أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - التضامن مع الشعب الأوكراني واجب إنساني















المزيد.....

التضامن مع الشعب الأوكراني واجب إنساني


مهند عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 12:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2022-03-08
تجاوز عدد المشردين الأوكرانيين مليونا ونصف المليون، والحبل على الجرار، وتسيطر مناظر الدمار والحصار والموت على المشهد.
لليوم الثاني عشر تقض الصواريخ والطائرات والمدافع وأرتال الدبابات راحة شعوب العالم. متضامنون من داخل روسيا ومن سائر أنحاء العالم خرجوا بالآلاف وبشكل يومي تحت شعار وقف العدوان والنزف والتدمير والرعب الذي يتعرض له الشعب الأوكراني.
141 دولة في الجمعية العامة أدانت الغزو وطالبت بوقفه، والمحكمة الجنائية الدولية تفتح تحقيقاً حول جرائم حرب في أوكرانيا بعد أن حصلت على دعم 39 من الدول الأعضاء فيها. فضلا عن مسلسل العقوبات المتصاعدة التي انهالت على الدولة التي تمارس الاحتلال.
على مدار 12 يوماً يتعرض 44 مليون أوكراني لخطر الموت والدمار والتشرد، ولم تخرج تظاهرة واحدة في غزة أو رام الله أو حيفا أو جنين أو مخيمات الشتات تضامنا مع الشعب الأوكراني وضد احتلال أوكرانيا والنيل من شرعيتها وإلحاقها بروسيا.
قبل ذلك، لم تمضِ تسعة شهور على التضامن العالمي المميز مع الشعب الفلسطيني، حين خرج آلاف من المتضامنين في سائر البلدان دفاعا عن حق مليوني فلسطيني - قطاع غزة - في الحياة وفي الخلاص من الاحتلال، وقد دعوا إلى إدانة ووقف العدوان الإسرائيلي، ودفاعا عن حق عشرات المواطنين في حي الشيخ جراح - القدس - البقاء في بيوتهم المهددة بالمصادرة على خلفية استعمارية وعنصرية.
لماذا تتضامن شعوب العالم مع فلسطين وقت الشدة، ولا تتضامن فلسطين مع الشعوب أثناء الحروب؟ التضامن ليس عنصرا ثانويا بالنسبة لشعب تحت الاحتلال، بل هو عنصر أساسي بالنظر لموازين القوى بين شعب أعزل - تقريبا - وأعتى وأحدث جيوش العالم.
تعلمنا من استراتيجية حرب الشعب أثناء صعود الثورة، أن تضامن الشعوب بما في ذلك تضامن شعب الدولة التي تمارس الاحتلال الاستعماري مع الثورة، يُحدث تفوقا سياسيا ومعنويا وأخلاقيا على الدولة المعتدية، أذكر في العام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان بهدف القضاء على الثورة الفلسطينية، كيف رفع منتخب إيطاليا لكرة القدم، معنويات المقاتلين والشعب الفلسطيني إلى السماء، عندما أهدى الفريق الفائز كأس المونديال للشعب الفلسطيني وثورته.
منذ ذلك الوقت وحتى اليوم ينحاز الفلسطينيون الذين عاشوا الحرب وآخرون للفريق الإيطالي على أرض الملاعب.
التضامن مع الشعب الفلسطيني تمأسس في العام 1977 باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني من كل عام يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
ويتمأسس النضال بشكل غير رسمي عبر المشاركين في نظام مقاطعة إسرائيل - بي دي اس - والإعلان العالمي ضد الفصل العنصري، وغير ذلك من نقابات وحركات اجتماعية مثل «حياة السود مهمة» واحتلوا وول ستريت».
التضامن أثناء العدوان لم يكن مع سلطة حماس في قطاع غزة بل كان مع المليوني مواطن فلسطيني، والتضامن مع حي الشيخ جراح لم يكن مع التنظيمات السياسية بل كان مع مواطني الحي، والتضامن مع المؤسسات الحقوقية الست التي استهدفتها سلطات الاحتلال لم يكن تضامنا مع الجبهة الشعبية، بل كان دفاعا عن القانون، والتضامن مع الشعب الفلسطيني أثناء اجتياح الضفة 2002 لم يكن مع السلطة الفلسطينية.
المتضامنون مع النضال الفلسطيني تاريخيا تضامنوا مع شعب يتعرض للقمع والاحتلال والتهجير بقطع النظر عن قيادة هذا الشعب، وتوحدوا ضد المعتدين وجرائمهم، وهذا ينسجم مع القانون الدولي وبخاصة عهدة حقوق الإنسان.
الاختلال في مسألة التضامن الفلسطيني مع الآخرين سواء كانوا شعوبا عربية أثناء الانتفاضات والثورات، أو مع شعوب وبلدان عالمية، فيه طغيان ما يعتقد بأنه منفعة سياسية على مبدأ التضامن.
