أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر عبد المهدي صاحب - في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الخالد مظفر النواب















المزيد.....



في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الخالد مظفر النواب


جعفر عبد المهدي صاحب
متخصص أكاديمي في شؤون منطقة البلقان

(Jaffar Sahib)


الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


سنتطرق في هذا المقال فقط في حدود معرفتنا وفترة علاقتنا الشخصية به، إذ ننقل ملاحظاتنا عما لمسناه منه شخصياً ولم نستخدم أية مصادر أو مراجع في كتابة هذا المقال. إذ سنذكر ما شاهدتْ عيناي وما سمعته أذناي من شاعرنا المحبوب رحمه الله.
سمعته يقول: بأن إحدى الصحف العربية نشرت خبراً مفبركاً يتضمن نعياً لموتي عام 1999، سارع بعض المتسرعين لكتابة مقالات الرثاء الذين يدعون فيها بأن لهم علاقات صداقة حميمة معي. وعندما عرضوا عليَّ أسماءهم لم أعرف إطلاقاً ولا واحد منهم معرفة شخصية.
لذا نذكر مقدماً ملاحظة هي أن أي قول يخص الشاعر مظفر النواب، للفترة من منتصف عام 1984 حتى يوم وفاته في 20 مايو 2022، يقوله كان من يكن، إذا لم يؤيداه واحد من إثنين من الشباب فهو كلام مشكوك في صحته، والشابان هما:
الأول: هو الشاب الليبي صلاح علي المرزوقي ( حالياً د. صلاح المرزوقي أكمل الدكتوراة في المحاسبة في إيطاليا). بدأت صداقته مع الشاعر النواب من منتصف عام 1984 و إستمرت بشكل متواصل دون إنقطاع حتى العام 2000. ومما يذكر، أن طيلة هذه الفترة كان التواصل بينهما شبه يومي وهو يرافقه كظله أينما يذهب. ومما يذكر أيضاً أن أغلب زيارا ت النواب لنا في مدينة الزاوية كان برفقته الأخ صلاح المرزوقي. في عام 2000 أنتقل النواب الى دمشق ولكنه أخذ يتردد على ليبيا بين الحين والآخر حتى آخر زيارة له في شهر مارس 2006.
وفي إحدى زيارات النواب الى ليبيا عام 2002 زارني الأخ صلاح المرزوقي وبمعيته الشاعر مظفر النواب وشاب سوري مثقف ورزين يدعى حازم سنشير له لاحقاً. أخذت ضيوفي (النواب والمرزوقي والسوري) للإستمتاع وتناول العشاء في جو ساحري رومانسي في إستراحة جميلة تعود لشقيق صديقنا الدكتور حسين شفشة، تتكون من (كابينة) مطبخ معزولة وباحة المقهى وهي عبارة عن ساحة مقسمة الى جلسات خاصة جدرانها من الأشجار الطبيعية الحية يقسم الجلسات الى مربعات صغيرة (لوجات) معزولة بعضها عن بعض.
بعدها التقيت معه في دمشق عام 2007 حيث دعانا، أنا وعائلتي، لتناول الغداء في مطعم أبوكمال (الكمال) كما سنرى فيما بعد.
الثاني: هوالشاب حازم السوري من أهالي دير الزور ( ورد ذكره في السطور أعلاه) وهو الذي لازم النواب تقريبآ منذ الـ 2000 أينما أقام في دمشق أو بيروت او الشارقة حتى وفاته في 20 /05/2022. هؤلاء الإثنين هما (المرزوقي والسوري) في تواجد أو تواصل يومي وتفصيلي مع شاعرنا الكبير منذ أواسط ثمانينيات القرن الفائت حتى يوم رحيله عن الدنيا.
وكان السيد حازم السوري مرافقاً للنواب طيلة فترة تواجده في إمارة الشارقة في ضيافة الشيخ سلطان القاسمي. حيث طلب الشاعر النواب من الشيخ سلطان القاسمي أن يكون حازم مساعدآ و مرافقاً له بإعتباره أقرب أصدقائه فاستجاب الشيخ للطلب بمنحه الإقامة في الإمارة.
