أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - صباح قدوري - الإنتفاضة الشعبية مستمرة حتى تحقيق النصر














المزيد.....

الإنتفاضة الشعبية مستمرة حتى تحقيق النصر


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 03:42
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


دخلت إنتفاضة الشعب العراقي المجيدة شهرها الثالث منذ إنطلاقها في الأول من تشرين الأول/ اكتوبر 2019، مطالبا بإجراء التغيير والإصلاح الشاملين في بنية النظام السياسي والاقتصادي القائم علي اسس: منهج المحاصصة المقيتة والحكم الطائفي، وإستشراء نظام الفساد المالي والإداري في مفاصل الدولة، وتبديد المال العام ونهب ثروات البلاد، والصراع المحموم على السلطة والنفوذ بين المتنافسين، وتفريغ المؤسسات الحكومية والإدارية المتمثلة بالسلطات الثلاث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية) وحتى السلطة الرابعة الإعلام من أحترام أستقلالها وسيادتها وشفافيتها ومصداقيتها، الأمر الذي قاد الى إفتقار اسس الإدارة الرشيدة، وتكريس سياسات التهميش والإقصاء وتدهور الخدمات والأوضاع المعيشية، وتفاقم نسبة البطالة والفقر، وإهدار مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الإجتماعية، وبالتالي مبدأ المواطنة العراقية نفسه من لدن الحكومات المتعاقبة منذ الإحتلال عام 2003 وحتى اليوم، بحيث صارالعراق دولة فاشلة بكل معنى الكلمة.

وأمام هذه اللوحة السوداوية للنظام الحالي، أنطلقت هذه الانتفاضة الشعبية السليمة الى الشوارع والساحات في عموم العراق، وبأوسع مشاركة من أطياف وفئات المجتمع العراقي، عابرة كل مكوناته الدينية والطائفية والاثنية ، مطالبة بالتغييرالجذري وبرحيل النظام وجميع أركانه، ليحل محله نظام مبني على أسس المواطنة والوطنية والتساوي بين المواطنين في الحقوق والحريات ووفق مبداء العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفيرعيش مشترك يجمع افرادا احرارا ومتساوين. واليوم تحولت هذه الإنتفاضة الى ثورة الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه، إلا أنها جوبهت بالعنف والقمع الدموي المفرط، مما تسبب في وقوع تضحيات جسيمة في صفوفها، تمثلت في المئات من الشهداء والاف من الجرحى والمعوقين وذلك قربانا من أجل حياة كريمة وآمنة ومستقرة وغد مشرق لأبناء العراق من هذا الجيل والأجيال القادمة.

وهنا لابد من الإشارة الى تعنت رئيس الحكومة الفيدرالية في تقديم إستقالته في وقت مبكرمن إندلاع هذه التظاهرات بحجة الإلتزام بالدستور(الذي لم تلتزم الحكومات المتعاقبة به منذ إقراره من الشعب في عام 2005 وحتى الان!). وكذلك موافقة الكتل السياسية على ترشيح بديل له. ولكنه إضطر في نهاية المطاف الى الإذعان الى مطاليب جموع المتظاهرين والمرجعية الدينية لتقديم الإستقالة.

وثمة دورضعيف وغير مهني وأخلاقي لرئيس الجمهورية، مع الأسف، في ممارسة صلاحياته الدستورية لإيجاد حلول صائبة وعقلانية لهذه المسالة لا قبل ولا بعد إستقالة رئيس الحكومة وحتى اليوم، بغية تجنب كل ما حصل من أضرار بشرية ومادية.

كما أن البرلمان العراقي يلعب دورا خجولا وغير مهني ولا أخلاقي في هذه المسألة، محاولا طرح بعض حلول ترقيعية يسمونها " إصلاحات" في الدستور وقانون الإنتخابات والهيئة المستقلة للإنتخابات وهيئة النزاهة، وذلك لإسكات صوت المنتفضين وحملهم على التراجع عن حراكهم وإنهائه.


وقد تلقت هذه الثورة تضامنا واسعا من القوى والشرائح الإجتماعية المختلفة من داخل العراق وخارجه، وإدانات وإستنكارات محلية ودولية من مختلف السفارات ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية التابعة للأمم المتحدة، ومطالبات للجهات المسؤولة بالكف عن الممارسات اللإنسانية ضد الثوار، والكشف عن هوية المذنبين وإحالتهم الى العدالة لينالوا عقابا صارما عن أفعالهم الشنيعة.

