اعتذار

حنا جرجس

الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 10:46
المحور: الادب والفن
    

ا
انزلقت ملعقة الشاى من يدة
متهاوية
على البلاط البارد
العارى منذ سنين
. و بقدرة قادر لعبت الاكروبات
مرتطمة بكل ما واجهها
حتى استقرت خلف قدمة.
استدارو كانة يلعن السنين
فالانحناء الى الأرض
لالتقاط ملعقة
صار تحد كبير
لمثل السن الذى يبدوا بمرآتة
انحنى
فاضطر ان يجلس القرفصاء
ليلتقطها.
راى و كانة لم يراة
او يدرك انة موجود منذ سنين
دولاب المطبخ السفلى .
افاق الى انة لم يقترب منة
منذ سنين عديدة
ثمان سنين بالتأكيد
منذ ان رحلت هى
حتى انة لا يتذكر
ما هو قابع خلف ضلفتية
مد يدة و كأن قوة خفية
تفتحة لة
من الداخل.
لم يكن يؤمن بالسحر يوما
او ايا من تلك الخرافات
كعلمانى .
حلل و
كزرولات و
صوانى كبيرة
و صغيرة
كل حجم
زحام مستف منظم
ولا الجن يتقنة
تعجب كيف رصتة امة
بتلك العناية الفريدة و كأنها نسجتة
حتى ان ما اخرجة
لا يسعة دولاب آخر
اضافى
لكى يعيدة مكانة
الآن
. من كل ما اخرج لفت نظرة مقلاة كبيرة
ذات يد حديدية ملوية
لتعلق بمسمار.
كان قعرها مقوس للاسفل
هابط
و كأنة انصهر
ثم تيبس
من كثرة تعرضها للنار الحارقة
و التمدد كثيرا
تحت حمل ما يقلى فيه
ربما و دق التوم فيها ايضا
بديلا عن الهون
. اما اطارها فقد تكلس بعجين اسود
متصلب وكانة الصخر
من جراء احتراق الزيت و الدهن
والبقايا
البروتين المحترق يصنع مادة صلبة
حتى انك لا ترى لون المعدن
الا فى القعرالذى كانت امة تغسلة
فى ايامها الاخيرة
بالكاد
. اجتذبت القلاية يدة اليها
فى لا وقت
رفعها
و اتجة الى حوض المطبخ
ظل ينظفها بالسلك و السكين
و الخل الساخن
و اشياء اخرى كثيرة
لا يدرى كم من الوقت تهاوى من حولة
كان يريدها نظيفة
و كأنة يعتذر لأمة

#حنا_جرجس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل