محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ
(Mohamed Wagdy)
الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 21:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
#تخريفة_مسائية
ينتشي الأصوليون بنشيد الدين . فيرونه الحل لكل مشاكل العالم . فالشريعة الإسلامية لم تترك شيئا إلا وذكرته ووضعت له ترتيبا .
ويرددون " علمنا نبينا كل شيء حتى الخراء " ، ولكنهم تغاضوا " عامدين أو متعامين " أن التعايش بين أعراق شتى وديانات مختلفة في المجتمعات الحديثة لا يدعمه تعلم " الخراء " فقط .
بل يجب أن يقوم على مبدأ المساواة وليس على مبدأ سيادة عنصر ديني على آخر قابض للجزية صانع للصغار " الذلة " .
وفي الطرف الآخر يختبئ القبطي داخل جدران كنيسته محتميا بها نتيجة لعزل الآخر له فيتعامل مع كل معطيات المجتمع من خلال تفسير ميثولوجي ثيوقراطي .
فكل ما يحدث في المجتمع بسماح من الله . وحتى التمييز بين أبناء الوطن الواحد هو ميزة لهم وفخر ودليل على صواب الطريق .
ولا ينسى القبطي أن يسوق في سبيل ذلك الأمثلة الصحيحة أو " المؤلفة " على صحة معتقده التي يبرر بها خنوعه للمسكنة والذلة وقبوله المواطنة من الدرجة الثانية .
والقبطي " الذي صار علما على مسيحي الديانة رغم أنه يعني المصري المنتمي لأرض هذا البلد " قبل التقوقع جيلا بعد جيل .
فصار حل مشكلة البطالة من خلال كنيسته ، ويلجأ أول ما يلجأ لأب اعترافه - رغم أنه ليس من اختصاصه الديني - وغيرها من الأمثلة التي يضيق المجال عن ذكرها .
الوضع المصري يا سادة لم ينفرج بعد الثورتين المقدستين ، ولم نتحرك قيد أنملة تجاه المجتمع المدني العلماني . بل زاد طغيان الأصوليين
و استشرى تقوقع وتحوصل وكمون القبطي داخل جدران كنيسته وخلف أيقونات قديسيه ، رافضا للخروج " الفعلي الحقيقي الفاعل العامل المغير "
واكتفى بدور هامشي وترضيات سيادية رئاسية كلما احتاج الساسة السادة لصوت القبطي أو لثقل المسيحي في تغيير قانون أو إبرام معاهدة أو مباركة اتفاقية مشبوهة ( تيران وصنافير والتعديلات الدستورية ووضع البطريرك في الصورة خير مثال ) .
الحل ليس في الكمون
الحل ليس في الشريعة
الحل في مدنية الدولة ، وتنحية المقدسات عن حكم الواقع اليومي السياسي .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم واقم الصلاة .
وانصرفوا بسلام سلام الرب يكون مع جميعكم
#محمد_وجدي (هاشتاغ)
Mohamed_Wagdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