وتحاول الكتل السياسية الحاكمة توظيف كل إمكانياتها ومؤسساتها الإدارية والأمنية وميلشياتها للتمسك والتشبث بسلطتها الفاسدة وعدم تسليمها بسهولة ومن دون دفع الثمن الى الشعب، ولذلك فهي تحاول إستخدام كل الوسائل الممكنة بما فيها القمع الدموي، والمماطلة في إتخاذ الإجراءات اللآزمة والسريعة بغية الإلتفاف على مطالب الثوارالعادلة الداعية لتدويل الوضع. ولكن كل هذه المحاولاث ستذهب هباء، لان الثورة قامت على أسس متينة وسليمة ومحقة وعادلة لا يمكن لاي قوة أن تزعزعها والنيل منها. فهي مستمرة وتكبريوما بعد يوم وتتقدم صوب النصرعاجلا أم آجلا، وسيكون الموت والخزي والعارمن نصيب عصابات الطغمة الحاكمة.

على الثوارفي الساحات، وعلى كل عراقي شريف الإنخرط في هذه الثورة الجبارة كل من موقعه، وأن يتخذ الحيطة والحذر من تدخل أنكلوا ـ امريكي مباشروفق سياسة ( الفوضى الخلاقة) التي مارسوها عند إحتلال العراق وذلك بهدف إعادة ترتيب أوضاع السلطة بحيث تلتزم بتنفيذ السياسة الأمريكية والأوربية في العراق والمنطقة والمحافل الدولية.

وما قلنا أعلاه عن التدخل الأمريكي والغربي ( وتدخل دول الخليج وتركيا)، يسري ايضا علي تدخل إيران في شوون العراق. فإيران تتدخل بشكل سافر في كافة مفاصيل الدولة العراقية. وهي تحاول إجهاض التظاهرات باسلوب دموي بالتعاون مع ميلشيات بعض الكتل السياسية حتى لوكلف ذلك مزيدا من الضحايا في أرواح المتظاهرين، وذلك بهدف انقاذ النظام الحاكم واستبدال رموزه بحكام آخرين جدد من أحزاب الإسلامي الشيعي والسني التابعين أو الموالين لها.

نقف إجلالا وتكريما لأرواح شهداء ثوارالمنتفضين، ونعزي أنفسنا وعوائل الضحايا والمصابين والمعوقين، ونرجو للمصابين والجرحى الشفاء العاجل... والنصر لنا.



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفرتي الى جمهورية الصين الشعبية: مشاهدات وإنطباعات
- محاسبة التكاليف ( المعضلية): محاسبة عوامل الإنتاج/ الموارد ا ...
- إنتخابات برلمان إقليم كردستان، وإنتظار الجماهير في التغيير و ...
- على هامش الذكرى الخامسة والستين لصدور( مجلة الثقافة الجديدة) ...
- نحو الإنتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق ، من أجل ا ...
- الغطرسة والتدخل العسكري التركي داخل آراضي كردستان
- متى تنتهي مظلومية الشعب السوري من جراء الحرب القذرة التي فرض ...
- يا أحرار العالم تضامنوا مع أهالي عفرين في سوريا ضد العدوان ا ...
- ما هي توجهات الحكومة الإتحادية آزاء إقليم كردستان العراق بعد ...
- ماذا من بعد الإستفتاء في إقليم كردستان العراق؟
- أراء حول الإستفتاء ( الريفرندوم) في إقليم كردستان العراق
- الى متى يستمرالوضع المزري في إدارة فيدرالية كردستان العراق؟!
- ملاحظات حول السياسة الاستثمارية في القطاعات الاقتصادية في ال ...
- الإستعانة بمحققين دوليين في قضية محاربة الفساد المالي في الع ...
- لماذا لا يؤدي الإنفاق الاستثماري دوره في تطوير وتحويل الاقتص ...
- بعض ملاحظات حول وثيقة برنامج الحزب الشيوعي العراقي للمؤتمر ا ...
- ملاحظات حول قرار تخفيض رواتب الموظفين في اقليم كردستان العرا ...
- الى اين تتوجه اليوم سياسة ادارة اقليم كردستان العراق بمعضلات ...
- بعض التصورات حول الاصلاح الاقتصادي في اقليم كردستان العراق
- مأساة جينوسايد المكون الايزيدي


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - صباح قدوري - الإنتفاضة الشعبية مستمرة حتى تحقيق النصر