أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مظهر محمد صالح - الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان














المزيد.....

الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 00:47
المحور: حقوق الانسان
    


كان مؤتمراً للتعاون في العراق جرى تنظيمه في خريف العام 1976 في قاعة الخلد ببغداد، وكان المسؤول عن تنظيم الموتمر التعاوني رجل سياسي هو الدكتور عزت مصطفى ، وفي اجواء صاخبة دخل نائب الرئيس فجأة قاعة الخلد ليفتتح مؤتمرا للتعاون في العراق مرتدياً عباءة عربية وضعها فوق منقبيه لتحيط بدلته الفارهة وبيده سيجار ليبث دخوله صمتاً وسكون ، سوى وقع اقدام جمع بلباس مدني يحيط بجبروت فروعني تماما وهو كالطاوس يتمختر ليبث الرعب والخشية في عيون الحاضرين يتقدمهم واحدا حاملاً دلة من القهوة العربية ، وعلى الرغم من ذلك لم يفزعني شيء لحظتها سوى ان احد مرافقيه المدنيين الذي كان يركض امامه هو نفسه من حقق معي يوم اعتقالي في قصر النهاية في اب 1971 ، ومازاد خوفي وخشيتي لحظتها خوفا وخشية مضافة لا تصدق (وهي حالة خوف وفزع لم الحظها ثانية في تلك اللحظات الا لحظة دخولي معتقل قصر النهاية قبل خمسة اعوام من تاريخ دعوتي الى تلك الحفلة التعاونية ).
بدات الحفلة التعاونية بكلمة للدكتور عزت مصطفى عضو القيادة مسؤول القطاع التعاوني والحركة التعاونية بمضامينها ومسمياتها في العراق بعد ان حيا بخطابه نائب الرئيس واضفى عليه هالة مميزة في الفكر والعطاء …في حين ظل نائب الرئيس يستمع لكلمات عزت مصطفى بدخان اصفر وهو ينفث به من سيجارته الطويلة و يحملق بعينين محتقنتين ،ولم ينفع المديح في ذلك الخطاب بعد ان تسلم المايكرفون بنفسه وهو جالس وبدا بالانتقاص من عزت واداءه وتخلفه في مهمته في الاشراف على قطاع التعاون وكاد ان يلقي بحتفه لو كانت اللحظة تسمح بذلك …وهنا تحولت الحفلة التعاونية الى مأتم مخيف وطارت السعادة من عيون جميع المدعويين من التعاونين .
اما انا فقد دخلت من فوري في عالم انعدام الوجود او عالم الوجودية الفارغة . فبين (مطرقة) نائب الرئيس التي اخذت تضرب هيبة عزت مصطفى وزادت الحضور رعبا ًوبين (سندان ) رجل الحماية ذو الوجه الاصفر الشاحب الذي يتقلب بين الحضور . وبهذه البانوراما المفزعة تم رسم مستقبل الحركة التعاونية في بلادنا على منهج ومسار ديدنه الفناء تعاونيا .
لم يمض سوى عام واحد على حفلة التعاون تلك حتى حصلت حادثة خان النصف في العام 1977 ليمضى عزت الى طبيب منفي في قرى الشرقاط بعد ان رفض ان يقيم اي حفل تعاوني مع شباب خان النص في محاكمة حزبية تقاضي اولئك المساكين الذين اريد لهم الموت بمحكمة شكلت لتكون على غرار محاكم الكنغر Kangaroo court وهي محكم صورية يراد لها تجاهل مبادئ القانون والعدالة التي رفض عزت مصطفى حفلها تعاونياً ومات بعدها قهرا وكمدا .



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرد وملامح علم الدلالات :( السيمائيات-Semiotics )في الفكر ...
- التصوف الريعي: قراءة في الفكر الاقتصادي العراقي المعاصر.
- أميران عربيان في ضيافة البيت الابيض
- التصارعية وازمة الثقافة المشرقية
- على تخوم المسألة الشرقية .. حرب الخرطوم انموذجاً.
- خرائط اعالي الشرق السياسية: المصالحة السعودية- الايرانية
- حجاب الجهالة أم الغشاوة المعاكسة
- المُراوَغة القسرية: خداع ام خلاص
- اللَّذَّة والحرية الهايدونية
- تفجر الخصومات وظاهرة (الهبيتوتس ) المشرقية : ثنائية ( الحرية ...
- ملامح الفلسفة التفكيكية المشرقية: العادلي انموذجاً.
- مملكة الكلام الرافديني -القوة العظمى
- مملكة الكلام الرافديني (القوة العظمى)
- العولمة الموازية والتطرف الايديولوجي
- سوق الصرف في العراق: حوار الاستقرار
- سوق الصرف في العراق : حوار نحو الاستقرار
- الحواضن السياسية:بين الاختطاف و التشظي
- الدولة التجمعية وقوى التفكيك: الواقع والفلسفة
- الأيديولوجيا والدولة الامة في العراق.
- نقض العقل المغلق: الرسائل الثلاثة.


المزيد.....




- الأونروا: تقييد وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مسألة حيا ...
- شهد زيادة بـ60 ألف شخص.. -الأونروا- تُقدر عدد الفارين من رفح ...
- -ارتكب جريمة تهدد الأمن الوطني-.. داخلية السعودية تعلن إعدام ...
- المملكة المتحدة.. اعتقال 3 أشخاص بتهمة -التعاون مع الاستخبار ...
- حصيلة المعتقلين الفلسطينيين بمناطق الضفة منذ 7 أكتوبر ترتفع ...
- شاهد: ترامب يصم المهاجرين الصينيين إلى الولايات المتحدة بـ-ا ...
- -الأونروا-: 360 ألف نازح من رفح خلال الأسبوع الماضي
- الجيش الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات في عدة مناطق با ...
- يريفان.. اعتقال 113 متظاهرا طالبوا باستقالة باشينيان (فيديو) ...
- جورجيا.. اعتقال 20 متظاهرا احتجوا على -قانون العملاء الأجانب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مظهر محمد صالح - الحفلة التعاونية: بين المطرقة والسندان