أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - مواقف صنعتها رواسب الخوف














المزيد.....

مواقف صنعتها رواسب الخوف


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 13:08
المحور: المجتمع المدني
    


كل ما نسمعه ونقرأه من كلمات ومواقف تسعى لتجميل صور ستالين وموسيليني وهتلر وصدام والحجاج ويزيد وعيدي أمين، وكل الطغاة الذين قبحوا وجه التاريخ، هي في حقيقتها من رواسب الخوف والذعر الذي تركه الطغاة في نفوس الأذلاء والمتخاذلين. وصدق المناضل الكبير تشي جيفارا عندما قال: لو تبوّل الطغاة على رؤوس شعوبهم لقال العبيد ان السماء تمطر، وسبقه قول ابن خلدون: لو خيروني بين زوال الطغاة أو زوال العبيد، لاخترت بلا تردد زوال العبيد، لأن العبيد هم الذين يصنعون الطغاة. لكن المثير للدهشة ان رواسب الخوف من الطغاة ظلت مطبوعة في جينات الاجيال اللاحقة حتى وصلت إلينا مواقفهم المشينة في الألفية الثالثة، فظهرت لدينا سلالات من المصابين بعقدة الدونية. سلالات مشفرة سلفياً ظلت تعبر عن ولاءها للطغاة، فقد تجددت مواقفهم المؤيدة لجرائم الحجاج على الرغم من مضي 14 قرناً عليها. .
من مآسي العقل العربي انه عندما يتعرض للظلم من طغاته الحاليين، فانه يتحسر على طغاته السابقين، فالذين يصنعون الطغاة الجدد إنما يصنعونه بقوة الخوف الذي يسكن في قلوبهم من طغاة الماضي، وذلك على الرغم من علمهم ان تمجيد طُغاة الماضي لن ينعش وعي الحاضر. .
لقد تربي المتأسلفون على نمط تفكيري موروث يلغى العقل والمنطق بعناد لافت لخدمة جوانب تنظيرية (سلفية) ترجع في الغالب لفترتي الطغيان الأموي والعباسي. حتى وصلت الحماقة بأحدهم إلى نسف كل ما كتبه المؤرخون عن طغيان الحجاج، وعن دونية يزيد وانحطاطه، فرفع عقيرته بالنباح والصياح بصوت عال: (وا حجاجاه) وهو يعلم انه يتمسح بمومياء متفسخة منذ القرن الهجري الأول. .
أشد ما يحزنني هو التسامح مع الطغاة، ليس من قِبل المطبلين لهم (كما في نموذج محمد سعيد الصحاف وصدام) فهذا متوقع، وإنما من قبل المسحوقين، أو من قبل الذين ينتمون عرقياً أو دينياً إلى الفضاءات التي سيطر، أو يسيطر عليها الطاغية بالحديد والنار. يحدث هذا تاريخياً كما يحدث في واقعنا، حيث لا يجد الطغاة والقساة المجرمون ما يستحقونه من الإدانة، بل قد يجدون كثيراً من التبجيل والتقديس. .
أسعد الله أوقاتكم بسكينة العدل وروائع المنطق الإنساني. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراما مسيئة لأبناء الأهوار
- مقابر سومرية مبعثرة
- أهوارنا التي طواها النسيان
- العدالة في عالم الحيوان
- حكاية من أعماق الاهوار
- عمران: اعتقال تعسفي داخل المحكمة
- آخر أحفاد جلجامش
- استهدفوه لأنه من كوكب آخر
- القيم النبيلة عند الدواب والبهائم
- فرنكشاين في تونس
- بحرٌ مات عطشاً
- الليلة التي تسبق الإبحار
- المتأسلفون وخرافة الأرض المسطحة
- عندما يصبح التعسف منهجاً وقاعدة
- نواقيس الخطر في البحر الاحمر
- جهود فردية لتشجير سواحلنا
- الفيلد مارشال فوزية فؤاد
- لسنا على ما يرام يا سيدي
- السودان: شركات الكولا تستغيث
- القبطان جاسم ميتسوبيشي


المزيد.....




- 4 شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في مواصي خان ...
- الأمم المتحدة: الظروف في قطاع غزة -تم إنشاؤها للقتل-
- -هيئة الأسرى-: 500 أسيرة/ة حُرموا من زيارة المحامين ونُحمّل ...
- نداء عاجل: حياة أطفال قطاع غزة في خطر بسبب حرمانهم من الحليب ...
- ضحى .. أمٌ لم تنكسر رغم كل شيء
- عراقجي يدعو الأمم المتحدة لإدانة الضربات الأميركية لإيران
- بينهم 20 طفلا.. منظمة حقوقية: مقتل 657 شخصا في إيران جراء ال ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات بالضفة الغربية
- نتنياهو: إعادة الأسرى من غزة ستستغرق وقتا إضافيا
- إيران تنفّذ حكم الإعدام بحق قائد خلية تجسسية تابعة للموساد


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم فنجان الحمامي - مواقف صنعتها رواسب الخوف