لانريد أن ندخل في قضية ذم الطبقة السياسية النتنة الحاكمة في العراق صنيعة المحتل الأمريكي. فهل العراق بلد فقير لكي تكون تكاليف معيشة وعلاج وإقامة شاعر كبير ورمز عراقي وطني بحجم مظفر النواب، على نفقة الشيخ الدكتور سلطان القاسم أميرالشارقة؟
وأسمح لنفسي أن أقول: ملايين التحايا من العراقيين والعراقيات لصاحب السمو أمير الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي المبجل على اهتمامه بالثقافة العراقية واحتضانه لرموز مثقفي العراق.
بداية معرفتنا بالشاعر المبدع:
تعرفنا على الشاعر النواب مطلع تسعينيات القرن المنصرم وذلك عن طريق صديقنا الحميم الفذ مدرس اللغة العربية الأستاذ نوري عبد الرحيم الخزاعي (شقيق الأستاذ معاذ عبد الرحيم – مدير عام وكالة الأنباء العراقية الأسبق) حيث زرناه في الشقة التي يقيم بها الكائنة في أحد شوارع العاصمة الليبية، لعله شارع الأول من سبتمبر في قلب طرابلس وذلك في ربيع عام 1991.
أخذ يزورنا في بيتنا في مدينة الزاوية الليبية (تبعد 45 كم غرب العاصمة باتجاه الحدود التونسية) خصوصاً أيام الخميس من كل أسبوع حيث ينعقد في بيتنا مجلس الخميس. وأكثر زيارته كان يصطحبه أما الأستاذ الخزاعي أو الشاب الليبي المهذب الدكتورصلاح المرزوقي الذي مر ذكره أعلاه.
لقد كسبنا ثقته بنا بدرحة عالية، إذ أنه كان حذراً جداً في اختيار الأصحاب والأماكن التي يدخلها.
يقول في وترياته الليلية :
أصبحت أحاذر حتى الهاتف
حتى الحيطان وحتى الاطفال
وفي إحدى الجلسات قص علينا بالتفصيل محاولة اختطافه في العاصمة اليونانية أثينا.
وملخصها، بعد عودته من القتال في ظفار توجه الى أثينا . في أثينا التقى مع أحد معارفه العراقيين الذي دعاه الى شقته. ومنذ اللحظات الأولى لدخوله المكان راودته الشكوك لأبهة الشقة وفخامة الأثاث والتي لا تنسجم مع الوضع المادي الذي يعرفه عن ذلك الشخص. قال: بينما نحن جالسان كانت في داخلي حالة توجس من عواقب هذه الجلسة. وفي أثناء تبادل الحديث واحتساء المشروب، رن جهاز الهاتف، هرع مضيفي لرفع السماعة وأخذ يتكلم بارتباك واضح، وما هي لحظات وإذا بباب الشقة يفتح بمفتاح من الخارج ويدخل علينا إثنان، عراقي وشخص ثاني واضح من هيئته بأنه يوناني. أما العراقي رجل مخابرات إذ شَهرَ بوجهي مسدس بكاتم صوت قائلاً: أن الرفيق صدام حسين يطلب شحنك بصندوق الى بغداد حياً أو ميتاً، وهذا الذي معي طبيب يوناني مد يدك إليه ليزرقك بأبرة تخدير، وأن أي حركة منك ستلقى طلقة واحدة في جبهتك ونترك جثتك في الشقة الى أن تتفسخ، وانت تعرف أننا نرتبط بعلاقات جيدة مع الشرطة اليونانية. وتم ربط يديَّ بحبل بجهاز التدفئة المركزية الحديدي. زرقني الطبيب اليوناني الأبرة وذهب لينام على قطعة الصالون الطويلة بعيداً نسبياً عني. وبهذا الأثناء شعرت قليلاً بخفة مفعول المخدر وذلك بفضل الكحول الذي يخفف من مفعوله في الدم. وأخذت أتحسس الحبل مع تأكدي من إمكانية حل عقدته بسهولة. وبينما نحن بهذا الحالة رن الهاتف فرد عليه رجل المخابرت رداً عصبياً وختم المكالمة بقوله سوف أأتيك الآن حالاً. وتوجه الى " مضيفي" ، العراقي، وأعطاه المسدس وقال له قف على رأسه ولا تتحرك حتى لو دارت بك الأرض ولا تبتعد عنه خطوة واحدة الى أن أعود وأي حركة منه فما عليك إلا أن تطلق على رأسه طلقة واحدة فقط. وبعد خروج رجل المخابرات