أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الجزولي - وداعاً شاعر الترابلة الشيوعي النضر حدربي محمد سعد














المزيد.....

وداعاً شاعر الترابلة الشيوعي النضر حدربي محمد سعد


حسن الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 00:18
المحور: الادب والفن
    


نقاط بعد البث
وداعاً شاعر الترابلة الشيوعي النضر حدربي محمد سعد
* نقلت لي صديقة الأسافير الأستاذة سناء عثمان التوم ما كنت أتوقعه في الأيام الماضية ولم أشأ أن يكون حقيقة! ،، منذ أن نقلت لي نبأ أن خالها الشاعر حدربي محمد سعد أصبح طريح المستشفى، حيث رحل يوم أمس الأربعاء ويا له من رحيل في ظرف السودانيين هذا!، وحدربي هو الشاعر المغرد والمتفرد والشيوعي الصداح الذي يعد بمثابة شاعر الترابلة والمعوزين البسطاء من أبناء شعبنا الطيب.
* ربما قليل من بنات وأبناء الجيل الحالي من يعرفه، فقد مرً على أهل السودان حين ممتد من دهر سئ قصد فيه من يمسكون بالقلم "المعوج" ألا يدونوا التاريخ بشكل أمين وصادق، حيث حجبوا شموس البلاد بالأكاذيب وحاولوا "تسويق" بضاعتهم الفاسدة من أسماء باهتة في "حياة" السودانيين التي ما أثمرت أو عمرت، فذهبت أدراج الرياح وبقي ما ينفع القوم!.
ولج الشاعر حدربي لأروقة حزبنا منذ فترة باكرة استطاع فيها أن يلم إلماماً جماً "بديلكتيك" النظم وتوظيف الشعر من أجل إنسان السودان بكل سلاسة ومعرفة مبسطة لقيم الكون وتطويع الكلام لخدمة حياته، وتحضرنا هنا قصيدته البديعة في تخليد القائد الشيوعي الفذ " فلاديمير ألييتش أوليانوف " بعنوان "لينين والتمر" بمناسبة مأوية ميلاده التي حلت في بداية سبعينيات القرن الماضي!. كما تغنى له عدد من المطربين بأغنيات عاطفية عذبة أشهرها قصيدته (النازلة ماشة على البحر) والتي غناها له الفنان محمد ميرغني.
وفي بدايات "إنقلاب 25 مايو" بشر حدربي ـ ضمن قوى المبدعين التقدمية والديمقراطية والوطنية ـ بالحدث الذي تم كمأثرة انحازت ببرنامجها الوطني الذي أعلنته لجماهير الشعب السوداني ملتزمة جانب تحقيقه تطلعاً لأماني وآمال الشعب والوطن، فكتب بعضاً من الأشعار التي غنت لمايو، وفيما بعد هجا مايو وهجر طريقها، وهذه مناسبة لكي نصحح معلومة مغلوطة مفادها أن الشاعر حدربي كتب نشيد "تحسبو لعب" الذي تغنى به فنان الطمبور الشعبي إدريس إبراهيم لانقلاب هاشم العطا، حيث هي معلومة ليست صحيحة بدليل أنك ستجد في آخر مقاطعه إشارة لمايو (ده مايو الجانا في ساعة هجيرة).. وهو من أوائل الأناشيد التي تغنت لإنقلاب مايو في أسابيعه الأولى!.
وربما أن خلطاً قد وقع بينه وبين النشيد الآخر لإدريس أبراهم وهو( تسلم مايو لينا وليك نسلم) وله قصة طريفة كما سمعناها من مصادرها، مختصرها يحكي أنه بعد فشل إنقلاب هاشم العطا تم إكتشاف نشيد سجله المطرب الشعبي إدريس أبراهيم للإذاعة من كلمات شاعر لسنا ملمين باسمه في الوقت الحالي، وقد كتبه ترحيبآ بإنقلاب هاشم العطا بعنوان (يا يوليو)! فتم إعتقال إدريس أبراهيم, وبعد مرور أشهر طويلة على إعتقاله بسجن كوبر تم إستدعاءه من قبل المرحوم عمر الحاج موسى وزير الثقافة وقتها، ومعه الشاعر الشيوعي التقدمي حدربي محمد سعد، والذي كان هو الآخر معتقلاً بكوبر في أعقاب فشل انقلاب العطا، حيث تمت مساومتهما بأن يقدما عملآ فنيآ مشتركآ لتمجيد مايو، مقابل إطلاق سراحهما! رفض حدربي بشدة، في حين أبدى إدريس أبراهيم موافقته على تبديل كلمات النشيد الذي سجله للإذاعة مرحبآ فيه بإنقلاب يوليو ولم يبث!، على أن تحل كلمة مايو بدلآ عن يوليو! وبالفعل تم التسجيل على هذا الأساس فكان نشيد( يا مايو) وأطلق سراح الفنان إدريس ابراهيم!.. وقيل أن أدريس أصيب فيما بعد بحالة من الإكتئاب وتأنيب الضمير خاصة أن أصدقاءه ومعارفه قد إستهجنوا تصرفه المناقض لقناعاته الفكرية، فآثر الإنزواء رويدآ رويدآ من الحياة الفنية و الإبتعاد عن الوطن بأجمعه، فاختار الإغتراب الباكر لإحدى دول الخليج، وبذلك تسببت مايو في حرمان مستمعيه وعشاق فنه من الإستمتاع بهذا الصوت العذب الذي يشابه الكروان في تغريده. وأرجو أن يصححني من يملك معلومات أكثر دقة في هذا الخصوص!..
العزاء الحار في رحيل الشاعر الفذ حدربي محمد سعد أحد حداة حزبنا والصوت المعبر ضمن شعراء مناطق الشايقية عن أنسان تلك المنطقة، وموصول العزاء لجميع أفراد أسرته الكريمة ولأهله ومعارفه ومجموع زملاءه في الحزب الشيوعي السوداني، وله الرحمة والخلود،
ــــــــــــــــــــــــ
كاتب وصحفي سوداني



#حسن_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سارعوا بدرء الفتن ،، ما ظهر منها وما بطن
- إلى اللجنة الأمنية للمخلوع البشير
- قناة الجزيرة وأخلاقيات المهنة!.
- مواقف الفرسان
- نقاط بعد البث إنقلاب عسكري بنفس ملامح تمويه القيادة العامة ...
- عمر ،، البس العراقي و-خلي الطابق مستور-!.
- كورال الحزب الشيوعي نموذجاً
- مهرجان اللومانتيه ،، مهرجان الانسانية والغد الوضئ!.
- الشيخ محمد عبد الكريم وفتوى تكفير الحزب الشيوعي


المزيد.....




- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الجزولي - وداعاً شاعر الترابلة الشيوعي النضر حدربي محمد سعد