الصدمة في (مريم) رواية سعد عبد الوهاب طه

بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7637 - 2023 / 6 / 9 - 14:58
المحور: الادب والفن
    

مشاركتي في جلسة مؤسسة أقلام الريادة الثقافية التي اقامتها بالتعاون مع قصر الثقافة والفنون في البصرة احتفاء بالروائي سعد عبد الوهاب طه وروايته (مريم) يوم الأربعاء /7/ 6/ 2023
..........................................
الصدمة في رواية (مريم) للروائي سعد عبد الوهاب طه
بلقيس خالد
المواظبة على قراءة الروايات تحديدا، جعلتني ابحث عن الجمال في النص أعني جمال: اللغة، التقنية، الأسلوب، ثم الفكرة. الفكرة التي نمر بها في حياتنا اليومية غير مبالين، لكن تصيبنا الدهشة أثناء قراءتها كما هو الحال في رواية (مريم) للأستاذ الروائي سعد عبد الوهاب طه.
فكرة الصدمة. في واقع حياتنا البصرية، وفي قانون المزارعين: حين تتأخر النخلة في انتاج الثمر يعرضها الفلاح للصدمة من خلال تخويفها بالنار. وكذلك يفعل الرجل مع المرأة التي يتأخر الإنجاب لديها يعرضها للصدمة من خلال حرق قلبها بزوجة اخرى.. وهنا النار بمثابة انزياح دلالي، وبعض النساء تحل عقدتها وتثمر وبعضهن تستسلم للنار.. هكذا الحال مع المرأة التي نسي رحمها انجاب الذكور.. وهو ما يحدث مع مريم التي انجبت البنات.ولكن ماذا بعد الصدمة وانجاب الذكور؟ ..لندخل الان الى الرواية..

الرواية مهداة من المؤلف سعد عبد الوهاب إلى زوجته التي لخصها بالمرأة الصابرة ثلاث مرات (التي صبرت وتصبر وإني على يقين أنها ستصبر معي لتكملة مشوار الحياة الى زوجتي أم عمار).. تعلمنا الحياة قبل الكتب أن الصبر يعني احتمال الأذى والمشاق وصعوبات الحياة.كما تعلمنا الحكمة ان الصبر هو ان نتأمل الاختبار وما يدور في فلكه لنصل الى منزلة الرضا.
الرواية فصولها بلا عناوين فرعية أو أرقام.. بل ثمة سطر يتكون من ثلاث نجوم يظهر بين الحين والآخر. الرواية من(116) صفحة في قفا الغلاف كلمة طيبة بحق المؤلف بقلم الاستاذ محمد صالح عبد الرضا
الصفحة الأخيرة في الكتاب بعد نهاية الرواية في ص120 وجهة نظر قارئ بمرتبة أستاذ مساعد فلسفة في اللغة العربية وآدابها هو الدكتور وليد عبد المجيد إبراهيم يقول رأيه برواية مريم.
لوحة الغلاف بريشة الدكتور حسين البدري
تفاصيل الرواية اختصرها كالآتي :
عصام هو زوج مريم وله منها أربع فتيات .
وعصام له أختان : حذام في كلية العلوم . وأنعام في كلية الادارة والاقتصاد، وهناك صديقات مريم : سناء وماجدة وسلوى ونرجس
والأمهات بمثابة فيء الأشجار العظيمة المثمرة والزكية الرائحة.
أبو مجد هو عم مريم : يهمه أن تكون مريم زوجة ولده أمجد. وهذا العم يهمه أن تكون ابنته دانة أو أسماء زوجة لمحمود شقيق مريم وهذه الزيجات لا تخلو من المصلحة الاقتصادية لتكون مطحنة (أبو أمجد) في أيادٍ أمينة..
هنا يتقاطع الغيبي مع الواقعي بالمباغتة. ولن يكون أمجد زوجا لمريم سيذهب أمجد ضحية حادث مروري على طريق أم قصر وبعد حين ستكون مريم زوجة عصام وتنجب أربع بنات وهو راض ٍ بذلك
رواية (مريم) رواية العائلات البصرية المتفاهمة فيما بينها وشخوص الرواية كلهم أسوياء. بلا تعقيد ومنغصات. لكن لا بد من مفاجأة في الرواية حتى يختلط الماء قليلا وتغيم الأجواء العائلية. والسبب ان عصام يرغب بوليّ عهدٍ يرفع اسمهُ ويديم شجرة العائلة فيتزوج من الأرملة فاطمة وتنجب ولداً تقرُ به عينيّ عصام وهو من اليوم سيطلقون عليهم : أبا هاشم.. ( وهذه البشرى التي انتظرها سنين طوالا/ ص112) ثم يستدرك (هل نابليون خلّد اسمه من خلال ابن ٌ له؟ وكذلك الحال مع نيوتن وأديسون وإنشتاين وآخرين هل هؤلاء خلدهم التاريخ بأبنائهم أم بأعمالهم؟) ثم تحدث المفاجأة حين يعود عصام إلى بيته الأول وتكون المفاجأة حين يسمع بكاء طفل أطلقت مريم عليه اسم عاصم. ثم تنغلق الستارة بحضور الزائر الاخير الذي ينتظره عصام الرجل المريض بمرض لا فكاك منه
الدرس الاجتماعي في رواية (مريم) فهمتهُ كالآتي : كل سعادة تكون ناقصة. فقد كان عصام في منتهى السعادة ولم يأتِ الولد إلا بتصدع أسري مدمر بين عصام ومريم وبناته.
يتجسد بزواج عصام من فاطمة. وهذا التصدع سيكون من جانب آخر له فاعلية موجبة فقد أحدث صدمة على كل المستويات لدى الزوجة الأولى مريم وتخصب رحمها بمولود ذكر..والسؤال الاخير: هاشم وعاصم سيعيشان يتيمان من المتسبب في ذلك المؤلف ام القدر؟

سعد عبد الوهاب طه/ مريم/ ط2/ مؤسسة البصرة للطباعة والنشر/ 2022

#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل