أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - تلخيص كتاب -فلسفة الرفض- لغاستون باشلار (الجزء الرابع والأخير)















المزيد.....

تلخيص كتاب -فلسفة الرفض- لغاستون باشلار (الجزء الرابع والأخير)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7636 - 2023 / 6 / 8 - 01:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سبق أن رأينا كيف لخص باشلار "فلسفة الرفض" بقوله: "يجب أن يطيع العقل مرة أخرى العلم. الهندسة، الفيزياء، الحساب، هي علوم. إن العقيدة التقليدية للعقل المطلق والثابت ليست سوى فلسفة. إنها فلسفة عفا عليها الزمن".
بطريقة ما، يجب أن تنحني الفلسفة للعلم إذا أرادت أن تكون أكثر من فلسفة، إذا كانت تريد الارتقاء إلى مستوى العقل. هذا الحكم القاسي للغاية الذي اطلقه باشلار هو رد فعل على الفلسفات التي تقدم نفسها، بالنسبة للمؤرخ، بالشكل الذي أطلقنا عليه بالوراثة "فلسفة الشك". إن فلسفة الشك هذه في التاريخ هي قبل كل شيء التجلي الخاص لفلسفة ممتلئة دائما، كمحاولة لشرح العالم بأسره الذي يحيط بنا. كل أولئك الذين يعملون من أجل معرفة الواقع يواجهونها بالضرورة. يمكن لنا أن نقول عن فلسفة الشك هذه في التاريخ أنها فلسفة الشك في إمكانية معرفة الواقع بشكل عام. بل هي فلسفة تضع معرفة الواقعي كشيء ثانوي، أو تختزل هذا الواقعي، أو الواقعي الدال في الدائرة الميتافيزيقية.
وعليه، فإن الموقف القاطع الذي تبناه باشلار لا ينفي جوهر حجته، أي ما نعنيه بعقل في تعارض مع فلسفة بسيطة. في أحسن الأحوال، يحل محل النقاش حول مفهوم العلم، والذي يناقض تثمينه هايدجر بشكل جذري. لكن الشك في إمكانية المعرفة الوضعية والعقلانية يمكن تطويره أيضا باسم العقل العلمي.
بالعقل، يمكننا أن نعني شيئا مختلفا تماما عما يعنيه سبينوزا:
"كل الأشياء ضرورية، في الطبيعة لا يوجد خير ولا شر. هكذا يجب أن ينتمي كل ما نريده من الإنسان إلى نوعه، الذي ليس شيئا آخر سوى كائن عقلاني".
كان باشلار في مقدمته أكثر حذرًا: " إن استخدام الأنساق الفلسفية في المجالات البعيدة عن أصلها الروحي هو دائما عملية حساسة، وغالبا ما تكون عملية مخيبة للآمال". عندما نريد تسليط الضوء على مشاكل العلم بواسطة التفكير الميتافيزيقي، يتم خلط المبرهنات بالنظريات الفلسفية ، فيستاء الجميع: علماء فلاسفة ومؤرخون. يظن الفيلسوف أنه بدون علم، وقبل العلم، تكون له القدرة على تحليل النشاط المتناغم للوظائف العقلية. يضيف باشلار أن التفكير علميا "يعني أن يضع المرء نفسه في الحقل الإبستيمولوجي الوسيط بين النظرية والتطبيق، بين الرياضيات والتجربة". وهكذا فإن الفلسفة الملائمة للفكر العلمي يجب أن تضع نصب نظرها رد فعل المعرفة على البنية العقلية.
رغم أن استخدام الأنساق الفلسفية في المجالات البعيدة عن أصلها العقلي غالبا ما يكون عملية مخيبة للآمال، إلا أن الأمر لا يتطلب سوى عشر صفحات ليهتدي باشلار إلى "المطالبة بالحق في استخدام العناصر الفلسفية المنفصلة عن الأنساق التي ولدت فيها".
هذا التناقض، الذي لم يفشل في تبريره، يُظهر أن موقفه لا يمكن الدفاع عنه (من الناحية الفكرية) وأنه هو نفسه جزء من مركزية منطقية معينة، تحل البناءات الخطابية محل البرهان. استنتاجه أكثر وضوحا بقدر ما تكون القضية غامضة.
في الواقع، يتعامل الفيلسوف والعالم مع الشيء نفسه، أي "علاقة الوجود بالعالم"، التي تجعل تعريف فكرة الوجود والعالم أمرا لا مفر منه. لا توجد حدود عقلية قبلية بين الفيلسوف والعالم، ولكن الأشياء الفكرية سيكون لها جوانب مختلفة للغاية وفقا لتمثلاتنا عن العالم والوجود في العالم.
نحن نتفهم جيدا قلق باشلار، الذي يبدو لنا أنه كان الشغل الشاغل في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والذي قد يبدو ان الزمن عفا عليه إلى حد ما في النصف الأول من القرن العشرين. إن الظهور النهائي لهذا الاهتمام هو بالضبط ما حدد أحد حدود الفترة التاريخية التي يغطيها بحثنا؛ الا وهي قلب العلاقات بين العلم والفلسفة، والمسافة المأخوذة من السلطات الميتافيزيقية ، والتقارب مع التجربة الإمبريقية.
ومع ذلك، إذا أثبتت مضخة الفراغ أو المنشور إمكانية وجود الفراغ وانحراف الضوء، والذي كان حتى ذلك الحين لا يمكن تصوره رسميا، إذا كانا يشكلان بالتالي إضافة عقلانية في المعرفة، ظلت فكرة العقلانية مرتبطة بالإنشاءات السكولائية. هل يجب أن نرفض الفلسفة إذن؟ النشاط العلمي يطور التناقضات أمام فهم الإنسان. أصبح أول منتج للأسئلة الفلسفية. من وجهة النظر هاته، كان كانط ب"جدله العقلي"، مفكرا مفصليا.
عن هذه الأسئلة والتناقضات، التي يساهم العلم بشكل كبير في تطويرها، يقدم العلم إجابات جزئية فقط، وستظل كذلك على الدوام. يلاحظ باشلار بوضوح أن أي معرفة جديدة تقتضي طرح محموعة من الأسئلة، وإعادة تنظيم آفاقنا العقلية. "يكتب قائلا أن أطروحة مثل أطروحتنا، التي تفترض أن المعرفة تطور للعقل، والتي تقبل الاختلافات التي تؤثر على وحدة ومتانة انا أفكر لابد وأن تزعج الفيلسوف (...) المعرفة العلمية هي وعي العقل الذي يتأسس على الاشتغال على المجهول بالبحث في الواقع عما يخالف المعرفة السابقة.
ذلك ليس ببعيد جدا عن تصورات سبينوزا: "المعرفة هي معاناة بحتة؛ وهذا يعني أن عقلنا يتم تعديله بطريقة يستقبل معها أنماطا أخرى من التفكير لم تكن موجودة من قبل.."
إن إعادة التنظيم هذه ليست آلية ولكنها عمل فكري يناشد بالتحديد "العقل" أو "العقلانية". لا يمكن للعلم الذي يقود القفزات في أنماط التفكير أن يحدثها بنفسه.
لا يدعي باشلار أن الفلسفة عديمة الفائدة. ولكن من أجل "إعادتها إلى مكانها" يجب أن تخضع للتفوق العلمي، وللقيام بذلك، من الضروري إبعاد العقل الثابت والمطلق الذي يحصر الفكر ولا يسمح له بالتطور على إيقاع المكتسبات العلمية.
الفضاء الذي يبرزه باشلار، والذي يتطور فيه الفكر العلمي، أي مكان يقع بين الممارسة العلمية والفلسفة، يبدو مصطنعا إلى حد ما.
من الصعب تخيل أن الإبستيمي يمكن أن ينبثق من خليط مقدر بوعي من الممارسة والنظرية. كم يبدو صعبا القيام بتفكير إبستيمولوجي دون مراعاة الأشياء التي تتعامل معها العلوم المرصودة. هل يمكننا "جعل الممارسة والنظرية تلتصق ببعضهما البعض؟"
في الواقع، يفترض وجود هذا الفضاء أننا قادرون على عكس أنفسنا خارج ممارساتنا وخارج تمثلاتنا، لاختراع بُعد ثالث، والذي سيكون إبستيمولوجيا: نظرة العالم إلى علمه. فكيف نتخيل إذن أن هذا العالم ينحي جانبا رؤيته للعالم، رؤية اشتغلت عليها كل من الفلسفة والممارسة العلمية. في الحقيقة، الإبستيمولوجيا فلسفة محدودة.
ربما يظن المرء، كما يكتب إدغار موران، "أن تمديد الأساليب الكمية وأنماط التشيؤ المناسبة للعلوم الطبيعية إلى الإنسان من شأنه أن يحطم الانعزالية الإنسانية، ويعيد دمج الإنسان في الكون، وأن فلسفة الإنسان الخارق ستكون واحدة من التخيلات الأخيرة، واحدة من آخر المقاومات المعارضة لعلم الإنسان. في الواقع، أقيمت الوحدة على أساس المنهج وليس على أساس النظرية".



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف اللجنة الوطنية لمرسبي امتحان الأهلية لمزاولة المحاماة م ...
- ما ذا بعد تبني حكومة أخنوش لتوصيات مؤسسة وسيط المملكة في ملف ...
- جنود إسرائيليون يشاركون للمرة الأولى في مناورات عسكرية بالمغ ...
- تلخيص كتاب -فلسفة الرفض- لغاستون باشلار (الجزء الثالث)
- نبيلة منيب في مسيرة الدار البيضاء: غادين بنا للهاوية!
- عن عبد الصمد ناصر وطرده من قناة الجزيرة نتحاور..
- تلخيص كتاب -فلسفة الرفض- لغاستون باشلار (الجزء الثاني)
- تلخيص كتاب -فلسفة الرفض- لغاستون باشلار (الجزء الأول)
- لتنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث: واد نون الساقية الحمراء و ...
- محاسن ومساوئ المال وفقا للفيلسوف وعالم الاجتماع الفييني جورج ...
- أخنوش يفاجئ المغاربة بهدية ملغومة وعيد الأضحى على الأبواب
- تدوينات فيسبوكية
- الكاتب عزيز الحدادي يشجب إقصاءه من المشاركة في فعاليات نسخة ...
- ورزازات: اللجنة المحلية لفدرالية اليسار الديمقراطي تنتفض على ...
- لفتيت يركز فقط على إعادة إسكان دور الصفيح في جوابه عن أسئلة ...
- ظاهرة الانتحار في المغرب: الأرقام والدلالات
- بوح الذاكرة: قصة حب مشوب بالشفقة
- الصورة النمطية للمرأة المغربية في وسائل الإعلام
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدجر
- الاغتراب واللاغتراب: مواجهة بين لوكاتش وهايدغر (الجزء الثامن ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - تلخيص كتاب -فلسفة الرفض- لغاستون باشلار (الجزء الرابع والأخير)