أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - قمة المنتصرين على شعوبهم















المزيد.....

قمة المنتصرين على شعوبهم


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7620 - 2023 / 5 / 23 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قمة جدة، كانت حدثاً دراماتيكياً لخص مرحلة في العلاقات العربية الرسمية ودشن عهدا جديدا تتربع في قمته المملكة السعودية باعتبارها العنصر المقرر في النظام العربي "الجديد". عهد جديد احتفل بانتصار النظام العربي الرسمي على الشعوب وانتفاضاتها ومحاولاتها الجدية في انتزاع حريتها. قمة جدة أزالت الفوارق والتصنيفات السابقة بين دول ممانعة ودول محافظة، بين حكم العسكر والحكم المدني، بين دول متحالفة مع اميركا وإسرائيل ودول متحالفة مع روسيا والصين. والتقى الجميع على مهمة درء مخاطر ربيع التغيير العربي، والحفاظ على الانظمة في إطار نظام عربي جديد بقيادة السعودية ودول الخليج. في الوقت الذي تراجع فيه دور مصر والجمهوريات العربية الاخرى التي تصدرت النظام العربي الرسمي وتركت بصماتها عليه على مدى عقود.
التغير الذي نشهده اليوم نشأ وترعرع بعد هزيمة 67 حين بدأت دول البترودولار بدعم التحولات السياسية والاقتصادية والفكرية الرجعية التي شهدتها الانظمة الجمهورية على وقع الهزيمة. وشيئا فشيئا تعززت مكانة أصحاب المال بالقدر الذي اسهموا فيه بدعم التحولات. وكلما اقتربت الانظمة الجمهورية من علاقات التبعية وفي المركز منها التطبيع مع اسرائيل اشتد عود دول البترودولار واصبحت في موقع مؤثر على القرار السياسي العربي الرسمي. الى أن حدث التحول الاكبر وهو هزيمة الانتفاضات العربية في كل البلدان تقريباً، وذلك بمساهمة الاسلام السياسي ومنظماته في عسكرة الانتفاضات وبتمويل دول البترودولار، وبمساهمة التدخلات الخارجية الغربية ومن ضمنها تركيا وكلها دعمت الحرب الاهلية. وفي الجهة الاخرى دعمت روسيا وايران النظام وميليشياته في قمع المطالب الشعبية المشروعة. وكانت النتيجة هزيمة الانتفاضات السلمية وبقاء الانظمة التي اصبحت اكثر انصياعاً لدول البترودولار وقوى التدخل الخارجي بدعوى حمايتها. عند هذا المستوى زال الفارق بين الممانعين والدائرين في فلك التبعية للغرب. جوهر التحول يتبدى في موقف الممانعين الخانع من علاقات التطبيع والتحالف مع دولة الاحتلال - الاتفاقات الابراهيمية -.
ثمة حادثة تلخص مدى الخنوع وهي مجيء وزير خارجية الامارات الى دمشق ولقائه مع الاسد في أعقاب مناورة عسكرية مشتركة بين دولة الاحتلال ودولة الامارات هكذا تعامل النظام الممانع مع التطبيع والتحالف مع اسرائيل وكأن شيئا لم يكن. وكانت جامعة الدول العربية قد وفرت الغطاء السياسي للاتفاقات الابراهيمية التي امتدت لتشمل المغرب والسودان فضلا عن تمهيد الطريق لاتفاق سعودي اسرائيلي.
قمة جدة في أيار الجاري بقيادة السعودية عبرت عن المرحلة الجديدة والعهد الجديد، فقد أعادت بشار الأسد الى الشرعية العربية قافزة عن القرارات الدولية وبخاصة قرار 2254، وبمعزل عن حل سياسي للصراع، وعن معاناة ملايين السوريين المهجرين من بيوتهم ومدنهم وقراهم، وبمعزل عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين، وعائلات ذوي الضحايا فضلا عن جرائم الحرب الموثقة.
البعض يعتبر أن النظام العربي الجديد، تمرد على الموقف الاميركي الاوروبي الذي رفض مكافأة الاسد وعودته للجامعة العربية بدون قيد او شرط.
حاولت المملكة مقايضة إعادة النظام السوري للصف العربي الرسمي، باستقبال الرئيس الأوكراني يزيلينسكي وتمكينه من استخدام منبر الجامعة العربية لشرح الموقف الاوكراني في مواجهة روسيا.
السؤال الأصعب لماذا تتصدر المملكة ودول الخليج قيادة النظام الرسمي العربي، بمعزل عن ميزان القوى الديمغرافي والادوار التاريخية والمقومات؟ الجواب، بسبب ميزان المال الذي كان عنصرا حاسما وبسبب تحول وانهيار وانصياع الانظمة الجمهورية وعدا ذلك، فإن الواقع يشير الى سلسلة من الهزائم والاخفاقات الخليجية في اليمن ولبنان وسورية والعراق، وفي الوقت الذي جرى فيه تبرير علاقات التحالف مع اسرائيل بالخطر الايراني، سرعان ما بدأت مساعي تبريد الصراع مع ايران والاستعداد لعودة أشكال من التعاون والتعايش، على خلفية الاخفاقات السابقة. وبهذا المعنى نجح ميزان المال في فرض ميزان- جيو سياسي جديد في إطار المصالح الضيقة لقيادة النظام العربي الجديد وفي مواجهة مصالح السواد الاعظم من الشعوب العربية.
الموقف من القضية الفلسطينية يصلح ان يكون مقياسا للحكم على قيادة النظام العربي الجديد. قالوا في خطاباتهم وبياناتهم بان القضية الفلسطينية تربعت على رأس النقاشات، باعتبارها القضية المركزية، ودعوا الى اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعوا المجتمع الدولي الى الاضطلاع بمسؤولياته لانهاء الاحتلال وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وغير ذلك من حلو الكلام.
اقوال متناقضة مع الافعال بدءاً من مبادرة السلام العربية التي تنص صراحة على اشتراط اي سلام مع اسرائيل بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة وايجاد حل عادل لقضية اللاجئين. ذهبت الاشتراطات مع الرياح عبر الاتفاقات الابراهيمية وبقيت المبادرة للاستخدام في البيانات، وعندما قالت فلسطين ان الاتفاقات متناقضة مع مبادرة السلام العربية محتجة على ذلك، جرى التصدي للموقف الفلسطيني الرسمي على قاعدة جديدة تقول: إن الاتفاقات شأن وقرار سيادي خاص بكل دولة عربية. وبقيت لجنة القدس شاهد زور على الاستيطان الزاحف وتغيير معالم المدينة وممارسة شكل من أشكال التطهير العرقي. انتهكت الدول العربية التي ابرمت اتفاقات مع مستوطنات ومستوطنين قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر الاستيطان غير مشروع وتدعو الى مقاطعته. وفي المحصلة كافأت دول
عربية دولة الاحتلال عوضا عن ممارسة ضغوط وعقوبات ضدها بسبب انتهاكها للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية. الدليل على صحة هذا الكلام هو الانتهاكات الاسرائيلية اليومية في القدس والضفة وتصاعد العدوان على غزة وتوحش المستوطنين وصعود الكهانية العنصرية الى الحكم ومضاعفة الاستيطان وممارسة قرصنة مالية على حساب قوت الشعب الفلسطيني. مقابل ذلك فإن معظم الدول الخليجية تمتنع عن دفع حصتها المقرة في قمم عربية سابقة لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وقد ترتب على ذلك ازمة اقتصادية هددت قطاعي الصحة والتعليم بالانهيار. للاسف الشديد اكتفت القيادة الفلسطينية بحلو الكلام.
وضع فلسطيني جديد في غاية الخطورة، لا يمكن القبول به، ووضع عربي جديد لا يمكن التعامل معه بالاساليب والمواقف ذاتها. الشعب الفلسطيني والشعوب العربية باتت في خضم تحديات من المفترض ان يكون الرد عليها بروية وتعقل من خارج المألوف، ومن خارج الصندوق.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقرر مصير مركز خليل السكاكيني الثقافي
- العرفاتية ما بعد عرفات
- تحولات رجعية
- العم العربي المضاد
- التضامن مع الشعب الأوكراني واجب إنساني
- سنة جديدة ..مهام جديدة
- فيلم «أميرة» بين سرديتين
- هل سيكون القرار الفلسطيني مستقلا؟
- فكر نوال السعداوي التحرري لا ينطفىء
- المسكوت عنه في تقارير الشفافية الدولية والمحلية
- بندر يعلن الحرب على فلسطين
- ماذا يعني تفوق البنات الدراسي ؟
- مسلسلات في خدمة صفقة القرن
- العمالة الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان القطاع الخاص
- النظام العالمي في زمن الكورونا
- لماذا ترجح كفة كبح التحرر على كفة دعمه؟
- الحلقة المفقودة في الموقف من التطبيع
- مغزى الحرب على «سيداو»
- فلسطين والبحث عن حليف
- لحظة احتدام اقليمي بدون حرب


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - قمة المنتصرين على شعوبهم