أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى الغبين - قضية تجنيس أبناء الأردنيات.














المزيد.....

قضية تجنيس أبناء الأردنيات.


منى الغبين

الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 16:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


" قضية تجنيس أبناء الأردنيات "
تجنيس أبناء الأردنيات قضية جدلية تقاسمتها الآراء والأهواء , وغابت حقائقها بين المزايدات والمبالغات , وأختلط فيها السياسي بالإنساني حتى أصبح الاقتراب منها كالسير في حقل من الألغام , ونظرا لغياب الإحصاءات الموثوقة فإنّ عدد هذه الشريحة لا يزال مجهولا وهو بين مبالغ يتحدث عن مئات الألوف , ومهوّن من شأن ذلك إذ يتحدث عن بضعة آلاف , ومهما كان العدد فهي قضية إنسانية تعاني منها شريحة من النساء الأردنيات اللواتي تزوجن من رجال عرب تلبية لمطلب فطري إنساني بتكوين أسرة أسوة بغيرهن من النساء , ولم يجدن في ذلك عيبا ولا حرجا حيث رضعن مع حليب الأمهات أن بلاد العرب واحدة , وأنهم شعب واحد , وأن تمزيقهم هو بفعل العدو المستعمر , وأن الأردن هو حامل المشروع الوحدوي الذي قامت على أساسه الثورة العربية الكبرى التي ما قامت إلا لتوحيد العرب في دولة واحدة بحسب ما تعلمنه في المدارس , وسمعنه من الإعلام الأردني منذ سنّ الطفولة.
لقد تشكّل العقل الأردني منذ بدايات تأسيس الدولة الأردنية على تلك المفاهيم الوحدوية التي كانت تدرّس في المدارس والجامعات , ويروّج لها الإعلام , ويسير عليها النهج السياسي للنظام , فهل نعتبر أنّ هؤلاء الأردنيات وذويهن ممن ارتضوا مصاهرة عربا كراما أكفاء كانوا ضحية لخداع تربوي جعلهم يقدمون على هذا الفعل منطلقين من تلك المفاهيم؟؟ وهل تساءل الغيارى على الهويّة الأردنية عن الأسباب التي دفعت الأردنيات للزواج من غير الأردنيين؟؟ وهل وقفوا عند الإحصاءات الرسمية التي نشرت قبل أعوام والتي تتحدث عن وجود أكثر من مائة ألف عانس فوق سنّ الثلاثين؟؟ وهي نسبة لا تقل عن 7% من عدد النساء اللواتي تجاوزن سنّ الثامنة عشرة!! وهل فكّر هؤلاء الغيارى بالأسباب التي جعلت الشباب الأردني يعزف عن الزواج حتى ارتفعت نسبة العنوسة بهذا الشكل الخطير؟؟ أم أنّ الوطنية هي مجرد شعارات ومزايدات لخدمة الطبقات الحاكمة المترفة التي تتعامل مع الوطن باعتباره مجرد مزرعة للسلب والنهب , ولا تكترث للنتائج المرعبة لمثل هذه الظاهرة إن لم تكن تخطط لها.
إنّ الأردن بلد مفتوح لجميع الجنسيات للإقامة والعمل بدون تعقيدات , وأمر طبيعي أن تنشأ علاقات إنسانية بين المجتمع الأردني وهؤلاء الوافدين من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية , وأن يتزوج الأردنيين من نساء تلك الجنسيات والعكس صحيح , فيأتي القانون الظالم بمنح أبناء الأردني جنسية الأب الأردني وتحرم الأمّ الأردنية من ذلك بدعاو غير مقنعة , وترفع في وجوههن شعارات " الخوف على الهوية الوطنية " والوطن البديل , وخدمة المخططات الصهيونية وما إلى ذلك من شعارات أعتاد مروجوها أن يطلقوها في وجه كلّ من يرفع صوته حول قضية إنسانية أو إصلاحية فيقمعونه ثمّ يعودون إلى سباتهم وينامون قريري العين غير آبهين لمعاناة المظلومين والمسحوقين؛ لأنّ قضيتهم التي يعيشون لأجلها ويناضلون دونها هو الحفاظ على راحة الناهبين والفاسدين , أمّا هموم الشعب وأوجاعه وآلامه فإنهم لا يحبون سماعها ولو سمعوها مجبرين فإنهم لا يسمحون لها أن تدخل في عقولهم أو تلامس مشاعرهم.
إنهم لا يحبون أن يسمعوا أنّ نسبة كبيرة تزوجن من جنسيات عربية غير فلسطينية فلا علاقة لهن بالوطن البديل وتفريغ فلسطين!! وأنّ الغالبية تزوجن من طبقات عاملة فقيرة جاءت لطلب الرزق هنا واستقرت هنا , أفنت زهرة شبابها في بناء هذا الوطن بسواعدها!! ولا يحبون أن يفهموا أنّ الأمّ هي التي تصنع هوية الطفل وثقافته وهواه , وأنّها هي الأقدر على تنشئة أبنائها ليخرجوا للدنيا مواطنين صالحين منصهرين بالهوية الوطنية!! إلاّ إذا كانوا يؤمنون بأنّ الهوية التي يتحدثون عنها هي مجرد شعار خال من المضمون؟؟
إنّ الوطنية الحقيقة أول ما توجب على الوطني الصادق أن يكون لديه الإحساس بمعاناة أبناء وطنه , عارفا بأوضاعهم , متألما من أوجاعهم , عاملا فاعلا على حلّ مشكلاتهم , والتخفيف من معاناتهم , وثاني واجبات الوطني الصادق ألا يساوم على الدستور الذي يتغنى به ولا يقبل بخرقه , وهذا الدستور الذي ينصّ في مادته السادسة على أنّ ((الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين)) ....... وما يجري في هذه القضية هو خرق صريح فاضح لهذه المادّة!!
وتتضاعف المأساة في هذا الملفّ عندما تجد حالات يكون فيها الزوج أردنيا متزوجا أردنية فيفقد جنسيته بسبب تعنت موظف أو استهتاره ثمّ يصبح خطأ ذلك الموظف مقدّسا محميّا غير قابل للتعديل والتبديل!!
ويزداد الشعور بالغبن والظلم عندما يحرم أبناء الأردنيات من حمل جنسية أمهاتهم وهم يعيشون بأحضانهن في هذا الوطن الذي لا يعرفن غيره , ولا يرغبن بتركه في الوقت الذي تفوح فيه روائح عفنة حول ملفات تجنيس لمن هبّ ودب مقابل المال؟؟
وختاما أقول لأصحاب شعارات الحفاظ على الهوية والخوف عليها إنّ الخطر الحقيقي على الهوية يتمثّل في تفريغ الدولة من مضمونها , وانقلابها على عقدها الاجتماعي , وبيع مقدرات الوطن وجعلها نهبا مشاعا للفاسدين , أمّا تجنيس أبناء الأردنيات وصهرهم بثقافة وطنية جادّة فهو علاوة على حلّ تلك المعاناة الإنسانية فهو رفد للوطن بطاقات بشرية تساهم في عماره وإعماره , وأذكّر بأنّ الاختلاط بين الشعوب العربية والهجرة فيما بينها كان منذ فجر التاريخ ولا يزال مستمرا وإن تقلص بسبب قيود الحدود التي وضعها الاستعمار الحديث.



