[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

يا حبيبي كان زمان ( إلى حبيبتي الوحيدة عزة )

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)

الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 09:52
المحور: الادب والفن

أقف في محل أبي متطلعاً، ويظن من يراني أنني أراقب المارة وحركات السيارات. إلا أن عيني لا ترصد إلا شيئاً واحداً :

هـــي .

تقبل مسرعة وفي عينيها ابتسامة محبة .

" محمد . حول ع الشرق الأوسط بسرعة " .

تتساءل عيناي فتأتي الإجابة :

" الأغنية اللي بنحبها " .

أدير المؤشر فيأتي صوته صادحا ً شجياً :

" يا حبيبي كان زمان

طلعة الورد بأوان .

بعد ما بان ورد خدك والله

والربيع طول الزمان " .

تتشابك يدانا ونحن سائران، وفي قلب كل منا شوق للآخر لو خرج لأشعل ليل المدينة البارد دفئاً ونوراً .

" أنا جعانة " . "
عووونيا " .

نجلس على الرصيف نتناول سندوتشات الفول والطعمية
ونحن نضحك ضحكات طفولية صادحة

فلا يملك كل من عبر إلا أن يلتفت ناحيتنا مبتسماً حاسداً على ما يراه ويتمنى أن يعيشه .

في عرس صديقتها تدعوها للرقص مجاملة .

تنظر ناحيتي وعيناها تتساءلان .

ألوي حاجبي غاضباً رافضاً فتعتذر لصديقتها التي تغضب وأفهم من حركة شفتيها ما تقول :

" مين محمد أصلاً ؟ ماهواش جوزك

ولا لسة حتى بأة خطيبك عشان تسمعي كلامه كدة !!! " .

تتعلق عيناي بشفتيها وهي تجيب هامسة في عشق : " ولكني أحبه " .

نخرج وأنا أمسك بيديها وأنا أتيه فخراً؛ إذ ملكت قلب تلك الجميلة التي فشل الكثيرون في نيل حظوة مجرد الحديث معها .

" يا نعيمى لما هلت

شمس نورك عالليالى

نورت لى

صورت لى

جنة أجمل من خيالى "

**********
تغيب عن الدنيا لساعات .

يقترب منها الأبناء ينادونها .

لا تتعرف على أحد ولكن يتردد اسمي فقط على لسانها طوال تلك الفترة

وكأن هذا الحب قد أسر جوانحها وأبى أن يفارقها سواءً يقظة ومناماً . صحة وسقماً .

" يا غزالى و إنت خالى

شوف جرالى ما جرالى

رحت أغنى

غصب عنى

و اشتكيت للورد حالى "

*********

أعود من عند الطبيب وهي معي .

كل هم العالم حولي .

نقف قبل أن نعبر نفق محطة Dornach

وتغلبني دمعة تخرج من عيني :

" أنا حاسس إني هموت .
مش عايز اموت غريب هنا .

عايز ارجع بلدي واموت وسط أهلي . مليش حد هنا " .

تنظر بلوم الأم التي فوجئت بقسوة ابنها وجحوده

وتحضنني عيناها قبل يديها . تضمني وهي تقول :

" أما ملكش حد هنا أمال أنا أبقى إيه ؟

هو أنا مش امك واختك وحبيبتك ومراتك ؟ " .

ويقترب صوت محمد الحلو في أذنينا فقط دون الناس وهو يشدو وعينانا متعلقتان ببعضنا البعض :

" نورت لى

صورت لى

جنة أجمل من خيالى "

#محمد_وجدي (هاشتاغ) Mohamed_Wagdy#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات