتي: 2023 تتكون بنية الموازنة العامة لعام

ترليون دينار 135 أولا: مجموع الإيرادات
أــ الإيرادات النفطية بما فيها صادرات المنتجات النفطية: 117 ترليون دينار، وتمثل 87%، محسوبا على اساس سعر البرميل الواحد70 دولار
ب ــ الإيرادات غير النفطية: 17 ترليون دينار، وتمثل 13%

ثانياً: أجمالي النفقات: 199 ترليون دينار
أــ النفقات الجارية (تشغيلية، برامج خاصة، مديونية): 150 ترليون دينار، وتمثل 75%
ب ــ النفقات الرأسمالية (الموجودات، استثمارات محلية، استثمارات قروض) 49 ترليون دينار، وتمثل 25%

ثالثاً: أجمالي العجز المخطط 199)ــ (135= 64 ترليون دينار، ويشكل أكثر من 12%، من الناتج المحلي الاجمالي.

. استنتاج وفق بنية الموازنة العامة4

وفق البيانات المدرجة في الفقرة الثالثة أعلاه، نستنتج، ما يلي:

ــ بالنسبة للإرادات، لا تزال نسبة مساهمة القطاع النفطي في تمويل الموازنة العامة عالية جدا، مما يؤكد على استمرار الصفة الريعية
للاقتصاد منذ عقدين، وضعف مصادر أخرى متنوعة: القطاعات الإنتاجية، لا سيما الصناعة والزراعة منها، وكذلك إيرادات الضرائب بأنواعها،
والتي هي في تناقص مستمر، بسبب صعوبة الجباية وانتشار الفساد المالي والاداري في أجهزتها، كذلك الرسوم الجمركية التي تخضع لشروط
المنظمات المالية والنقدية الدولية، منها منظمة التجارة الدولية التي تهدف الى إزالة الحواجز الجمركية بمرور الزمن.
، من الناتج المحلي الإجمالي.12أكثر من ــ كذلك يشكل العجز المخطط في الموازنة
ــ كما ان نسبة رصيد الدين العام يشكل 35% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وهي لاتزال نسبة عالية، وهناك احتمال
انخفاض في أسعار النفط الى ما دون 70 دولار للبرميل الواحد، بسبب الانكماش الاقتصادي العالمي، مما يؤثر على توسيع العجز المخطط
في الموازنة العامة الحالية.

5. المبالغ المخصصة للتوظيف والتشغيل والرعاية الاجتماعية ضمن النفقات الجارية في الموازنة الحالية

أن المبالغ المخصصة للتوظيف والتشغيل والرعاية الاجتماعية ضمن النفقات الجارية في الموازنة الحالية، تبلغ قيمتها بحدو 90 ترليون دينار، وتمثل
60% من اجمالي النفقات التشغيلية، وهي نسبة عالية جدا، وتحول العمال والموظفين الى أدوات عاطلة خارجة عن النشاط الاقتصادي، في وقت تتشتت فيه
صنوف العمل وطغيان ظاهرة الاستخدام غير النظامي، الذي يستحوذ على نسبة 22% من أفضل قوة العمل المنتجة، سواءً من حيث القبول بأجور دون
مستوى الانتاجية و/أو العمل بساعات تقل عن 39 ساعة في الأسبوع، وهو الحد المعترف به عالمياً، وبذلك إذا ما أضفنا البطالة الفعلية لقوة العمل البالغة
بحدود 30% وفق احصائيات وزارة التخطيط لعام 2021، فيصبح الرقم 52%، وهو ما وصلت اليها حالة اليوم. وقد جعل من أرصفة الشوارع مجالاً للبحث
عن فرص العمل، وهي حالة مخيفة لما يترتب عليها من أمراض ومختلف صنوف الانحراف الاجتماعي، وتصعيد حوادث الاجرام والقتل والنهب والسلب
والسرقة ودعم الإرهاب. ولقد بلغت نسبة الفقر في العراق لعام 2022، الي 25%، بحسب وزارة التخطيط.

6. النفقات السياسية والأمنية

الخارجية، والداخلية، والعدل، والانفاق العسكري الاخرى ان النفقات السياسية والامنية، هي الاخرى المهيمنة في الموازنة، وتشمل (الدفاع، والامن،
والبرلمان، ورئاستي الوزراء، والدولة). أن سياسة التمويل بالعجز لهذه النفقات العمومية، لا تؤدي الى خلق الزيادة في تراكم راس المال الثابت، كما يذهب
اليه البعض، وكم هو الحال في الانفاق العام الاستثماري، بل تشكل وسيلة لتراكم الثروات في أيدي الأقلية، وبالتالي زيادة المديونية، وتفاقم عجز الميزانية العامة، وتتحول الى حالة مزمنة ترافقها ارتفاع معدلات التضخم، والكساد والبطالة وارتفاع العبء الضريبي. وكل هذه النتائج تنعكس على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للطبقات المسحوقة، بسبب سوء إعادة توزيع الدخل بين طبقات وفئات المجتمع.

. خلل بنيوي في تركيب الموازنة7

هناك خلل بنيوي في تركيب الموازنة، وذلك بسبب التفاوت الكبير في نسبة توزيع نفقات الموازنة بين الانفاق العام التشغيلي، التي تمثل
75% والأنفاق العام الاستثماري، والذي يشكل 25% من مجموع الموازنة. تسبب هذه الحالة عجز الموازنة في خلق ديناميكية على مستوى
، والذي يشترط وجود استثمارات ضخمة يحتاجها البلاد، وخاصة في إعادة تحقيق النمو الاقتصادي، 7% ــ 5% تحقيق النمو الاقتصادي، مثلا
وبناء البنى التحتية مليون برميل يوميا، وبأسعار معتدلة للنفط في المستقبل المنظور. كذلك النهوض بالقطاعات الإنتاجية،6 ــ5وتأهيل القطاع النفطي الى
من مجموع نفقات40%ــ 30% وفي مقدمتها القطاع الصناعي والزراعي وغيرها، وتوزيع نفقات الميزانية بحيث تصبع حصة النفقات الاستثمارية بحدود
الموازنة العامة في الأمد المنظور.

. من باب الختام8

إن تشريع الميزانية العامة بشكلها الحالي، لا يمكن ان يؤدي مهامه في عملية انتعاش الاقتصادي في العراق، ضمن أوضاع أمنية منفلتة، وفشل السياسات الاقتصادية للحكومات المتتابعة منذ الاحتلال حتى اليوم. فهناك خلل بنيوي في تركيبة الميزانية العامة، بين الإيرادات والانفاق لصالح الأخير، مما يؤدي الى تراكم المديونية الداخلية والخارجية من جهة، وبين الانفاق التشغيلي والاستثماري لصالح الاول، وهو ما يجعل من الموازنة العامة موازنة استهلاكية بدلا من موازنة إنتاجية التي تساهم في خلق القيمة المضافة وفي العملية التنموية من جهة اخرى.

لذلك فان هذه الموازنة لا تساهم في استقرار الاقتصاد الكلي، ومن ثم في استدامة السياسة المالية والنقدية لآن الاقتصاد العراقي مرتبط بالنفط، ويتأثر بتبعيات التقلبات في اسعار سوق النفط، وفي معدلات إنتاجه السنوي، كذلك الاختلالات الهيكلية الاقتصادية فيما يتعلق بالإدارة المالية العامة واتساعها، نتيجة السياسات الحكومية في توسيع الانفاق العام، خاصة ما يتعلق بالإنفاق التشغيلي وزيادة التشغيل والتوظيف في القطاع العام، بالإضافة الى سوء الادارة المالية والنقدية، وعدم الاسترشاد باركان الادارة الرشيدة المعروفة: (الديمقراطية، الشفافية، النزاهة، المسؤولية والواجبات...وغيرها). كذلك تفاقم واتساع ظاهرة الفساد المالي والاداري والاقتصادي على كافة المستويات الادارية، وغياب الضمانات الكفيلة بحماية الثروة الوطنية والمال العام، واستمرار الخلافات السياسية بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان العراق، وذلك فيما يتعلق بالحصة المخصصة للإقليم من الموازنة العامة ومداخيل نفط الأقليم.

والبديل لهذه السياسة، هو الاعتماد علي سياسة مالية تستند الى الاستراتيجية التنموية، من خلال وجود رؤية واضحة ومعللة فيما يتعلق بأولويات وأهداف التنمية، ضمن استراتيجية التنمية الوطنية، وتوسيع إطار هذه الاستراتيجية بما يكفل صياغة برامج قطاعية محددة، وإعادة ترتيب الأوليات بحيث تضمن معدلات مقبولة للأداء والنمو الاقتصادي، وتهدف الى اشباع الحاجات الأساسية والمتنامية للمواطنين في المستقبل المنظور، ومعالجة مشكلة البطالة والفقر، وبعث الحيوية في قدرة الدولة على أداء مهامها بأحسن وجه ممكن، وتوفير الامن والاستقرار وحياة كريمة للمواطنين، والتقدم والازدهار في البلاد.

2023/06/24* المقال منشور على شبكة الاقتصاديين العراقيين بتاريخ



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على المقال المترجم لمايكل روبرتس: بنك فيرست ريبابليك: ...
- الدانمارك: من مجتمع الرفاهية الى الانكماش الاقتصادي والتوجه ...
- مصباح كمال والبحث عن دور اليهود العراقيين في النشاط التأميني
- هوامش سريعة على بيان وزارة المالية حول إنجازاتها في تطبيق بن ...
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات
- ندوة حول الوضع الاقتصادي في إقليم كردستان العراق
- محاسبة تكاليف (المعضلية): محاسبة تكاليف النوعية/الجودة، مثال ...
- محاسبة تكاليف (المعضلية): محاسبة حماية البيئة انموذجاً *
- على هامش تخفيض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريك ...
- بمناسبة أربعينية رحيل الرفيق علي غفور
- على هامش زيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي الى واشنطن
- مبادرة محافظة السليمانية: الإنتقال من الإدارة المركزية في ار ...
- مفاهيم وتطبيقات العدالة الاجتماعية والاقتصادية في ظل النظام ...
- احتفالية 8 اذار وشعار المرأة ( المرأة ثورة موعورة) في الانتف ...
- الإنتفاضة الشعبية مستمرة حتى تحقيق النصر
- سفرتي الى جمهورية الصين الشعبية: مشاهدات وإنطباعات
- محاسبة التكاليف ( المعضلية): محاسبة عوامل الإنتاج/ الموارد ا ...
- إنتخابات برلمان إقليم كردستان، وإنتظار الجماهير في التغيير و ...
- على هامش الذكرى الخامسة والستين لصدور( مجلة الثقافة الجديدة) ...
- نحو الإنتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق ، من أجل ا ...


المزيد.....




- بنك إنجلترا يبقي أسعار الفائدة ثابتة عند 5.25%
- يبهر الجميع.. تحميل تحديث واتساب الذهبي 2024 الاصدار الاخير ...
- تطوير تقنية لإنتاج السيليكون فائق النقاء
- نمو التجارة الصينية يزيد الأمل بتعافي الاقتصاد العالمي
- الذهب حبيس نطاق ضيق قبل صدور بيانات اقتصادية أميركية
- -الدار للاستثمار- تجمع 500 مليون دولار من الصكوك الخضراء
- التضخم في مصر يتباطأ بأكثر من التوقعات إلى 32.5% في أبريل
- شركات تأمين ترفض دفع تعويض لـ -شيفرون- عن شحنة نفط مصادرة
- هونغ كونغ والسعودية تبحثان إنشاء صندوق لتتبع مؤشرات الأسهم
- تسعير الطرح العام لمياهنا السعودية عند الحد الأقصى من النطاق ...


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - صباح قدوري - على هامش تشريع الموازنة العامة الاتحادية للعراق لعام 2023*