أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر عجمايا - النقد والنقد الذاتي.















المزيد.....

النقد والنقد الذاتي.


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 7652 - 2023 / 6 / 24 - 18:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريباً على القاريء والمتابع لمجمل جوانب الحياة، الأجتماعية والسياسية والأقتصادية والأدبية والثقافية والفكرية والفنية والفلسفية، وبأعتقادي الشخصي لا يمكن للأنسان أينما كان ويكون، أن يعيش وينمو ويتطور ويتقدم خطوة واحدة، في غياب النقد والنقد الذاتي، حيث لا حياة انسانية متطورة ومتقدمة، في غياب النقد والنقد الذاتي من اجل التغيير نحو الأفضل. الرأي الواحد لا يمكنه خلق الصواب الفكري والثقافي والأدبي، بل العكس هو الصحيح، حيث لابد من تلاقح الأفكار من أجل تعديل المسار الشخصي وحتى الجماعي، وفق مقولة علمية فكرية (في الأختلاف صحة وليس العكس) و (الأخلاف لا يفسد للود قضية)، وكل هذا وذاك مرتبط ومربوط بالوعي الفكري الأنساني فردياً وجماعياً، فالنقد هو النقد لا بديل عنه، كما البناء هو البناء، والهدم هو الهدم..
وهنا أقصد بناء الأنسان وتطوره الفكري كبشر على الأرض وليس بناء الحجر في الموقع الجغرافي المعين، بالرغم من أهميته الحياتية، ولكن يبقى بناء الأنسان هو المهم وهو الأهم، بموجب المواصفات الأنسانية المبنية على المحبة والأخوة والمسامحة وطيب خاطر والتسامح، لمعالجة ما يمكن معالجته بطرق ووسائل ثقافية متطورة ومتقدمة على أسس أنسانية محضة.
النقد:
أقول.. أن الحقيقة التي أفهمها وأستوعبتها عبر مسيرتي الحياتية، التي قاربت السبعة عقود من الزمن العاصف بكل تقلباتها، بسلبياتها وأيجابياتها، في جميع مجالات الحياة التي رافقتني وواجهتني أجتماعياً وسياسياً وفكرياً وحتى مالياً وأقتصادياً وأدبياً وحياتياً، بظروفها العصيبة ومحنها العديدة، بأفراحها وأتراحها، وبحلاواتها ومراراتها، بصوابها وأخطائها، بأنتصاراتها وأخفاقاتها، ببياضها وسوادها.
يفترض تواجد النقد الفاعل والقبول به وبالآخر، بترحاب فكري ونفسي فضفاض، من أجل التغيير نحو الأفضل والأحسن، في جميع الأتجاهات المرتبطة بالحياة كاملة. فمن وجهة نظري الخاصة ومن خلال خبرتي وتجربتي الحياتية في كل مجالاتها، علينا تقبل وقبول النقد بترحاب صدر من دون مجاملة لأحد، كان من يكون بما فيها النفس البشرية الذاتية وصولاً للنقد الذاتي حتى جلدها، بعيداً عن الخوف والرعب من النفس ومن الآخرين، تحقيقاً للعدالة الأجتماعية والسياسية والأقتصادية وحتى الشخصية النفسية في قبول الآخر، كما ليس هناك نقد أيجابي ونقد سلبي، هذا تبرير لواقع مؤلم أرضاءاً للذات الأنسانية دون مبرر.
ففي غياب النقد والنقد الذاتي ليس هناك أي تطور ولا تقدم في الحياة، والسبب الأنسان لا يمكنه تشخيص أخطاءه الاّ في مراجعة أداءه، ولكن هل الأنسان جدير بالمراجعة الذاتية كي يشخص أخطاءه بغية تجاوزها في المستقبل؟!، نعم ممكن لقسم قليل من البشر الحاصل على ثقافة عالية وتجربة غنية حياتية، أما الغالبية من المجتمع فهم بالأساس لا يفهمون ولا يستوعبون النقد الذاتي المطلوب أداءه، لتنفيذ مهامه على الأرض، فكيف بالنقد الموجهة لهذا الأنسان من قبل الآخرين؟! فهل الناس تتحمل النقد وفهمه وتفهمه وأستيعابه، حتى تحسم الأمور الحياتية للصالح العام والشخصي؟! بالتأكيد المسألة معقدة لبعض الشيء، ولكنها ليست مستحيلة من حيث الأداء والتنفيذ، أذا توفر الوعي الفكري والثقافي في تبنى التطور الحياتي الأنساني المطلوب ممارسته بحكمة وعناية.
في غياب الوعي الفكري والثقافي، يبقى الأنسان حبيس تفكيره بعيداً عن الأنفتاح على الآخرين بحكم الذاتية والأنانية المستأصلة في نفسية الأنسان، في تفكيره وتربيته في غياب الوعي الفكري الثقافي العائلي والتعليمي الموجه بعناية، وهذا يتولد عقدة واضحة لعرقلة مسيرة الأنسان الحياتية من جميع النواح، أستثماراً للطاقات الأنسانية المتلاحمة والمتفهمة للتغيير نحو الأفضل، فالنقد يدخل ضمن تنامي الفرد وأصلاحه بأستدراك وتفهم أخطاءه، بغية تجاوزها وتذليلها وأنهائها، للحصول على نتائج عملية فاعلة لمسيرة ناضجة مؤثرة للتطور والتقدم.
