|
بعد صدور وثيقة مكة انتفاض ابناء الأ نبار ضد الارهاب تحرك مقتدى الصدر ليأخذ دور الارهابيين في اشاعة الدمارفي العراق .
عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 07:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعــم ... هذه هي الصورة السياسية التي تـأتـيـنا من العراق .!! انها الصورة التي طالما تكلم الكثير من المواطنين عن احتمالات حـد وثها . فالصدر لا ينطق عن الهوى !!! انما يوحى لــه فيتصرف . فقادة الارهاب من الصداميين وامراء القاعدة من عملاء ابن لادن و اخيرا ً " حماة " الاسلام في ايــران ، كل هؤلاء وربما غيرهم من اعداء العراق ينتظرون من هذا (القائد الضرورة الصغير ) ان يلعب دوره المرسوم له لكي يعيق جهود الحكومة العراقية في مجال التغلب على الارهاب بصورة عامة و" افشال " عملية المصالحة الوطنية التي يعمل من اجلها بجد ونشاط رئيس الوزراء السيد نوري المالكي خصوصا ً . بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من سقوط طاغية العراق ، ومنذ بدء المذابح والتفجيرات والتخريب والاعتداءات على العتبات والأمكنة المقدسة فيه على أيدي الإرهابيين من فلول العصابات البعثية ـــ الصدامية والأوكار التكفيرية في دول الجوار ، قررت المنظمة الإسلامية العالمية ان تقول كلمتها العادلة تجاه العراق وتتبنى في ذلك دعوة ممثلي الديانة الإسلامية وتوثق تواقيعهم على فتوى تحرم بموجبها دماء العراقيين . لا ينكــر ان لهذا الحد ث أهمية استثنائية بالنسبة لبلادنا . ذلك ان الفتوى صدرت من منظمة عالمية ، وبذات الوقت لها كلمتها المسموعة والمؤثرة في الاوسا ط الدينية والحكومية في البلدان العربية . او التي يجب ان تكون مسموعة في الاوساط المذكورة . لقد قاسى شعبنا مرارة الارهاب وعذابات الموت بالجملة تحت ساطور القتلة المحليين والواردين من دول الجوار . ولكننا لم نر احدا ً ممن يدعي صلة القربى معنا ، ولم يقل لنا احد ممن يؤلفون " الامة العربية " كلمة واحدة بالحسنى . و قلما سمعنا احداً من الذين يتظاهرون بالاسلام دينا ً كلمة مآساة واحدة !!! ... نعم انهم جميعا لم يستنكروا كما يحتمـه الواجب الديني والاخوي قتل ابنائنا وتخريب بغددادنا التي مدت يد المساعدة لكل من نطق بالضاد او نطقها بالزاي حسب لهجته المحلية . ثـــم جاءت الفتوى الآن .. ولا بأس . فالفتوى هذه بالرغم من بعض الصيغ فيها كانت تعني وقوف منظمة الاسلام بجانبنا . وقد طالبت بصراحة وبحزم واضح وقف الارهاب على بلادنا . اي ايقاف الكفر والجريمة المنظمة ضد منارة العلم الرابضة على ضفاف دجـلــة الخير . في الواقع اننا لانستجدي الرأفـــة من احد . بل ان ما كنا ننتظره من مسا ندة ونتوقعه من وقفة شرف من الاخوة ، فقط انطلاقا ً من الواجب المترتب عليهم وقت الضيق او على الاقل رداً للجميل الذي اســـداه شعبنا لهم على مدى تاريخنا معهــم . اننا منذ سنوات ، كما قلنا ، في معركة مع فلول نظــام الطغاة الصداميين . النظام الذي اهان كل الحكام العرب واحدا واحدا . ًولم يترك احدا ً منهم بدون وشم على ناصيته او طين ً على عقاله .