مباشرة، قلت "لصاحبي" أشعر بالعطش وأريد كأساً من الماء فتركني وذهب الى المطبخ فسمعته يخلط بسائل فخمنت أنه قد وضع حبوب مخدرة في الكأس لمعرفته أن أبرة المخدر لم تأخذ مفعولها بشكل صحيح، فعاد إليَّ وهو يحمل كأس كوكا كولا، وألح علي بشربه فرفضت وقلت له أريد ماءً لأني أشعر بعطش شديد. وأثناء ذهابه الى المطبخ لجلب الماء كنت قد حررت يديَّ من الحبل مسبقاً وقفزت بسرعة خاطفة وفتحت باب الشقة وأستلمت درج العمارة وأخذت أقفز قفزاً على الدروج الى أن وصلت باب العمارة وخرجت الى الشارع ( الشقة تقع في الطابق الثالث – كما أتذكر – كاتب المقال ). لقد تركت في الشقة حقيبتي اليدوية الصغيرة وهي تحتوي على جواز سفري وبعض النقود ونظاراتي وبعض الأشياء الأخرى. كان ليلاً شتوياً يتساقط فيه الثلج. أبتعدت عن العمارة بمسافة معقولة وأخذت ألوح بيدي للسيارات المارة فلم يقف أحد لنجدتي لأن شكلي العام يدل على أنني مخمور، الى أن أشّرت الى سيارة نقل (لوري) فسألني سائقها. الى أين ذاهب؟ فأجبته الى القنصلية الليبية على طريقك هذا، فصعدت وجلست جنب السائق. وصلت مبنى القنصلية بسلام، وفي اليوم التالي صرف لي جواز سفر ليبي وبطاقة طائرة أثينا – طرابلس.
هذا ما سمعته شخصياً من أبو عادل. ولكننا بعدها أخبرنا أحد الزملاء العراقيين بأن الدكتور العراقي عدنان الظاهر (دكتوراة كيمياء) قص علينا حادثة الاختطاف في أثينا وهو يتشكك في صحتها.
في ذلك الحين سألت النواب: هل تعرف الدكتور عدنان الظاهر؟ قال: نعم أعرفه لكن طرق سمعي أنه يتردد على السفارة العراقية في طرابلس ويحضر احتفالاتها. وهذا يعني أن النواب قطع علاقته بالظاهر.
ومرت السنوات، وإذا بنا نقرأ مقالاً للدكتورعدنان الظاهر في أحد المواقع عام 2008 تحت عنوان (مع مظفر النواب في طرابلس من 1978 – 1984) حيث استخدم الكاتب أسلوباً ملمعاً في الكسر والجبر وفي فقرات عديدة من مقاله يحط من قيمة مظفر همساً وإيماءً حتى أفصح بأنه التقى في مدريد بالشاعر عبد الوهاب البياتي وقص عليه قصة الاختطاف، فقال له البياتي: هذه قصة خرافية تصلح أن تكون حدوثة أطفال. ( يمكن الكتابة على الگوگل عبارة -عدنان الظاهر مظفر النواب - وبنقرة واحدة سيظهر المقال).
مع د. الشيبي في انتظار النواب:
في صيف عام 2001 صدر كتابنا (مشكلة سنجق) وهو كتاب ضمن سلسلة كتب كتبناها حول منطقة البلقان، كان معي في غرفة الضيوف الفيلسوف المجدد الأستاذ الدكتور كامل مصطفى الشيبي رحمه الله، ونحن ننتظر وصول الأستاذ مظفر النواب، علماً بأنهما، أي الشيبي والنواب، (كواظمة) أصدقاء منذ طفولتهما.
مسكت نسخة من الكتاب المذكور وكتبت إهداءً للنواب وقلت لجليسي الدكتور الشيبي: عمي أبو طريف، ( كان عمري أنذاك 42 عاماً وهو رجل سبعيني وينشرح لندائي له بكلمة عمي )، تحيرت ماذا أكتب من عبارات لشاعر يلعب زورخانة بالمفردات اللغوية؟. ( الزورخانة- لفظة عثمانية تطلق على نشاط رياضي بدائي شبيه برياضة كمال الأجسام ).
أنظر دكتور لقد كتبت هذا الإهداء لأبي عادل، فما رأيك فيه؟ أخذ الكتاب من يدي وقرأ ما كتبته، وصاح بصوت عال، الله الله، كلماتك هذه لا تختلف عن جمال شعره.
جاء في الإهداء:
الى معلمنا لمادة الصبر في مدرسة الغربة
الى الذي أصبحت أشعاره أناشيداً وطنية يتغنى بها الشباب العرب
من المحيط الى الخليج
عزيزنا الشاعر الفذ الأستاذ مظفر النواب.
خالص التقدير.....المؤلف.
نلاحظ كيف يتصرف الكبار مع مَنْ يقل عنهم عمراً وتجربةً في الحياة، فتعليق الدكتور الشيبي على الإهداء أعطاني دفعاً نفسياً أكثر للخوض في غياهب الكتابات الجريئة.
الخروج عن النص:
ويسمح لنا المقام أن "نخرج قليلاً عن النص" حسب تعبير فناني التمثيل المسرحي، لنكتب بعض الأسطر عن صديقنا المشترك المرحوم الدكتور كامل مصطفى الشيبي، فهو رجل كبير السن من جيل صديقه الأستاذ النواب، يمتلك روحاً خضراء، سريع البداهة بشوش بابتسامته التى لا تفارق محياه. نذكر الآن واحدة من قفشاته الجميلة. .. كنا نعمل في قسم واحد هو قسم الفلسفة والعقائد وبحكم كوني رئيساً للقسم أضع جدول الدكتور الشيبي مطابقاً لجدولي. ذهبت صباحاً وضربت جرس شقته، فقال لي ارجوك أصعد مازال الوقت مبكراً فصعدت فوجدته مشغولاً في كتابة رسالة. فقال لماذا لا تسألني لمن هذه الرسالة؟ قلت له: ليس من اللياقة أن أسألك. ضحك ضحكة صباحية ودفع لي الرسالة وقال اقرأها. فوجدتها موجهة الى الدكتور عبد الحسين الأعرجي الذي وصلنا منه يوم أمس عن طريق بريد الجامعة نسختين من كتابه الجديد (الأيريات في الشعر العربي) من منشورات دار الجمل في ألمانيا مع إهداء جميل بخط يده على نسخة الشيبي ونسختي.
كتب أبو طريف له هذه الرسالة يشكره بإسمه وباسمي على الهدية، مع عبارة ( ينبغي أن تكتب تحت العنوان الرئيسي عنواناً ثانوياّ هكذا:
الأيريات في الشعر العربي
ويليه جزءان الكــ...ات و الطــ...ات.
غادرنا الشقة وأنا منفجر من الضحك لم أتمالك أعصابي لمسك مقود السيارة. رحم الله شيخنا الشيبي.

كنت مع النواب في موقف محرج:
في يوم خريفي مشرق ذهبت الى طربلس لختم الشهادات المدرسية لأطفالي في الخارجية الليبية، ونظراً لوصولي المبكر قررت إستغلال الوقت وأذهب الى منطقة بن عاشور لزيارة أبو عادل حيث كان يقيم تلك الفترة، وصلت وطرقت الجرس دون أن أسمع رداً فأخبرني رجل النظافة بأن شخصاً كبير السن خرج قبل دقيقة واحدة ودخل تلك الزنقة، دخلت الزنقة التي أشار لها الرجل فوجدته بالفعل يسير في خطى هادئة، أوقفت سيارتي وسألته بعد صباح الخير: الى أين ذاهب يا أبا عادل؟ فقال: أتمشى قليلاً لأكسر خمولي في البيت. خيرني بالرجوع للجلوس في بيته، فقلت: له أنا ذاهب الى دائرة التصديقات في الخارجية الليبية فهل تحب أن تذهب معي؟ فصعد الى جنبي في السيارة. وصلنا الخارجية وختمت الشهادات بدقائق قليلة. فقال سأسأل الموظف عن الأستاذ حسونة الشاوش الذي كان في السبعينيات قنصلاً لليبيا في الكويت، وقد سمع الموظف هذا الكلام قائلاً: الأستاذ حسونة مدير عام دائرتنا هذه ومكتبه في الطابق الثاني وفتح لنا الباب ودخلنا المكتب فأستقبلنا مدير المكتب ببشاشة، وقال لنا تفضلوا؟ فأجابه النواب نريد مقابة الأستاذ الشاوش. وسألنا عن أسمائنا فقال له: مظفر النواب فسجل الاسم بورقة يحملها ( يبدو أن مدير المكتب ليس له علاقة بالشعر والشعراء فلم يعرف الشاعر العملاق الذي أمامه )، والتفت نحوي وقال ما اسم حضرتك؟ فقلت له أنا لا أعرف السيد المدير العام جئت فقط مرافقاً للأستاذ مظفر، فأصر على كتابة اسمي، وتدخل النواب قائلاً : اسمه د. جعفر عبد المهدي صاحب، والتفت نحوي وقال: المفروض أن تذكر اسمك دون أن تعقد الأمور. وجلسنا في المكتب نحن الإثنان. وبعد لحظة قصيرة وقفنا بعد أن خرج السيد الشاوش من باب مكتبه وهو فاتح ذراعيه قائلاً : بصوت عال يا هلاً يا أهلاً بالدكتور جعفر واستقبلني بالأحضان وجعلني بموقف محرج جداً أمام النواب وأمام مدير المكتب الذي قلت له لا أعرف السيد المدير العام، وبعد ذلك عانق أبو عادل بحرارة واشتياق. وقبل أن يدخلنا لمكتبه لاحتساء القهوة قال: هذا الدكتور جعفر كان مضطهدني يومياً خلال حرب البوسنة حيث كنت مكلفاً بتلخيص مقالاته حول الحرب لرفعها الى القيادة، حيث كان كاتباً أكاديميا متخصصاً بمنطقة البلقان وتحرص الخارجية والقيادة السياسية على قراءة تحليلاته للحرب. وقول الأستاذ الشاوش قد خفف نسبياً من إحراجي أمام صاحبي وأمام مدير المكتب. بقينا حوالي نصف ساعة حيث تبادلا ذكرياتهما خلال السبعينيات من القرن العشرين.
وبعد خروجنا قلت: أبو عادل أعرفك أنت تحب النقوش والمنمنمات فهل ترغب الذهاب معي الى قصر الشعب؟ (قصر ولي العهد الملكي) أصبح مخصصاً للمكتبة القومية ومديرها هو صاحب دار النخلة للنشر قام بنشر أولى مؤلفاتي الخمسة. عندما سألته هذا السؤال أجابني ضاحكاً سأذهب معك رغم أني قضيت ليال عديدة نسهر فيه حتى الصباح مع الرائد عبد السلام جلود، عندما كان القصر مقره الرسمي ويوم كان جلود ثاني شخصية في ليبيا بعد القذافي.
أبو عادل يحتقر المادة:
عندما زارنا النواب الزيارة الأولى، ونحن نسكن الحي الخاص بأعضاء هيئة التدريس الجامعي – جامعة الزاوية (السابع من أبريل سابقاً) سألني عن أوضاع الدكاترة الشيابين (الكواظمة) د. جعفر آل ياسين و د. كامل الشيبي، فأجبته: بأنهما بخير ويعملون معي في قسم الفلسفة الذي أرأسه. فأعاد السؤال بصيغة أخرى: هل ينقصهم شيء في شققهم؟ هل عندهم نقص بالأثاث أو اللوازم البيتيه؟ أجبته: أبو عادل أنهم موظفون في الدولة الليبية بعقود عمل مغتربة فأستلموا شققاً مؤثثة تأثيثاً كاملاً ويتقاضون رواتباُ مجزية بالعملة الصعبة بالإضافة الى الامتيازات المدونة بعقود العمل مثل التأمين الصحي وتذكرة السفر السنوية الى بلد الإقامة مع الزوجة وثلاثة من أفراد الأسرة على حساب الجامعة وغيرها من الأمتازات الأخرى، حتى وجود مادة في العقد تنص على تحمل نفقات نقل جثمان من يتوفى الى بلد إقامته.
شعرت أنه يريد فرصة كي يبادر في مساعدتهم...هكذا هو رغم أنه يعيش حياة الغربة وهو بأمس الحاجة الى المال ليعيش حياة أفضل، هكذا هو يحتقر المال. فقد سمعته مرات عديدة يقول: خلقنا عراة وسنموت عراة.
والنواب يكره البخل بشكل كبير وكأنه مؤمن بالقول الشائع (أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب). وفي يوم من أيام عام 1994 وبحضوره كان الحديث عن البخل والبخلاء فذكر بخل الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري رغم أنه يرتبط بالشاعر الجواهري علاقة صداقة تاريخية حميمة، وغالبا مايستشهد النواب ، في أحاديثه، بأبيات من شعره، فقد قال عن بخله: (الجواهري يحب المادة الى حد كبير، وعند زيارته طهران رثا الخميني بقصيدة طويلة نقش الأيرانيون بيتين منها على قبره، فأعطوه 120 دولاراً والى السائق الذي اصطحبه 80 دولاراً، وعند الخروج منهم أخذ ينقنق لعدم رضاه بما كسب وألتفت الى السائق وقال له ما هو دورك في الموضوع؟ هات الثمانين دولارا، وأخذها منه).
