جزيرة غمام : مكاشفة التجلي

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)

الحوار المتمدن-العدد: 7260 - 2022 / 5 / 26 - 19:01
المحور: الادب والفن
    

الانفلات الأول من سجن الروح
حينما يخرج الشيخ مدين من جسده
ويفارق هيكله المحدود إلى رحاب ذاك العالم الملغز الذي لا يعلم كنهه إلا من اقترب منه ولمس بوابته الغامضة.
يترك إرثاً ملموساً لكل من تتلمذ على يديه
ولكن إرثه الخفي وسره الزكي يودعه في جنبات قلب " عرفات" .
وكأن الله قصد باسمه " عرفات " ليكون جمعاً للعرفان والمعارف.
سره الحب. فلم يجسر يوماً أن يورد حكم كراهية على مخلوق أياً كان، وإن بادره به، وأشهر سيفه في وجهه طالباً هلاكه.
يحب حتى وإن ضيع الحب سره. فمن أحب بقلبه هُتِك ستره وكُشِف أمره.
في كل خطواته يهدف لإطلاق أسرى الذنوب والخطايا والعيوب . فكأن كاتب المسلسل هدف لنسخ شخص المسيا الموعود به في إشعياء.
ويحعله " بطرس " في لقطة أخرى حينما يسيره على الماء ويسقط خوفاً وقتما يحول نظره عن شيخه " مدين " ( بديل المسيح في هذا المشهد " .)
" عرفات " له الكشف الروحي والسياحة التي كانت لحبقوق حينما رأى دانيال النبي بالروح في جب الأسود كما أوردتها " تتمة دانيال " .
فيرى بالروح ما هو بعيد عنه، ويعين من ليس حاضراً أمامه. تماماً كما جهز حبقوق دانيال طعاماً لتقويته وهو في أورشليم. بينما دانيآل في جب الأسود في بابل.
مواجهات " عرفات" وخلدون مشابهة إلى حد كبير لمواجهة مخلصنا له المجد مع إبليس في البرية.
والمناظرة التي قام بها " محارب " ويسري " تشبه مناظرات اليهود مع المسيح التي قصدوا بها إيقاعه.
فيخرج هو منها غالباً بحبه وحجته القلبية. بينما يبوء يسري ومحارب بالخزي كما باء الفريسيون والصدوقيون بها.
نهاية أحداث " غمام " هي لازمة كونية لانفراط عقد الشر
وتثبيت مملكة الخير التي ينجو فيها من يلجأ إلى السفين ويركن إلى الركن الحصين ويحتمي بظل خير الله على أرضه.
" عرفات " في جزيرة غمام :
حالة من الدهش الروحي
والمكاشفة لا يعلمها إلا من دنوا فتدلوا
وصاروا قاب قوسين أو أدنى. فانفتح الفاه عجباً وزاد بريق العينين ألقاً، وذهلت الروح عن الجسد، وصارت في عوالم أخرى لا يعلمها إلا عالم العلوم وحده.
#جزيرة_غمام #مكاشفة_التجلي #الدهش #السياحة

#محمد_وجدي (هاشتاغ)       Mohamed_Wagdy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل