أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الإمبراطورية الأمريكية تحكم الرقابة على العالم














المزيد.....

الإمبراطورية الأمريكية تحكم الرقابة على العالم


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1720 - 2006 / 10 / 31 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البسطاء أمثالنا إذا أرادوا تهنئة أحد بالعيد ، أخذوا معهم على أكثر تقدير كيلو كحك في يد ، وفي اليد الأخرى ربطة موز . أما الأمريكيون فإن لهم لمسة جميلة يضفونها على الأعياد والحياة ، عادة ما يكون لها أثر إنساني شامل . ومن هدايا الأمريكيين على العيد القانون الذي صدق عليه جورج بوش في 17 أكتوبر الحالي والذي يحدد كيفية استجواب المتهمين في قضايا الإرهاب ، فيسمح بتعذيبهم ، ويحرمهم من كل ضمانات قانونية ، ويسلبهم حق الطعن في شرعية اعتقالهم ، وحق الاستعانة بمحام ، ويمكن للحكم بالإعدام بناء على أدلة انتزعت بالتعذيب ، هذا مع توفير الحصانة للمسئولين بحيث لا تتم محاكمتهم مهما ارتكبوا من فظائع كتلك التي شهدتها معتقلات أبو غريب وجوانتانامو وسجون سرية أخرى . لهذا أجمعت الأوساط الدستورية في أمريكا وغيرها على أن القانون لا يحمي حقوق المتهمين ولا يتضمن نصا صريحا يستبعد أساليب الاستجواب القاسية ! المشكلة أن ذلك القانون يمس البشر جميعا ، لأن السجون الأمريكية تضم أناسا من مختلف أنحاء العالم ، عرب ، وهنود ، وغيرهم ممن تلزم حكومات دولهم الصمت التام بشأنهم وبشأن حقوقهم ، كأنهم مواطنون تابعون لجمهورية الضباب الأزرق ، أو دولة السحابة البيضاء . والتشريع الجديد لتعذيب البشر لا يهدد فقط المواطنين الأجانب بل وأي مواطن أمريكي إذا تم تصنيفه ولو بالخطأ باعتباره " عدوا مقاتلا " . وهكذا أصبح ما تقوم به أمريكا –بحكم وضعها – يمس الجميع ، لأن له صفة كونية مثل طبقة الأوزون ، وحركة الأمواج ، ودرجة حرارة الأرض . وفي هذا الإطار تأتي المبادرة الأمريكية الممولة من مركز الأمن القومي لتطوير برنامج معلوماتي يمكن الحكومة من مراقبة الصحف ووسائل الإعلام في كل أنحاء العالم لرصد الأخبار وأي رأي سلبي تجاه أمريكا وقادتها . البرنامج سمي " تحليل المشاعر " . هذا في الوقت الذي أسس فيه البنتاجون شعبة خاصة باسم مكتب المنظومات المعلوماتية يتمثل دوره في التجسس على الهواتف الجوالة والانترنت وداخل وخارج أمريكا . ذلك أن شركة مايكروسوفت تسلم الكود الأمني لكل جهاز أو برنامج كمبيوتر تبيعه ! وتشير تقارير إلي أن التنصت الأمريكي على الهواتف يتخطى أحيانا ملياري اتصال يوميا ، ويتم عبر محطات تنصت محمولة على طائرات أو أقمار صناعية. وأن بوسع الاستخبارات الأمريكية مراقبة 12 مليون اتصال دفعة واحدة . وهناك برنامج أمريكي خاص للتجسس على التحويلات المالية في كافة أنحاء العالم ، يرصد يوميا أكثر من عشرة ملايين تحويل ، كما يرصد كل البطاقات الممغنطة الخاصة بسحب المال من البنوك في أي منطقة من العالم . وفي داخل أمريكا احتجت أوساط كثيرة على قانون " التصنت " على الهواتف الذي تطبقه وكالة الأمن القومي والذي تسربت أخباره إلي وسائل الإعلام حين نشرت صحيفة " أمريكا اليوم " أن شركات الهاتف الأمريكية سلمت أرشيفا ضخما يتكون من ملايين المكالمات والرسائل إلي وكالة الأمن القومي ! واعترف الرئيس الأمريكي بأنه خول الوكالة حق التنصت والتجسس على البريد الإلكتروني لمواطنين أمريكيين بشكل غير قانوني .
الكثيرون يتصورون أن أمريكا تحيا في الداخل حياة ديمقراطية ، لكنها في الخارج تدافع عن مصالحها بشكل عنيف ، ويتصورون أن الديمقراطية الأمريكية تشكل نموذجا يمكن تطبيقه مع تنحية الجانب الأمريكي العدواني في الخارج . وباختصار فإنهم يتصورون أن أمريكا ديمقراطية في الداخل ، وفاشية في الخارج ، ويتخيلون أن الدولة التي تتسبب في مقتل خمسة عشر ألف عراقي كل شهر على مدى ثلاث سنوات ، وقبلهم نحو مليوني عراقي في حصار اقتصادي ، دولة قد تكون ديمقراطية تجاه مجتمعها وشعبها . لكن قانون تشريع التعذيب الجديد ، وكل ترسانة التجسس العالمي التي يخدمها خمسون قمرا صناعيا ، تؤكد أن بلدا يستعبد شعوبا أخرى ، لا يمكن أن يكون بلدا حرا في الداخل .
في يناير العام الماضي أقام مركز الحقوق الدستورية الأمريكي دعوى ضد قانون التصنت لأنه ينتهك حرية التعبير وحرمة الحياة الشخصية للمواطن الأمريكي . القاضي الأمريكي الذي نظر القضية علق على الدعوى بقوله : " حتى يوليوس قيصر لم يستطع نشر جيشه داخل روما " ، أي أنه لم يكن بوسع يوليوس قيصر مد عدوانه الخارجي إلي داخل بلده روما ! . لكن الواضح أن جورج بوش الذي نشر جيوشه في أنحاء العالم ينشرها داخل أمريكا أيضا ، بل أولا .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. رشاد الشامي .. رحيل عالم كبير
- المسلسلات المصرية
- غزة تفطر على مدافع الاحتلال
- قوات الديمقراطية الأمريكية والصحافة العراقية
- إسرائيل عدو الثقافة الأول
- نجيب محفوظ لحظة وداع
- حجر وورد .. وجوه لبنانية
- تحرير الانتصار اللبناني من الكذب القادم
- المقاومة اللبنانية وتفكيك الشخصية الصهيونية
- لن نغفر ولن ننسى
- المقاومة اللبنانية وفلاسفة الهزيمة
- الليل طويل والطيارات مش نايمة
- لم يبق في غزة سوى الهواء
- نبيل الهلالي . سحابة العدل
- انطفاء أحمد عبد الله .. قمر على جيل السبعينات
- جينا لندن ترصد أدق الرغبات
- ساندوا الشاعرة الفلسطينية سارة رشاد
- سولجينتسين يواجه الحصار الأمريكي
- شلنات وبرايز
- لا للتمييز ضد البهائيين المصريين .. نعم لحرية الاعتقاد


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الإمبراطورية الأمريكية تحكم الرقابة على العالم