#منى_الغبين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ريان في بئر الظلمات
- الفوضى الخلاقة مشروع ماسوني .
- ما الجديد في صفقة القرن.
- أزمة القدس وصفقة القرن.
- السعودية إلى أين ؟؟
- مبدأ المستعبدين.
- جنون العظمة
- هل أصبح الفيس بوك مستشفى لمرضى النفوس -.
- الإعلام الإلكتروني نعمة جليلة ونقمة في آن واحدة :
- ارحموا النساء فالنظافة من الإيمان


المزيد.....




- قدمي بسرعة واحصلي على 800 دينار.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- أكثر من 51 ألف امرأة وفتاة قتلن في عام 2023 على يد شركائهن ا ...
- شمس المغربي: سعد الصغير عنّفني وأجهض جنيني
- الأونروا: 15 ألف امرأة حامل في غزة مهددات بالمجاعة
- الوكالة الوطنية توضح طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ...
- حقوق النساء في أفغانستان: محمية بقرار دولي أم مسألة قابلة ل ...
- خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 “أحصلي ا ...
- خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 “أحصلي ا ...
- البرلمان العراقي يدرس تعديلات قانونين مثيرين للجدل أحدهما عن ...
- بعمل فني يجسد تمكين المرأة.. فنانتان إماراتيتان تسلطان الضوء ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى الغبين - قضية تجنيس أبناء الأردنيات.