تقاطعه طفلتي وهو ينشد:
وأتذكر في إحدى زياراته، بينما كان ينشد من قصائده الثورية التمرديه وهو يهجو الحكام العرب قاطبة، لم يستثنِ منهم أحدا، قاطعته، ابنتي رغد (15 عاماً - كانت تصّور جلساتنا) عمو مو كلهم، خلي على الأقل واحد منهم تتكيء عليه؟ فأجابها على الفور: لا عمو، أنا "أطيّح" حظهم كلهم.
مظفر النواب الشاعر المتقشف:
لاحظته عن قرب عياني بأنه متقشف كتقشف المتصوفة وقنوع حتى النخاع وهو صادق في قوله:
إذا كان بعض يفكّر في النّيل منِّي
هذا أنا ..
لست أملك إلا القميص الذي فوق جلدي
وقلبي وراء القميص يلوّح !
عاش زمناً طويلاً في ليبيا، يتنقل بجواز سفر ليبي، ووفر له الليبيون فيلا جميلة يسكنها في منطقة راقية من طرابلس (منطقة بن عاشور) التي تعج بها مقرات السفارات الأجنبية، رغم كل هذه الخدمات الليبية الكبيرة لم ينظم النواب بيتاً واحداً في مدح العقيد القذافي بل على العكس، في أحد الأمسيات كان يلقي قصيدة وتريات ليلية و كانت بحضور العقيد القذافي و عندما وصل الى المقطع "لا أستثني أحد .. " ظل يردده كثيرآ، وكما نرى في قصيدته قمم التي كتبها في طرابلس و التي يقول فيها:
قمم ...قمم
معزى على غنم
جلالة الكبش


على سمو نعجة
على حمار بالقدم.
ومن الواضح أنه وصف الحكام العرب قاطبة بالماعز والأغنام، دون إستثناء .

يتعرض للأسد في عقر داره:
وفي إحدى الجلسات مع النواب ذكر لنا بأنه ألقى قصيدة أخرى في دمشق يذم بها الحكام العرب وفيها بيت يقول فيه:
ورئيس عربي
رأسه كرأس البصل النـي
قال في اليوم التالي عاتبني على ذلك عدد من رجال المخابرات السورية، فقلت لهم أنا لم أذكر اسم أحد من الرؤساء، فردوا عليَّ رداً مضحكاً:
يا أستاذ مظفر نحن نظرنا الى صور كل الرؤساء العرب فلم نرَ رأس واحد منهم يشبه رأس البصل سوى رأس السيد الرئيس حافظ الأسد.
النواب سمو نفس وحفظ كرامة:
لم يطمع مظفر النواب، على الاطلاق، بمال من سلطان حاكم أوحتى بمنصب وزير خصوصاً عند مقابلته صدام حسين، بل على العكس طرح صدام عليه أن يشغل منصباً فرفض بكل جرأة ويوجد تسجيل مصور على اليوتوب يؤكد ذلك. في حين أن غيره من الشعراء "الكبار" ارتضوا أن يكسبوا منصب ملحق صحفي في مدريد كما فعل البياتي! وبعد احتلال بغداد رفض عرض رئيس الوزراء نوري المالكي بنقله بطائرة خاصة لزيارة العراق.
آخر لقاء ونحن في ليبيا:
آخر لقائنا بالشاعر الكبير كان في الزاوية بداية العام 2006 حيث قلت له سنقضي (أنا وعائلتي) اجازة الصيف المقبل في دمشق وبيروت، فكيف أصل إليك؟ قال: إذهب لمقهى الروضة وسترى (أبو حالوب) وهو الذي يوصلك لي. وكان أبو عادل قد تحدث لنا يوماً بأن شخصاً يدعى أبو حالوب، اسمه الحقيقي منسي (لبيد)، هو بمثابة سفير العراق الشعبي ويتخذ من مقهى الروضة مقراً له دائماً له منذ ثلاثين عاماً. يجلس على كرسي واحد يقع في يسار مقدمة المقهى دون أن يغير مكانه طيلة الثلاثة عقود الماضية. يبدأ دوامه وجلوسه على كرسيه المعلوم من الساعة السابعة صباحاً ماسكاً بيده الجريدة الصباحية، يستقبل هذا ويودع ذاك من "المراجعين" ويستمر حتى الساعة الثالثة بعد الظهر، يخرج من المقهى لمدة ساعة واحدة ليتناول غداءه ويعود الى المقهى الساعة الرابعة عصراً ولكن كرسيه في الدوام المسائي على اليسار من مدخل القسم الثاني من المقهى، ويستمر حتى وقت انصرافه في الساعة العاشرة والربع ليلاً.
فكل مَنْ يأتي دمشق سواء القادم من العراق أو من المنافي لابد أن يبدأ بــ (أبو حالوب) ليرشده ويسعفه ويجد له حلاً لطلبه. فهذا يسأل عن قريب أو صديق له يجهل محل إقامته وذاك يريد أن يستأجربيتاً وآخر عنده وثائق شخصية يرغب أن يوصلها باليد الى أهله في العراق أو شخص وصلته أمانة من خارج سوريا جاء لاستلامها من (أبو حاوب)، وباختصار شديد أبو حالوب هو (چفچير) البلد على حد تعبير أبو عادل...لازال الحديث مستمراً لمظفر النواب وهو يُعّرِف لنا شخصية (أبو حالوب)، والنواب من رواد مقهى الروضة ذكرها عدة مرات في قصائده الشعرية، فذكر موقفاً طريفاً حصل له معه، فيقول: لقد أسمعني أبو حالوب ثلاثة أبيات من الشعر قالها الجواهري الكبير في عيد ميلاده، إذ كان أبوه صديقاً للجواهري، ذات مرة في لقاء مع الجواهري كان والده قد اصطحبه معه يوم عيد ميلاده، فنظر الشاعر الكبير الى الطفل وسأله: ما اسمك ؟ فأجاب الطفل: اسمي لبيد. فأنشد الجواهري ثلاثة أبيات من الشعر بحق لبيد ( أبو حالوب فيما بعد) في عيد ميلاده:
لبيد عشت الدهر عمر لبيد..... غض الصبا ألقاً طري العود
أهديك من شعري عز وليدة....... زفت إليك وأنت خير وليد
ألبيد نحن الأسبقون معابر لممر........ جيل من ذويك جديد
وبمناسبة ثانية وثالثة كرر لبيد هذه القصة على النواب، يقول أبو عادل: عرفت ما هو مغزاه، فقلت له: يا أبو حالوب، لقد قال الجواهري فيك ثلاثة أبيات شعر في عيد ميلادك، مُتْ الآن لأرثيك بستة أبيات.
لقاؤنا مع النواب في دمشق:
وصلنا وعائلتي الى دمشق قادمون من طرابلس لقضاء عطلة الصيف في دمشق وبيروت، فتوجهت وحدي الى مقهى الروضة صباحاً لأرى (أبو حالوب) على نفس الكرسي الذي وصفه لنا النواب، عرّفته بنفسي أولاً وقلت له: أريد رقم هاتف أبو عادل أو أية وسيلة لألتقي معه؟. فأجابني: تعال الساعة الخامسة مساءً لتجد عندي الجواب. رجعت الى البيت فوجدت فيه عائلة زوجتي (أمها وأخيها وأختها وأطفالهم، أنهم قادمون من العراق لزيارتنا).
ذهبت الى مقهى الروضة على الموعد، الساعة الخامسة مساءً فوجدت أبى عادل جالساً في المقهى مع (أبو حالوب). بعد المعانقة والسلام المتبادل قال لي: غداً أدعوك أنت وعائلتك على الغداء في مطعم (أبوكمال) قرب مقهى هافانا. قلت له: ربما يعتذر الأهل عن الحضور لوصول ذوي الدكتورة من العراق، ولكن بالتأكيد سيكون حضوري مؤكداً، ونحن لا نريد أن نكلفك يا أبا عادل. فرد عليَّ: لقد كلفتكم مرات ومرات في مدينة الزاوية. في اليوم التالي ذهبت ومعي إبنتي رغد ( 15 عاماً) تناولنا الغداء سوية في المطعم. وأثناء تناولنا الطعام ( وجبة فولكلورية سورية لذيذة من اختياره). وقف رجل ملتحي على طاولتنا ونزع نظارته وسلم على النواب سلاماً حاراً وأتفقا على لقاء بينهما، هو الفنان الكويتي المحبوب عبد الحسين عبد الرضا).
