أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - حول بدايات حزب البعث في العراق















المزيد.....

حول بدايات حزب البعث في العراق


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 7645 - 2023 / 6 / 17 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ورد في مقال تحت عنوان (بمناسبة مرور 35 عاماً على استشهاده.. عبد الرحيم شريف 1) من مجلة رسالة العراق العدد 39.. الصادرة بتاريخ آذار 1988.. وبتوقيع أبو بشرى.. معلومات مهمة ونادرة عن تشكيل حزب.. حمل اسم حزب البعث القومي في العراق.. سابق لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي ينسب تأسيسه الى ميشيل عفلق في سوريا في 7 نيسان 1947..
وارتبط هذا الاسم (حزب البعث القومي2) وبادر لتشكيله الطبيب العسكري ناجي شوكت3.. الذي كانت لديه ميول وتوجهات نازية ـ فاشية عنصرية.. بحكم نشأته في مؤسسات الدولة العثمانية.. ومارس السياسة بدعم من عدة جهات.. كما سنوضح لاحقاً..
وهو ابن شوكت باشا.. وأخو ناجي شوكت رئيس الوزارة العراقية لمرتين.. وأخوه الأصغر صائب شوكت.. كان من مؤسسي نادي المثنى العربي، الذي كان بمثابة تجمع للشباب المتحمس للفكر القومي ـ النازي، وابن اخيه طلال ناجي شوكت، من النشطين الفاعلين ايضاً في هذا المجال..
والمعلومات تؤكد..
ان سامي شوكت أصبح رئيساً لنادي المثنى أواسط الثلاثينات.. ومن بعدها مفتشاً عاماً في سنة.. 1936 ثم مديراً عاماً لوزارة المعارف.. وفي عهده ادخل نظام الفتوة والتدريب العسكري إلى المدارس.. ووحد ملابسها وحمل لقب حامي الفتوة.. وأقدم على هذه الممارسات.. في مسعى لتطبيق مفاهيم السياسة النازية.. مقلداً هتلر في وتوجهاته.. لخلق وتكوين الكتائب العسكرية بين الشبيبة والطلبة في العراق.. ومن الغريب.. هذا التطابق.. ليس في المحتوى العنصري والشكلي فقط.. بل في التوقيت والزمن ايضاَ..
وجاءت هذه المساعي والتوجهات السياسية ـ العسكرية مرافقة لمقدمات الحرب العالمية الثانية.. وجهود المانيا ومساعيها لتشكيل أحزاب ومباضع لها.. تسعى من خلالهم للتوسع وفرض سيطرتها على العالم كما كان يحلم ادولف هتلر ومن معه..
ويبدو ان المنغمسين في خلق هذا الكيان من العراقيين.. كانوا قد شرعوا في تشكيل منظمتهم بشكل سري قبل عام 1943.. لكنّ تأثيرهم كان محدوداً.. وغير مؤثراً.. بحكم تطور الأوضاع في العراق لصالح بروز ونمو التيار اليساري ـ الشيوعي.. الذي شكل عقبة ومصداً للتوجهات العنصرية ـ الفاشية في حينها..
والمعلومات الأولية تشير..
الى تصدي الأحزاب والشخصيات المهمة والفاعلة في المجتمع العراقي.. لهذه المحاولات الفاشية.. كما هو الحال مع سلسلة كتابات شارك فيها الفقيد (عبد الرحيم شريف) الذي كان يقود حزب الشعب.. قبل تحوله وانتسابه للحزب الشيوعي العراقي لاحقاً.. ويصبح عضواً في اللجنة المركزية بعد ثورة تموز..
وحينها نشرت عدة مقالات في الصحف العراقية من بينها.. الوطن.. العصبة.. الأهالي.. وطبعت في كراريس.. أجمعت على مخاطر الفاشية والنازية.. وتصدت للسياسة الألمانية.. وينسب الى عزيز شريف وحده وضع ثلاث كراريس عام 1944 منها (سقوط الفاشية ضمن سلسلة رسائل البعث) التي نشرت آنذاك.. والمعلومات تؤكد..
ان أحد هذه الكراريس.. حمل اسم حزب البعث النازي.. وهذا يستحق المزيد من البحث والتقصي.. ونأمل ممن لديه الاطلاع والمعلومة.. المساهمة في الكشف عنها بالدليل والوثائق.. وحتماً هناك نسخ من هذه الكراريس في رفوف المكتبات الشخصية.. وفي أرشيف ووثائق العهد الملكي وما بعده..
وتؤكد المعلومات الموثقة ايضاً:
أثناء الحرب العالمية الثانية.. حينما كان ناجي شوكت وزيراً للعدل في حكومة رشيد عالي الكيلاني في تموز 1940..
أرسل الكيلاني الوزير ناجي شوكت في مهمة سرية إلى أنقرة.. ليلتقي السفير الألماني في تركيا.. حيث كان في نية الكيلاني توفير الدعم إلى ألمانيا النازية إذا دخلت الحرب أراضي العراق.. مقابل تعهد ألمانيا في حالة انتصارها بالعمل على استقلال العراق..
وصلت أخبار هذه اللقاءات السرية إلى المخابرات البريطانية.. مما أدى نزول أعداد كبيرة من الجنود الإنكليز في البصرة.. لإسناد الملك العراقي.. الذي كانت له ميول بريطانية.
وفي هذا المجال كتب الصحفي اللبناني (حازم صاغية) تحت عنوان النازية بمناسبة الخمينية.. (في العراق أيضاً، دعا سامي شوكت، مدير المعارف العامّ، إلى «صناعة الموت» يمتهنها شبّان آمنوا «بالحديد والنار» اللذين رفعتهما حركة القوميّين العرب إلى مبدأ سامٍ ومسجّع: «دم حديد نارْ/ وحدة تحرّر ثارْ».)
تؤكد المعلومات أيضاً..
محاولة سامي شوكت.. قبل عام 1946 تكثيف نشاطاته واتصالاته اليومية لتكوين كيان سياسي وانه بادر الى تتويج هذه النشاطات بتقديم طلب لإجازة حزب باسم (حزب البعث القومي).. الذي أسسه وأعلن عنه مع آخرين.. بدعم من جهات عديدة.. مستنداً عل البعض من شيوخ العشائر.. وفي المقدمة منهم: الشيخ فريق مزهر الفرعون، الشيخ تكليف مبدر الفرعون، المحامي عبد اللطيف القصير الذي كان المدير المسؤول لجريدة البعث القومي، الدكتور خزعل خضير، الدكتور مصطفى الخليل، الدكتور مصطفى كامل ياسين..
وإنهم أصدروا جريدة يومية في بغداد باسم جريدة (البعث القومي) بتاريخ 17 شباط 1946.. وتحول اسمها الى (البعث) في حزيران من العام نفسه.. وحاول مؤسسوه الحصول على اجازة للحزب، بتقديمهم طلباً رسمياً إلى وزير الداخلية صالح جبر في حكومة توفيق السويدي.. الذي رفض الطلب على اعتبار ان غالبية مؤسسيه لهم صفة عشائرية.
وكان سامي شوكت قد أشرف على اول صدور للجريدة في شباط عام 1946 كجريدة يومية في بغداد حملت اسم الحزب وروجت لأفكاره العنصرية.. ومن المفارقات، تلك المقالة.. التي كتبها الشيخ تكليف مبدر الفرعون تحت عنوان (القومية العربية ماضيها وحاضرها) حيث جاء فيها:
«كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا».. الذي ذكرها ميشيل عفلق وتبناها لاحقاً في كتابه «في ذكرى الرسول العربي» وأصبحت تنسب له خطأ. وتؤشر لاستخدامه لها أي لميشيل عفلق بذكرها وقولها في لقاء جامعة دمشق كما يشاع لليوم..

ولا بد وان نشير في هذا السياق الى ان سامي شوكت قد قدم طلباً لتأسيس نادي‮ ‬باسم‮ "‬نادي‮ ‬البعث العربي في فترة تفرغه وتبنيه لحزب الإصلاح ايضا..
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن بعد هذه المعلومات..
ـ هل سرق ميشيل عفلق فكرة تأسيس حزب البعث ممن سبقه من العراقيين واستغنى عن ذكرهم لأسباب تتعلق بالأنانية وتخطي دور الآخرين؟
ـ أم ان الجهات التي كانت تتحكم بمفاتيح اعلان هذا الحزب قد انتزعت المهمة من سامي شوكت وحولت المهمة ـ الكرة له.. أي لفلق.. وكلفته بإعلان التأسيس في سوريا.. بعد فشل كروبها في العراق وعدم تمكنه من أداء الدور المطلوب له..
ـ اما يتعلق بسرقة الشعارات ومنها (لقد كان محمد كل العرب فاليكن كل العرب محمداً) ومن أطلقها في البداية فحدث بلا حرج.. فالنتيجة كانت واحدة..
فقد أصبح كل من في عراق الرافدين من عرب وغيرهم فدوة للجرذ.. القائد الضرورة والمهيب الركن صدام الارعن..
اما في سوريا العروبة.. أو سورية البعث.. فكانت النتيجة الخراب الشامل (الله سورية بشار وبس) واقرأها بشبش.. وان شئت التقطيع بش.. بش..
من بشبشة البعث وعبثهم في البلدين..
ذلك العبث الذي تمخض عن دخول ابن العوجة.. أصديم.. بلحيته المتسخة في نكرة الجرذان..
كأننا في دوامة زمن غرائبي مهدور.. تدمج خلاصة ما حصل في البلدين.. من تجارب فاشلة ودامية.. بكلمتين من نفس الحروف.. لتشكل عنواناً سريالياً يفصح عن: البعث والعبث..
وللأسف انه عبث أطاح ببلدين وأنتج كل هذا الخراب وهذه الآلام..
وذلك ليس الاّ جزء من عبث السياسة.. المنتج للمزيد من أحزاب البعث.. في عصرنا الراهن الى اليوم..
والمعضلة متداخلة
البعث يمارس العبث
والعبث ينتج البعث
وبين البعث والعبث.. ثمة المزيد من الآهات والخسائر قادمة.. ثمة حروب قادمة.. وعنف منفلت.. ثمة ضحايا جدد..
من يستطيع تنبيههم لأخذ المزيد الحذر!
ــــــــــــــــ

