أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية بن حورية - الدلع العجيب الغريب














المزيد.....

الدلع العجيب الغريب


فوزية بن حورية

الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 10:03
المحور: الادب والفن
    


ان الجيل الجديد امره يدعو الى العجب... والاندهاش... والذهول... وذلك في تبادل التعابير الغير مألوفة... على سبيل المثال لا الحصر عبارة "مايضويش" يعني لا يضوّي بما معناه بالعربية الفصحى لا يعطيك صرفا من عدل... خاصة في عبارات الحب ودلع الحبيبة... او العشيقة... او الصديقة المقربة... ومن طرائف الدلع كلمة "قطوستي" باللهجة التونسية او "أُطتي" باللهجة المصرية... ومما يدعو للبهت والذهول فرح الشابة وانبهارها بهذا اللقب او الاسم او الكنية... وهنا نتساءل كيف ترضى شابة عاقلة ان يطلق عليها حبيبها او صديقها او عشيقها "قطوستي"!... كيف تبتسم مبتهجة لمّا يناديها مدلعا امام الناس بهذا الاسم المذل والمهين... ويدلعها في المطعم او في المقهى؟!... فيسالها امام النادل ماذا تشربين قطوستي؟!... وهو يرمقها ضاحكا!... فترى الشابة ترنو اليه في عشق وتتيم وصبابة... وتمسك بيده وضحكات الغرام تزغرد في رعشة شفتيها... وعيونها في عينيه وطرب الحب يتراقص في نظراتها من شدة العشق... ربما ظنا منها انه يدلعها من شدة الحب والافتتان والهيام!... وترد عليه وهي جذلانة في غنج... حبيبي قهوة!... وابتسامة عريضة على شفتيها!... دلع ما ينم إلا عن النظرة الدونية التي يكنها الرجل للمراة!... واحتقاره لها... اهانة متخفية ومبطنة ببطانة الممازحة المرحة والمداعبة للمراة تحت عبارة الدلع!... لقد ظهرت عبارة الدلع المهينة هذه... وانتشرت في الاوساط الشبابية على اختلافها كانتشار النار في الهشيم... خاصة بعد انتشار زواج المساكنة... زواج العاهرات... أما كان الاجدر به ان يقول لها وردتي... زهرتي... قرنفلتي... عصفورتي... ياسمينتي، فلتي... الورد والياسمين، والفل،... والقرنفل يضوع منها عطر ينعش النفس ويبهجها... ويشرح الصدر... ويذكي الفكر... والعصفورة طائر نظيف... رقيق... خفيف... رشيق انيق غير متواكل... كثير النشاط والحيوية... والزقزقة... شدوه يبعث في النفس الارتياح والانشراح وبهجة الحياة... بينما القطة همها الوحيد بطنها... مالك الرغيف صاحبها حتى وان قُتِل مربيها امامها... انانية... متواكلة قلما تجتهد وان اجتهدت تبحث بين القمامة... وتاكل الحشرات... والصراصير حتى صراصير قنوات التطهير... والوزغ... والفئران... والطيور النافقة... والاسماك العافنة... طمّاعة... لا تحوم حولك إلا من اجل الاكل... غير وفية... اذا مات مربيها وحيدا فريدا في بيته تاكله... وليس هذا وحسب بل وتاكل ابنائها... رايت قطة اكلت هررها... ورايت قطا شيرازيا في حديقة المنزل قابعا حذو خلية النحل... تحت شجرة الغار والمطر غزير... تارة يغمض عينيه وتار يفتحهما... والقطة القزمة التايلندية المقنعة البيضاء نائمة تحت الخلية... وهررها حولها... فذهب ظني ان القط الشيرازي مغرم بها... وعاشق ولهان... بل ومتيم صب بالقطة لا يطيق بعادها... إلا انه غدر بها واكل الهريرة الجميلة... القطط بشتى انواعها تمتلك طبع القطط الكبيرة... سريعة الغدر بصديقها او مربيها... في الواقع القطط سواء كانت اناثا او ذكورا لا تلجأ إلا للذي يطعمها،... حتى ان رؤية القطط في المنام غير محمودة فهي تدل على الغدر والخيانة... اي دلع هذا الذي يقرنها بالقطة في وحشيتها وشراستها!... وجشاعتها!... وانانيتها المفرطة!... وعدم وفائه!... خصالها القبيحة المتخفية خلف مظهر اللطف والوداعة!... حتى انها تضرب هررها ابناء الشهر الواحد حين يحاولون مقاسمتها اكلها!... وفي طبعها التنكر لابنائها!... وفي خوفها الشديد من الماء... تقول الاسطورة ان القطط خرجت من عطسة الاسد والنمر... ربما قيل هذا لامتلاكها نفس طباع القطط الكبيرة رغم انها من الحيوانات الاليفة... حقا للناس فيما يعشقون مذاهب!...وفي ميولاتهم عجائب!...
الأديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية تونس



#فوزية_بن_حورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدلع العجيب
- الافراط في الاحترام والتقدير
- الرجل العملاق
- الانثى الصامدة
- المعرض عن الحب
- السيرة الذاتية للكاتب والشاعر ومغالطة القارئ
- عصمت شاهين الدوسكي لسان عصره وحامل فوهة قلمه الناقد والناطق ...
- الشاعر(ة) الكريم المتزلف
- لغة الشّعر في القصيدة العربيّة قدبمًا وَ حديثًا
- بيت النمل
- وردة اليازجي
- الادب والشعر
- الحرب والاجرام في ذكرى النكبة الفلسطينية
- جريمة التطبيع في حق الشعب الفلسطيني
- جريمة العالم في حق الشعب الفلسطيني
- المسلسلات التركية والناشئة
- يوم المسرح
- الدين والسياسية
- جلول عزونة الاديب المناهض السياسي
- مطمورة روما بين الامس واليوم


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية بن حورية - الدلع العجيب الغريب