أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الحسناوي - انثربولوجيا شيزوفرينية














المزيد.....

انثربولوجيا شيزوفرينية


واثق الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 7631 - 2023 / 6 / 3 - 17:53
المحور: المجتمع المدني
    


#انثربولوجيا_شيزوفرينية
ان سلوكية الافراط والتفريد في المدح والكلام والتأنق واللباس والاكل والاقتتال والفرح والحزن والبوح ..جميعها سلوكيات وتجليات لشعب عانى اقسى أنواع الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والدينية القهرية، التي جعلت منه مجتمعا شيزوفرينيا سكوبايتيا راديكاليا في كل شيء بما فيه الاكل والشرب والجنس والبوح العاطفي والتدين ، واللبس والمدح والقتل والشتم والسب والاعتداء والتدين والتسيس...اذا ان ظاهرة الافراط والتفريط هي تجل ونتاج لمجتمعات شيزوفرينية مرت بأزمات حربية واقتصادية واجتماعية ولغوية جعلت منها مجتمعات قلقة بائسة محبطة مجروحة الكرامة .وكما يرى احد الفلاسفة الفرنسيين : لا توجد معركة رابحة، حتى المنتصرة عسكريا هي خاسرة نفسيا .لذا نجد كثير مثل هكذا ممارسات تطفو على مثل هكذا مجتمعات بخاصة في اشتداد الازمات /، اذ نجد الفرد يسعى الى تحصين نفسه من الازمات الاقتصادية مثلا بخزن المواد الغذائية او ازمات الحصار مثلا يسعى الى تخزين الأموال وفي البناء يسعى الى تمتين وتدعيم بناء البيوت لوجود ازمة ثقة بينه وبين الحكومات او بينه وبين أبناء مجتمعه فلذلك يسعى الى المراوغة او الاحتيال او التصنع او الاشهار..وقد يعوض الفرد في مثل هكذا مجتمعات الى التبجح والمبالغة في المد والكلام عن نفسه او اهله او عشيرته او بلده او عن دينه ..بكل ابيقورية وطوبائية ، وقد يعاني أبناء هذا المجتمع المجروح في كرامته الفاقد للثقة بنفسه وبالأخرين الى التذمر والشكوى والتمرد وبث الدعايات التي يجدها مناسبة لنفس العدو المتسلط عليه .ومن تمثلات هذا المجتمع ومفارقاته واعاجيبه انه يفرط في البذخ في الاكل الى حد العجب او يفرط في التقديس او التنديس بلا وعي وبراديكالية مقينة تصل الى البهائمية او قدي يفرط في التشديد على اعتناق أفكار غريبة جدا عليه وجميع هذه السلوكيات هي نتاج لذلك التناقض الحاد في شخصيته والتي انتجتها الحروب والأزمات المختلفة .ان التخلص من هكذا ممارسات وسلوكيات وفي مثل هكذا مجتمعات صعب جدا كونه نتاج وراثة وبيئة وثقافة وتراكم لبنى عقيمة وعميقة تجذرت وتأصلت في ذهنية وسلوكية ووعي ودم وسيكيلوجية هكذا مجتمعات متناقضة .دفعتها الى التوحش والمبالغة في كل سلوك او اي نشاط او ممارسة دينية او وطنية او رياضية او فنية او اجتماعية فأننا نجد هكذا مجتمعات تفرط في الممارسات لتشهر عن نفسها وتثبت وجودها وتعوض نقصها وتسترد كرامتها المجروحة .ومن مخاطر هكذا مجتمعات وهكذا سلوكيات كونها أصبحت ثقافات ومسلمات قارة في مثل هكذا مجتمعات وتطفو كلما تعرضت الى خطر وبقوة راديكالية سكوبايتية عنيفة جدا . لذلك تجد مثل هكذا مجتمعات هي اكثر تمردا وتطرفا ومبالغة وعدوانية وفي الوقت نفسه اكثر كبتا وترويضا ورضوخا .لا شك ان مثل هكذا تصرفات وسلوكيات وتمثلات تعيد بنا الذاكرة الى القرون الوسطى او ماقبلها .اذ تعكس صورة البشرية الاولى المتوحشة .ان الحل الاسلم لمثل هكذا مجتمعات هو التطوير والتعليم والتثقيف والتفهيم والتدريب التدريجي وهذا يحتاج الى عقود ورما قرن بأكمله . لانك باستطاعاتك ان تستبد شعب مكان اخر ولكن من الصعب ان تستبدل صفاته الوراثية او الأيديولوجية .



#واثق_الحسناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- #اصوليات_عاهرة
- المعدان وتشظي الهوية
- كيف تعرف انك معيدي .
- تصنيم المجتمع
- مثيلوجيا صناعة الصنم
- صعود الهامش وهبوط المركز ايديولوجيا
- عقلنة النص الميثولوجي والايديولوجي .
- صناعة خطاب المراة مثيلوجيا
- غريزة التوحش
- تماهيات الأنا في الآخر على المسرح التراجيدي في قصيدة - رسالة ...
- الخطاب الاشهاري الراديكالي اشكالية التنظير والتطبيق.
- فيلمُ شاشSHASH قراءةٌ سيميائيةٌ حِجاجيةٌ تواصلية في النقد ال ...


المزيد.....




- قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات واعتقالات بجنين ونابلس
- العراق.. اعتقال شبكة حاولت تنفيذ عمليات اغتيال
- قس مولدوفي يدعو لحماية الأطفال في بلاده من تأثير إيديولوجية ...
- قيادي في حماس لـ RT: نتنياهو يراوغ يريد التفاوض على ملف الأس ...
- العفو الدولية تدعو البرلمان الإيطالي إلى رفض قانون يجرم الاح ...
- مركز حقوقي يحذر من وعود انتخابية تخص جواز العمل بالشركات ال ...
- مفكر أمريكي يطلق تصريحات عنصرية ضد المسلمين المهاجرين في أور ...
- محامو زعيم المعارضة التنزانية المعتقل يتقدّمون بشكوى للأمم ا ...
- المخابرات العراقية تعلن اعتقال شبكة إجرامية حاولت تنفيذ عملي ...
- عامل إغاثة إيطالي: فقدت الثقة في الإنسانية بسبب أوضاع غزة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الحسناوي - انثربولوجيا شيزوفرينية