الهوامش
1ـ عبد الرحيم شريف بن عبد الحميد بن حسين بن عبد السلام العاني.. مناضل سياسي من مدينة عانه.. شقيق عزيز شريف.. استشهد تحت التعذيب في 9 آذار 1963
2ـ ـ حزب البعث القومي وهو غير حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أسسه ميشيل عفلق عام 1947م.
3ـ سامي شوكت (1893-1987)
المصادر
1ـ رسالة العراق العدد 39 آذار 1988
2ـ سامي شوكت ومنهجه التربوي ودوره السياسي والفكري1895-1954 رغد فيصل عبد الوهاب ومجموعة مؤلفين.. دار الكتب والوثائق العراقية 1999 ص 253 ...
3ـ صورة مستنسخة من جريدة البعث القومي صحيفة يومية صدرت في بغداد سنة 1946م، وكانت ناطقة باسم حزب البعث القومي، الذي أسسه رئيسها سامي شوكت، وهو غير حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أسسه ميشيل عفلق...



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة في ظلال شعاع الشمس 1
- التمهيد لإعلان مركز الشمس للدراسات والبحوث
- من جديد.. أين الله يا نادية؟
- طيف أمي..
- الهائم.. 74حكايا لـ مراد في زمن السبي والاستعباد!
- آن الأوان لتنفيذ مشروع ري الجزيرة في سهل الموصل
- زمن الدواعش
- العمل السري.. طابعة بحزاني في ذلك الزمن
- انه يوم معراجك يا نبيل
- وقفة مع كتب قرأتها..
- وقفة مع طبيعة الصراعات الاجتماعية والدينية في العراق..
- الفئران تحتفل بميلاد الجرذ..
- حكاية صالح..
- رواية مخلص الصغير عن الأنفال..2
- رواية مخلص الصغير عن الأنفال..1
- كتاب يستكمل مهمة الدواعش الفاشلة في سنجار
- عن كريم أحمد الداود....
- رمزية الدائرة في المعتقدات الدينية القديمة
- رواية كل شيء ضدي لسلام إبراهيم
- حوار مع رزكار عقراوي عن آفاق -اليسار الالكتروني-..


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - حول بدايات حزب البعث في العراق