أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ما بين الأسود والأبيض همام طوباسي














المزيد.....

ما بين الأسود والأبيض همام طوباسي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7623 - 2023 / 5 / 26 - 18:44
المحور: الادب والفن
    


قبل أكثر من عامين قدم "همام طوباسي" كتابه "ما بين الأسود والأبيض لمدير دار الفاروق محمد عبدالله البيتاوي ولم يتسنى له رعاية النصوص كما كان يفعل، فقد غادرنا واستعجله الرحيل، ولم يستطع رؤية هذا المولد.
لكن رفعت سماعنة جاء وأكمل رسالة دار الفاروق للثقافة والنشر، وأخرج ما كان يجب أن يكون، وكان هذا المنجز الأدبي بين أيدينا.
غالبا ما يأتي العمل الأول للكاتب متعدد المواضيع، فنجد فيه الحب، الحرب، الحياة، الموت، أنا ونحن، الخاص والعام، وما جاء في كتاب "ما بين الأسود والأبيض" يؤكد هذا الأمر، فالعنوان يخدم فكرة التنوع والتعدد وينسجم مع الأفكار/ المواضيع التي تناولها، وإذا ما توقفنا عند الإهداء لذي خصه الكاتب لوالدته نعلم حجم الوفاء والإخلاص الذي يكنه لها.
النص الأول جاء بعنوان: "أبحث عن مستقبلي بأروقة الماضي" وهذا الطرح يجذب المتلقي الذي يميل/ يحن إلى ماضيه، الجميل في هذا النص أنه يأخذنا إلى البدايات البريئة/ الهادئة :
"أبحث عن مستقبلي بألعاب الطفولة
وبين قصص الأطفال
أو بين فصول رواية قد قرأتها وحلمت أن أكون فيها أنا البطل.
أبحث عن مستقبلي بعيون غزالة شاردة أحببتها
وأبحث عن قمر يضيء لي عتمة الذاكرة" ص9، طريقة جمع/ مزج الماضي بالمستقبل مثيرة، فأوحت وكأن الكاتب يريد أن يمحو/ يزيل حقبة ما بعد الطفولة بل ما فيها ليبني المستقبل الذي يريده، وهذا يأخذنا إلى عدم انسجام الكاتب مع الزمن الذي هو فيه بعد أن عرفه حقيقته الواقع، فأراد استعادة ماضيه ليبني على أسسه قواعد صافية/ ناعمة كتلتك التي عاشها.
التخيل أجمل ما في الأدب، فهو يأخذنا إلى عوالم بعيدة لم نراها، في "وجهة نظر" يؤنسن الكاتب القصيدة ويحاورها بهذا الشكل:
"تجلس القصيدة
في ظلام الليل الدامس وحيدة
تحت المطر الناعم
تتمايل مثل أغصان الشجر
مرت عليها وهي تغزل كلماتها العابرة
وتسجل أحداث التاريخ على شجرة يابسة.
قلت لماذا تتوسد الحسرة قلبك
وأنت تتغنى بين ثناياك العروبة بإجلال
وبيوت شعرك كانت كسيف مسلول
أوقفتني قائلة
أصبحت بلا وزن
أكتب للمجهول دون عنوان ولا هدف سام" ص31و32.
بالتأكيد هناك رمزية حاضرة في الحوار، وهذا ما يعطي المقطع جمالية في طريقة تقديم الواقع البائس، وإذا علمنا أن القصيدة أنثى، نعلم أن هناك عامل آخر مثير يستحث القارئ على التفاعل والتوقف عن ما جاء في النص، ويجعله يتعاطف/ ينحاز للقصيدة/ للأنثى المتألمة والموجوعة، ومن ثم يتقدم لإنقاذها وإزالة الظلم/ الخطأ الذي وقع عليها.
وفي نص العنوان "ما بين الأسود والأبيض" يقول:
"ما بين نور السماء وعتمتها ما بين هذا وذلك
يراقب حركة الستائر الملونة بعد غياب
عاد إلى وطنه إلى شرفته الصغيرة إلى حبه الأولى
إلى ماضيه الذي سكنه واحدا وعشرين عاما
النافذة التي تطل على منزلها... يراقب الستائر
ويعلم أنه دونها ويحزن بغيابها" ص46.
في هذا المقطع يؤكد الكاتب حنينه لماضيه الذي كان، وما تحديده لعدد الأعوام إلا تأكيد لهذا الحنين، وبما أن الشرفة ذكرته بحبيبته فقد انعكس ذلك على الألفاظ المستخدمة: "السماء، الستائر (مكررة)، شرفته، النافذة" وهذا يأخذنا إلى الأنثى التي ينحاز لها، إلى المرأة/ التي كانت، فالكاتب قدم حنينا مزدوجا، حنين للماضي، ونحين للحبيبة، وما وجود الهاء في: "عتمتها، منزلها، دونها، بغيابها" إلى نتيجة الأثر الذي ما زال عالقا به.
الكتاب من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، فلسطين الطبعة الأولى 2023.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري
- الصراع الصهيوني الفلسطيني في رواية قناع بلون السماء باسم خند ...
- النكبة في الرواية الفلسطينية
- رواية المرافعة حسام الديك
- السواد والغضب في ديوان -ركاب الرحيل- نائلة أبو طاحون
- ذرة تراب على جبين عاشق شخصيات عربية فلسطينية، سير ذاتية، الج ...
- التنوع والتعدد في رسائل أسامة الأشقر
- الكتابة والسجن
- طريقة تقديم الألم في قصيدة -من أيتم النور في قلبي- عبد الله ...
- كتاب -ذرة تراب على جبين عاشق شخصيات فلسطينية معاصرة سيرة ذات ...
- الناقد في كتاب وقفات مع الشعر الفلسطيني كميل أبو حنيش
- الأسير والمرأة في مجموعة -عطر الإرادة- سائد سلامة
- كتاب المجلس بولول فوه الكتاب المقدس لقبائل الكيشي مايا
- العهد العربي، المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام سميح غنادري
- الحالة النفسية في مجموعة -العبور دون جدوى- فايز محمود
- جمالية النص والتمرد في -دفاتر المطر- ليلى السايح
- الفرح في قصيدة -حوارة- عبد الناصر صالح
- الريف الأردني في مجموعة -أقاصيص أردنية- عيسى الناعوري
- المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- صباح ب ...
- أدبية الكتابة في -بعيدا عن استعراض المنصة، شاهد إثبات- محمد ...


المزيد.....




- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ما بين الأسود والأبيض همام طوباسي