محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 7620 - 2023 / 5 / 23 - 17:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
خطورة الاعتقاد بنظرية الفجوة The Gape Theory وتضادها مع إيماننا المسيحي :
في إطار نظرية خلق وحداثة عمر الأرض، يتم إعتبار تكوين 1: 1 ملخصاً لكامل الأصحاح الأول. خلق الله السماء والأرض.
ثم تبدأ الآية 2 بسرد تفصيلي خطوة بخطوة للعملية التي تلخصها الآية 1.
ولكن يمكن أن تكون عبارة "وَكَانَتِ الارْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ" محيِّرة .
ففكرة أن الله خلق أرضاً بلا شكل أو نفع تسبب عدم الراحة للبعض من علماء اللاهوت المحافظين، وهذا يقودهم إلى القول بنظرية وجود فجوة، أو منظور قدم عمر الأرض.
تفترض هذه النظرية أن هناك فجوة زمنية كبيرة بين تك 1 : 1 و 1 : 2 وأن كارثة كونية حدثت بسبب سقوط الشيطان مما أدى إلى تدمير الخليقة القديمة
فأصبحت الارض "خربة وخالية". وتبني هذه النظرية معتقدها على الكلمتين العبريتيين תּוֹהוּ tohuw توهو בוֹהוּ bohuw (bo -hoo) بوهو المترجمتين "خربة وخالية".
ثم قدمت سببًا لهذا الخراب وهو سقوط الشيطان.
لكن هذا السبب من الواضح أنه من خارج النص الكتابي، كما أنه غير متوافق مع كل الحقائق اللاهوتية الأخرى.
فالفكرة تشير لوجود الموت، الذي هو أجرة الخطية، من قبل وجود وسقوط آدم، وهذا ما يتعارض مع الفكر الكتابي
رو 5 : 12 (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ. )
إن الإيمان بوجود خطية سابقة لما ذكره الكتاب المقدس بأن الموت دخل إلى العالم بآدم، ولو آمنا بهذا الافتراض لقادنا – حتمياً – لتكذيب الرواية الكتابية حول خطية الإنسان
وبالتالي ينتج عنه أن صليب المسيح وفداءه قام على شيء غير حقيقي وافتراض وهمي.
إذ أن الفساد والموت دخلا للعالم قبل وجود آدم، وليس كما ينص الكتاب من أول آياته لآخرها.
إن كثيرين ممن يتمسكون بنظرية الفجوة يفعلون ذلك للتوفيق بين نظرية قدم عمر الأرض، ونظرية التطور، وسفر التكوين. ولكن هذا يبدو توافقاً مفتعلاً.
فالقراءة المجردة لسفر التكوين 1 لا تشير إلى فترة زمنية ما بين الآيتين. يقول تكوين 1: 1 أن الله خلق السماء والأرض. ويخبرنا تكوين 1: 2 أنه عند بداية خلق الأرض كانت خربة وخالية ومظلمة؛ ولم تكن مكاناً مكتملاً ومأهولاً بالحياة.
ويحكي لنا باقي تكوين 1 كيف أنهى الله تشكيل الأرض الخربة والخالية والمظلمة بأن ملأها بالحياة والجمال والخير.
ختاماً :
إن كلمتي توهو بوهو او خربة وخالية تعنى أنها غير مؤهلة للسكن او للحياة عليها لذلك نظمها الله بخلقه النور وفصل اليابسة عن المياة وباقي أعمال الخليقة.
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