ان المخابرات العربية على علم كامل بتلك المخططات والمؤامرات الصدامية التي كانت ترمي الى خلق المآسي لسوريا والامارات والسودان وليبيا عن طريق الانقلابات . ويتذكر كافة العرب جرائم النظام العفلقي بحـق الكويت الشقيق واعماله المعادية للسعودية ومؤامراته على رموز فلسطينية بل واشتراكه المباشر بقتل منضالين عرب من فلسطينيين وغيرهم داخل وخارج العراق . وامام الموقف العربي هذا نسمح لانفسنا ان نقول : سيأتي اليوم الذي سيتقدم لنا "الاخوة " للاعتذار . وسيكون لكل حادث حديث . ولابد ان نعتبر جهود المنظمة الاسلامية امرا مهما مما يوجب علينا الشكــر والامتنان لكل من سعى لانجاح احتفال التوقيع على الفتوى التي سميت "وثيقــة مكة المـكــرمة" و كذلك الدولة المضيفة لهم . الا انه في هذه الاثناء يطلع ( مقتدى ) هذا ويعطي جماعته و( رؤسا ءه طبعا ) انه ضد اية سياسة شريفة من شأنها حقن دماء العراقيين . وقــد نسف الجسور بينه وبين وثيقة مكة . وبذلك اعلن ضمنا حربه على حكومة العراق وعلى شعب العراق معتمدا ً على تضليله بعض الناس الالمخدوعين به . وبالفعل كان جوابه على وثيقة مـكـة واضحا ً من خلال المعارك الطاحنة التي اشعلها في العمارة الى درجة اضطرار الحكومة اعلان حالة الطوارئ فيها . واوعد ضمنا ً في " خطبة العيد " ان يكرر الجريمة في مدن اخرى . ولكن ماذا يقول سياسيونا ؟؟. ماذا ستفعل الكيانات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ؟ . بل و ماذا ستتخذ الحكومة من إجراءات ؟؟ لكي تتحول الوثيقة الى عمل مثمر لخدمة الوطن الجريح ولكي تقطع دابر هذا ((الصـــدر)) الذي كون جيشا ً وفق قرار منه و دون مرضاة الدين الاسلامي الحنيف . وبالمناسبة انه يشعر " بالجبروت " على شاكلة غيره من البعثيين لأنه يملك زمام عدد من نواب البرلمان وهم يشوشون دائما ً الاجواء على الناس بتصريحاتهم المعادية للخطة السلمية للدولة ، بل ولأفشال خطة البلاد الرامـيةالى دحر الارهاب . اننا نرى من المنا سب هنــا تقديم استنتاج سياسي فنشير الى : ان الارهاب دخل مرحلة جديــدة . وبالتحديد انه دخل مرحلة ثانية . وان المرحلة الاولى امتدت منذ سقوط الطاغية وحتى صدور وثيقة مكة . حيث ان صدور الوثيقة بالرغم من انها غير ملزمة قانونا او رسميا للأرهابيين ولكنها معنويا هتكت الستر الذي كان يتستر به المجرمون القتلة . وقد اقترن ذلك بحقيقة ان حكومة السيد المالكي نجحت نجاحا ملحوظا في جمع القوى الشريفة ً في معركتها الوطنية ضد الارهاب ، ولا ينكر انها كسرت شوكة التكفيريين بصورة لا بأس بها وذلك بقتل اعداد غفيرة منهم . واستطاعت جهود المالكي ايضا ان تجمع كلمة العشائر . وان ابناء الانبار ً توجوا الجهود الحكومية والعشائرية بانتفاضتهم البطلة بوجه الارهاب وقوى الظلم والكـفــر . وبهذا انتهت مرحلة عاصفة اعتبر ناها المرحلة الاولى للأرهاب . وهي مرحلة عصيبة دون شــك . الا ان اعداء استقرار العراق امتشقوا سيوفهم من جديد . وزجوا انفسهم الآن بجانب الفلول المتبقية من ارهابيي المرحلة الاولى وبهذا تبدأ مرحلة جديدة للارهاب . وحسب توقعاتنا ان الارهاب سينتهي في بلادنا اذا ما قطع رأس الافعى الذي يمثل بنفس الوقت رأس الفتنة القائمة اليوم .والقصود هنا هي التيــارات والميليشيات المسلحة التي كانت وما زالت لها تواجد على الساحة بالرغم من طلب لحكومة الغائها . هدفها اعا قة مسيرة الحكومة و جعلها تدور في دوامة الاقتتال واعاقة البناء والاعمار . . و عليه من الخطأ منذ الآن خاصة ، الاستمرار برمي الذنب فقط على الإرهابيين المكشوفين في الداخل او القادمين من وراء الحدود . فهؤلاء معروفون للعدو وللصديق . المأساة الأكبر والأدهى التي يعاني منها الوطن تكمن الآن في انتشار العناصر المتسترة ولكنها المفضوحة في عدائها لاستقرار البلاد . انها منتشرة في كافة المرافق الحكومية والاهلية والحزبية وفي اعلى سلطة تشريعية ـــ اي البرلمان . ومن المؤسف ان نرى الكثير من تلك العناصر دخلت في التيارات الدينية وهي تسرح وتمرح في