أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - مداولة...بشأن الغاز والمخدرات وحقول القمح.















المزيد.....

مداولة...بشأن الغاز والمخدرات وحقول القمح.


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 7612 - 2023 / 5 / 15 - 15:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن الآن في العراق في مستهل فصل الصيف القائظ، الغني عن التعريف بتباريح شدائده، وتبدأ درجة الحرارة بالارتفاع مع مطلع شهر آيار الجاري، وحتى الذروة في حزيران وتموز وآب، إذ تزيد الحرارة عادةً خلال هذه الأشهر على أكثر من 50 درجة مئوية، وتكون الحاجة إلى تحفيف وطأة الحر مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين العراقيين، ولاسيما الفقراء. وتزامناً مع ذلك يستولي علينا هاجس انقطاع الكهرباء المتواصل والمبرمج، الذي يفاقم من معاناة جحيم الصيف ويجعل حياتنا وكأننا نعيش، داخل ما يشبه الفرن المفتوح.
لقد خبرنا قصة الكهرباء جيداً، نحن العراقيون وانقطاعها المقلق. الذي يعود إلى جملة أسباب منها العطلات التي لا مهرب منها وتحدث في كل مكان من العالم، وقِدم الشبكة والحوادث العارضة وعمليات التخريب. وبين أسباب أشار إليها محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراق، عند زيارته قبل مدة لمركز السيطرة الوطني للكهرباء في بغداد، ويسأل متشككاً عن" أسباب الظاهرة التي يشتكي منها المواطنون، المتمثلة بقطع التيار الكهربائي في بداية ونهاية كل شهر..." وهي إشارة واضحة إلى الشبهة عن تواطؤ موظفين فاسدين في هذه الدائرة مع أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية، كي يذكروا الأهالي بالمستحقات المالية الشهرية لأصحاب المولدات، إنه ابتزاز صريح وقلة حياء في جعل الحاجة إلى الكهرباء عامل ضغط على الناس، وهذا لون مفرد من ألوان الفساد الذي يضرب بأطنابه عموم منظومة الكهرباء في العراق؛ التي أنفق خلال العقدين الماضيين، فيها، ما يزيد على 80 مليار دولار دون تحقيق نتيجة ملموسة.
وبين حلقة أخرى من مسلسل الكهرباء، انقطاعها في عز الحاجة إليها؛ خلال أشهر الحريق وذروة الحر السنوي، وهي عادة ألفناها تتكرر كل صيف، تعود لسبب، تخفيض الجارة إيران كل مرة من كمية الغاز المصدرة للعراق، المخصص لتشغيل محطات توليد الكهرباء، الذي يؤدي بدوره إلى تراجع معدلات إنتاج الطاقة؛ وتقليل ساعات التجهيز. وادعائها ترجعه كل مرة مع قطع الغاز إلى عدم إيفاء العراق لديونه المستحقة عليه المقدرة بالمليارات، وهذا التلكؤ أو تأخر الحكومة بسداد ديونها لإيران خارج عن إرادة الحكومة العراقية، فالأخيرة واقعة بين سندان الغاز الإيراني ومطرقة العقوبات الأمريكية والتسويات المالية الممنوعة بالدولار لإيران، وهذا هو الاختبار الأصعب الذي يقع بكامل ثقله على جماهير العراق حصرا.
وكما شكى العراقيون كما يقول السوادني من الانقطاع الدوري للكهرباء كل بداية ونهاية شهر، تذمر العراقيون بغضب عن شلل قطاع النفط والغاز عن تلبية الحاجة المحلية من الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء، رغم وفرته الهائلة وضياعه على طريقة ما يسمى إحراق الغاز المصاحب. إلا إن السوداني لم يتطرق بالذكر لهذا الأمر لأنه يراعي أحزاب متنفذة وميليشيات، تمنع تفعيل هذا المنتج المحلي المتيسر، لكي يسمحوا لإيران تغطية الحاجة المحلية والالتفاف حول العقوبات وتسديد ثمنه بالعملة الصعبة التي تحتاجها كثيرا.
وكما يغزونا الحر والغبار ونقص الكهرباء صيفاً، تغزونا آفة غريبة على المجتمع العراقي، تجتاحنا المخدرات ليل نهار ولا تتوقف عند فصل بعينه. وانتشرت انتشارا بنسب كارثية بين الشباب، وحسب ما أُعلن رسميا العام الماضي 2022، اعتقال ما يزيد على 14 الف بين متعاطٍ ومتاجر، بينهم 500 من الأطفال والنساء، بطريقة تفوق الجهود الحكومية المبذولة للسيطرة على هذه الظاهرة، إلى حد الاشتباك المسلح في أحيان كثيرة ووقوع إصابات خطيرة ومميتة، بين الطرفين، المكافحة وتجار المخدرات. والعراق حسب تقارير ودراسات عالمية ومحلية، قد تحول في الأعوام القريبة من معبر للمخدرات إلى دول الجوار إلى سوق كبيرة للاستهلاك، وتقارير محلية أخرى تفيد بأنه أصبح يٌزرع ويُصنّع في العراق بعد إن كان يدخل عن طريق التهريب وهذا ما أكده النائبان في البرلمان حاكم الزاملي وفائق الشيخ علي. وحسب وزارة الداخلية، تُهرب مادة الكرستال الخطيرة من إيران عن طريق المعابر الحدودية المشتركة بين البلدين، وتشير تقارير من عدة دول ومن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، إن المسؤول عن نشر المخدرات إلى دول عديدة، وحتى أوروبية مثل المانيا وتركيا، بقيادة الحرس الثوري الإيراني، بهدف الحصول على المال السهل، للحد من آثار العقوبات المفروضة عليهم وحاجتهم للعملة الصعبة.
وفي الجهة المقابلة وقوع شباب العراق، ضحية الإدمان على المخدرات وما يلحقه من آثار صحية ونفسية واجتماعية مدمرة، ناهيك عن وقوعهم أصلا ضحية للبطالة وانعدام المستقبل والانتحار.
ومستقبل الشباب مثله مثل الاكتفاء الذاتي من محصول القمح، مهددة بخطر الاحتراق. بعد أسبوع واحد من إعلان وزارة الزراعة حول إمكانية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من محصولي الحنطة والشعير، نشبت عدة حرائق في حقول حنطة واسعة مُعدة للحصاد، في عدد من المدن العراقية، من شماله ووسطه وجنوبه، وعن آمرلي وسامراء مثلا، نشرت فصائل مسلحة عراقية على مواقعها عدة مقاطع تربط الحرائق هذه بداعش لعدم دفع الاتاوات إليهم. وتسائل كثيرون إن كان تنظيم داعش موجود في صلاح الدين، فهل التنظيم موجود أيضا في النجف وميسان والحلة والديوانية وقلعة سكر في الناصرية؟؟
وقد قامت جهات حكومية محلية بالناصرية مبشرة المجتمع إن الحرائق بردا وسلاما، كما بررت وزارة الزراعة هذه الحرائق على إنها "حرق مخلفات حقول الحنطة في محافظتي النجف الأشرف والديوانية بعد الحصاد، هو للاستفادة من هذه المخلفات لاحتوائها على العناصر المعدنية... وأن هذه الممارسات الزراعية لا تدخل في إطار التخريب أو الإضرار بالاقتصاد الوطني الزراعي أو الأمن الغذائي، وإنما ممارسة تستند إلى جوانب علمية". وإلى ماذا يستند وصف بعض القنوات العراقية، القاء القبض على إيرانيين بحوزتهم مئات الألاف من الحبوب المخدرة في المعابر الحدودية، ينوون تهريبها إلى داخل العراق، بالقول " إلقاء القبض على مهربي مخدرات أجانب" ولم تقل إنهم إيرانيون بالاسم الصريح؟؟
والمثل الروسي يقول" في مستنقع الأكاذيب لا تسبح إلا الأسماك الميتة".



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب بين نظام خامنئي، وجماهير إيران!!
- الغرب و-الإنسان-، ومنْ هو ضحية هذه الكذبة؟
- إنهم يسرقون حتى الفرح
- الاضرابات العمالية في أوربا، إلى أين؟
- لطالما الصراع الطبقي والعامل موجود، يبقى العداء للشيوعية! (ح ...
- عالم أفضل ممكن.
- ما وراء العنف في أمريكا!!
- الناتج الاجمالي المحلي، كذبة لا نصدقها.
- أزمة مصر في نظر السيسي.
- لماذا ينتحر (العشرينيون) في الناصرية؟
- عن سنوات الصراع الطبقي في السودان.
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية. لنتطرق إلى شيء من معان ...
- لعبة نكز الخواصر بين إيران وإسرائيل، إلى أين؟
- -تغيير العالم- بين مفهومين.
- خدمة أي علم وصندوق أي أجيال؟!!
- عندما يكون الفساد إبادة جماعية!!
- أبداً...لم يكنْ لحمنا لحمكم، ولا مثلنا مثلكم !!!
- إبراهيم رئيسي رهان خاسر!!
- دائنا عراقي، ولم يكن هولندي!!
- هل ما حصل في الناصرية مؤخرا، نهاية مطاف الانتفاضة؟!


المزيد.....




- -لكلماته علاقة بأيام الأسبوع-.. زاخاروفا تعلق على تصريحات ما ...
- سيارة وجمال.. هدايا مقدمة لسعودي أنقذ مواطنيه من سيل جارف (ف ...
- -المسيرة-: 5 غارات تستهدف مطار الحديدة الدولي غرب اليمن
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية
- وثيقة سرية تكشف عن أن قوات الأمن الإيرانية تحرشت جنسيا بفتاة ...
- تقارير مصرية تتحدث عن تقدم بمفاوضات الهدنة في غزة و-صفقة وشي ...
- الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم
- مشاهد جديدة من موقع انهيار طريق سريع في الصين أدى إلى مقتل ا ...
- سموتريتش يشيد بترامب في رفض حل الدولتين
- -وفا-: إسرائيل تحتجز 500 جثمان فلسطيني بينهم 58 منذ مطلع الع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبد الستار - مداولة...بشأن الغاز والمخدرات وحقول القمح.