بالأمس فسر لي صديق المزاج الفلسطيني، بالقول عندما تكون إسرائيل وأميركا في جهة صراع ما، فإن الفلسطيني تلقائيا يغمض عينيه ويذهب إلى الجهة الأخرى وينطبق هذا على الصراع الأوكراني الروسي.
معروف للشعب الفلسطيني تاريخيا أن روسيا السوفييتية كانت ضد أميركا وإسرائيل ومع العرب كما كانت مع حركات التحرر وأنظمة عدم الانحياز الخ.
ومعروف بلغة الوعي السياسي النقدي أن دعم روسيا السوفييتية للمشروع الصهيوني بالمهاجرين كان خطأ كبيراً منذ العام 47 وحتى 54، وكذلك أدى السماح لمليون مهاجر يهودي وغير يهودي من الدول الاشتراكية وهي على أبواب الانهيار منذ العام 89 إلى دولة إسرائيل إلى فتح الأبواب على مصاريعها أمام الاستيطان في الضفة الغربية وهذا كان أيضا خطأ كبيرا.
أما ما بعد الانهيار السوفييتي وبعد استعادة روسيا لعافيتها فقد تغير كل شيء حيث سادت لغة المصالح والأطماع الكولونيالية على ما عداها.
وبفعل ذلك أصبح العالم أمام خيارات أكثر سوءا وأقل سوءا. في مسألة السوء لا يوجد أسوأ من الموقف الأميركي الإسرائيلي من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، الذي أدى إلى منع وإحباط كل أنواع الحلول السياسية بما في ذلك أردؤها على الإطلاق «اتفاق أوسلو»،
وفي المحصلة فإن السياسة الأميركية الإسرائيلية تكرس احتلالا استعماريا عنصريا دائما ونظام أبارتهايد معزز بإيديولوجيا دينية تعصبية.
لكن هذه المظلومية لا تحيل تلقائيا كل دولة أو منظمة إلى حليف للشعب الفلسطيني بمجرد أنه يتصادم مع أميركا وإسرائيل.
بصدد المسألة الأوكرانية هناك ما يدفع إلى معارضة النظام الأوكراني وعدم قبول الكثير من سياساته، ولكن عندما يتعرض الشعب الأوكراني للاحتلال والتدمير فإن الواجب الأخلاقي يستدعي التضامن معه ولا يعني ذلك تبييضا لنظام زيلينسكي ولا الانحياز للناتو وأميركا. وعندما يتم رفض توسع الناتو على حدود روسيا فإن ذلك لا يعني الانحياز لأطماع القومية الروسية وتبني روايتها حول افتقاد أوكرانيا لمقومات بلد وقومية مستقلة، ولا يعني تبني الرواية الروسية حول وجود نظام نازي يحكم أوكرانيا، ولا قبول ذرائع تهديد حياة أبناء القومية الروسية من الأوكرانيين، وقمع حرياتهم، لا يمكن القبول باحتلال 44 مليون أوكراني وتدمير مدنهم وبنيتهم التحتية من أجل صعود روسيا كقطب دولي.
لتصعد روسيا ولكن ليس على جثة أوكرانيا. ومن غير المنطقي تبني أو اعتماد نموذج النظام المفضل عند بوتين كالنظام البلا روسي والشيشاني وبشار الأسد ومن لف لفهم.
لا يمكن رفض القمع الأوكراني وتأييد القمع الروسي والحكم على كل روسي يخالف رواية وزارة الدفاع بـ15 سنة سجن دون محاكمة.
أتمنى أن يكون الشعب الفلسطيني ضد الناتو وتوسعاته وأطماعه على حساب الشعوب والسلام والاستقرار، وضد استبداد وتغول وادعاءات القومية الروسية وضد احتلالها وفرض سيطرتها بالقوة على شعوب أخرى، ومع حق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخل أو وصاية الضواري.



#مهند_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة جديدة ..مهام جديدة
- فيلم «أميرة» بين سرديتين
- هل سيكون القرار الفلسطيني مستقلا؟
- فكر نوال السعداوي التحرري لا ينطفىء
- المسكوت عنه في تقارير الشفافية الدولية والمحلية
- بندر يعلن الحرب على فلسطين
- ماذا يعني تفوق البنات الدراسي ؟
- مسلسلات في خدمة صفقة القرن
- العمالة الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان القطاع الخاص
- النظام العالمي في زمن الكورونا
- لماذا ترجح كفة كبح التحرر على كفة دعمه؟
- الحلقة المفقودة في الموقف من التطبيع
- مغزى الحرب على «سيداو»
- فلسطين والبحث عن حليف
- لحظة احتدام اقليمي بدون حرب
- مديح لنساء العائلة/ قراءة سوسيولوجية للرواية
- الثالوث غير المقدس يعيد بناء جدار الخوف
- كانت تسمى رام الله ..صارت تسمى رام الله
- فصل مدرسة العلوم في رام الله بتهمة شرح نظرية داروين
- خطاب ديني : النساء فيه عدو أول


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند عبد الحميد - التضامن مع الشعب الأوكراني واجب إنساني