مظفر النواب يصل الخرطوم:
في إحدى جلساتنا في مجلس الخميس في بيتنا بمدينة الزاوية قص علينا أبو عادل مفارقة حصلت له في السودان فقال:
وصلت الخرطوم خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية تلبية لدعوة وجهت لي من قبل اتحاد الأدباء في السودان لإحياء أمسية شعرية هناك.
قبل إقامة الأمسية الثانية بيومين إنبرى أحد الشعراء السودانيين ويدعى (أبو قرون) على مقالة يقول فيها، وصلنا شاعر عراقي يتغزل بالخمرة وبلاده تخوض حرباً ضد أعداء الأمة. نقول له ارجع لبلادك تعيش فيها حراً أو تموت شهيداً.
في الأمسية قرأت عدة قصائد منها قديمة طلبها الجمهور وأخرى قصائد جديدة من ضمنها رباعيات طويلة خصصت فيها مقطعين بحق (أبو قرون) قلت فيها:
"ما لبعض الناس يرميني بسكري في هواه
وهو سكران عمارات يسميها رضاك
يأبن جيبين حراماً أنني أسكر .. كي
أحتمل الدنيا التي فيها أراك
++++++++++++++++
تم يا رب غنائي إنما عتب صغير
لما لِمَ تجعل لبعض الناس أشكال الحمير؟
لتريح الناس منهم..
أم أن المطايا سوف تحتج على هذا المصير؟"
من قفشات الشاعر الراحل:
في إحدى الأمسيا الشعرية في دمشق، بحضور وزير الإعلام السوري ( لم يحضرني اسمه بلضبط ، أعتقد أحمد اسكندر)، كنت ثملاُ قرأت قصيدة، كررت فيها عدة مرات، بسلم صوتي متناغم بالصعود والهبوط، قولي:
بالوضع العربي
أزني
أزني
أزني
قاطعني الوزير، وسط اندهاش الجمهور وقال لي:
أخ مظفر أنت " بتنــ...نا بس مش هَيك" فغصت القاعة بالضحك.
هذا ما أسعفتنا به ذاكرتنا المتعبة في عقدنا السابع من العمر، ولعل نتذكر شيئاً عن الراحل النواب الكبير مستقبلاً فنكتب للحديث تتمة.
وختاماً، تذكرنا بيتاً من الشعر قاله ابن الزاوية الليبية المرحوم الدكتور حسين خليفة في قصيدة ارتجالية وهو يرثي زميلنا العراقي المرحوم الدكتور حسن الحكيم :
فكم من جاهل يحيى دفيناً
وكم من ميت بالعلم حي
وفي الذكرى الأولى لرحيل الشاعر مظفر النواب نقول: لروحك السلام والطمأنينة يا أبا عادل وستبقى بيننا بالشعر حي.



#جعفر_عبد_المهدي_صاحب (هاشتاغ)       Jaffar_Sahib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس في المعاملات - كيف تقلب عدواً الى صديق؟
- الذكرى الثانية عشر لرحيل العلامة الأستاذ الدكتور فوزي رشيد
- حذاري من مستنقع الطائفية البغيض هل صحيح أن سفير العراق في صر ...
- من عشاق اللغة العربية البروفسور الصربي د. رادى بوجوفيتش
- صانعو القرار السياسي الخارجي الأمريكي وعقدة أوديب
- رحيل كوكب أكاديمي عربي ليبيى ساطع في سماء الطب العربي المعاص ...
- دروس وعبر من التاريخ
- لعنة البيروسترويكا: صعود غورباتشوف بداية النهاية لدولة عظمى
- عرض كتاب الدكتور عبد الحميد الصائح، الإعلام وتشكيل الرأي الع ...
- مشروع جعفر لانقاذ رئيس الوزراء
- واطرابلساه
- لكي تبقى أمة العرب حية - الاجتهاد ليس حكراً على المعممين
- عرض كتاب: نفحات نجفية للدكتورمحسن المظفر
- أيها العراقيين انقذوا العراق قبل ضياعه
- الصداقة العميقة لن تتبخر بمرور العقود: زاهد والصائغ نموذجاً
- من مذكراتي الليبية - عبد الله الحجازي وكلمة السر
- من مذكراتي الليبية:كادت مقابة الرئيس الكرواتي أن تسبب طردي م ...
- رجاء فقير من وزير
- في أوسلو مائدة مستديرة للحوار
- الصالون الثقافي للأديبة زكية خيرهم رئيسة رابطة الكاتبات المغ ...


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جعفر عبد المهدي صاحب - في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الخالد مظفر النواب