النقد الذاتي:
النقد الذاتي مترابط مع النقد دون أن نفصل بينهما، بل كلاهما متفاعلان مطلوبان العمل وفقهما بتلاحم وترابط، للأرتقاء بمستوى الشخصية الأنسانية بأبعادها وأدائها الفاعل لتطورها ذاتياً، كونها تنعكس على المجتمع بالعموم وفق مبدأ النقد، فكثير من القادة أنفردوا في أدائهم كونهم هم الأدرى والأفهم في المجتمع خارج النقد الأدائي، فأنتج الدكتاتورية الفردية بسيطرتها على مقاليد الأمور، نتجت كوارث بشرية وحروب دولية وعالمية، سببه غياب النقد والنقد الذاتي.
التحديات الحياتية مطلوبة، خارج التوفيقية، وبعيداً عن المجاملات الشخصية، التي أعتبرها قاتلة للنهج الأنساني وللذات الفردية الأنسانية، لتولد كارثة وكوارث بسيلان الدم الناقي للشعب على المستوات العائلية والدولية والعالمية، كما والدموع الساكبة للأمهات الثكالى من أجل النفس البشرية الفاقدة للحياة وفق عامل الأمومة بتفاعل الطفولة.
وعليه التحديات وممارسة النقد والنقد الذاتي مطلوبة ولابد منها، بالرغم من الصعوبات الجمّة في تنفيذها وممارساتها للنقد والنقد الذاتي، لأصلاح واقع حياتي متردي ومتعثر فردياً ومجتمعياً، بعيداً عن اليأس والأستسلام، لمواصلة المسيرة الذاتية وتنميتها نحو الأفضل، تدخل فيها المصارحة الذاتية الفردية ومن هم حواليهم، بعد دراسة نقاط القوة والضعف وحتى الأخفاق المرادفة له، من الناحيتين الأيجابية والسلبية، من خلال مراجعة الذات بشكل علمي عملي، بتحديد نقاط القوة والضعف لتقييم الأولى ومعالجة الثانية بتقويمهما، وبهذا يحصل الفرد على تحديد قوته الذاتية، بأعتماده على النفس في كسر الطوق الذي يحيطه المحدد لحركته، ولربما تقوقعه على ذاته، عبوراً لمرحلة جديدة دون مبالاة للماضي التعيش المرادف له.
يتطلب من الأنسان التعامل برأفة ولين بعيداً عن ممارسة حالات الغضب، وردود الأفعال الأنفعالية خارج الأحباط، بل قوة موضوعية حكيمة لمواجهة كل المستجدات الطارئة في الحياة، على جميع المستويات بأستشارية تواصلية بعيداً عن القرارات الأرتجالية الفردية، ليبقى القرار الشخصي الحكيم القابل للقبول ومن ثم التنفيذ دون المماطلة.
وهنا الثقافة والإعلام المُوجَّه للشعوب، تعتبر مُؤثِّرة بقوّة في طريقة نظرة المجتمع لواجباته وحقوقه، وأسلوب تعامله مع ما يعترض طريقه من تحدّيات، فالمواقف تتزايد من خلال الوعي الثقافي والأدبي وتتطورهما وتاثيراتهما في المجتمع، من خلال فَهم المُتغيِّرات الطارئة عليه، وتطور أسلوب التعامُل مع الحدث الطاريء بمستوى حضاري يتناسب مع المستجدات.
كل ما ذكر أعلاه يتطلب الآتي:
1. خلق الوعي الثقافي والأدبي.
2.الأعلام الموجه.
3. أتباع الأساليب التربوية الحديثة بحرية الكتابة.
4. المسرح الموجه.
5. التمثيل الناجح والمدروس.
6. أهتمام خاص بالمجتمع من الطفل والشبيبة وحتى الكهولة.
7. الأهتمام الخاص بالمناهج التربوية والتعليمية في النقد الهادف والموجه.
8. أحترام الرأي والرأي الآخر. وقبول المختلف ودراسته.
9. المساواة الأنسانية بين كلا الجنسين والأهتمام بهما بشكل عادل.
10. العمل الموجه للأنسان بشكل عام. بأختيار النخب الأدارية والقيادية النزيهة والشفافة.



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما حدث ويحدث في اقليم كردستان العراق، لا يتصوره العقل!! وهو ...
- بمناسبة فقدان أبي!
- هويتنا القومية!
- توضيح!
- رسالة توضيحية ثانية!!
- الى الشعب الكلداني الأصيل. الحقيقة دامغة لا تقبل الشك!!
- لمصلحة من يتم التصعيد الأعلامي؟!
- مهامنا الوطنية العراقية!
- مقتضب لمستقبل البشرية!
- صرخة معاناة وهموم أنسانية للكاردينال والباطريرك الكلداني تجا ...
- قراءة في كتاب (المنظمات السرية التي تحكم العالم) للكاتب سليم ...
- الأوضاع السياسية العراقية في الميزان!
- العسر السياسي لواقع عراقي!
- الأنتخابات العراقية والحلول الموضوعية!
- التخبط الفكري لبعض مدعي الأكاديمية!!
- مناشدة علمية تاريخية
- تقرير موجز عن زيارتي للعراق ما بعد مرض الكرونا اللعين!.
- اليسار العراقي وتحرر المرأة!
- الولادة..الموت.. القيامة.
- الأنتخابات العراقية!


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر عجمايا - النقد والنقد الذاتي.