البلاد متسترة تارة باسم المقاومة واخرى باستخدام وترديد شعار حول الاحتلال او انهم يطالبون بجدولة انسحاب قوات التحالف التي ساعدت على الاطاحة بنظام المقابر الجماعية وسياسة الابادة . وما هذا الشعار الا شعار بعثي ــ زرقاوي بشهادة كل العراقيين . ثم نسمعهم يطالبون بحقوق الانسان فيما يتعلق بالمعتقلين من الارهابيين او بمداهمة الاوكار والبيوت المشبوهة . وغالبا ً ما يختفون بالعباءة الدينية ، بينما كل خطوة يخطونها تحمل الكثير من الدس المغرض المعادي للدين . والغريب ان المرجعيات المقدسة لا تمسهم بشيء ولا تفضحهم كما تنص بذلك الشريعة السمحاء . نعم لم تفضحهم بينما الدماء والدموع تسيل انهارا!!!!.اليس عجيبا ذلك ؟؟؟ لعفو !! ايها الاخوة القراء !!_______________ انني اضطر الى التوقف عن اكمال المقــالة. ________________ انني اعيش حيـــاة الغربة حالي حال الملايين الاربعة او الخمسة ملايين في المنافي البعيدة . واشاهد الآن الفضائية " العراقية " حيث تنقل لنا مشاهد عن حياة العراقيين في دول اخرى . والافضع من كل شيء من حيث التأثير على القلب ان العراقيين هناك يبكون عندما يأتي اسم العراق ويلعنون الارهاب والارهابيين . فنقلتني هذه المناظر الى اجواء العراق كليا ً . وتحت تأثيرها فكرت بأن اخاطب رئيس وزراء العراق السيد المالكي كخاتمة للمقالة : فيا ايها السيد الرئيس ... لعل التوجه اليكم افضل اذا كان بسبب الفجيعة التي تكونها في قلوبنا دموع النساء والاطفال و حسرات كل العراقيين . ان العويل والنحيب يدمي القلوب . . ولايتم كفكفة الدموع وتطييب الافئدة الا بضرب الارهاب واجتثاثه من الاصل . والغاء الميليشيات وتنفيذ برنامجكم بجعل السلاح بيد الدولة فقط . ان الجوقات من بسطاء الناس و التي تسير تحت جهالة الميليشيات سوف تنفض يدها من المشعوذين وان الشعب سوف يتبع خطاكم اذا ما الغيت من الوجود التيارات التي فسدت في البلاد . ايها السيد رئيس الوزراء ، ان دموع الناس تتحول الى قوة حقيقية بيدك . فابدأ بالغاء الارهابيين الجدد والقدامى . ولينصركم الله وليبقى العراق منتصــرا ً.
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفيدرالية ليست غاية . انها وسيلة من وسائل تنظيم الدولة
-
الإسلام السياسي وغياب المؤسسات الدينية !!!!!
-
لنقف كلنا مع العراق
-
فيدرالية الجنوب !!!!؟
-
حول الدعوة الى خصخصة الثروة النفطية ومشكلة الارهاب
-
انتصار لبنان وموقف العراق المشرف
-
المقاومة على لسان مخضرم
-
المسافة بين الازدهار والدمار
-
مسودة مشروع
-
دراسات في الإقتصاد السياسي حول خصخصة ممتلكات الدولة
-
مكافحة البطالة والتنمية في عراقنا الجديد
-
مسودة مشروع برنامج اقتصادي لعراقنا الجديد
-
lمشروع برنامج اقنصادي
المزيد.....
-
إسرائيل: نستعد لهجمات محتملة من حماس بمناسبة ذكرى 7 أكتوبر
-
الجيش الإسرائيلي يكثف غاراته على بيروت، وحزب الله يقصف حيفا
...
-
الخنازير البرية تدب الرعب في قلوب الجنود والمستوطنين شمال إس
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يرجح شن هجمات على المنشآت النووية الإ
...
-
اكتشاف عرش قديم غامض لملكة عمرها 1300 عام من حضارة مفقودة
-
العلماء يكتشفون -زر الإيقاف المؤقت- للحياة البشرية
-
أوضاع مأساوية بعد بدء عملية عسكرية إسرائيلية شمالي قطاع غزة
...
-
هل ينجح الاحتلال بتهجير سكان شمال قطاع غزة؟ الدويري يجيب
-
عاجل | 6 إصابات جراء سقوط صواريخ في حيفا
-
انتشار أمني كثيف في محيط مطار بغداد
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|